صفحة 2 من اصل 2 • 1, 2
رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :
ما أنبأنا به الله تعالى في القرآن
من ذكر الفرج بعد البؤس والامتحان
إن مع العسر يسرا
ً
فهذه السورة كلها، مفصحة بإذكار
اللّه عز وجل، رسوله عليه السلام، منته عليه، في شرح صدره بعد الغم
والضيق، ووضع وزره عنه، وهو الإثم، بعد إنقاض الظهر، وهو الإثقال، أي
أثقله فنقض العظام، كما ينتقض البيت إذا صوت للوقوع، ورفع - جل جلاله -
ذكره، بعد أن لم يكن، بحيث جعله الله مذكوراً معه، والبشارة له، في نفسه
عليه السلام، وفي أمته، بأن مع العسر الواحد يسرين، إذا رغبوا إلى الله
تعالى ربهم، وأخلصوا له طاعاتهم ونياتهم.
وروي عن عبد الله بن عباس، أو
عن علي بن أبي طالب عليه السلام، أنه قال: لا يغلب العسر الواحد يسرين،
يريد أن العسر الأول هو الثاني، وأن اليسر الثاني هو غير الأول، وذلك أن
العسر معرفة، فإذا أعيد، فالثاني هو الأول، لأن الألف واللام لتعريفه،
ويسر، بلا ألف ولام، نكرة، فإذا أعيد، فالثاني غير الأول، وهذا كلام
العرب، فإذا بدأت بالاسم النكرة، ثم أعادته، أعادته معرفةً بالألف واللام،
ألا ترى أنهم يقولون: قد جاءني الرجل الذي تعرفه، فأخبرني الرجل بكذا
وكذا، فالثاني هو الأول، فإذا قالوا: جاءني رجل، وأخبرني رجل بكذا، وجاءني
رجل، فأخبرني رجل بكذا وكذا، فالثاني غير الأول، ولو كان الثاني - في هذا
الموضع - هو الأول، لقالوا: فأخبرني الرجل بكذا وكذا، كما قالوا في ذلك
الموضع.
وقال الله تعالى: " سيجعلُ اللّهُ بعد عسرٍ يسراً " .
وقال: " ومن يتّقِ اللّهَ، يجعل له مخرجاً، ويرزُقْهُ من حيث لا يحتسب،
ومن يتوكّل على اللّه فهو حسبُهُ " .
وقال
تعالى: " أو كالّذي مرّ على قرية، وهي خاوية على عروشها، قال أنّى يحيي
هذه اللّه بعد موتها، فأماته اللّه مِائةَ عامٍ، ثم بعثه، قال: كم لبثتَ،
قال: لبثتُ يوماً أو بعض يومٍ، قال: بل لبثتَ مِائةَ عامٍ، فانظر إلى
طعامك وشرابك لم يتسنَّهْ، وانظر إلى حمارك، ولنجعلك آية للناس، وانظر إلى
العظام كيف ننشزها، ثم نكسوها لحماً، فلما تبيّن له ذلك، قال: أَعْلَمُ
أَنّ اللّهَ على كلّ شيء قدير " .
فأخبر الله تعالى: أن الذي مر على
قرية، استبعد أن يكشف الله تعالى عنها، وعن أهلها، البلاء، لقوله: أنى
يحيي هذه الله بعد موتها، فأماته الله مائة عام ثم بعثه... إلى آخر القصة،
فلا شدة أشد من الموت والخراب، ولا فرج أفرج من الحياة والعمارة، فأعلمه
الله عز وجل، بما فعله به، أنه لا يجب أن يستبعد فرجاً من الله وصنعاً،
كما عمل به، وأنه يحيي القرية وأهلها، كما أحياه، فأراه بذلك، آياته،
ومواقع صنعه.
وقال عز وجل: " أليسَ اللّهُ بكافٍ عبدَهُ، ويخوّفونك بالذين من دُوْنِهِ
" .
وقال
تعالى: " وإذا مسّ الإنسانَ الضرُّ، دعانا لجنبه، أو قاعداً أو قائماً،
فلما كشفنا عنهُ ضرّه، مرّ كأنْ لم يدعنا إلى ضرّ مسّه، كذلك زُيِّنَ
للمسرفين ما كانوا يعملون " .
وقال عز وجل: " هو الذي يسيّركم في البرّ
والبحر، حتى إذا كنتم في الفلك، وجرين بهم بريح طيّبة، وفرحوا بها، جاءتها
ريح عاصف، وجاءهم الموج من كلّ مكان، وظنّوا أنّهم أحيط بهم، دعوا اللّه
مخلصين له الدين، لئن أنجيتنا من هذه، لنكونَنَّ من الشاكرين، فلمّا
أنجاهم، إذا هم يبغونَ في الأرض بغير الحقِّ " .
وقال تعالى، في موضع
آخر: " قل من ينجّيكم من ظلمات البرّ والبحر، تدعونه تضرّعاً وخفية، لئن
أنجيتنا من هذه، لنكوننّ من الشاكرين، قل اللّه ينجّيكم منها، ومن كلّ
كرب، ثم أنتم تشركون " .
وقال تعالى: " وقال الذين كفروا، لرسلهم،
لنخرجنّكم من أرضنا، أو لتعودُنَّ في ملّتنا، فأوحى إليهم ربّهم لنهلكنّ
الظالمين، ولنسكنّنَّكمُ الأرضَ من بعدهم، ذلك لمن خاف مقامي، وخاف وعيد "
.
وقال عز وجل: " ونريد أن نمنّ على الذين استُضْعِفُوا في الأرض،
ونجعلهم أئمّة، ونجعلهم الوارثين، ونمكّن لهم في الأرض، ونُرِي فرعونَ،
وهامانَ، وجنودهما منهم، ما كانوا يحذرون " .
وقال عز وجل: " أَمَّنْ يجيبُ المضطَّر إذا دعاهُ ويكشف السوء،
ويجعلكم خلفاء الأرض، أإلهٌ مع اللّه، قليلاً ما تذكّرون " .
وقال
جل من قائل: " وقال ربكم ادعوني، أستجب لكم " ، وقال عز من قائل " وإذا
سألك عبَادي عنّي، فإنّي قريب، أجيب دعوة الداع إذا دعاني، فليستجيبوا لي،
وليؤمنوا بي، لعلّهم يرشدون " .
وقال تعالى: " ولنبلَّونكم بشيءٍ من
الخوف، والجوع، ونقصٍ من الأموال والأنفس والثمرات، وبشّر الصابرينَ
الّذين إذا أصابتهم مصيبةٌ قالوا إنَّا للّه وإنّا إليه راجعون، أولئك
عليهم صلوات من ربّهم ورحمة، وأولئك هم المهتدون " .
وقال جل جلاله: "
الّذين قال لهم الناسُ، إنّ الناس قد جمعوا لكم، فاخشوهم، فزادهم إيماناً،
وقالوا حسبنا اللّه ونعمَ الوكيل، فانقلبوا بنعمةٍ من اللّه وفضلٍ، لم
يمسسهم سوء، واتّبعوا رضوان اللّه، واللّه ذو فضل عظيم " .
وروي عن
الحسن البصري، أنه قال: عجباً لمكروب غفل عن خمس، وقد عرف ما جعل اللّه
لمن قالهن، قوله تعالى: " ولنبلونَّكُم بشيء من الخوف والجوع ونقص من
الأموال والأنفس والثمرات، وبشّر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا
إنَّا للّه وإنَّا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربّهم ورحمة، وأولئك
هم المهتدون " .
وقوله تعالى: " الذين قال لهم الناس إنّ الناس قد
جمعوا لكم فاخشوهم، فزادهم إيماناً، وقالوا حسبنا اللّه ونعم الوكيل،
فانقلبوا بنعمة من اللّه وفضل، لم يمسسهم سوء " .
وقوله: " وأفّوض أمري إلى اللّه، إنّ اللّه بصير بالعباد، فوقاهم اللّه
سيّئات ما مكروا " .
وقوله:
" وذا النون إذ ذهب مغاضباً فظن أن لن نقدر عليه، فنادى في الظلمات أن لا
إله إلاّ أنت سبحانك إنّي كنت من الظالمين، فاستجبنا له ونجّيناه من الغمّ
وكذلك ننجي المؤمنين " .
وقوله: " وما كان قولهم إلاّ أن قالوا ربّنا
اغفر لنا ذنوبنا، وإسرافنا في أمرنا، وثبّت أقدامنا، وانصرنا على القوم
الكافرين، فأثابهم اللّه ثواب الدنيا، وحسن ثواب الآخرة، واللّه يحب
المحسنين " .
وروي عن الحسن أيضاً، أنه قال: من لزم قراءة هذه الآيات
في الشدائد، كشفها الله عنه، لأنه قد وعد، وحكم فيهن، بما جعله لمن قالهن،
وحكمه لا يبطل، ووعده لا يخلف.
قال
الله تعالى، وهو أصدق القائلين، وهو الحق اليقين " بسم اللّه الرحمن
الرحيم، ألَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ، ووضعنا عنك وِزْرَكَ، الذي أنقض
ظهرك، ورفعنا لك ذكرك، فإنّ مع العسر يسراً، إنّ مع العسر يسراً، فإذا
فرغتَ فانصب، وإلى ربّك فارغب " .
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الباب الأولما أنبأنا به الله تعالى في القرآن
من ذكر الفرج بعد البؤس والامتحان
إن مع العسر يسرا
ً
فهذه السورة كلها، مفصحة بإذكار
اللّه عز وجل، رسوله عليه السلام، منته عليه، في شرح صدره بعد الغم
والضيق، ووضع وزره عنه، وهو الإثم، بعد إنقاض الظهر، وهو الإثقال، أي
أثقله فنقض العظام، كما ينتقض البيت إذا صوت للوقوع، ورفع - جل جلاله -
ذكره، بعد أن لم يكن، بحيث جعله الله مذكوراً معه، والبشارة له، في نفسه
عليه السلام، وفي أمته، بأن مع العسر الواحد يسرين، إذا رغبوا إلى الله
تعالى ربهم، وأخلصوا له طاعاتهم ونياتهم.
وروي عن عبد الله بن عباس، أو
عن علي بن أبي طالب عليه السلام، أنه قال: لا يغلب العسر الواحد يسرين،
يريد أن العسر الأول هو الثاني، وأن اليسر الثاني هو غير الأول، وذلك أن
العسر معرفة، فإذا أعيد، فالثاني هو الأول، لأن الألف واللام لتعريفه،
ويسر، بلا ألف ولام، نكرة، فإذا أعيد، فالثاني غير الأول، وهذا كلام
العرب، فإذا بدأت بالاسم النكرة، ثم أعادته، أعادته معرفةً بالألف واللام،
ألا ترى أنهم يقولون: قد جاءني الرجل الذي تعرفه، فأخبرني الرجل بكذا
وكذا، فالثاني هو الأول، فإذا قالوا: جاءني رجل، وأخبرني رجل بكذا، وجاءني
رجل، فأخبرني رجل بكذا وكذا، فالثاني غير الأول، ولو كان الثاني - في هذا
الموضع - هو الأول، لقالوا: فأخبرني الرجل بكذا وكذا، كما قالوا في ذلك
الموضع.
وقال الله تعالى: " سيجعلُ اللّهُ بعد عسرٍ يسراً " .
وقال: " ومن يتّقِ اللّهَ، يجعل له مخرجاً، ويرزُقْهُ من حيث لا يحتسب،
ومن يتوكّل على اللّه فهو حسبُهُ " .
وقال
تعالى: " أو كالّذي مرّ على قرية، وهي خاوية على عروشها، قال أنّى يحيي
هذه اللّه بعد موتها، فأماته اللّه مِائةَ عامٍ، ثم بعثه، قال: كم لبثتَ،
قال: لبثتُ يوماً أو بعض يومٍ، قال: بل لبثتَ مِائةَ عامٍ، فانظر إلى
طعامك وشرابك لم يتسنَّهْ، وانظر إلى حمارك، ولنجعلك آية للناس، وانظر إلى
العظام كيف ننشزها، ثم نكسوها لحماً، فلما تبيّن له ذلك، قال: أَعْلَمُ
أَنّ اللّهَ على كلّ شيء قدير " .
فأخبر الله تعالى: أن الذي مر على
قرية، استبعد أن يكشف الله تعالى عنها، وعن أهلها، البلاء، لقوله: أنى
يحيي هذه الله بعد موتها، فأماته الله مائة عام ثم بعثه... إلى آخر القصة،
فلا شدة أشد من الموت والخراب، ولا فرج أفرج من الحياة والعمارة، فأعلمه
الله عز وجل، بما فعله به، أنه لا يجب أن يستبعد فرجاً من الله وصنعاً،
كما عمل به، وأنه يحيي القرية وأهلها، كما أحياه، فأراه بذلك، آياته،
ومواقع صنعه.
وقال عز وجل: " أليسَ اللّهُ بكافٍ عبدَهُ، ويخوّفونك بالذين من دُوْنِهِ
" .
وقال
تعالى: " وإذا مسّ الإنسانَ الضرُّ، دعانا لجنبه، أو قاعداً أو قائماً،
فلما كشفنا عنهُ ضرّه، مرّ كأنْ لم يدعنا إلى ضرّ مسّه، كذلك زُيِّنَ
للمسرفين ما كانوا يعملون " .
وقال عز وجل: " هو الذي يسيّركم في البرّ
والبحر، حتى إذا كنتم في الفلك، وجرين بهم بريح طيّبة، وفرحوا بها، جاءتها
ريح عاصف، وجاءهم الموج من كلّ مكان، وظنّوا أنّهم أحيط بهم، دعوا اللّه
مخلصين له الدين، لئن أنجيتنا من هذه، لنكونَنَّ من الشاكرين، فلمّا
أنجاهم، إذا هم يبغونَ في الأرض بغير الحقِّ " .
وقال تعالى، في موضع
آخر: " قل من ينجّيكم من ظلمات البرّ والبحر، تدعونه تضرّعاً وخفية، لئن
أنجيتنا من هذه، لنكوننّ من الشاكرين، قل اللّه ينجّيكم منها، ومن كلّ
كرب، ثم أنتم تشركون " .
وقال تعالى: " وقال الذين كفروا، لرسلهم،
لنخرجنّكم من أرضنا، أو لتعودُنَّ في ملّتنا، فأوحى إليهم ربّهم لنهلكنّ
الظالمين، ولنسكنّنَّكمُ الأرضَ من بعدهم، ذلك لمن خاف مقامي، وخاف وعيد "
.
وقال عز وجل: " ونريد أن نمنّ على الذين استُضْعِفُوا في الأرض،
ونجعلهم أئمّة، ونجعلهم الوارثين، ونمكّن لهم في الأرض، ونُرِي فرعونَ،
وهامانَ، وجنودهما منهم، ما كانوا يحذرون " .
وقال عز وجل: " أَمَّنْ يجيبُ المضطَّر إذا دعاهُ ويكشف السوء،
ويجعلكم خلفاء الأرض، أإلهٌ مع اللّه، قليلاً ما تذكّرون " .
وقال
جل من قائل: " وقال ربكم ادعوني، أستجب لكم " ، وقال عز من قائل " وإذا
سألك عبَادي عنّي، فإنّي قريب، أجيب دعوة الداع إذا دعاني، فليستجيبوا لي،
وليؤمنوا بي، لعلّهم يرشدون " .
وقال تعالى: " ولنبلَّونكم بشيءٍ من
الخوف، والجوع، ونقصٍ من الأموال والأنفس والثمرات، وبشّر الصابرينَ
الّذين إذا أصابتهم مصيبةٌ قالوا إنَّا للّه وإنّا إليه راجعون، أولئك
عليهم صلوات من ربّهم ورحمة، وأولئك هم المهتدون " .
وقال جل جلاله: "
الّذين قال لهم الناسُ، إنّ الناس قد جمعوا لكم، فاخشوهم، فزادهم إيماناً،
وقالوا حسبنا اللّه ونعمَ الوكيل، فانقلبوا بنعمةٍ من اللّه وفضلٍ، لم
يمسسهم سوء، واتّبعوا رضوان اللّه، واللّه ذو فضل عظيم " .
وروي عن
الحسن البصري، أنه قال: عجباً لمكروب غفل عن خمس، وقد عرف ما جعل اللّه
لمن قالهن، قوله تعالى: " ولنبلونَّكُم بشيء من الخوف والجوع ونقص من
الأموال والأنفس والثمرات، وبشّر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا
إنَّا للّه وإنَّا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربّهم ورحمة، وأولئك
هم المهتدون " .
وقوله تعالى: " الذين قال لهم الناس إنّ الناس قد
جمعوا لكم فاخشوهم، فزادهم إيماناً، وقالوا حسبنا اللّه ونعم الوكيل،
فانقلبوا بنعمة من اللّه وفضل، لم يمسسهم سوء " .
وقوله: " وأفّوض أمري إلى اللّه، إنّ اللّه بصير بالعباد، فوقاهم اللّه
سيّئات ما مكروا " .
وقوله:
" وذا النون إذ ذهب مغاضباً فظن أن لن نقدر عليه، فنادى في الظلمات أن لا
إله إلاّ أنت سبحانك إنّي كنت من الظالمين، فاستجبنا له ونجّيناه من الغمّ
وكذلك ننجي المؤمنين " .
وقوله: " وما كان قولهم إلاّ أن قالوا ربّنا
اغفر لنا ذنوبنا، وإسرافنا في أمرنا، وثبّت أقدامنا، وانصرنا على القوم
الكافرين، فأثابهم اللّه ثواب الدنيا، وحسن ثواب الآخرة، واللّه يحب
المحسنين " .
وروي عن الحسن أيضاً، أنه قال: من لزم قراءة هذه الآيات
في الشدائد، كشفها الله عنه، لأنه قد وعد، وحكم فيهن، بما جعله لمن قالهن،
وحكمه لا يبطل، ووعده لا يخلف.
قال
الله تعالى، وهو أصدق القائلين، وهو الحق اليقين " بسم اللّه الرحمن
الرحيم، ألَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ، ووضعنا عنك وِزْرَكَ، الذي أنقض
ظهرك، ورفعنا لك ذكرك، فإنّ مع العسر يسراً، إنّ مع العسر يسراً، فإذا
فرغتَ فانصب، وإلى ربّك فارغب " .
رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
أبو الحسن بن أبي الليث الكاتب يطلق من حبسه على إثر دعاء دعا به
حدثني
فتى من الكتاب البغداديين، يعرف بأبي الحسن بن أبي الليث، وكان أبوه من
كتاب الجيل، يتصرف مع لشكرورز بن سهلان الديلمي، أحد الأمراء - كان - في
عسكر معز الدولة، قال: قرأت في بعض الكتب، إذا دهمك أمر تخافه، فبت وأنت
طاهر، على فراش طاهر، وثياب كلها طاهرة، واقرأ: " والشمس وضحاها " ، إلى
آخر السورة، سبعاً، " والليل إذا يغشى " إلى آخر السورة، سبعاً، ثم قل:
اللهم اجعل لي فرجاً ومخرجاً من أمري، فإنه يأتيك في الليلة الأولة أو
الثانية، وإلى السابعة، آت في منامك، يقول لك: المخرج منه كذا وكذا.
قال:
فحبست بعد هذا بسنين، حبسة طالت حتى أيست من الفرج، فذكرته يوماً وأنا في
الحبس، ففعلت ذلك، فلم أر في الليلة الأولة، ولا الثانية، ولا الثالثة
شيئاً، فلما كان في الليلة الرابعة، فعلت ذلك على الرسم، فرأيت في منامي،
كأن رجلاً يقول لي: خلاصك على يد علي بن إبراهيم.
فأصبحت من غد
متعجباً، ولم أكن أعرف رجلاً يقال له علي بن إبراهيم، فلما كان بعد يومين،
دخل إلي شاب لا أعرفه، فقال لي: قد كفلت بما عليك، فقم، وإذا معه رسول إلى
السجان بتسليمي إليه، فقمت معه، فحملني إلى منزلي، وسلمني فيه، وانصرف.
فقلت
لهم: من هذا ؟ فقالوا: رجل بزاز من أهل الأهواز، يقال له علي بن إبراهيم،
يكون في الكرخ، قيل لنا إنه صديق الذي حبسك، فطرحنا أنفسنا عليه، فتوسط
أمرك، وضمن ما عليك، وأخرجك.
قال مؤلف هذا الكتاب: فلما كان بعد سنين،
جاءني علي بن إبراهيم هذا، وهو معاملي في البز، منذ سنين كثيرة، فذاكرته
بالحديث، فقال: نعم، كان هذا الفتى قد حبسه عبدوس بن أخت أبي علي الحسن بن
إبراهيم النصراني، خازن معز الدولة، وطالبه بخمسة آلاف درهم، كانت عليه من
ضمانه، وكان عبدوس لي صديقاً، فجاءني من سألني خطابه في أمر هذا الرجل،
وجرى الأمر على ما عرفنك.
اللهم اجعل لي من أمري فرجاً ومخرجاً
وما
أعجب هذا الخبر، فإني قد وجدته في عدة كتب، بأسانيد، وبغير أسانيد، على
اختلاف الألفاظ، والمعنى قريب، وأنا أذكر أصحها عندي: وجدت في كتاب محمد
بن جرير الطبري، الذي سماه: كتاب الآداب الحميدة، والأخلاق النفيسة، حدثني
محمد بن عمارة الأسدي، قال: حدثنا عبد الله بن يزيد، قال: أنبأنا أنيس بن
عمران النافعي أبو يزيد، عن روح ابن الحارث بن حبش الصنعاني، عن أبيه، عن
جده، أنه قال لبنيه: يا بني، إذا دهمكم أمر، أو كربكم، فلا يبيتن أحد
منكم، إلا وهو طاهر، على فراش طاهر، في لحاف طاهر، ولا تبيتن معه امرأة،
ثم ليقرأ والشمس وضحاها، سبعاً، والليل إذا يغشى، سبعاً، ثم ليقل: أللهم
اجعل لي من أمري فرجاً ومخرجاً، فإنه يأتيه آت في أول ليلة، أو في
الثالثة، أو في الخامسة، وأظنه قال: أو في السابعة، فيقول له: المخرج مما
أنت فيه كذا وكذا.
قال أنيس: فأصابني وجع لم أدر كيف أزيله، ففعلت أول
ليلة هكذا، فأتاني اثنان فجلس أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجلي، ثم قال
أحدهما لصاحبه: جسه، فلمس جسدي كله، فلما انتهى إلى موضع من رأسي، قال:
احجم ها هنا، ولا تحلق، ولكن اطله بغرا، ثم التفت إلي أحدهما، أو كلاهما،
فقالا لي: كيف لو ضممت إليهما " والتين والزيتون " .
قال: فلما أصبحت
سألت أي شيء الغرا ؟، فقيل لي: الخطمي، أو شيء تستمسك به المحجمة،
فاحتجمت، فبرئت، وأنا ليس أحدث بهذا الحديث أحداً، إلا وجد فيه الشفاء
بإذن الله تعالى، وأضم إليها التين والزيتون.
من يتوكل على الله فهو حسبه
ووجدت
في كتاب أبي الفرج المخزومي عبد الواحد بن نصر، عن أبي القاسم عبد الرحمن
بن العباس، قال: حدثني أبو ساعدة بن أبي الوليد بن أحمد بن أبي داؤد، قال:
حدثني أبي، قال:.
حدثنا إبراهيم بن رباح، قال: حدثنا أبو عبد الله أحمد
بن أبي دؤاد، قال: حدثنا الواثق، قال: حدثنا المعتصم: أن قومً ركبوا
البحر، فسمعوا هاتفاً يهتف بهم، من يعطيني عشرة آلاف دينار حتى أعلمه
كلمة، إذا أصابه غم، أو أشرف على هلاك، فقالها، انكشف ذلك عنه.
فقام رجل من أهل المركب، معه عشرة آلاف دينار، فصاح: أيها الهاتف أنا
أعطيك عشرة آلاف دينار، وعلمني.
فقال: ارم بالمال في البحر، فرمى به، وهو بدرتان فيهما عشرة آلاف دينار.
فسمع
الهاتف يقول: إذا أصابك غم، أو أشرفت على هلكة، فاقرأ: " ومن يتّق اللّه،
يجعل له مخرجاً، ويرزقه من حيث لا يحتسب، ومن يتوكّل على اللّه فهو حسبه،
إنّ اللّه بالغ أمره، قد جعل اللّه لكلّ شيء قدراً " .
فقال جميع من في المركب للرجل: لقد ضيعت مالك.
فقال: كلاً، إن هذه لعظة ما أشك في نفعها.
قال: فلما كان بعد أيام، كسر بهم المركب، فلم ينج منهم أحد غير ذلك الرجل،
فإنه وقع على لوح.
فحدث
بعد ذلك، قال: طرحني البحر على جزيرة، فصعدت أمشي فيها، فإذا بقصر منيف،
فدخلته، فإذا فيه كل ما يكون في البحر من الجواهر وغيرها، وإذا بامرأة لم
أر قط أحسن منها.
فقلت لها: من أنت وأي شيء تعملين ها هنا ؟
قال: أنا
بنت فلان بن فلان التاجر بالبصرة، وكان أبي عظيم التجارة، وكان لا يصبر
عني، فسافر بي معه في البحر، فانكسر مركبنا، فاختطفت، حتى حصلت في هذه
الجزيرة، فخرج إلي شيطان من البحر، يتلاعب بي سبعة أيام، من غير أن يطأني،
إلا أنه يلامسني، ويؤذيني، ويتلاعب بي، ثم ينظر إلي، ثم ينزل إلى البحر
سبعة أيام، وهذا يوم موافاته، فاتق الله في نفسك، واخرج قبل موافاته، وإلا
أتى عليك.
ما انقضى كلامها حتى رأيت ظلمة هائلة، فقالت: قد والله جاء، وسيهلكك.
فلما قرب مني، وكاد يغشاني، قرأت الآية، فإذا هو قد خر كقطعة جبل، إلا أنه
رماد محترق.
فقالت
المرأة: هلك والله، وكفيت أمره، من أنت يا هذا الذي من الله علي بك ؟ فقمت
أنا وهي، فانتخبنا ذلك الجوهر، حتى حملنا كل ما فيه من نفيس وفاخر، ولزمنا
الساحل نهارنا أجمع، فإذا كان الليل، رجعنا إلى القصر.
قال: وكان فيه ما يؤكل، فقلت لها: من أين لك هذا ؟ فقالت: وجدته ها هنا.
فلما كان بعد أيام رأينا مركباً بعيداً، فلوحنا إليه، فدخل، فحملنا،
فسلمنا الله تعالى إلى البصرة، فوصفت لي منزل أهلها، فأتيتهم.
فقالوا: من هذا ؟ فقلت: رسول فلانة بنت فلان.
فارتفعت الواعية، وقالوا: يا هذا لقد جددت علينا مصابنا.
فقلت: اخرجوا، فخرجوا.
فأخذتهم حتى جئت بهم إلى ابنتهم، فكادوا يموتون فرحاً، وسألوها عن خبرها،
فقصته عليهم.
وسألتهم أن يزوجوني بها، ففعلوا، وحصلنا ذلك الجوهر رأس مال بيني وبينها.
وأنا اليوم أيسر أهل البصرة، وهؤلاء أولادي منها.
المعلى بن أيوب الكاتب يتخلص من الفضل ابن مروان بدعاء دعا به
وذكر
أبو عبد الله محمد بن عبدوس الجهشياري، في كتابه، كتاب الوزراء، أن المعلى
بن عبد الله بن المعلى بن أيوب، حدثه عن أبيه، قال: قال لي المعلى بن
أيوب: أعنتني الفضل بن مروان، ونحن في بعض الأسفار وطالبني بعمل طويل يعمل
في مدة بعيدة، واقتضانيه في كل يوم مراراً، إلى أن أمرني عن المعتصم بالله
أن لا أبرح إلا بعد الفراغ منه.
فقعدت في ثيابي، وجاء الليل، فجعلت بين
يدي نفاطة، وطرح غلماني أنفسهم حولي، وورد علي هم عظيم، لأنني قلت: ما
تجاسر على أن يوكل بي إلا وقد وقف على سوء رأي فيّ من المعتصم.
فإني
لجالس، وذقني على يدي، وقد مضى الليل، وأنا متفكر، فحملتني عيناي، فرأيت
كأن شخصاً قد مثل بين يدي، وهو يقول: " قل من ينجيكم من ظلمات البرّ
والبحر، تدعونه تضرعاً وخفيةً، لئن أنجيتنا من هذه، لنكوننّ من الشاكرين،
قل اللّه ينجيكم منها ومن كلّ كرب " .
ثم انتبهت، فإذا أنا بمشعل قد
أقبل من بعيد، فلما قرب مني كان وراءه محمد بن حماد دنقش صاحب الحرس، وقد
أنكر نفاطتي، فجاء يعرف سببها، فأخبرته خبري.
فمضى إلى المعتصم، فأخبره، فإذا الرسل يطلبوني، فدخلت إليه، وهو قاعد، ولم
يبق بين يديه من الشمع إلا أسفله.
فقال لي: ما خبرك ؟ فشرحته له.
فقال: ويلي على النبطي، يمتهنك، وأي يد له عليك، أنت كاتبي، كما هو كاتبي،
انصرف.
فلما وليت، ردني، واستدناني، ثم قال لي: تمضي مديدة، ثم ترى فيه ما تحب.
قال: فانصرفت، وبكرت إلى الفضل على عادتي، لم أنكر شيئاً.
حدثني
فتى من الكتاب البغداديين، يعرف بأبي الحسن بن أبي الليث، وكان أبوه من
كتاب الجيل، يتصرف مع لشكرورز بن سهلان الديلمي، أحد الأمراء - كان - في
عسكر معز الدولة، قال: قرأت في بعض الكتب، إذا دهمك أمر تخافه، فبت وأنت
طاهر، على فراش طاهر، وثياب كلها طاهرة، واقرأ: " والشمس وضحاها " ، إلى
آخر السورة، سبعاً، " والليل إذا يغشى " إلى آخر السورة، سبعاً، ثم قل:
اللهم اجعل لي فرجاً ومخرجاً من أمري، فإنه يأتيك في الليلة الأولة أو
الثانية، وإلى السابعة، آت في منامك، يقول لك: المخرج منه كذا وكذا.
قال:
فحبست بعد هذا بسنين، حبسة طالت حتى أيست من الفرج، فذكرته يوماً وأنا في
الحبس، ففعلت ذلك، فلم أر في الليلة الأولة، ولا الثانية، ولا الثالثة
شيئاً، فلما كان في الليلة الرابعة، فعلت ذلك على الرسم، فرأيت في منامي،
كأن رجلاً يقول لي: خلاصك على يد علي بن إبراهيم.
فأصبحت من غد
متعجباً، ولم أكن أعرف رجلاً يقال له علي بن إبراهيم، فلما كان بعد يومين،
دخل إلي شاب لا أعرفه، فقال لي: قد كفلت بما عليك، فقم، وإذا معه رسول إلى
السجان بتسليمي إليه، فقمت معه، فحملني إلى منزلي، وسلمني فيه، وانصرف.
فقلت
لهم: من هذا ؟ فقالوا: رجل بزاز من أهل الأهواز، يقال له علي بن إبراهيم،
يكون في الكرخ، قيل لنا إنه صديق الذي حبسك، فطرحنا أنفسنا عليه، فتوسط
أمرك، وضمن ما عليك، وأخرجك.
قال مؤلف هذا الكتاب: فلما كان بعد سنين،
جاءني علي بن إبراهيم هذا، وهو معاملي في البز، منذ سنين كثيرة، فذاكرته
بالحديث، فقال: نعم، كان هذا الفتى قد حبسه عبدوس بن أخت أبي علي الحسن بن
إبراهيم النصراني، خازن معز الدولة، وطالبه بخمسة آلاف درهم، كانت عليه من
ضمانه، وكان عبدوس لي صديقاً، فجاءني من سألني خطابه في أمر هذا الرجل،
وجرى الأمر على ما عرفنك.
اللهم اجعل لي من أمري فرجاً ومخرجاً
وما
أعجب هذا الخبر، فإني قد وجدته في عدة كتب، بأسانيد، وبغير أسانيد، على
اختلاف الألفاظ، والمعنى قريب، وأنا أذكر أصحها عندي: وجدت في كتاب محمد
بن جرير الطبري، الذي سماه: كتاب الآداب الحميدة، والأخلاق النفيسة، حدثني
محمد بن عمارة الأسدي، قال: حدثنا عبد الله بن يزيد، قال: أنبأنا أنيس بن
عمران النافعي أبو يزيد، عن روح ابن الحارث بن حبش الصنعاني، عن أبيه، عن
جده، أنه قال لبنيه: يا بني، إذا دهمكم أمر، أو كربكم، فلا يبيتن أحد
منكم، إلا وهو طاهر، على فراش طاهر، في لحاف طاهر، ولا تبيتن معه امرأة،
ثم ليقرأ والشمس وضحاها، سبعاً، والليل إذا يغشى، سبعاً، ثم ليقل: أللهم
اجعل لي من أمري فرجاً ومخرجاً، فإنه يأتيه آت في أول ليلة، أو في
الثالثة، أو في الخامسة، وأظنه قال: أو في السابعة، فيقول له: المخرج مما
أنت فيه كذا وكذا.
قال أنيس: فأصابني وجع لم أدر كيف أزيله، ففعلت أول
ليلة هكذا، فأتاني اثنان فجلس أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجلي، ثم قال
أحدهما لصاحبه: جسه، فلمس جسدي كله، فلما انتهى إلى موضع من رأسي، قال:
احجم ها هنا، ولا تحلق، ولكن اطله بغرا، ثم التفت إلي أحدهما، أو كلاهما،
فقالا لي: كيف لو ضممت إليهما " والتين والزيتون " .
قال: فلما أصبحت
سألت أي شيء الغرا ؟، فقيل لي: الخطمي، أو شيء تستمسك به المحجمة،
فاحتجمت، فبرئت، وأنا ليس أحدث بهذا الحديث أحداً، إلا وجد فيه الشفاء
بإذن الله تعالى، وأضم إليها التين والزيتون.
من يتوكل على الله فهو حسبه
ووجدت
في كتاب أبي الفرج المخزومي عبد الواحد بن نصر، عن أبي القاسم عبد الرحمن
بن العباس، قال: حدثني أبو ساعدة بن أبي الوليد بن أحمد بن أبي داؤد، قال:
حدثني أبي، قال:.
حدثنا إبراهيم بن رباح، قال: حدثنا أبو عبد الله أحمد
بن أبي دؤاد، قال: حدثنا الواثق، قال: حدثنا المعتصم: أن قومً ركبوا
البحر، فسمعوا هاتفاً يهتف بهم، من يعطيني عشرة آلاف دينار حتى أعلمه
كلمة، إذا أصابه غم، أو أشرف على هلاك، فقالها، انكشف ذلك عنه.
فقام رجل من أهل المركب، معه عشرة آلاف دينار، فصاح: أيها الهاتف أنا
أعطيك عشرة آلاف دينار، وعلمني.
فقال: ارم بالمال في البحر، فرمى به، وهو بدرتان فيهما عشرة آلاف دينار.
فسمع
الهاتف يقول: إذا أصابك غم، أو أشرفت على هلكة، فاقرأ: " ومن يتّق اللّه،
يجعل له مخرجاً، ويرزقه من حيث لا يحتسب، ومن يتوكّل على اللّه فهو حسبه،
إنّ اللّه بالغ أمره، قد جعل اللّه لكلّ شيء قدراً " .
فقال جميع من في المركب للرجل: لقد ضيعت مالك.
فقال: كلاً، إن هذه لعظة ما أشك في نفعها.
قال: فلما كان بعد أيام، كسر بهم المركب، فلم ينج منهم أحد غير ذلك الرجل،
فإنه وقع على لوح.
فحدث
بعد ذلك، قال: طرحني البحر على جزيرة، فصعدت أمشي فيها، فإذا بقصر منيف،
فدخلته، فإذا فيه كل ما يكون في البحر من الجواهر وغيرها، وإذا بامرأة لم
أر قط أحسن منها.
فقلت لها: من أنت وأي شيء تعملين ها هنا ؟
قال: أنا
بنت فلان بن فلان التاجر بالبصرة، وكان أبي عظيم التجارة، وكان لا يصبر
عني، فسافر بي معه في البحر، فانكسر مركبنا، فاختطفت، حتى حصلت في هذه
الجزيرة، فخرج إلي شيطان من البحر، يتلاعب بي سبعة أيام، من غير أن يطأني،
إلا أنه يلامسني، ويؤذيني، ويتلاعب بي، ثم ينظر إلي، ثم ينزل إلى البحر
سبعة أيام، وهذا يوم موافاته، فاتق الله في نفسك، واخرج قبل موافاته، وإلا
أتى عليك.
ما انقضى كلامها حتى رأيت ظلمة هائلة، فقالت: قد والله جاء، وسيهلكك.
فلما قرب مني، وكاد يغشاني، قرأت الآية، فإذا هو قد خر كقطعة جبل، إلا أنه
رماد محترق.
فقالت
المرأة: هلك والله، وكفيت أمره، من أنت يا هذا الذي من الله علي بك ؟ فقمت
أنا وهي، فانتخبنا ذلك الجوهر، حتى حملنا كل ما فيه من نفيس وفاخر، ولزمنا
الساحل نهارنا أجمع، فإذا كان الليل، رجعنا إلى القصر.
قال: وكان فيه ما يؤكل، فقلت لها: من أين لك هذا ؟ فقالت: وجدته ها هنا.
فلما كان بعد أيام رأينا مركباً بعيداً، فلوحنا إليه، فدخل، فحملنا،
فسلمنا الله تعالى إلى البصرة، فوصفت لي منزل أهلها، فأتيتهم.
فقالوا: من هذا ؟ فقلت: رسول فلانة بنت فلان.
فارتفعت الواعية، وقالوا: يا هذا لقد جددت علينا مصابنا.
فقلت: اخرجوا، فخرجوا.
فأخذتهم حتى جئت بهم إلى ابنتهم، فكادوا يموتون فرحاً، وسألوها عن خبرها،
فقصته عليهم.
وسألتهم أن يزوجوني بها، ففعلوا، وحصلنا ذلك الجوهر رأس مال بيني وبينها.
وأنا اليوم أيسر أهل البصرة، وهؤلاء أولادي منها.
المعلى بن أيوب الكاتب يتخلص من الفضل ابن مروان بدعاء دعا به
وذكر
أبو عبد الله محمد بن عبدوس الجهشياري، في كتابه، كتاب الوزراء، أن المعلى
بن عبد الله بن المعلى بن أيوب، حدثه عن أبيه، قال: قال لي المعلى بن
أيوب: أعنتني الفضل بن مروان، ونحن في بعض الأسفار وطالبني بعمل طويل يعمل
في مدة بعيدة، واقتضانيه في كل يوم مراراً، إلى أن أمرني عن المعتصم بالله
أن لا أبرح إلا بعد الفراغ منه.
فقعدت في ثيابي، وجاء الليل، فجعلت بين
يدي نفاطة، وطرح غلماني أنفسهم حولي، وورد علي هم عظيم، لأنني قلت: ما
تجاسر على أن يوكل بي إلا وقد وقف على سوء رأي فيّ من المعتصم.
فإني
لجالس، وذقني على يدي، وقد مضى الليل، وأنا متفكر، فحملتني عيناي، فرأيت
كأن شخصاً قد مثل بين يدي، وهو يقول: " قل من ينجيكم من ظلمات البرّ
والبحر، تدعونه تضرعاً وخفيةً، لئن أنجيتنا من هذه، لنكوننّ من الشاكرين،
قل اللّه ينجيكم منها ومن كلّ كرب " .
ثم انتبهت، فإذا أنا بمشعل قد
أقبل من بعيد، فلما قرب مني كان وراءه محمد بن حماد دنقش صاحب الحرس، وقد
أنكر نفاطتي، فجاء يعرف سببها، فأخبرته خبري.
فمضى إلى المعتصم، فأخبره، فإذا الرسل يطلبوني، فدخلت إليه، وهو قاعد، ولم
يبق بين يديه من الشمع إلا أسفله.
فقال لي: ما خبرك ؟ فشرحته له.
فقال: ويلي على النبطي، يمتهنك، وأي يد له عليك، أنت كاتبي، كما هو كاتبي،
انصرف.
فلما وليت، ردني، واستدناني، ثم قال لي: تمضي مديدة، ثم ترى فيه ما تحب.
قال: فانصرفت، وبكرت إلى الفضل على عادتي، لم أنكر شيئاً.
صفحة 2 من اصل 2 • 1, 2
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى