لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

من فضائل الصحابة - وقفات مع الاختبارات Empty من فضائل الصحابة - وقفات مع الاختبارات {الخميس 18 أغسطس - 16:11}

بسم الله الرحمن الرحيم
من فضائل الصحابة - وقفات مع الاختبارات
التأريخ: 26/4/1426هـ
المكان: جامع أبي بكر الصديق بالقطيف
الحمد لله المتفضل على من شاء من عباده بما شاء من مِننِه وهباته، نظر إلى قلوب خلقه جميعاً، فلم يجد بعد الأنبياء أنقى ولا أطهر من قلوب الصحابة الكرام، فاختارهم وزراء لنبيه، وجعلهم حواريين لصفيه، بعد أن صنعهم على عينه، فكان منهم رجالاً من رجالات الحياة، وأكرم بحياة يكون هؤلاء رجالها!
تركوا أوطانهم، ولم يركنوا إلى ملذاتهم، وخرجوا من أموالهم وأولادهم، حاملين رسالة الإسلام؛ لينشروها في دنيا الخافقين، فسطروا في ذلك أروع البطولات، وقدموا من أجل ذلك أنصع التضحيات، فهنيئاً لهم عند الله أعلى الدرجات.
وأشهد أن لا إله إلا الله رفيع الدرجات، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله سيدُ البريات، ص ما نطقت الألسن بتلاوة الآيات.
عباد الله:
تكلمنا في ثلاث خطب عن فضل آل بيت النبي ع وبينا فيها من هم آل البيت وما فضلهم وما هي حقوقهم على المسلمين، وفي هذه الخطبة نتحدث عن فضل الصحابة، وأهل البيت اللذين عاصروا النبي ع من الصحابة فيشملهم هذا الفضل العظيم.
ويعتبر الفتح الإسلامي لبلاد الكفر دليل واضح على صلاح ذلك الجيل المؤمن الذي رباه رسول الله ص فأحسن تربيته فاستحقوا قول الله أ: ((مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمْ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً)) [الفتح:29]، ويدل الفتح على علو همة الخلفاء والقادة والملوك وصدقهم وإخلاصهم لله رب العالمين، فهذا أبو بكر الصديق ايطهر الجزيرة من المرتدين اللذين أركسوا في الكفر بعد الإيمان، وعمر الفاروق ايقوم بفتح الشام ويدك معاقل كسرى فشرق بذلك الفتح أقوام وما زالوا يشرقون، ثم عثمان ذو النورين يفتح بلاد المشرق، وعلي صهر رسول الله ص يطهر بلاد المسلمين من الخوارج، ومن بعدهم يجاهد الروم ويغزو القسطنطينية.
عباد الله: إن فتوحات الصحابة ي كانت فتوحات إيمان، فقد كانوا بأنفسهم القدوة، وكان فعلهم أقوى من قولهم، فقد كانوا أعظم الرجال، فلهم الأثر الأكبر في هذه الفتوحات، وما ذلك كله إلا للعقيدة الصحيحة التي يحملونها، كيف لا؟ وهم أصحاب النبي ص وأنصاره.
عباد الله: إن تربية المصطفى ع ليست كتربية غيره؛ بل هي النخبة، فكل فرد من أفراد الصحابة ذو شأن في عظمته تقوم عليه دولة، وتنهض به أمة، كما أثبت ذلك التاريخ، فهذه أمثلة نوردها من فتوحات الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم أجمعين..
فهذا العلاءُ بن الحضرمي الصحابي الجليل ا، قال عنه ابن كثير /: «كان العلاء من سادات الصحابة العلماء العباد، مُجابي الدعوة، اتفق له في هذه الغزوة التي غزا بها البحرين أن ذللّ الله له البحر، فاقتحم البحر بفرسه، وهو يقول: ارحم يا أرحم الراحمين يا حكيم، يا كريم... فجاوز الخليج بإذن الله، وقهر العدو، وأخذ غنائمهم، حتى قال رجل من المسلمين في مرورهم البحر:

ألمْ تَرَ أنَّ الله ذلَّلَ بحرَه وأنزلَ بالكفارِ إحدَى الجَلائلِ
دَعَوْنا إلى شقِّ البحارِ فَجاءنا بأعجب مِن فلقِ البحارِ الأَوائلِ
وهذا الصحابي عُتبةُ بن غَزْوان ا أحد السابقين إلى الإسلام، وكان له الأثر الكبير في محاربة المرتدين من أهل عُمَان والمهرة وردهم إلى الإسلام، ثم فتح الله عليه جنوب العراق والأهواز، حتى قال المؤرخون: إن جيش عتبة صار لا يَعلم بقوة حربية للفرس في الجنوب إلا وقتلها وفرَّق جمعها، فمن ذلك أن عتبة بلغه أن (مُرْزَبَان) لديه جموع من المحاربين الفرس، فخشي أن يوجههم نحو المدائن، فسارع إليه وهاجمه، ثم قتله بعد أن دمر جيشه.
هذا هو عُتبةُ الزاهد.. وهكذا فليكن القادة.
ولهذا وقف التاريخ.. وقف وسجل بأحرف من نور همم هذه الفئة.
وهنا يقف العقل والقلب ويسأل: كيف يمكننا أن نصير إلى ما صار إليه هؤلاء الأبطال؟!!
أيها المسلمون: إن فتوحات الصحابة ما زالت شاهدة على حسن صنيعهم، فهاهي البصرة إسلامية وفارس كلها، وهاهي ذي منائر سجستان يرفع فيها الأذان.. كم لعاصم بن عمرو التميمي ا من فضل يوم أن كان سبباً في إدخال الإسلام على أهل تلك البلاد إلى اليوم! كم لعبد الله بن أبي السرح ا فاتح إفريقية من الأجر، فرضي الله عن فاتح إفريقية سهلها وجبلها كم أوقع في أهل الشرك والكفر والإلحاد.
وليس هذا فحسب، وليست إفريقية وحدها شاهدة لهم وله على ذلك؛ بل فتح قُبرصَ وغيرها، وهذه الفتوحات ليست فقط مفاخر للذين باشروا القتال بسيوفهم؛ بل دليل على كمال القادة أيضاً، فاكتمل بذلك صلاح الراعي والرَّعية.
وهذا عمرو بن العاص ا مكَّنه الله من فتح مصر وليبيا، وتممها من بعد ذلك تلميذه التابعي عقبة بن نافع / القائد الصالح المجاب الدعوة.
وهذا خالد بن الوليد القائد الفذ سيف الله ورسوله الذي ما هزم في معرمة لا في جاهلية ولا إسلام يقوم بهدم العُزَّى إله قريش، ويأسر أُكَيْدِر صاحبَ دومَةِ الجنْدَل، ويقوم بمطاردة المرتدين، ويغزو اليمامة، ويهزم الفرس، ويجاهد في الأَنبار، ويختطف قائد النصارى، ويشرب السم باسم الله فلا يضره شيء، ويهزم الفرس والروم ونصارى العرب في معركة واحدة.
أخي المسلم:
إن الفتوحات لم تقتصر على الخلفاء والأمراء والقادة فقط، فالتاريخ لم يبخل علينا بشيء حتى في سيرة الجنود؛ وقد كتب لنا المعارك مفصلة؛ بل إن الفتح لم يكن مقصوراً على من كان صحيح البدن، قوي النظر، فهذا الصحابي الجليل مؤذن رسول الله ص عبد الله بنُ أم مَكْتوم الأعمى ا، يأبى إلا أن يشارك في معركة القادسية، ويقول: (ادفعوا إلي اللواء؛ فإني أعمى لا أستطيع أن أفر، وأقيموني بين الصفين).
لله درُّك يا مؤذنَ رسول الله حين تشهَدُ الوغى والرماح، ووقع الأسِنَّةُ، وتمسك بالراية وأنت أعمى! من أي طينة طاهرة كنتم؟ وبأي أرحامٍ حُملتم؟ ومن أي الأصلاب خرجتم؟ لكأنكم أتيتم إلينا من عوالم عُلوية! لا.. إنما هي الحياة الصادقة في ظل العقيدة الإسلامية. (z`ÏiB tûüÏZÏB÷sßJø9$# ×A%y`͑ (#qè%y‰|¹ $tB (#r߉yg»tã ©!$# Ïmø‹n=tã ( Nßg÷YÏJsù `¨B 4Ó|Ós% ¼çmt6øtwU Nåk÷]ÏBur `¨B ãÏàtF^tƒ ( $tBur (#qä9£‰t/ WxƒÏ‰ö7s? ÇËÌÈ ).
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد وسلم تسليما كثيرا وبعد:
فيا عباد الله: إن الإسلام منهج حياة وليس رهبانية ولا كنسية لذا يجب علينا أن نعرج على مسألة الاختبارات التي ستبدأ في الغد إن شاء الله، ولي مع الاختبارات وقفات
1. أن الطالب المجتهد يحب الاختبارات لأنه يطمع في جني ثمار اجتهاده طوال عام كامل، لذا فهو يتأهب لها تأهب العروس في ليلة عُرسه، وكذا المؤمن يحب لقاء الله لأنه يحسن الظن بالله بعد أن قدم ما يطمع أن يغفر الله له بسببه، لذا فهو ينادى في قبره: ربِ أقم الساعة.
أما الطالب الكسول فهو يبغض الاختبارات لأنه يعلم أنه سيعقبها ألم وحسرة وشماتة، وكذا المنافق يصرخ في قبره: رب لا تقم الساعة ((وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ *وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ *يَا لَيْتَهَا كَانَتْ الْقَاضِيَةَ)) [الحاقة:27 ـ25]
2. أن الرجال والنساء والكبار والصغار يهتمون في هذه الأيام وكل والد ووالدة يؤكد على ولده بالحرص والاجتهاد حتى ينجح بله حتى الجار والقريب، وهذا أمر حسن، ولكن لم لا نشعر بنفس الشعور في اختبار الآخرة إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُوْلِي الأَبْصَارِ.
3. كثير من الناس لا يعرف الله إلا في هذه الأيام على عادة أهل الجاهلية الأولى ((فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوْا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ)) [العنكبوت:65] وكما قال الشاعر:
صلى المصلي لأمر كان يطلبه فلما أنقضى الأمر لا صلى ولا صامَ
وكثرة الصلاة والدعاء في هذه الأيام مطلوب لأن التوفيق بيد الله ولكن فرق بين من دعا الله في الرخاء والشدة وبين من ذكره في الشدة ونساه في الرخاء ((.. الْيَوْمَ نَنسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا...)) [الجاثية:34]، ولما دعا يونس ربه وهو في بطن الحوت قالت الملائكة: دعاء معروف من عبد معروف فنجاه الله تعالى.

التوفيق بيد الله تعالى فنوصي الجميع بالدعاء والتوبة، وقديما قال الشاعر:
فلولا عون من الله للفتى أول ما يجني عليه اجتهاده
ومن الأدعية: اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا، وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا ()
رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي
فليحرص الطالب على النوم الباكر، والحضور الباكر للمدرسة، والجواب على السؤال الذي يتقنه، وإذا أغلق عليه ولم يعرف جواب فليدعُو لصاحبه فتدعو له الملائكة كما جاء في الحديث الصحيح.

الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى