صفحة 1 من اصل 2 • 1, 2
رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
سورة يوسف والاختيار السكون لإجماعها عليه في قوله كدأب آل
فرعون
قوله تعالى وفيه يعصرون يقرأ بالياء والتاء فالحجة لمن قرأ بالياء أنه رده
على قوله فيه يغاث الناس
ومن قرأه بالتاء فحجته أنه خصهم بذلك دون الناس
قوله تعالى حيث يشاء يقرأ بالياء والنون فالحجة لمن قرأه بالياء أنه جعل
الفعل ليوسف والحجة لمن قرأه بالنون أنه جعل الإخبار بالفعل لله تعالى لأن
المشيئة له لا ليوسف إلا بعد مشيئته عز و جل
قوله تعالى وقال لفتيته يقرأبالياء والتاء وبالألف والنون فالحجة لمن قرأه
بالياء أنه أراد الجمع القليل مثل غلمة وصبية والحجة لمن قرأه بالألف
والنون أنه أراد الجمع الكثير مثل غلمان وصبيان
فإن قيل وزن فتى فعل وفعل لا يجمع على فعلة فقل لما وافق غلمانا في الجمع
الكثير جمعوا بينهما في القليل ليوافقوا بينهما
قوله تعالى نكتل يقرأ بالنون والباء فالحجة لمن قرأه بالياء أنه أراد
انفراد كل واحد منهم بكيله والحجة لمن قرأه بالنون أنه أخبر بذلك عن
جماعتهم وأدخل أخاهم في الكيل معهم
وأصله نفتعل فاستثقلوا الكسرة على الياء فحذفت فانقلبت الياء ألفا لانفتاح
ما قبلها فالتقى ساكنان فحذفت لالتقاء الساكنين
سورة يوسف
قوله تعالى فلما استيأسوا منه يقرأبتقديم الياء قبل الهمزة فيكون الياء
فاء الفعل وبتقديم الهمزة قبل الياء فيكون الياء عين الفعل ومثله حتى إذا
استيأس الرسل فالحجة لمن جعل الياء فاء الفعل أنه أخذه من قولهم يئس ييأس
يأسا والحجة لمن جعل الهمزة فاء الفعل أنه أخذه من قولهم أيس يأيس إياسا
وقد قرئ بتخفيف الهمزة فالحجة لمن خففها وجعل الياء فاء الفعل أنه يجعلها
ياء مشددة لأنه أدغم فاء الفعل لسكونها في العين وحركها بحركتها والحجة
لمن خففها والهمزة فاء الفعل أنه يجعلها ألفا خفيفة للفتحة قبلها
قوله تعالى خير حافظا يقرأ بإثبات الألف بعد الحاء وبحذفها والأصل فيهما
والله خيركم حفظا وحافظا فنصب قوله حفظا على التمييز ونصب قوله حافظا على
الحال ويحتمل التمييز وإنما كان أصله الإضافة فلما حذفها خلفها بالتنوين
فإن قيل فما الفرق بين قولهم زيد أفره عبد بالخفض وزيد أفره عبدا بالنصب
فقل إذا خفضوا فالفاره هو العبد وإنما مدحته في ذاته وإذا نصبوا فالعبد
غير زيد ومعناه زيد أفرهكم عبدا أو أفره عبدا من غيره فهذا فرقان بين
سورة يوسف
قوله تعالى إلا رجالا يوحى إليهم يقرا بالياء والنون وفتح الحاء مع الياء
وكسرها مع النون فالحجة لمن قرأه بالياء أنه جعله فعل ما لم يسم فاعله
والحجة لمن قرأه بالنون أنه جعله من إخبار الله تعالى عن نفسه بالنون
قوله تعالى أئنك يقرأ بهمزتين محققتين وبهمزة ومدة وياء بعدها وبالإخبار
من غير استفهام فالحجحة لم حقق أن الأولى للاستفهام والثانية همزة إن فأتى
بهما على أصلهما والحجة لمن همزه ومد وأتى بالياء أنه فرق بين الهمزتين
بمدة ثم لين الثانية فصارت ياء لانكسارها والحجة لمن أخبر ولم يستفهم
أجابته لهم بقوله أنا يوسف ولو كانوا مستفهمين لأجابهم بنعم أولا ولكنهم
أنكروه فأجابهم محققا
قوله تعالى إنه من يتق ويصبر القراءة بكسر القاف وحذف الياء علامة للجزم
بالشرط إلا ما رواه قنبل عن ابن كثير بإثبات الياء وله في إثباتها وجهان
أحدهما أن من العرب من يجرى الفعل المعتل مجرى الصحيح فيقول لم يأتي زيد
وأنشد ... ألم يأتيك والأنباء تنمى ... بما لاقت لبون بني زياد ...
والاختيار في مثل هذا حذف الياء للجازم لأن دخول الجازم على الأفعال يحذف
الحركات الدالة على الرفع إذا وجدها فإن عدمها لعلة حذفت الحروف التي
تولدت منها
سورة الرعد الحركات لأنها قامت مقامها ودلت على ما كانت الحركات
تدل عليه وإنما يجوز إثباتها مع الجازم في ضرورة الشاعر
والوجه الثاني أنه أسقط الياء لدخول الجازم ثم بقى القاف على كسرتها
وأشبعها لفظا فحدثت الياء للإشباع كما قال الشاعر ... أقول إذ خرت على
الكلكال ... يا ناقتي ما جلت من مجال ...
قوله تعالى أنهم قد كذبوا يقرأ بتشديد الذال وتخفيفها فالحجة لمن شدد أنه
جعل الظن للأنبياء بمعنى العلم يريد ولما علموا أن قومهم قد كذبوهم جاء
الرسل نصرنا والحجة لمن خفف أنه جعل الظن للكفرة بمعنى الشك وتقديره وظن
الكفرة أن الرسل قد كذبوا فيما وعدوا به من النصر
قوله تعالى فننجي يقرأ بجيم مشددة وفتح الياء وبنونين وسكون الياء فالحجة
لمن قرأه بنون واحدة أنه جعله فعلا ماضيا بني لما لم يسم فاعله وسهل ذلك
عليه كتابته في السواد بنون واحدة لأنها خفيت للغنة لفظا فحذفت خطا والحجة
لمن قرأه بنونين أنه دل بالأولى على الاستقبال وبالثانية على الأصل وأسكن
الياء علما للرفع
ومن سورة الرعد
قوله تعالى يغشى الليل النهار يقرأ بالتشديد والتخفيف وقد ذكرت علته في
الأعراف
قوله تعالى وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يقرأ ذلك كله بالرفع
سورة الرعد والخفض فالحجة لمن رفع أنه رده على قوله وفي الأرض
قطع متجاورات وجنات والحجة لمن خفض أنه رده على قوله من أعناب وزرع
فإن قيل لم ظهرت الواو في صنوان وحقها الإدغام فقل عن ذلك جوابان أحدهما
أنها لو أدغمت لأشبه فعلان فعالا والآخر أن سكون النون ها هنا وفي قوله
بنيان وقنوان عارض لانها قد تتحرك في الجمع والتصغير فلما كان السكون فيها
غير لازم كان الإدغام كذلك
قوله تعالى تسقى بماء واحد يقرأ بالياء والتاء فالحجة لمن قرأه بالياء أنه
أراد يسقى المذكور والحجة لمن قرأه بالتاء أنه رده على لفظ جنات ولفظها
مؤنث
قوله تعالى ونفضل يقرأ بالياء والنون فالحجة لمن قرأه بالياء أنه جعله
إخبارا عن الله تعالى من الرسول والحجة لمن قرأه بالنون أنه جعله من إخبار
الله تعالى عن نفسه
وقوله تعالى أئذا كنا ترابا أئنا يقرآن بالاستفهام فيهما وباستفهام الأول
والإخبار في الثاني وقد تقدم ذكر علله والاحتجاج لمن قرأ به
قوله تعالى المتعال يقرأبإثبات الياء وصلا ووقفا وبإثباتها وصلا وحذفها
وقفا وبحذفها وصلا ووقفا فالحجة لمن أثبتها وصلا ووقفا أنه أتى بالكلمة
على ما أوجبه القياس لها لأن الياء إنما كانت تسقط لمقارنة التنوين في
النكرة فلما دخلت الألف واللام زال التنوين فعاد لزواله ما سقط لمقارنته
والحجة لمن أثبتها وصلا وحذفها وقفا أنه اتبع خط السواد في الوقف وأخذ
بالأصل في الوصل فأتى بالوجهين معا والحجة لمن
سورة الرعد حذفها فيهما أن النكرة قبل المعرفة فلما سقطت فيها
الياء ثم دخلت الألف واللام دخلتا على شيء محذوف فلم يكن لهما سبيل إلى
رده وله أن يقول إن العرب تجتزئ بالكسرة من الياء فلذلك سقطت الياء في
السواد
ووزن متعال متفاعل من العلو لام الفعل منن واو انقلبت ياء لوقوعها طرفا
وكسر ما قبلها
والدليل على أن اللغة لا تقاس وإنما تؤخذ سماعا قولهم الله متعال من تعالى
ولا يقال متبارك من تبارك
فأما قولهم تعال يا رجل فكان أصله ارتفع ثم كثر استعماله حتى قيل لمن كان
في أعلى الدار تعال إلى اسفل
فإن قيل كيف تنهي من قولك تعال لأن نقيض الأمر النهي فقل إن العرب إذا
غيرت كلمة عن جهتها أو جمعت بين حرفين أو أقامت لفظا مقام لفظ الزمته
طريقة واحدة كالأمثال التي لا تنقل عن لفظ من قيلت فيه أبدا كقولهم في
الأمر هلم وهات يا رجل وصه ومه فأمرت بذلك ولم تنه منه لانها حروف أفعال
وضعت معانيها للأمر فقط فأجريت مجرى الأمثال اللازمة طريقة واحدة بلفطها
قوله تعالى أم هل يستوى يقرأ بالتاء والياء وقد مضى الجواب في علته آنفا
ومثله ومما توقدون عليه بالتاء والياء
قوله تعالى وصدوا عن السبيل يقرأ يفتح الصاد وضمها فالحجة لمن قرأها
بالفتح أنه دل بذلك على بناء الفعل لفاعله والحجة لمن قرأها بالضم أنه دل
بذلك على بناء الفعل لما لم يسم فاعله
قوله تعالى ويثبت يقرأبالتخفيف والتشديد فالحجة لمن خفف أنه أخذه
سورة ابراهيم من أثبت يثبت والحجة لمن شدد أنه أخذه من ثبت يثبت
ومعناه يبقيه ثابتا فلا يمحوه ومنه يثبت الله الذين آمنوا
والنحويون يختارون التخفيف لموافقته للتفسير لأن الله تعالى إذا عرضت
أعمال عبده عليه أثبت ما شاء ومحا ما شاء
فإن قيل كيف يمحو ما قد أخبر نبيه عليه السلام بأنه قد فرغ منه فقل إنما
فرغ منه علما وعلمه لا يوجب ثوابا ولا عقابا إلا بالعمل فإذا كتب الملك ثم
تاب العبد فمحاه الله تعالى قبل ظهور العمل كان ذلك له لأن علمه به قبل
الظهور كعلمه به بعده
قوله تعالى وسيعلم الكافر يقرأ بالتوحيد والجمع فالحجة لمن وحد أنه أراد
به أبا جهل فقط والحجة لمن جمع أنه أراد كل الكفار ودليله أنه في حرف أبي
وسيعلم الذين كفروا وفي حرف عبد الله وسيعلم الذين كفروا وإنما وقع الخلف
في هذا الحرف لأنه في خط الإمام بغير ألف وإنما هو الكفر
ومن سورة إبراهيم
قوله تعالى إلى صراط العزيز الحميد الله يقرأبالرفع والخفض فالحجة لمن رفع
أنه جعل الكلام تاما عند قوله الحميد ثم ابتدأ قوله الله الذي فرفعه
بالابتداء وإنما حسن ذلك لأن الذي قبله رأس آية والحجة لمن خفض أنه جعله
بدلا من قوله الحميد أو نعتا له
والبصريون يفرقون بين البدل والنعت فما كان حلية للإنسان جاءت بعد اسمه
ليفرق بذلك بينه وبين غيره ممن له هذا الاسم فهو النعت كقولك مررت بزيد
الظريف
سورة ابراهيم وما بدأت فيه بالحلية ثم أتيت بعدها بالاسم فهو
البدل كقولك مررت بالظريف زيد فاعرف الفرق في ذلك
قوله تعالى ألم تر أن الله خلق يقرأبإثبات الألف وطرحها فالحجة لمن أثبتها
أنه جعله اسما للفاعل ورفعه بخبر إن وأضافه إلى السموات فكان بالإضافة في
معنى ما قد مضى وثبت والحجة لمن طرحها أنه جعله فعلا ماضيا وعداه إلى
السموات فنصبها وإن كان النصب فيها كالخفض لأن الكسرة في جمع المؤنث
السالم كالياء في جمع المذكر السالم
قوله تعالى وما أنتم بمصرخي تقرأ بفتح الياء وكسرها فالحجة لمن فتح أنه
يقول الأصل بمصرخيني فذهبت النون للإضافة وأدغمت الياء في الياء فالتقى
ساكنان ففتح الياء لالتقائهما كما تقول على ومسلمي وعشري والحجة لمن كسر
أنه جعل الكسرة بناء لا إعرابا واحتج بأن العرب تكسر لالتقاء الساكنين كما
تفتح وإن كان الفتح عليهم أخف وأنشد شاهدا لذلك ... قال لها هل لك يا تا
في ... قالت له ما أنت بالمرضي ...
قوله تعالى لتزول منه الجبال ... يقرأ بفتح اللام الأولى ورفع الفعل
وبكسرها ونصب الفعل فالحجة لمن فتح أنه جعلها لام التأكيد فلم تؤثر في
الفعل ولم تزله عن أصل إعرابه وهذه القراءة توجب زوال الجبال لشدة مكرهم
وعظمه وقد جاء به التفسير والحجة لمن كسر أنه جعلها لام كي وهي في الحقيقة
لام الجحد وإن
سورة الحجر ها هنا بمعنى ما ومثله قوله وما كان الله ليضيع
إيمانكم ومعنى ذلك أن مكرهم لأضعف من أن تزول منه الجبال
قوله تعالى وتقبل دعائي ويقرأ بإثبات الياء وصلا ووقفا وبطرحها وقفا
وإثباتها وصلا وبطرحها من الوجهين معا وقد ذكرت علة ذلك فيما سلف
ومن سورة الحجر
قوله تعالى ربما يود يقرأبتخفيف الباء وتشديدها فالحجة لمن خفف أن الأصل
عنده في التشديد باءان أدغمت إحداهما في الأخرى فأسقط واحدة تخفيفا والحجة
لمن شدد أنه أتى بلفظها على الأصل وهو الاختيار قال الشاعر ... يا رب سار
بات لن يوسدا ... تحت ذراع العنس أو كف اليدا ...
اختلف النحويون في نصب اليد ها هنا فقال قوم موضعها خفض ولكن الشاعر أتى
بها على الأصل واصلها يدي ثم قلب من الياء ألفا فقال اليدا كما قالوا
الرحا والعصا والعرب تقلب الألف عند الضرورة ياء ذكر ذلك سيبويه وأنشد
سورة الحجر ... قواطنا مكة من ورق الحمى ...
أراد الحمام فأسقط الميم الأخيرة ثم قلب الألف ياء فلما قلبوا ها هنا من
الألف ياء قلبوا هناك الياء ألفا
وقال الأصمعي معنى كف ها هنا قبض وهو فعل ماض واليد منصوبة بتعدي الفعل
إليها
فإن قيل رب موضوعة للتقليل كما وضعت كم للتكثير فما وجه الإتيان بها ها
هنا فقل إن العرب استعملت إحداهما في موضع الآخرى ومنه قولهم إذا أنكروا
على أحدهم حالا فنهوه فلم ينته ربما نهيت فلانا فأبى
فإن قيل فما موضع ما بعد رب فقل في ذلك أجوبة منها أن تكون نائبة عن اسم
منكور فهي في موضع خفض أو تكون كافة لعمل رب ليقع بعدها الفعل لأنها من
عوامل الأسماء أو تكون ما وما وصلت به بمعنى المصدر يريد رب وداد الذين
كفروا
فأما قوله لو كانوا مسلمين فقيل عند معاينة الموت وقيل عند معاينة أهوال
يوم القيامة عند إخراج أمة محمد عليه السلام من النار بشفاعته لهم
قوله تعالى ما تنزل الملائكة يقرأ بفتح التاء وضمها وبالتشديد والرفع
وبالنون وكسر الزاي والتشديد والنصب فالحجة لمن فتح التاء أنه أراد تتنزل
فأسقط
سورة الحجر إحدى التائين ورفع الملائكة بفعلهم والحجة لمن ضم
التاء أنه دل بذلك على نقل الفعل عن بنائه للفاعل إلى ما لم يسم فاعله
ورفع به الملائكة لأن الفعل صار حديثا عنهم لما اختزل الفاعل وكل من حدثت
عنه بحديث رفعته بذلك الحديث والحجة لمن قرأبالنون أنه أخبر بذلك عن إخبار
الله بالفعل عن نفسه ونصب الملائكة بتعدي الفعل إليهم
قوله تعالى سكرت أبصارنا يقرأ بتشديد الكاف وتخفيفها فالحجة لمن شدد أنه
أراد سدت وغطيت والحجة لمن خفف أنه أراد سحرت ووقفت كما تقول سكرت الماء
في النهر إذا وقفته
وقال الكسائي هما لغتان وإن اختلف تفسيرهما
قوله تعالى فبم تبشرون يقرأبتشديد النون وتخفيفها مع الكسر وبتخفيفها مع
الفتح فالحجة لمن شدد أنه أراد تبشرونني بنونين الأولى علامة الرفع
والثانية مع الياء اسم المفعول به فأسكن الأولى وأدغمها في الثانية تخفيفا
ودل بالكسرة على الياء فكفت منها والحجة لمن خفف النون وكسرها أنه حذف
إحدى النونين تخفيفا من غير إدغام واجتزأ بالكسرة من الياء ويستشهد له
بقول الشاعر ... رأته كالثغام يعل مسكا ... يسوء الفاليات إذا فليني ...
قال البصريون أراد فلينني فحذف إحدى النونين وقال الكوفيون أدغم النون ثم
حذفها واحتجوا بقوله تعالى وكادوا يقتلونني و أتعدانني قالوا لما ظهرت
سورة الحجر النونات لم يحذفها وإنما الحذف في المدغمات كقوله
تعالى تأمروني و أتحاجوني والحجة لمن فتح النون وخففها أنه أراد نون
الإعراب الدالة على الرفع ولم نضفها إلى نفسه
قوله تعالى ومن يقنط يقرأ بفتح النون وكسرها فالحجة لمن فتح النون أن بنية
الماضي عنده بكسرها كقولك علم يعلم والحجة لمن كسر النون أن بنية الماضي
عنده بفتحها كقولك ضرب يضرب وهذا قياس مطرد في الأفعال
والاختيار فيه ها هنا كسر النون لإجماعهم على الفتح في ماضيه عند قوله
تعالى من بعدما قنطوا
قوله تعالى إنا لمنجوهم أجمعين يقرأبالتشديد والتخفيف وقد تقدم القول في
علته آنفا
وأصله لمنجوهم بكسر الجيم وواين بعدها الأولى لام الفعل والثانية واو
الجمع فانقلبت الأولى ياء لانكسار ما قبلها كما انقلبت في نجا ألفا
لانفتاح ما قبلها فصار لمنجيوهم فاستثقلت الضمة على الياء فحذفت عنها
فبقيت ساكنة والواو ساكنة فحذفت الياء لالتقاء الساكنين وضمت الجيم
لمجاورة الواو
قوله تعالى إلا امرأته قدرنا يقرأ بالتشديد والتخفيف على ما تقدم القول في
أمثاله فأما قدر بالتخفيف فيكون من التقدير والتقتير كقوله في التقدير
فقدرنا فنعم القادرون وكقوله في التقتير ومن قدر عليه رزقه
سورة النحل
قوله تعالى أصحاب الأيكة يقرأبإسكان اللام وتحقيق الهمزة وبفتح اللام
وتشديدها وطرح الهمزة ها هنا وفي الشعراء وصاد وقاف فالحجة لمن أثبت
الهمزة أن الأصل عنده في النكرة أيكة ثم أدخل عليها الألف واللام للتعريف
فبقى الهمزة على أصل ما كانت عليه والحجة لمن ترك الهمز أن أصلها عنده
ليكة على وزن فعلة ثم أدخل الألف واللام فالتقى لامان الأولى ساكنة فأدغم
الساكنة في المتحركة فصارت لاما مشددة وقد قرأها بعضهم على أصلها ليكة
المرسلين وترك صرفها للتعريف والتأنيث أو لأنها معدولة عن وجه التعريف
الجاري بالألف واللام
وقد فرق بعض القراء بين الهمز وتركه فقال الأيكة اسم البلد وليكة اسم
القرية وقيل هي الغيضة
ومن سورة النحل
قوله تعالى أتى أمر الله يقرأ بالإمالة والتفخيم فالحجة لمن أمال أنه دل
على الياء والحجة لن فخم أنه أجرى الكلام على أصله وأتى ها هنا ماض في
معنى مستقبل ودليله قوله فلا تستعجلوه يريد به الساعة
قوله تعالى فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عما يشركون يقرأبالياء والتاء
فالحجة لمن قرأه بالياء أنه جعله مما أمر الله نبيه عليه السلام أن يخبر
به والحجة لمن قرأه بالتاء أنه أراد معنى الخطاب وأتى به تنزيها لله تعالى
من عنده فأنزله الله تصديقا لقوله
والتسبيح ينقسم في اللغة أربعة أقسام تنزيها صلاة واستثناء ونورا فالتنزيه
كقوله سبحانه وتعالى والصلاة كقوله فلولا أنه كان من المسبحين
سورة النحل والاستثناء كقوله لولا تسبحون والنور كقول النبي صلى
الله عليه و سلم فلولا سبحات وجهه أي نور وجهه
قوله تعالى ينزل الملائكة يقرا بالياء والتاء وضمهما وبالتشديد والتخفيف
فالحجة لمن قرأه بالتاء والتشديد أنه جعل الفعل لما لم يسم فاعله ورفعهم
بذلك والحجة لمن قرأه بالياء مشددا أو مخففا أنه جعل الفعل لله عز و جل
فأضمره فيه لتقدم اسمه ونصب الملائكة بتعدي الفعل إليهم وأخذ المشدد من
نزل والمخفف من أنزل
قوله تعالى ينبت لكم به يقرأبالياء والنون فالحجة لمن قرأه بالياء أنه
أخبر به عن الله عز و جل لتقدم اسمه في أول الكلام والحجة لن قرأه بالنون
أنه جعله من إخبار الله عز و جل عن نفسه بنون الملكوت وقد تقدم لذلك من
الاحتجاج ما فيه بلاغ
قوله تعالى والشمس والقمر والنجوم مسخرات يقرأ كله بالنصب وبالرفع وبالنصب
إلا قوله والنجوم مسخرات فإنه رفع فالحجة لمن نصبه أنه عطفه بالواو على
أول الكلام فأتى به على وجه واحد والحجة لمن رفعه أنه جعل الواو حالا لا
عاطفة كقولك كلمت زيدا وعمرو قائم فترفع عمرا بالابتداء وقائم خبره وكذلك
قوله والشمس والقمر والنجوم مبتدآت ومسخرات خبر عنهن والحجة لمن رفع قوله
والنجوم مسخرات أنه لما عطف والشمس والقمر على قوله وسخر لكم لم يستحسن أن
يقول وسخر النجوم مسخرات فرفعها قاطعا لها مما قبلها
فإن قيل فما حجة من نصبها فقل بفعل مقدر معناه وجعل النجوم مسخرات فإن قيل
فما معنى قوله وبالنجم هم يهتدون فوحدها هنا وقد جمع في أول الكلام فقل إن
الله عز و جل جعل النجوم ثلاثة أصناف منها رجوم الشياطين ومنها ما تهتدى
بها كالجدي والفرقدين ومنها مصابيح وزينة فأما النجم الثاقب فقيل الثريا
سورة النحل وقيل المتوقد نورا لقولهم أثقب نارك والنجم القرآن
لقوله تعالى والنجم إذا هوى قيل هو نزول جبريل به والنجم من النبات ما لا
يقوم على ساق
قوله تعالى والله يعلم ما تسرون وما تعلنون والذين يدعون يقرآن بالتاء
والياء وقد تقدم من القول في مثاله ما يغني عن إعادته
قوله تعالى تشاقون فيهم يقرأ بفتح النون وكسرها والقول فيه كالقول في قوله
فبم تبشرون
قوله تعالى الذين تتوفاهم الملائكة يقرا بالياء والتاء وقد أتينا على علته
في قوله فنادته الملائكة
قوله تعالى تتوفاهم يقرأ بالإمالة والتفخيم فالحجة لمن أمال أنه دل على
أصل الياء والحجة لمن فخم أنه لما زالت الياء عن لفظها لانفتاح ما قبلها
زالت الإمالة بزوال اللفظ
قوله تعالى إلا أن تأتيهم يقرأ بالتاء والياء على ما قدمنا من القول في
أمثاله
قوله تعالى فإن الله لا يهدي من يضل يقرأ بضم الياء وفتح الدال وبفتح
الياء وكسر الدال فالحجة لمن قرأ بضم الياء أنه أراد لا يهدى من يضله الله
فاسم الله منصوب بإن ويهدى الخبر وهو فعل ما لم يسم فاعله ومن في محل رفع
ويضل صلة من وقد حذفت الهاء منه لأن الهاء عائدة على من ولا بد ل من
سورة النحل و ما و الذي والتي وأي من صلة وعائد ومعرب لأنهن
أسماء نواقص والحجة لمن فتح الياء أنه أراد فإن الله لا يهدي من يضله أحد
إلا هو فيهدي فعل لله عز و جل و من في موضع نصب بتعدي الفعل إليه
قوله تعالى كن فيكون يقرأ بالرفع والنصب فالحجة لمن رفع أنه أراد فإنه
يكون والحجة لمن نصب أنه عطفه على قوله أن نقول له ومثلها التي في آخر يس
قوله تعالى أو لم يروا إلى ما خلق الله أو لم يروا إلى الطير أو لم يروا
كيف يبدئ الله الخلق يقرأن بالتاء والياء فالحجة لمن قرأهن بالتاء أنه
أراد معنى مخاطبتهم وتقريرهم بآيات الله وبدائع خلقه والحجة لمن قرأهن
بالياء أنه جعل الألف للتوبيخ فكانه قال موبخا لهم ويحهم كيف يكفرون بالله
وينكرون البعث ويعرضون عن آياته وهم يرون الطير مسخرات وما خلق الله من
شجر ونباتا وما بدأه من الخلق أفليس من خلق شيئا من غير شيء فأنشأه وكونه
ثم أماته فأفناه قادرا على إعادته بأن يقوله له عد إلى حالتك الأولى
قوله تعالى تتفيؤ ظلاله يقرأ بالياء والتاء فالحجة لمن قرأ بالتاء أنه جمع
ظل وكل جمع خالف الآدميين فهو مؤنث وإن كان واحده مذكرا ودليله قوله عز و
جل في الأصنام رب إنهن أضللن فأنث لمكان الجمع والحجة لمن قرأه بالياء أنه
وإن كان جمعا فلفظه لفظ الواحد كقولك جدار وعذار ولذلك ناسب جمع التكسير
الواحد لأنه معرب بالحركات مثله
سورة النحل
فإن قيل أجاز مثل ذلك في قوله أم هل تستوي الظلمات فقل هذا لا يلزم وإن
كانا جمعين لأن علامة التأنيث في قوله الظلمات موجودة وفي قوله ظلال
معدومة
قوله تعالى إلا رجالا نوحي إليهم يقرأ بالياء وفتح الحاء وبالنون وكسر
الحاء وقد ذكر ذلك مع أمثاله
قوله تعالى وأنهم مفرطون يقرأ بفتح الراء وكسرها فالحجة لمن فتح أنه جعلهم
مفعولا بهم لما لم يسم فاعله ومعناه منسيون من الرحمة وقيل مقدمون إلى
النار والحجة لمن كسر أنه جعل الفعل لهم وأراد أنهم فرطوا في الكفر
والعدوان فهم مفرطون والعرب تقول أفرط فلان في الأمر إذا قصر وإذا جاوز
الحد
قوله تعالى نسقيكم يقرأبضم النون وفتحها ها هنا وفي المؤمنين وهما لغتان
بمعنى سقى وأسقى وأنشد ... سقى قومي بني مجد وأسقى ... نميرا والقبائل من
هلال ...
وقال قوم سقيته ماء بغير ألف ودليله قوله وسقاهم ربهم شرابا طهورا وأسقيته
بالألف سألت الله أن يسقيه وقال آخرون ما كان مرة واحدة فهو بغير ألف وما
كان دائما فهو بالألف
قوله تعالى يوم ظعنكم يقرأ بتحريك العين وإسكانها فالحجة لمن حرك العين
سورة النحل فلأنها من حروف الحلق والحجة لمن أسكن أنه أراد
المصدر ومثله طعنته بالرمح طعنا
قوله تعالى ولنجزين الذين صبروا يقرأبالياء والنون فالحجة لمن قرأه بالياء
أنه رده على قوله ما عندكم ينفد وما عند الله باق ولنجزين والحجة لمن قرأه
بالنون أنه أراد أن يأتي بأول الكلام محمولا على آخره فوافق بين قوله
تعالى ولنجزين وقوله فلنحيينه ولنجزينهم
قوله تعالى يلحدون إليه أعجمي يقرأ بضم الياء وفتحها وقد ذكرت علته فيما
سلف
قوله تعالى من بعدما فتنوا يقرأبفتح التاء وبضم الفاء وكسر التاء فالحجة
لمن فتح أنه جعل الفعل لهم والحجة لمن ضم الفاء أنه دل بذلك على بناء ما
لم يسم فاعله ومعناه أن عمار بن ياسر وجماعة من أهل مكة أرادهم كفار قريش
على الكفر وأكرهوهم فقالوا بألسنتهم وقلوبهم مطمئنة بالإيمان ثم هاجروا
إلى المدينة فأخبر الله عن وجل عنهم بما كان من إضمارهم ومن إظهارهم
والحجة لمن جعل الفعل لهم أن ذلك كان منهم قبل الإسلام فمحا الإسلام ما
قبله
قوله تعالى ولا تك في ضيق يقرأبفتح الضاد وكسرها وقد ذكرت حجته آنفا وقلنا
فيه ما قاله أهل اللغة
والاختيار ها هنا الفتح لأن الضيق بالكسر في الموضع والضيق بالفتح في
المعيشة والذي يراد به ها هنا ضيق المعيشة لا ضيق المنزل
رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
سورة الإسراء
ومن سورة بني إسرائيل الإسراء
قوله تعالى ألا يتخذوا يقرأبالياء والتاء فالحجة لمن قرأه بالياء أنه رده
على بني إسرائيل والحجة لمن قرأه بالتاء أنه جعل النبي عليه السلام مواجها
لهم بالخطاب
قوله تعالى ليسوءوا وجوهكم يقرأبفتح الهمزة علامة للنصب وبضمها وواو بعدها
وبالياء والنون فالحجة لمن قرأ بفتح الهمزة أنه جعله فعلا للوعد وللعذاب
والحجة لمن قرأه بالضم أنه جعله فعلا للعباد في قوله عبادا لنا ليسوءوا
وجوهكم ودليله قوله وليدخلوا المسجد وليتبروا والقراءة بالياء في هذين
الوجهين فأما النون فإخبار عن الله عز و جل أخبر به عن نفسه
وخص الوجوه وهو يريد الوجوه والأبدان ودليله قوله تعالى كل شيء هالك إلا
وجهه يريد إلا هو والفعل في الإفراد والجمع منصوب بلام كي
قوله تعالى كتابا يلقاه يقرأ بتخفيف القاف وسكون اللام وبتشديدها وفتح
اللام فالحجة لمن خفف أنه جعل الفعل للكتاب والهاء للإنسان والحجة لمن شدد
أنه جعل الفعل لما لم يسم فاعله واسمه مستتر فيه والهاء للكتاب
قوله تعالى أمرنا مترفيها يقرأ بالتشديد والتخفيف فالحجة لمن شدد أنه أراد
به الإمارة والولاية منها والحجة لمن خفف أنه أراد أمرناهم بالطاعة
فخالفوا إلى العصيان وأما قول العرب أمر بنو فلان فمعناه كثروا والله
آمرهم أي كثرهم وبارك فيهمم
سورة الإسراء
قوله تعالى فلا تقل لهما أف يقرا بالكسر منونا وغير منون وبالفتح من غير
تنوين فالحجة لمن نون أنه أراد بذلك الإخبار عن نكر معناه فلا تقل لهما
القبيح والحجة لمن كسر ولم ينون أنه أراد إسكان الفاء فكسر لالتقاء
الساكنين وفيها سبع لغات الفتح والتنوين والكسر والتنوين والضم والتنوين
وأفى على وزن فعلى وزاد ابن الأنباري أف بتخفيف الفاء وبإسكانها
وهي كلمة تقال عند الضجر ولو علم الله تعالى أوجز منها في ترك العقوق لأتى
بها ومعناها كناية عن كل قبيح
فإن قيل فلم جاز إجراء الفاء في أف لجميع الحركات فقل لأن حركتها ليست
بحركة إعراب إنما هي لالتقاء الساكنين فأجروها مجرى ما انضم أوله من
الأفعال عند الأمر بها وإدغام آخرها كما قال ... فغض الطرف إنك من نمير
... فلا كعبا بلغت ولا كلابا ...
فالضاد تحرك بالضم اتباعا للضم وبالفتح لالتقاء الساكنين وبالكسر على أصل
ما يجب في تحريك الساكنين إذا التقيا
فإن قيل إفيجوز مثل ذلك في رب وثم فقل لا لأن هذين حرفان وحق الحروف
البناء على السكون فلما التقى في أواخرها ساكنان حركت بأخف الحركات واتسع
في أف لأنها لمنهى عنه كما وقعت إيه لمأمور به كما اتسعوا في حركات أواخر
الأفعال عند الأمر والنهي
سورة الإسراء
قوله تعالى إما يبلغن عندك الكبر يقرأبإثبات الألف بعد الغين وبطرحها
وبتشديد النون في الوجهين فالحجة لمن أثبت الألف أنه جعلها ضميرا للوالدين
وكناية عنهما لتقدمهما وأسقط النون التي هي علامة الإعراب لدخول حرف الشرط
وأتى بنون التأكيد الشديدة وبني الفعل معها لأنها مانعة من الإعراب وكسرت
تشبيها بنون الأثنين والحجة لمن طرح الألف أنه صاغ الفعل لقوله أحدهما
ونصب الكبر بتعدى الفعل إليه وأتى بالنون الشديدة لدخول إما على الفعل
لأنها قلما تدخل على فعل إلا أتى فيه بالنون الشديدة للتأكيد
فإن قيل فإذا رفعت أحدهما ها هنا بفعله فبم ترفعه مع الألف فقل في ذلك غير
وجه أحدهما أنه يرتفع بدلا من الألف التي في الفعل والثاني أنه يرتفع
بتجديد فعل مضمر ينوب عنه الظاهر والثالث أنه يرتفع على إعادة سؤال وإجابة
كانه قيل من يبلغ الكبر فقل أحدهما أو كلاهما وعلى هذا الوجه يحمل قوله
تعالى وأسروا النجوى الذين ظلموا
فإن قيل فلم خصا بالبر عند الكبر فقل إنما خصا بذلك وإن كان لهما واجبا في
سائر الأوقات لأنهما عند الكبر يثقل عليهما الاضطراب والخدمة فخصا بالبر
فيه لذلك وتقول العرب فلان أبر بوالديه من النسر لأن أباه إذا كبر ولم
ينهض للطيران لزم وكره وعاد الفرخ عليه فزقه كما كان أبوه يفعل به
قوله تعالى كان خطأ يقرأ بكسر الخاء وإسكان الخاء وإسكان الطاء والقصر
وبفتحهما والقصر وبكسر الخاء وفتح الطاء والمد فالحجة لمن كسر وأسكن وقصر
أنه جعله مصدرا لقولهم خطئت خطأومعناه أثمت إثما والحجة لمن فتحهما وقصر
أنه أراد الخطأ الذي هو ضد العمد ودليله قوله تعالى وما كان لمؤمن أن يقتل
مؤمنا إلا خطأ وقال بعض أهل اللغة هما لغتان بمعنى كما قالوا قتب وقتب
وبدل وبدل
سورة الإسراء والحجة لمن كسر الخاء وفتح الطاء ومد فوزنه فعال
من الخطيئة وهو مصدر كالصيام والقيام والعرب تقول هذا مكان مخطوء فيه من
خطئت ومخطا فيه من أخطأت هذان بالهمز ومكان مخطو فيه من المشي بتشديد
الواو من غير همز
قوله تعالى فلا يسرف في القتل يقرأ بالياء والتاء فمن قرأه بالياء رده على
الولي لأنه غير مقصود بمواجهة الخطاب والحجة لمن قرأه بالتاء فالمعنى
للولي والخطاب له وللحاضرين أي فلا تسرف يا ولي ولا أنتم يا من حضر ودليله
قراءة أبي فلا تسرفوا في القتل
ومعنى الإسراف أن تقتل عشرة بواحد أو يقتل غير القاتل لشرفه في قومه وخمول
القاتل فيهم
قوله تعالى وزنوا بالقسطاس يقرأبكسر القاف وضمها وهما لغتان فصيحتان والضم
أكثر لأنه لغة أهل الحجاز ومعناه الميزان وأصله رومي والعرب إذا عربت اسما
من غير لغتها اتسعت فيه كما قلنا في إبراهيم وما شاكله
قوله تعالى كان سيئه يقرأبفتح الهمزة وإعراب الهاء وتنوينها وبرفع الهمزة
وضم الهاء لأنها هاء كناية فالحجة لمن فتح الهمزة وأعرب الهاء أنه جعلها
واحدة من السيئات ودليله أن كل ما نهى الله عز و جل عنه سيئ مكروه ليس فيه
مستحسن لقوله خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا فالسيئ ضد الصالح والحجة لمن
قرأه بالإضافة قوله مكروها ولو أراد السيئة لقال مكروهة لأنها أقرب من ذلك
دليله أنه في قراءة أبي كل ذلك كان سيئاته عند ربك
سورة الإسراء
فإن قيل لفظ كل يقتضي الجمع فلم لم يؤت بعده بجمع فقل ما بعده بمعنى الجمع
وإن أتى بلفظ الواحد فمن أتى بعده بالجمع فعلى معناه ومن أتى بعده بالواحد
فعلى لفظه
قوله تعالى ليذكروا وما يزيدهم يقرأبالتشديد والتخفيف وقد ذكر القول فيه
آنفا
قوله تعالى عما يقولون وعما تقولون يسبح له يقرأن بالتاء والياء فالحجة
لمن قرأه يقولون في الموضعين بالياء والتاء مذكورة فيما مضى والحجة لمن
قرأ تسبح بالتاء قراءة أبي سبحت له السموات والحجة لمن قرأه بالياء أنه
جمع قليل والعرب تذكره ودليله قوله تعالى فإذا انسلخ الأشهر الحرم وقال
نسوة والعلة في ذلك أن الجمع القليل قبل الكثير والتذكير قبل التأنيث يحمل
الأول على الأول والحجة لمن قرأ بعضا بالتاء وبعضا بالياء ما قدمنا ه من
العلة في الجمع
قوله تعالى أئذا كنا عظاما ورفاتا أئنا مذكور في الأعراف والعلل فيه
قوله تعالى لئن أخرتن يقرأبإثبات الياء وحذفها فالحجة لمن أثبتها أنه أتى
به على الأصل والحجة لمن حذفها أنه أجتزأ بالكسرة منها
فإن قيل لئن حرف شرط وحروف الشرط لا يليها إلا مستقبل أو ماض في
سورة الإسراء معنى المستقبل فقل إن اللام حرف تأكيد يرفع بعده
الفعل وإن حرف شرط ينجزم بعده الفعل فلما جمعوا بينهما لم يجز اجتماع
الرفع والجزم في فعل واحد فعدلوا عن المستقبل إلى فعل لا يتبين فيه رفع
ولا جزم فوجدوه الماضي فأولوه لئن في جميع المواضع فاعرفه
قوله تعالى بخيلك ورجلك يقرأ بإسكان الجيم وكسرها فالحجة لمن أسكن أنه أتى
بالجمع على حقه لأنه جمع راجل والحجة لمن كسر فلمجاورة اللام لأن اللام
كسرت للخفض وكسرت الجيم للقرب منها كما قالوا حجل وأنشد ... أرتني حجلا
على ساقها ... فهش الفؤاد لذلك الحجل ...
قوله تعالى أفأمنتم أن نخسف أو فيرسل فيغرقكم يقرأكله بالنون والياء
فالحجة لمن قرأه بالنون أنه جعله من إخبار الله عن نفسه والحجة لمن قرأه
بالياء أنه جعله من إخبار النبي صلى الله عليه عن ربه
قوله تعالى ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى يقرآن بالإمالة
والتفخيم معا وبإمالة الأول وتفخيم الثاني فالحجة لمن أمالهما أنه دل
بالإمالة على أنهما من ذوات الياء لأنهم يميلون الرباعي وإن كان من ذوات
الواو فذوات الياء بذلك أولى والحجة لمن فخمها أنه أتى بالكلام على أصله
لأنه قد انقلبت الياء ألفا لفتح ما قبلها فاستعمال اللفظ أولى من استعمال
المعنى
ومعنى ذلك ومن كان فيما وصفنا من نعيم الدنيا أعمى فهو في نعيم الآخرة
أعمى وأضل والحجة لمن أمال الأول وفخم الثاني أنه جعل الأول صفة والثاني
بمنزلة أفعل منك ومعناه ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى منه في
الدنيا
سورة الإسراء
قوله تعالى وإذا لا يلبثون خلفك يقرأ بفتح الخاء وإسكان اللام وبكسر الخاء
وألف بعد اللام ومعناهما بعدك وهما لغتان وليس من المخالفة قال الشاعر ...
نؤي أقام خلاف الحي أو وتد ...
قوله تعالى ونأى بجانبه يقرأ بفتح النون والهمزة وبكسرها وبفتح النون وكسر
الهمزة وإثبات الهمزة في ذلك كله وبفتح النون وتأخير الهمزة وفتحة قبلها
كالمدة فالحجة لمن قرأه بفتحهما أنه أتى بالكلمة على أصلها لأنها في حقيقة
اللفظ نأي على وزن فعل والحجة لمن قرأه بكسرهما أنه أمال الياء للدلالة
عليها فكسر لها الهمزة ليقر بها منها بالمجاورة وكسر النون لمجاورة الهمزة
كما قالوا شعير وبعير والحجة لمن فتح النون أنه بقاها على أصلها وكسر
الهمزة لمجاورة الياء ومعنى ذلك كله بعد والاسم منه النأي والحجة لمن قرأه
بتأخير الهمزة أنه أراد معنى ناء ينوء إذا نهض بثقل مطيقا لحمله ودليله
قوله تعالى لتنوء بالعصبة وأصله نوأ فانقلبت الواو ألفا لتحركها وانفتاح
ما قبلها ومدها تمكينا للهمزة بعدها
قوله تعالى حتى تفجر لنا يقرأبالتشديد والتخفيف فالحجة لمن شدد أنه أخذه
من فجر يفجر ودليله قوله تفجيرا كما قال وكلم الله موسى تكليما والحجة لمن
خفف أنه أخذه من فجر يفجر إذا شق الأنهار وأجرى فيها الماء
قوله تعالى كسفا يقرأبفتح السين وإسكانها فالحجة لمن فتح أنه أراد به جمع
كسفة كقولك قطعة وقطع والحجة لمن أسكن أنه شبهه بالمصدر في قولهم علم وحلم
سورة الكهف
قوله تعالى قل سبحان ربي يقرأبإثبات ألف على الإخبار وبطرحها على الأمر
فالحجة لمن أتى به على الإخبار أنه اتى به على الحكاية عن الرسول عليه
السلام وهي بالألف في مصاحف أهل مكة والشام والحجة لمن قرأه على الأمر أنه
أراد ما لفظ به جبريل عليه السلام فكأنه قال قل يا محمد تنزيها لله ربي من
قولكم
قوله تعالى لقد علمت يقرأبفتح التاء وضمها فالحجة لمن فتح أنه جعل التاء
لفرعون دلالة على المخاطبة والحجة لمن ضم أنه جعل التاء لموسى دلالة على
إخبار المتكلم عن نفسه
فإن قيل فما وجه الخلف في هذه الآية فقل الخلف في القرآن على ضربين خلف
المغايرة وهو فيه معدوم وخلف الألفاظ وهو فيه موجود
ووجه الخلف في هذه الآية أن موسى قال لفرعون لما كذبه ونسب آياته إلى
السحر لقد علمت أنها ليست بسحر وأنها منزلة فقال له فرعون أنت أعلم فأعاد
عليه موسى لقد علمت أنا أيضا أنها من عند الله
قوله تعالى قل ادعوا يقرأبالضم والكسر وقد ذكر في البقرة
قوله تعالى فهو المهتدي يقرأبإثبات الياء وحذفها وقد ذكر في الأعراف
ومن سورة الكهف
قوله تعالى من لدنه يقرأبضم الدال وإسكان النون وضم الهاء وإلحاق الضمة
واوا وباختلاس الصمة مع غير واو وبالإشارة إلى ضمة الدال وكسر النون
والهاء وإلحاق ياء بعد الهاء فالحجة لمن أسكن النون وألحق ضمة الهاء واوا
أنه أتى بالكلمة على أصلها ووفاها ما وجب لها ولهاء الكناية إذا جاءت بعد
حرف ساكن كقوله منهو وعنهو
سورة الكهف والحجة لمن أختلس حركة الهاء أنه اكتفى بالضمة من
الواو لثقلها في أواخر الأسماء إذا انضم ما قبلها والحجة لمن أشار إلى
حركة الدال بالضمة وكسر النون والهاء وألحقها ياء أنه استثقل الضمة على
الدال فأسكنها وأشار بالضمة إليها دلالة عليها فالتقى ساكنان فكسر النون
وأتبعها الهاء وبين كسرتها بإلحاق الياء كما تقول مررت بهي يا فتى
ولدن في جميع أحوالها بمعنى عند لا يقع عليها إعراب وهي ظرف مكاني فإن قيل
فإذا كانت بمعنى عند فيجب أن تخفضها ب من كما تقول من عنده فقل وقع
الاتساع في عند ما لم يقع في لدن لأنك تقول المال عندي وهو بحضرتك أو بعيد
عنك وتقول القول عندي أي في تمييزي وهذا لا يكون في لدن
فأما عملهما فالخفض إلا في قولهم لدن غدوة فإنهم خصوه بالنصب
قوله تعالى تزاور يقرأبالتشديد والتخفيف فالحجة لمن شدد أنه أراد تتزاور
فأسكن التاء وادغمها في الزاي لأنها تفضلها بالصفير والحجة لمن خفف أنه
أراد تتزاور أيضا ب تاءين فثقل عليه إجتماعهما فحذف إحداهما واكتفى بما
أبقى مما ألقى
قوله تعالى ولملئت يقرأ بتشديد اللام وتخفيفها وبالهمز وتركه فالحجة لمن
شدد أنه اراد تكرير الفعل والدوام عليه والحجة لمن خفف أنه أراد مرة واحدة
فأما إثبات الهمز فيه فعلى الأصل وأما تركه فتخفيف فأما تمليت العيش فبغير
همز
قوله تعالى بورقكم هذه بكسر الراء وإسكانها فالحجة لمن كسر أنه أتى به على
أصله والحجة لمن أسكن أنه أستثقل توالى الكسرات في الراء والقاف للتكرير
الذي فيهما
سورة الكهف
قوله تعالى ثلثمائة سنين يقرأبإثبات التنوين وبطرحه والإضافة فالحجة لمن
اثبت التنوين أنه نصب سنين بقوله ولبثوا ثم أبدل ثلثمائة منها فكأنه قال
ولبثوا سنين ثلثمائة كما تقول صمت أياما خمسة ووجه ثان أنه ينصب ثلثمائة
بلبثوا ويجعل سنين بدلا منها أو مفسرة عنها والحجة لمن أضاف أنه أتى
بالعدد على وجهه وأضافه على خفة بالمفسر مجموعا على أصله لأن إجماع
النحويين على أن الواحد المفسر عن العدد معناه الجمع فأما سنون ها هنا
فمجموعة جمع سلامة فلذلك فتحت نونها
ومن العرب من يقرها على لفظ الياء ويجري النون بوجوه الإعراب تشبيها
بقولهم قنسرين وبيرين
قوله تعالى بالغداة والعشي مذكور بعلله في الأنعام
قوله تعالى ولا يشرك في حكمه أحدا يقرأبالياء والرفع وبالتاء والجزم
فالحجة لمن قرأه بالياء والرفع أنه أخبر بذلك عن الله تعالى وجعل لا فيه
بمعنى ليس والحجة لمن قرأه بالتاء والجزم أنه قصد الرسول عليه السلام
ووجهه إلى غيره وجعل لا للنهي فجزم بها
قوله تعالى وأحيط بثمره يقرأبضم التاء والميم وبفتحهما وبضم التاء وإسكان
الميم فالحجة لمن ضمهما أنه جعله جمع الجمع والحجة لمن فتحهما أنه جعله من
الجمع الذي يفرق بينه وبين واحده بالهاء والحجة لمن أسكن أنه جعله من
تثمير المال
سورة الكهف لقوله بعد ذلك أنا أكثر منك مالا وقد ذكر هذا مستقصى
في الأنعام
قوله تعالى لكنا هو الله ربي يقرا بإثبات الألف وصلا ووقفا وبحذفها وصلا
وإثباتها وقفا فالحجة لمن أثبتها أن الأصل فيه لكن أنا فحذفت الهمزة
تخفيفا فبقي لكننا فأدغمت النون في النون فصارتا نونا مشددة والحجة لمن
حذفها وصلا أنه اجتزأ بفتحة النون من الألف لاتصالها بالكلام ودرج بعضه في
بعض واتبع خط السواد في إثباتها وقفا
قوله تعالى مرفقا بكسر الميم وفتح الفاء وبفتح الميم وكسر الفاء فالحجة
لمن كسر الميم أنه جعله من الارتفاق والحجة لمن فتح أنه جعله من اليد وقيل
هما لغتان فصيحتان
قوله تعالى ولم يكن له فئة يقرأبالياء والتاء فالحجة لمن قرأه بالياء ما
ذكرناه آنفا من الفصل بين الفعل والاسم وأن التأنيث فيها ليس بحقيقي
ودليله قوله ينصرونه والحجة لمن قرأه بالتاء ظهور علم التأنيث في الاسم
وأنه جمع والتاء ثابتة في فعل الجمع كقوله قالت الأعراب
والطائفة والفئة يكونان واحدا وجمعا فإن قيل لفظ مائة وفئة سيان فلم زيدت
الألف في مائة خطا فقل إنما زيدت الألف في قولك أخذ مائة درهم لئلا يلتبس
في الخط بأخذ منه درهم وكتب فئة على أصلها لأنه لا لبس فيها
قوله تعالى الولاية يقرأ بفتح الواو وكسرها فالحجة لمن فتح أنه جعله مصدرا
من قولك ولى بين الولاية والحجة لمن كسر أنه جعله مصدرا من قولك وآل بين
الولاية أو من قولك واليته موالاة وولاية وقيل هما لغتان كقولك الوكالة
والوكالة
قوله تعالى لله الحق يقرأبالرفع والخفض فالحجة لمن رفع أنه جعله وصفا
سورة الكهف للولاية ودليله أنه في قراءة أبي هنالك الولاية الحق
لله وهنالك إشارة إلى يوم القيامة والحجة لمن خفض أنه جعله وصفا لله عز و
جل ودليله قوله تعالى ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق وقرأه عبد الله هنالك
الولاية لله وهو الحق
فالحق الله عز و جل والحق صدق الحديث والحق الملك باستحقاق والحق اليقين
بعد الشك
ويجوز في النحو والنصب بإضمار فعل على المصدر معناه أحق الحق
قوله تعالى ويوم نسير الجبال يقرأبالتاء والرفع وبالنون والنصب فالحجة لمن
قرأه بالتاء أنه جعل الفعل لما لم يسم فاعله فرفع الجبال به وأتى بالتاء
لتأنيث الجبال لأنها جمع لغير الآدميين ودليل ذلك قوله تعالى وسيرت الجبال
فكانت سرابا فمستقبل هذا تسير والحجة لمن قرأه بالنون أنه جعله من إخبار
الله تعالى عن نفسه ونصب الجبال بتعدي الفعل إليها ودليله قوله تعالى
وحشرناهم فلم نغادر ولم يقل وحشروا فلم يغادر فرد اللفظ على مثله لمجاورته
له أولى وأحسن ويوم منصوب بإضمار فعل معناه واذكر يا محمد يوم نسير الجبال
أو يكون منصوبا لأنه ظرف لقوله تعالى خير عند ربك ثوابا في يوم تسير
الجبال ومعنى قوله بارزة أي ظاهرة لا يستتر منها شيء لاستوائها ويحتمل أن
يريد تبرز ما فيها من الكنوز والأموات
قوله تعالى ويوم يقول نادوا يقرأبالياء والنون فالحجة لمن قرأه بالياء أنه
سورة الكهف جعله من إخبار النبي صلى الله عليه و سلم عن الله عز
و جل بأمره والحجة لمن قرأه بالنون أنه جعله من أخبار الله تعالى عن نفسه
قوله تعالى قبلا يقرأ بضم القاف والباء وبكسرها وفتح الباء فالحجة لمن ضم
أنه أراد جمع قبيل كقولك في جمع قميض قمص ودليله قوله كل شيء يريد قبيلا
قبيلا والحجة لمن كسرها وفتح الباء أنه أراد عيانا ومقابلة وقال بعض أهل
اللغة القبيلة بنوأب والقبيل الجماعة واستدل بقوله أو تأتي بالله
والملائكة قبيلا وبقول الشاعر ... جوانح قد أيقن أن قبيلهم ... إذا ما
التقى الجمعان أول غالب ...
قوله تعالى وما أنسانيه يقرأبضم الهاء وكسرها مختلستين فالحجة لمن ضم أنه
أتى بلفظ الهاء على اصل ما وجب لها والحجة لمن قرأه بالكسر فلمجاورة الياء
ومثله ومن أوفى بما عاهد عليه الله وأمال الكسائي الألف في أنسانيه ليدل
بذلك على أنها مبدلة من الياء
قوله تعالى مما علمت رشدا يقرأ بضمتين وفتحتين وبضم الراء وإسكان الشين
فالحجة لمن قرأه بضمتين أنه اتبع الضم كما ترى الرعب السحت والحجة لمن
قرأه بفتحتين أنه أراد به الصلاح في الدين والحجة لمن قرأه بضم الراء
وإسكان الشين أنه أراد الصلاح في المال وحد البلوغ ودليله قوله تعالى فإن
آنستم منهم رشدا أي صلاحا
سورة الكهف
قوله تعالى وجعلنا لمهلكهم موعدا يقرأبفتح الميم وضمها وبفتح اللام وكسرها
فالحجة لمن فتحها أنه جعله مصدرا من قولهم هلكوا مهلكا كما قالوا طلعوا
مطلعا والحجة لمن قرأه بكسر اللام وفتح الميم أنه جعله وقتا لهلاكهم أو
موضعا لذلك ودليله قوله تعالى حتى إذا بلغ مفرب الشمس أي الموضع الذي تغرب
فيه والحجة لمن قرأه بضم الميم وفتح اللام أنه جعله مصدرا من قولهم أهلكهم
الله مهلكا يريد إهلاكا فجعل مهلكا في موضعه ودليله قوله تعالى أدخلني
مدخل صدق
قوله تعالى ليغرق أهلها يقرأ بالتاء مضمومة ونصب الأهل وبالياء مفتوحة
ورفع الأهل فالحجة لمن قرأه بالتاء مضمومة أنه جعله من خطاب موسى للخضر
عليهما السلام ونسب الفعل إليه ودل بالتاء على حد المواجهة والحضور ونصب
الأهل بتعدي الفعل إليهم والحجة لمن قرأه بالياء أنه جعل الفعل للأهل
فرفعهم بالحديث عنهم
فإن قيل فما وجه قول موسى للخضر عليهما السلام هل أتبعك على أن تعلمن فقل
عن ذلك أجوبة أحدها أن يكون موسى أعلم من الخضر بما يؤدي عن الله تعالى
إلى خلقه مما هو حجة لهم وعليهم بينهم وبين خالقهم إلا في هذه الحال
والثاني أنه استعلم من الخضر علما لم يكن عنده علم منه وإن كان عنده علوم
سوى ذلك
والثالث أنه قد يمكن أن يكون الله تعالى أعطى نبيا من العلم أكثر مما أعطى
غيره هذا جواب من جعل الخضر نبيا
قوله تعالى أقتلت نفسا زاكية يقرأ زاكية بالألف وزكية بغير ألف فالحجة لمن
قرأزاكية أنه اراد أنها لم تذنب قط والحجة لمن قرأها زكية أنه أراد أنها
أذنبت ثم تابت وقيل هما لغتان بمعنى كقوله قاسية وقسية
سورة الكهف
قوله تعالى لقد جئت شيئا نكرا يقرأوما كان مثله في كتاب الله تعالى بضم
النون والكاف وبضم النون وإسكان الكاف
فمن قرأه بالضم أتى به على الأصل والحجة لمن أسكن أنه خفف الكلمة استثقالا
بضمتين متواليتين وأولى ما استعمل الإسكان مع النصب والضم مع الرفع والخفض
كقوله إلى شيء نكر أكثر وأشهر وكقوله وعذبناها عذابا نكرا الإسكان ها هنا
أكثر لموافقة رءوس الآي
قوله تعالى من لدني يقرأبضم الدال وتشديد النون وبضمها وتخفيف النون
فالحجة لمن شدد أن الأصل عنده لدن بسكون النون ومن شان ياء الإضافة أن
يكسر ما قبلها فزادوا على النون نونا ليسلم لهم السكون فالتقى نونان
فأدغمت إحداهما في الأخرى ثم جاءوا بياء الإضافة والحجة لمن خفف أنه حذف
إحدى النونين تخفيفا كما قرأ أتحاجوني في الله و تأمروني أعبد بنون واحدة
وأنشد شاهدا لذلك ... أيها السائل عنه وعني ... لست من قيس ولا قيس مني
...
وجرى عاصم على أصله في إسكان الدال والإشارة إلى الضم وتخفيف النون وقد
ذكرت حجته في ذلك فإذا أفردت لدن ففيها ثلاث لغات لدن ولدن ولدن
قوله تعالى لتخذت عليه أجرا يقرأبفتح التاء وكسر الخاء وإظهار الذال
وإدغامها وبألف الوصل وتشديد التاء بعدها وإدغام الذال في التاء فالحجة
لمن قرأه بفتح التاء وكسر الخاء والإظهار أنه أخذه من تخذ يتخذ كما تقول
شرب يشرب فأتى
سورة الكهف بالكلام على أصله مبينا غير مدغم والحجة لمن قرأ
بذلك وأدغم مقاربة الذال للتاء وقد ذكر في البقرة والحجة لمن قرأبألف
الوصل أن وزنه افتعلت من الأخذ وأصله ايتخذت لأن همزة الوصل تصير ياء
لانكسار ما قبلها ثم تقلب تاء وتدغم في تاء افتعلت فتصيران تاء شديدة
قوله تعالى فأردنا أن يبدلهما يقرأ بالتشديد والتخفيف فالحجة لمن شدد أنه
اخذه من قولك بدل ودليله قوله وإذا بدلنا آية والحجة لمن خفف أنه أخذه من
أبدل ودليله قول العرب أبدلت الشيء من الشيء إذا أزلت الأول وجعلت الثاني
مكانه ومنه قول أبي النجم ... عذل الأمير للأمير المبدل ...
فكذلك الولد الذي أراد الله تعالى إبدال أبويه به غير الأول فهذا مذهب
العرب ولفظها إذا قالوا بدلت الشيء من الشيء فمعناه غيرت حاله وعينه
والأصل باق كقولك بدلت قميصي جبة وخاتمي حلقة ودليل ذلك قوله تعالى
بدلناهم جلودا غيرها فالجلد الثاني هو الأول ولو كان غيره لم يجب عذابه
لأنه لم يباشر معصية وهذا أوضح
فأما إذا قالوا أبدلت غلامي جارية وقرسي ناقة لم يقولوه إلا بالألف فاعرف
فرق ما بين اللفظين فإنه لطيف
فأما قوله تعالى وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا فالتشديد لتكرير الفعل من
الأمن بعد الخوف مرة بعد مرة وأمنا بعد أمن
قوله تعالى وأقرب رحما يقرأ بضم الحاء وإسكانها وهما لغتان كالعمر
سورة الكهف والعمر ومعناه رحمة وعطف وقربى
قوله تعالى فاتبع ثم أتبع سببا يقرآن بألف الوصل وتشديد التاء وبألف القطع
وإسكان التاء فالحجة لمن قرأها بألف الوصل أن وزنه افتعل وأصله اتتبع
فأدغمت التاء في التاء والحجة لمن قرأها بألف القطع أنه جعله من أفعل يفعل
أتبع يتبع وقال بعض اللغويين معنى اتبعه بألف الوصل سرت في أثره ومعنى
أتبعته بألف القطع لحقته ودليل ذلك قوله تعالى فأتبعه شهاب ثاقب أي لحقه
والسبب ها هنا الطريق وفي غير هذا الحبل والقرابة
قوله تعالى في عين حمئة يقرأ بغير ألف وبالهمزة وبالألف من غير همز فالحجة
لمن قرأها بغير ألف وبالهمز أنه اراد في عين سوداء وهي الحمأة التي تخرج
من البئر وقيل معناه في ماء وطين والحجة لمن قرأها بالألف من غير همز أنه
أراد في عين حارة من قوله تعالى وما أدراك ماهيه نار حامية
قوله تعالى فله جزاء الحسنى يقرأ بالرفع والإضافة وبالنصب والتنوين فالحجة
لمن رفع وأضاف أنه رفع الجزاء بالابتداء واضافه إلى الحسنى فتم بالإضافة
اسما وقوله له الخبر يريد به فجزاء الحسنى له ودليله قوله لهم البشرى
والحسنى ها هنا بمعنى الإحسان والحسنات والحجة لمن قرأه بالنصب أنه أراد
به وضع المصدر في موضع الحال كأنه قال فله الجنة مجزيا بها جزاء وله وجه
آخر أنه ينصبه على التمييز وفيه ضعف لأن التمييز يقبح تقديمه سيما إذا لم
يأت معه فعل متصرف وقد أجازه بعض النحويين على ضعفه واحتج له بقول الشاعر
... أتهجر ليلى للفراق حبيبها ... وما كان نفسا بالفراق تطيب
سورة الكهف
قوله تعالى بين السدين يقرأ بضم السين وفتحها فالحجة لمن ضم أنه جعله من
السد في المعين والحجة لمن فتح أنه جعله من الحاجز بينك وبين الشيء وقال
بعضهم ما كان من صنع الله فهو الضم وما كان من صنع الآدميين فهو بالفتح
والذي في يس مثله
قوله تعالى لا يكادون يفقهون قولا يقرأ بضم الياء وكسر القاف وبفتحهما
فالحجة لمن ضم الياء أنه أخذه من أفقه يفقه يريد به لا يكادون ينسون قولا
لغيرهم ولا يفهمونه وها هنا مفعول محذوف والحجة لمن فتح أنه أراد لا
يفهمون ما يخاطبون به وأخذه من قوله فقه يفقه إذا علم ما يقول ومنه أخذ
الفقه في الدين قوله تعالى إن يأجوج ومأجوج يقرآن بالهمز وتركه فالحجة همز
أنه أخذه من أجيج النار أو من قولهم ملح أجاج فيكون وزنه يفعول ومفعول من
أحد هذين فيمن جعله عربيا مشتقا ومنعه الصرف للتعريف والتأنيث لأنه اسم
للقبيلة
فأما من جعله أعجميا فليس له اشتقاق والحجة لمن لم يهمز أنه جعله عجميا
وقاسه على ما جاء من الأسماء الأعجمية على هذا الوزن نحو طالوت وجالوت
وهاروت وماروت
قوله تعالى هل نجعل لك خرجا يقرأ بإثبات الألف وطرحها ها هنا وفي المؤمنين
فالحجة لمن أثبتها أنه أراد بذلك ما يأخذه السلطان كل سنة من الإتاوة
والضريبة والحجة لمن طرحها أنه أراد بذلك الجعل فأما قوله
سورة الكهف فخراج ربك فبالألف إجماع لأنه مكتوب في السواد
بالألف
قوله تعالى ما مكني يقرأ بنون شديدة وبنونين ظاهرتين فالحجة لمن أدغم أنه
أراد التخفيف والإيجاز وجعل ما بمعنى الذي وخير خبرها والحجة لمن أظهر أنه
أتى به على الأصل لأن النون الأولى لام الفعل والثانية زائدة لتسلم بنية
الفعل على الفتح والياء اسم المفعول به
قوله تعالى بين الصدفين يقرأ بضم الصاد والدال وفتحهما وبفتح الصاد وإسكان
الدال فالحجة لمن قرأه بالضم أنه أتى باللفظ على الأصل واتبع الضم الضم
والحجة لمن فتحهما خفة الفتح والواحد عنده صدف ودليله أن النبي صلى الله
عليه و سلم مر بصدف مائل فأسرع الرواية بالفتح والحجة لمن أسكن الدال أنه
جعله اسما للجبل بذاته غير مثنى وانشد الراجز ... قد أخذت ما بين أرض
الصدفين ... ناصيتيها وأعالى الركنين ...
قوله تعالى آتوني زبر الحديد يقرأ بالمد والقصر فالحجة لمن مد أنه جعله من
الإعطاء والحجة لمن قصر أنه جعله من المجيء والوجه أن يكون ها هنا من
الإعطاء لأنه لو أراد المجيء لأتى معه بالباء كما قال تعالى وأتوني بأهلكم
أجمعين
قوله تعالى فما اسطاعوا يقرأبالتخفيف إلا ما روي عن حمزة من تشديد الطاء
وقد عيب بذلك لجمعه بين الساكنين ليس فيهما حرف مد ولين وليس في
سورة الكهف ذلك عليه عيب لأن القراء قد قرأوا بالتشديد قوله لا
تعدوا في السبت أمن لا يهدي ونعما يعظكم به
فإن قيل فإن الأصل في الحرف الأول الذي ذكرته الحركة وإنما السكون عارض
فقل إن العرب تشبه الساكن بالساكن لاتفاقهما في اللفظ والدليل على ذلك أن
الأمر للمواجهة مبني على الوقف والنهي مجزوم بلا واللفظ بهما سيان فالسين
في استطاعوا ساكنة كلام التعريف ومن العرب الفصحاء من يحركها فيقول اللبكة
والاحمر فجاوز تشبيه السين بهذه اللام وايضا فإنهم يتوهمون الحركة في
الساكن والسكون في المتحرك كقول عبد القيس اسل فيدخلون ألف الوصل على
متحرك توهما لسكونه
والاختيار ما عليه الإجماع لأنه يراد به استطاعوا فتحذف التاء كراهية
لاجتماع حرفين متقاربي المخرج فيلزمهم فيه الإدغام
قوله تعالى دكاء مذكور العلل في سورة الأعراف
قوله تعالى قبل أن ينفد يقرأ بالياء والتاء وقد ذكرت حجته آنفا في غير
موضع
رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
سورة مريم
ومن سورة مريم
قوله تعالى كهيعص يقرأبفتح جميع حروفه وبإمالتها وبين الإمالة والفتح
وبإمالة الياء وفتح الهاء وبكسر الهاء وفتح الياء فالحجة لمن فتحهن أنه
أتى بالكلام على أصله ووفاه حق ما وجب له لأن الحروف إذا قطعت كانت أولى
بالفتح فرقا بينها وبين ما يمال من الأسماء والحروف والأفعال والحجة لمن
أمالهن أنه فرق بين هاء التنبيه وهاء الهجاء وبين ما إذا كانت نداء وإذا
كانت هجاء والحجة لمن قرأهن بين بين أنه عدل بين اللفظين وأخذ بأقرب
اللغتين والحجة لمن أمال بعضا وفخم بعضا أنه كره توالي الكسرات أو الفتحات
فأمال بعضا وفخم بعضا وقد قلنا فيما تقدم إن العرب تذكر حروف الهجاء
وتؤنثها وتميلها وتفخمها وتمدها وتقصرها ولها مراتب فما كان منها على
حرفين مد مدا وسطا وما كان على ثلاثة أحرف مد فوق ذلك
وقيل في معناهن إن الله تعالى أقسم بحروف المعجم لأنها أصل لتأليف أسمائه
فاجتزا بما في أوائل السور منها وقيل هي شعار للسورة وقيل هي سر الله
تعالى عند نبيه وقيل كل حرف مها نائب عن اسم من أسماء الله عز و جل فالكاف
من كاف والهاء من هاد والعين من عليم والصاد من صادق
قوله تعالى صاد ذكر يقرأباظهار على الأصل وبالإدغام للمقاربة بين الحرفين
قوله تعالى ذكر رحمة ربك يقرأبالإدغام وطرح الحركة من الراء لمجانسة
الحرفين وطلب التخفيف وبالإظهار لأن الحرفين من كلمتين والحركة تمنع من
الإدغام وإنما يجوز الإدغام مع السكون لا مع الحركة
قوله تعالى من ورائي يقرأبإسكان الياء لطول الاسم وثقله بالهمز إلا ما روي
عن ابن كثير أنه فتح الياء مع المد لئلا يجمع بين ياء إضافة ساكنة وهمزة
مكسورة ففتحها طلبا للتخفيف
قوله تعالى وليا يرثني يقرأبالجزم والرفع فالحجة لمن جزم أنه جعله
سورة مريم جوابا للأمر لأن معنى الشرط موجود فيه يريد فإن تهب
لي وليا يرثني والحجة لمن رفع أنه جعل قوله يرثني صلة لولي لأنه نكرة عاد
الجواب عليها بالذكر ودليله قوله تعالى أنزل علينا مائدة من السماء تكون
ولو قيل إنه إنما جاز الرفع في قوله يرثني وما أشبهه لأنه حال حل محل اسم
الفاعل لكان وجها بينا ودليله قوله تعالى ثم ذرهم في خوضهم يلعبون يريد
لاعبين وفيه بعض الضعف لأن الأول حال من ولي وهو نكرة وهذا حال من الهاء
والميم وهما معرفة
قوله تعالى ويرث من آل يعقوب يقرأ بالرفع والجزم عطفا على ما تقدم من
الوجهين في أول الكلام
قوله تعالى وقد بلغت من الكبر عتيا يقرأ بالكسر والضم وما شاكله من قوله
صليا وجثيا وبكيا فالحجة لمن قرأبالكسر أنه نحا ذلك لمجاورة الياء وجذبها
ما قبلها إلى الكسر ليكون اللفظ به من وجه واحد لأنه يثقل عليهم الخروج من
ضم إلى كسر والحجة لمن ضم أن الأصل عنده في هذه الأسماء الضم لأنها في
الأصل على وزن فعول فانقلبت الواو فيهن ياء لسكونها وكون الياء بعدها
فصارتا ياء مشددة
فإن قيل فهلا كانت هذه الأسماء بالواو كما كان قوله وعتوا عتوا كبيرا
بالواو فقل الأصل في الواحد من هذا الجمع عاتو وجاثو لأنه من يعتو و يجثو
فانقلبت فيه الواو ياء لانكسار ما قبلها كما قالوا غاز والأصل غازو لأنه
من يغزو فجاء الجمع في ذلك تاليا للواحد في بنائه لأن الجمع أثقل من
الواحد
سورة مريم والواو أثقل من الياء فإذا كان القلب في الواحد واجبا
كان في الجمع لازما
فأما قوله عتوا فإنما صح بالواو لأنه مصدر والمصدر يجري مجرى الاسم الواحد
حكما وإن شارك الجمع لفظا فصحت الواو فيه لخفته واعتلت في الجمع لثقله
واعتلالها في واحده
فإن قيل فيلزم على هذا أن يجيز في قوله فما استطاعوا مضيا كسر الميم فقل
هذا لا يلزم لأنه مصدر والفعل منه مضى يمضي مضاء ومضيا وقد بينا وجه صحة
لفظ المصدر وإنما كان يلزم ذلك لو أنه جمع لماض فأما وهو مصدر فلا
قوله تعالى وقد خلقتك يقرا بالتاء وبالنون والألف فالحجة لمن قرأه بالتاء
أنه رده على قوله هو على هين وقد خلقتك والحجة لمن قرأه بالنون والالف أنه
حمله على قوله وحنانا من لدنا وقد خلقناك وكلاهما من إخبار الله تعالى عن
نفسه
فإن قيل فما معنى قوله ولم تك شيئا فقل معناه ولم تك شيئا مرئيا مخلوقا
موجودا عند المخلوقين فأما في علم الله فقد كان شيئا وإنما سمي يحيى لأنه
حيي من عقمين قد نيفا على التسعين ويئسا من الولد
وقوله لم نجعل له من قبل سميا قيل لم يسم باسمه غيره وقيل لم يولد لأبويه
ولد قبله وقوله هل تعلم له سميا يحتمل الوجهين
قوله تعالى ليهب لك يقرأبالياء والهمزة فالحجة لمن قرأه بالياء أنه جعله
من إخبار جبريل عليه السلام عن الله عز و جل ومعناه ليهب لك ربك والحجة
لمن قرأه بالهمز أنه أراد بذلك حكاية جبريل عليه السلام عن الله تعالى إني
أنا رسول ربك وهو يقول لأهب لك فأراد أن جبريل عليه السلام أخبر بذلك عن
نفسه
سورة مريم لأنه هو كان المخاطب لها والنافخ بأمر الله في حيها
قوله تعالى وكنت نسيا يقرأ بفتح النون وكسرها فالحجة لمن فتح أنه أراد
المصدر من قولك نسيت والحجة لمن كسر أنه أراد كنت شيئا ألقي فنسي والعرب
تقول هذا الشيء لقى ونسي ومنه قول الشاعر يصف امرأة بالحياء والخفر وغض
الطرف ... كأن لها في الأرض نسيا تقصه ... إذا ما غدت وإن تحدثك تبلت ...
يريد كأنها تطلب شيئا ألقته لتعرف خبره ومعنى تبلت تقص وتصدق
قوله تعالى فناداها من تحتها يقرأ بفتح الميم والتاء وبكسرهما فالحجة لمن
فتح أنه جعله اسم عيسى وفتح التاء لأنه ظرف مكاني متضمن لجثة من ومن مستقر
فيه والأستقرار كون له والكون مشتمل على الفعل فانتصب الظرف لأنه مفعول
فيه بما قدمناه من القول في معناه والحجة لمن كسر الميم والتاء أنه جعلها
حرفا خافضا للظرف لأنه اسم للموضوع والظرف في الحقيقة الوعاء فلذلك جعل
المكان ظرفا لأن الفعل يقع فيه فيحويه والمراد بالنداء جبريل فأما مواقع
من في الكلام فتقع ابتداء غاية وتقع تبعيضا وتقع زائدة مؤكدة
قوله تعالى تساقط يقرأ بالتشديد والتخفيف فالحجة لمن شدد أنه أراد تتساقط
فأسكن التاء الثانية وادغمها في السين فشدد لذلك والحجة لمن خفف أنه
سورة مريم حذف التاء تخفيفا لأنه يثقل عليهم اجتماع حرفين
متجانسين متحركين فمنهم من يخفف بالإدغام ومنهم من يخفف بالحذف
قوله تعالى وأوصاني يقرأ بالتفخيم والإمالة وقد ذكر في أمثاله من الاحتجاج
ما يغني عن إعادته ها هنا
قوله تعالى قول الحق يقرأ بالرفع والنصب فالحجة لمن نصب أنه وجهه إلى نصب
المصدر كما يقول هذا قولا حقا وقول الحق والحجة لمن رفع أنه جعله بدلا من
عيسى أو أضمر له ذلك ثانية فعيسى كلمة الله لانه بكلمته كان وقوله لأنه
بقوله كن تكون وروحه لأنه كان رحمة على من بعث إليه إذ آمنوا به فنجوا
قوله تعالى وأن الله ربي وربكم يقرأبفتح الهمزة وكسرها فالحجة لمن فتحها
أنه رد الكلام بالواو على قوله وأوصاني بالصلاة وبأن الله ربي والحجة لمن
كسرها أنه استأنف الكلام بالواو ودليله أنها في قراءة أبي وإن الله بغير
واو
قوله تعالى أولا يذكر الإنسان يقرأ بتشديد الكاف وفتح الذال وبضم الكاف
وإسكان الذال وقد تقدم من القول في نظائره ما يغني عن إعادته
قوله تعالى إنه كان مخلصا يقرأ بفتح اللام وكسرها والحجة فيه كالحجة في
المخلصين وقد ذكرت آنفا
قوله تعالى هل تعلم يقرأ بالإدغام للمقاربة وبالإظهار على الأصل وانفصال
الحرفين
سورة مريم
قوله تعالى ثم ننجي يقرأ بالتشديد من نجى وبالتخفيف من أنجى
قوله تعالى خير مقاما يقرأ بفتح الميم وضمها فالحجة لمن ضم أنه جعله من
الإقامة ولمن فتح أنه جعله اسما للمكان
قوله تعالى أثاثا ورئيا يقرا بالهمز وتخفيف الياء وبترك الهمز وتشديد
الياء فالحجة لمن همز أنه أخذه من رؤية المنظر والحسن والحجة لمن شدد انه
أخذه من الري وهو امتلاء الشباب وتحير مائه في الوجه أو يكون أراد الهمز
فتركه وعوض التشديد منه
قوله تعالى مالا وولدا يقرأ بفتح الواو واللام وبضم الواو وإسكان اللام ها
هنا في أربعة مواضع وفي الزخرف وفي نوح فالحجة لمن فتح أنه أراد الواحد من
الأولاد والحجة لمن ضم أنه أراد جمع ولد وقيل هما لغتان في الواحد كقولهم
عدم وعدم وسقم وسقم
قوله تعالى تكاد السموات يتفطرن يقرأتكاد بالتاء وقد تقدم ذكره فأما
ينفطرن فيقرأ بالنون والتخفيف وبالتاء والتشديد ها هنا وفي عسق فالحجة لمن
قرأه بالتخفيف أنه مأخوذ من قوله إذا السماء انفطرت ودليله قوله السماء
منفطر به والحجة لمن قرأه بالتشديد أنه اخذه من تفطرت السماء تتفطر وهما
لغتان فصيحتان معناهما التشقق ومنه قولهم تفطر الشجر إذا تشقق ليورق ومنه
قوله تعالى هل ترى من فطور
سورة طه
ومن سورة طه
قوله تعالى طه يقرأبفتح الحرفين وكسرهما وبين ذلك وهو إلى الفتح اقرب
وبفتح الطاء وكسر الهاء وقد تقدم في كهيعص من الاحتجاج ما فيه بلاغ
قوله تعالى إني أنا ربك يقرأ بفتح الهمزة وكسرها فالحجة لمن فتحها أنه
أوقع عليها نودي فموضعها على هذه القراءة نصب والحجة لمن كسر أنه استأنفها
مبتدئا فكسرها وليس لها على هذه القراءة موضع من الإعراب لأنها حرف ناصب
قوله تعالى لأهله امكثوا يقرأبضم الهاء وكسرها وقد ذكرت علته في البقرة
قوله تعالى طوى يقرأ بإسكان الياء من غير صرف وبالتنوين والصرف فالحجة لمن
أسكن ولم يصرف أنه جعله اسم بقعة فاجتمع فيه التعريف والتأنيث وهما فرعان
لأن التنكير أصل والتعريف فرع عليه والتذكير أصل والتأنيث فرع عليه فلما
اجتمع فيه علتان شبه بالفعل فمنع ما لا يكون إعرابا في الفعل
وقال بعض النحويين هو معدول عن طاو كما عدل عمر عن عامر فإن صح ذلك فليس
في ذوات الواو اسم عدل عن لفظه سواه والاختيار ترك صرفه ليوافق الآي التي
قبله والحجة لمن أجراه ونونه أنه اسم واد مذكرا فصرفه لأنه لم تجتمع فيه
علتان تمنعانه الصرف
قوله تعالى وأنا اخترتك يقرأبتخفيف أنا وفتح الهمزة وبالتاء في اخترتك
وبكسر الهمزة وفتحها وتشديد النون وبنون مكان التاء والف بعدها في اخترتك
فالحجة لمن فتح الهمزة وخفف وأتى بالتاء أنه جعل أنا اسما لله تعالى مقدما
على الفعل
سورة طه مرفوعا بالإبتداء واخترت الخبر والتاء اسم للفاعل
والكاف اسم المفعول به والحجة لمن كسر الهمزة وشدد النون أنه جعلها حرفا
ناصبا مبتدأ وشدد النون لأنها في الأصل نونان أدغمت إحداهما في الأخرى
تخفيفا والحجة لمن فتحها أنه رد الكلام على قوله أني أنا ربك وأنا اخترناك
كما تخبر الملوك عن أنفسها بنون الملكوت
قوله تعالى أخي أشدد به أزري وأشركه يقرآن بوصل الألف الأولى وقطع الثانية
وفتحها وبقطع الأولى وفتحها وبقطع الثانية وضمها والفعل في القراءتين
مجزوم لأنه جواب الطلب فالحجة لمن وصل الأولى وفتح الثانية أنه أتى
بالكلام على طريق الدعاء بلفظ الأمر فوصل الأولى لأنها من فعل ثلاثي وقطع
الثانية لأنها من فعل رباعي والحجة لمن قطعهما أنه أخبر بذلك عن نفسه
وقياس ألف المخبر عن نفسه قياس النون والتاء والياء الزوائد مع الألف في
أول الفعل المضارع فمتى انضممن حكم على الألف بالضم ومتى انفتحن حكم على
الألف بالفتح لأن الألف إحداهن عند الأمر بالفعل والطلب والدعاء والمسألة
قوله تعالى الأرض مهادا يقرأبإثبات الألف وحذفها فالحجة لمن أثبت الألف ها
هنا وفي الزخرف أنه جعله اسما للأرض أي جعلها لهم فراشا والحجة لمن حذف
الألف أنه جعله مصدرا من قولك مهدتها مهدا كما تقول فرشتها فرشا فأما التي
في عم يتساءلون فبالألف إجماع لموافقة رؤوس الآي
قوله تعالى مكانا سوى يقرأ بضم السين وكسرها فالحجة لمن ضم أنه أراد مكانا
مساويا بيننا وبينك والحجة لمن كسر أنه أراد مكانا مستويا أي لا مانع فيه
من النظر وقيل هما لغتان فصيحتان إلا أنه اسم مقصور لا يبين فيه إعراب
لأنه قصر
سورة طه عنه أو لأنه مأخوذ من قوله مقصورات في الخيام أي
محبوسات فكأنه حبس عن الإعراب
قوله تعالى فيسحتكم يقرأبفتح الياء والحاء وبضم الياء وكسر الحاء وهما
لغتان فالفتح من سحت والضم من أسحت ومعناهما استأصل
قوله تعالى إن هذان لساحران أجمع القراء على تشديد نون إن إلا ابن كثير
وحفصا عن عاصم فإنهما خففاها وأجمعوا على لفظ الألف في قوله هذان إلا أبا
عمرو فإنه قرأها بالياء وأجمعوا على تخفيف النون في التثنية إلا ابن كثير
فإنه شددها فالحجة لمن شدد النون في إن واتى بألف في هذان أنه احتج بخبر
الضحاك عن ابن عباس أن الله تعالى أنزل هذا القرآن بلغة كل حي من أحياء
العرب وهذه اللفظة بلغة بلحارث بن كعب خاصة لأنهم يجعلون التثنية بالألف
في كل وجه لا يقلبونها لنصب ولا خفض قال شاعرهم ... إن أباها وأبا أباها
... قد بلغا في المجد غايتاها ...
فلما ثبتت هذه اللفظة في السواد بالألف وافقت هذه اللغة فقرؤوا بها ولم
يغيروا
سورة طه ما ثبت في المصحف والحجة لمن خفف النون أنه جعلها خفيفة
من الشديدة فأزال عملها ورد ما كان بعدها منصوبا إلى أصله وهو المبتدأ
وخبره فلم يغير اللفظ ولا لحن في موافقة الخط
فإن قيل إن اللام لا تدخل على خبر المبتدأ لا يقال زيد لقائم فقل من العرب
من يفعل ذلك تأكيدا للخبر وأنشد شاهدا لذلك ... خالى لأنت ومن جرير خاله
... ينل العلاء ويكرم الأخوالا ...
والوجه الآخر أن يكون إن ها هنا بمعنى ما واللام بمعنى إلا كقوله تعالى إن
كل نفس لما عليها حافظ معناه والله أعلم ما كل نفس إلا عليها حافظ
وقال أبو العباس المبرد أولى الأمور بإن المشددة أن تكون ها هنا بمعنى نعم
كما قال ابن الزبير للأعرابي لما قال له لعن الله ناقة حملتني إليك فقال
له إن وراكها أراد نعم وراكبها وأنشد ... بكر العواذل بالضحى ... يلحينني
وألومهنه ... ويقلن شيب قد علا ... ك وقد كبرت فقلت إنه ...
أراد فقلت نعم فوصلها بهاء السكت فقيل له إن اللام لا تدخل على خبرها إذا
كانت بمعنى نعم فقال إنما دخلت اللام على اللفظ لا على المعنى والحجة لمن
قرأها بالياء ما روي عن عائشة ويحيى بن يعمر أنه لما رفع المصحف إلى
سورة طه عثمان قال أرى فيه لحنا وستقيمه العرب بألسنها
فإن قيل فعثمان كان أولى بتغيير اللحن فقل ليس اللحن ها هنا أخطاء الصواب
وإنما هو خروج من لغة قريش إلى لغة غيرهم والحجة لمن شدد النون في التثنية
مذكورة في النساء
قوله تعالى فاجمعوا كيدكم يقرأ بوصل الألف وقطعها فالحجة لمن وصل أنه جعله
بمعنى اعزموا والحجة لمن قطع أنه أراد فأجمعوا الكيد والسحر ودليل الوصل
قوله تعالى فجمع كيده ولم يقل فأجمع
قوله تعالى يخيل إليه يقرأ بالتاء والياء والحجة لمن قرأ بالتاء أنه رده
على الحبال والعصي لأنه جمع ما لا يعقل والحجة لمن قرأه بالياء أنه رده
على السحر
قوله تعالى تلقف يقرأ بفتح اللام وتشديد القاف والرفع والجزم وبإسكان
اللام وتخفيف القاف والجزم فالحجة لمن شدد ورفع أنه أراد تتلقف فأسقط إحدى
التاءين تخفيفا وجزم بجواب الأمر فقد روى عن ابن كثير بتشديد هذه التاء
وما شاكلها في نيف وثلاثين موضعا والحجة لمن خفف وجزم أنه أخذه من لقف
يلقف وجزمه بالجواب أيضا والحجة لمن شدد ورفع أنه أضمر الفاء فكأنه قال
الق ما في يمينك فإنها بلقف أو يجعله حالا من ما كما قال ولا تمنن تستكثر
قوله تعالى إنما صنعوا كيد ساحر يقرأبإثبات الألف وحذفها فالحجة لمن
سورة طه أثبتها أنه جعله اسما لفاعل مشتقا من فعله والحجة لمن
حذفها أنه أراد اسم الفعل وهو المصدر
قوله تعالى لا تخاف دركا أجمع القراء على الرفع إلا حمزة فإنه قرأه بالجزم
على طريق النهي فالحجة لمن رفع أنه جعله خبرا وجعل لا فيه بمعنى ليس
فإن قيل فما حجة حمزة في إثبات الياء في تخشى وحذفها علم الجزم فقل له في
ذلك وجهان أحدهما أنه استأنف ولا تخشى ولم يعطفه على أول الكلام فكانت لا
فيه بمعنى ليس كما قال تعالى فلا تنسى والوجه الآخر أنه لما طرح الياء
أشبع فتحة السين فصارت ألفا ليوافق رؤوس الآي التي قبلها بالألف
قوله تعالى فأتبعهم فرعون يقرأبقطع الألف وإسكان التاء وبوصلها وتشديد
التاء فالحجة لمن قطع أنه أراد فألحقهم وهما لغتان لحق والحق والحجة لمن
وصل أنه أراد سار في أثرهم
قوله تعالى قد أنجيناكم من عدوكم وواعدناكم يقرآن بالتاء وبالألف والنون
إلا ما قرأه أبو عمرو من طرح الألف في ووعدناكم فمن قرأه بالتاء فالحجة له
أنه جعله من إخبار الله تعالى عن نفسه لأن التاء اسم الفاعل المنفرد بفعله
والحجة لمن قرأه بالنون والألف أنه جعله من إخبار الله عز و جل عن نفسه
بنون الملكوت لأنه ملك الأملاك وعلى هذه اللغة يتوجه قوله قال رب ارجعون
لأنه خاطبه بلفظ ما أخبر به عن نفسه فأما قوله وعدناكم وأوعدناكم فالفرق
بينهما مذكور في البقرة
قوله تعالى آمنتم له يقرأ بالاستفهام والإخبار وقد ذكرت علله في الأعراف
قوله تعالى فيحل عليكم غضبي ومن يحلل يقرآن بالكسر معا وبالضم فالحجة لمن
كسر أنه أراد نزل ووقع والحجة لمن ضم أنه أراد وجب والوجه الكسر لإجماعهم
على قوله تعالى ويحل عليه عذاب مقيم
رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
سورة طه فإن قيل ما وجه الإدغام في قوله فيحل والإظهار في قوله
ومن يحلل فقل إنما يكون الإدغام في متحركين فسكن الأول لاجتماعهما ثم يدغم
فإن كان الأول متحركا والثاني ساكنا بطل الإدغام فالأصل المدغم فيمن ضم
فيحلل وفيمن كسر فيحلل فنقلت الحركة من اللام إلى الحاء وأسكنت اللام ثم
أدغمت فهذا فرقان ما بين المدغم والمظهر
قوله تعالى بملكنا يقرأ بكسر الميم وضمها وفتحها فالحجة لمن كسر أنه أراد
اسم الشيء المملوك كقولك هذا الغلام ملكي وهذه الجارية ملك يمينى والحجة
لمن ضم أنه أراد بسلطاننا ودليله قوله تعالى لمن الملك اليوم يريد السلطان
والحجة لمن فتح أنه أراد المصدر من قولهم ملك يملك ملكا
قوله تعالى ولكنا حملنا يقرأبالتخفيف والتشديد فالحجة لمن خفف أنه أرادهم
بالفعل وجعل النون والألف المتصلين به في موضع رفع والحجة لمن شدد أنه جعل
الفعل لما لم يسم فاعله ودل عليه بضم أوله وكان أصله ولكنا حملنا السامري
فلما خذل الفاعل أقيم المفعول مقامه فرفع لأن الفعل الذي كان حديثا عن
الفاعل صار عن المفعول فارتفع به
قوله تعالى ألا تتبعني يقرا بإثبات الياء وصلا ووقفا على الأصل وبإثباتها
وصلا وحذفها درجا اتباعا للخط في الوصل والأصل في الدرج وبحذفها وصلا
ووقفا اجتزاء بالكسرة منها
قوله تعالى يا بن أم يقرأ بكسر الميم وفتحها فالحجة لمن كسر أنه أراد يا
بن أمي فحذف الياء اجتزاء بالكسرة منها والوجه إثباتها لأن هذه الياء إنما
تحذف في النداء المضاف إليك إذا قلت يا غلامي لأنها وقعت موقع التنوين
والتنوين لا يثبت في النداء
سورة طه فأما الياء ها هنا فالتنوين ثبت في موضعها إذا قلت يا
بن أم زيد وإنما حذفت الياء لما كثر به الكلام فصار المضاف والمضاف اليه
كالشيء الواحد فحذفت الياء كذلك والحجة لمن فتح أنه أراد يا بن أماه فرخم
فبقيت الميم على فتحها أو بنى ابنا مع الأم بناء خمسة عشر أو قلب من الياء
ألفا وقد ذكرت وجوهه في الأعراف مستقصاة بما يغني عن إعادته ها هنا
قوله تعالى بصرت بما لم يبصروا به يقرا بالياء والتاء فالياء لمعنى الغيبة
والتاء لمعنى الحضرة
قوله تعالى لن تخلفه يقرأ بكسر اللام وفتحها فالحجة لمن كسر أنه جعل الفعل
للسامري والهاء كناية عن الموعد والحجة لمن فتح أنه أراد الدلالة على أنه
مستقبل ما لم يسم فاعله والهاء على أصلها في الكناية وهي في موضع نصب في
الوجهين
قوله تعالى يوم ينفخ في الصور إجماع القراء فيه على الياء وضمها على ما لم
يسم فاعله إلا ما اختاره أبو عمرو من النون وفتحها وله في ذلك وجهان
أحدهما أنه أتى بالنون في ننفخ ليوافق به لفظ نحشر فيكون الكلام من وجه
واحد والثاني أن النافخ في الصور وإن كان إسرافيل فإن الله عز و جل هو
الآمر له بذلك والمقدر والخالق له فنسب الفعل إليه لهذه المعاني ودليله
قوله تعالى الله يتوفى الأنفس حين موتها والمتوفي لها ملك الموت عليه
السلام
قوله تعالى وأنك لا تظمأ فيها يقرأ بفتح أن وكسرها فالحجة لمن فتحها أنه
رده على قوله ألا تجوع يريد وأنك لا تظمأ فرده على المعنى لا على اللفظ
والحجة لمن كسر أنه استأنف ولم يعطف ومعنى لا تظمأ أي لا تعطش ولا تضحي أي
لا تبرز للشمس
قوله تعالى فلا يخاف ظلما يقرأبالياء وإثبات الألف والرفع وبالتاء وحذف
سورة الأنبياء الألف والجزم فالحجة لمن قرأ بالياء والرفع أنه
جعله خبرا والحجة لن قرأ بالتاء والجزم أنه جعله نهيا ومعنى الظلم في
اللغة وضع الشيء في غير موضعه والهضم النقصان
قوله تعالى أعمى في الموضعين يقرآن بالتفخيم والإمالة فالحجة لمن فخم أنه
أتى به على الأصل والحجة لمن أمال أنه دل بذلك على الياء وقيل في معناه
أعمى عن حجته وقيل عن طريق الجنة
قوله تعالى لعلك ترضى يقرأ بفتح التاء وضمها فالحجة لمن فتحها أنه قصده
بكون الفعل له ففتح لأنه من فعل ثلاثي والحجة لمن ضم أنه دل بذلك على بناء
الفعل لما لم يسم فاعله والأمر فيهما قريب لأن من أرضي فقد رضي ودليله
قوله تعالى راضية مرضية
قوله تعالى أولم تأتهم يقرأ بالياء والتاء والحجة فيه ما قدمناه في أمثاله
والاختيار التاء لإجماعهم على قوله حتى تأتيهم البينة
ومن سورة الأنبياء
قوله تعالى قل ربي يعلم يقرأ بإثبات الألف وحذفها فالحجة لمن أثبت أنه
جعله فعلا ماضيا أخبر به والحجة لمن حذف أنه جعله من أمر النبي صلى الله
عليه و سلم
قوله تعالى يوحي إليهم يقرا بالنون وكسر الحاء وبالياء وفتحها فالحجة لمن
قرا بالياء أنه اراد بذلك من شك في نبوة محمد صلى الله عليه و سلم وكفر به
وقال هلا كان ملكا فأمرهم الله أن يسألوا أهل الكتب هل كانت الرسل إلا
رجالا يوحى إليهم والحجة لمن قرأه بالنون أنه اراد أن الله تعالى أخبر به
عن نفسه ورده على قوله أرسلنا ليكون الكلام من وجه واحد فيوافق بعضه بعضا
قوله تعالى ولا يسمع الصم الدعاء يقرأ بياء مفتوحة ورفع الضم وبتاء
سورة الأنبياء مضمومة ونصب الصم فالحجة لمن قرأ بالياء أنه
أفردهم بالفعل فرفعهم بالحديث عنهم والحجة لمن قرأ بالتاء أنه قصد النبي
صلى الله عليه و سلم بالفعل ونصب الصم بتعدي الفعل إليهم ودليله قوله
تعالى وما أنت بمسمع من في القبور لأن من لم يلتفت إلى وعظ الرسول عليه
السلام ولم يسمع عن الله ما يخاطبه به كان كالميت الذي لا يسمع ولا يجيب
قوله تعالى أو لم ير الذين كفروا يقرا بإثبات الواو وحذفها فالحجة لمن
ثبتها أنه جعلها واو العطف دخلت على ألف التوبيخ كما تدخل الفاء والحجة
لمن حذفها أنه اتبع خط مصاحف أهل الشام ومكة واجتزأ منها بالألف لأن
دخولها مع الألف وخروجها سيان ومعنى قوله رتقا مغلقة ومعنى الفتق تشقق
السماء بالمطر والأرض بالنبات
قوله تعالى وإن كان مثقال حبة يقرأ بالرفع والنصب فالحجة لمن رفع أنه جعل
كان بمعنى حدث ووقع فلم يحتج إلى خبر والحجة لمن نصب أنه أضمر في كان اسما
معناه وإن كان الشيء مثقال حبة
فإن قيل فلم قال أتينا بها ولم يقل به فقل لأن مثقال الحبة هو الحبة
ووزنها
قوله تعالى وضياء وذكرا يقرأ بياء وهمزة وبهمزتين وقد ذكرت علته في يونس
وقال الكوفيون الواو في قوله وضياء زائدة لأن الضياء هو الفرقان فلا وجه
للواو
وقال البصريون هي واو عطف معناها واتيناهما ضياء ودليلهم قوله فيه هدى
ونور والنور هو الهدى وسميت التوراة فرقانا لأنها فرقت بين الحق والباطل
قوله تعالى وإلينا ترجعون يقرأ بضم التاء وفتحها فالحجة لمن ضم أنه أراد
تردون والحجة لمن فتح أنه أراد تصيرون
سورة الأنبياء
قوله تعالى جذاذا يقرأ بضم الجيم وكسرها فمن ضم أراد به معنى حطام ورفات
ولا يثنى في هذا ولا يجمع والحجة لمن كسر أنه أراد جمع جذيذ بمعنى مجذوذ
كقولهم خفيف وخفاف
قوله تعالى أف لكم مذكور في بني إسرائيل
قوله تعالى ليحصنكم يقرأ بالتاء والياء والنون فالحجة لمن قرأه بالتاء أنه
رده على الصنعة واللبوس لأن اللبوس الدرع وهي مؤنثة والحجة لمن قرأه
بالياء أنه رده على لفظ اللبوس لا على معناه والحجة لمن قرأه بالنون أنه
أخبر به عن الله عز و جل لأنه هو المحصن لا الدرع
قوله تعالى وكذلك ننجي المؤمنين إجماع القراء على إثبات النونين الأولى
علامة الاستقبال والثانية فاء الفعل إلا ما قرأه عاصم بنون واحدة مضمومة
وتشديد الجيم فالحجة لمن قرأه بنونين وإن كان في الخط بنون واحدة أن النون
تخفى عند الجيم فلما خفيت لفظا سقطت خطا ودل نصب المؤمنين على أن في الفعل
فاعلا هو الله عز و جل
ولعاصم في قراءته وجه في النحو لأنه جعل نجي فعل ما لم يسم فاعله وأرسل
الياء بغير حركة لأن الحركة لا تدخل عليها في الرفع وهي ساقطة في الجزم
إذا دخلت في المضارع وأضمر مكان المفعول الأول المصدر لدلالة الفعل عليه
ومنه قولهم من كذب كان شرا له يريدون كان الكذب فلما دل كذب عليه حذف
فكأنه قال وكذلك نجي النجاء المؤمنين وأنشد شاهدا لذلك ... ولو ولدت قفيرة
جرو كلب ... لسب بذلك الجرو الكلابا
سورة الأنبياء
قوله تعالى حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج يقرآن بالتشديد والتخفيف وبالهمز
وتركه وقد ذكرت علل ذلك فيما سلف
قوله تعالى وحرام على قرية يقرأ بفتح الحاء والراء وإثبات الألف وبكسر
الحاء وإسكان الراء وحذف الألف فالحجة لمن فتح وأثبت الألف أنه أراد ضد
الحلال والحجة لمن كسر الحاء وحذف الألف أنه أراد وواجب على قرية ولا في
قوله لا يرجعون صلة ومعناه واجب عليهم الرجوع للجزاء وقيل هما لغتان حرم
وحرام وحل وحلال
قوله تعالى للكتاب يقرأ بالتوحيد والجمع وقد ذكرت علل ذلك آنفا وقال بعضهم
السجل الكاتب
قوله تعالى في الزبور من بعد الذكر يقرأ بضم الزاي وفتحها وقد ذكر فيما
مضى
قوله تعالى من بعد الذكر يريد به من قبل الذكر والذكر القرآن والأرض أرض
الجنة لقوله الصالحون
سورة الحج
قوله تعالى قل رب احكم بالحق يقرأ بإثبات الألف على الخبر وبطرحها على
الأمر
فإن قيل ما وجه قوله بالحق فقل يريد احكم بحكمك الحق ثم سمى الحكم حقا
قوله تعالى عما يصفون يقرأبالياء والتاء وقد تقدمت العلة في ذلك من الغيبة
والخطاب فاعرفه إن شاء الله
ومن سورة الحج
قوله تعالى وترى الناس سكارى وما هم بسكارى يقرآن بضم السين وإثبات الألف
وبفتحها وطرح الألف وهما جمعان لسكران وسكرانة فالحجة لمن ضم السين وأثبت
الألف أنه لما كان السكر يضعف حركة الإنسان شبه بكسلان وكسالى والحجة لمن
فتح وحذف الألف أنه لما كان السكر آفة داخلة على الإنسان شبه بمرضى وهلكى
فإن قيل فما وجه النفي بعد الإيجاب فقل وجهه أنهم سكارى خوفا من العذاب
وهول المطلع وما هم بسكارى كما كانوا يعهدون من الشراب في دار الدنيا
قوله تعالى ولؤلؤ يقرأ بالخفض والنصب وبهمزتين وبهمزة واحدة فالحجة لمن
خفض أنه رده بالواو على أول الكلام لأن الاسم يعطف على الاسم والحجة لمن
نصب أنه أضمر فعلا كالأول معناه ويحلون لؤلؤا وسهل ذلك عليه كتابها في
السواد ها هنا وفي الملائكة بألف والحجة لمن همز همزتين أنه أتى بالكلمة
على أصلها ولمن قرأه بهمزة واحدة أنه ثقل عليه الجمع بينهما فخفف الكلمة
بحذف إحداهما وقد اختلف عنه في الحذف فقيل الأولى وهي أثبت وقيل الثانية
وهي أضعف
قوله تعالى ثم ليقضوا يقرأ بكسر اللام وإسكانها مع ثم والواو والفاء
سورة الحج والكسر مع ثم أكثر فالحجة لمن كسر أنه أتى باللام على
أصل ما وجب لها قبل دخول الحرف عليها والحجة لمن أسكن أنه أراد التخفيف
لثقل الكسر وإنما كان الاختيار مع ثم الكسر ومع الواو والفاء الإسكان أن
ثم حرف منفصل يوقف عليه والواو والفاء لا ينفصلان ولا يوقف عليهما وكل من
كلام العرب
قوله تعالى سواء العاكف فيه والبادي يقرأ بالرفع والنصب فالحجة لمن رفع
أنه أراد الابتداء والعاكف الخبر والحجة لمن نصب أنه أراد مفعولا ثانيا
لقوله جعلناه ورفع العاكف بفعل يريد به استوى العاكف فيه والبادي
قوله تعالى هذان يقرأ بتشديد النون وتخفيفها وقد ذكرت علله آنفا
قوله تعالى والبادي يقرأ بإثبات الياء وحذفها وقد ذكرت الحجة فيه
قوله تعالى وليوفوا يقرأ بتشديد الفاء وتخفيفها فالحجة لمن شدد أنه استدل
بقوله وإبراهيم الذي وفى والحجة لمن خفف أنه استدل بقوله أوفوا بالعقود
وقد ذكرت علته آنفا
قوله تعالى فتخطفه يقرأ بفتح الخاء وتشديد الطاء وبإسكان الخاء وتخفيف
الطاء فالحجة لمن شدد أنه أراد فتختطفه فنقل فتحة التاء إلى الخاء وأدغم
التاء في الطاء فشدد لذلك والحجة لمن خفف أنه أخذه من قوله تعالى إلا من
خطف الخطفة وهما لغتان فصيحتان
قوله تعالى منسكا يقرأ بفتح السين وكسرها فالحجة لمن فتح أنه أتى بالكلمة
على أصلها وما أوجبه القياس لها لأن وجه فعل يفعل بضم العين أن يأتي
المصدر منه والموضع مفعلا بالفتح كقولك مدخلا ومخرجا ومنسكا وما كان مفتوح
العين اتى المصدر منه بالفتح والاسم بالكسر كقولك ضربت مضربا وهذا مضربي
سورة الحج والحجة لمن كسر السين أنه أخذه من الموضع الذي تذبح
فيه النسيكة وهي الشاة الموجبة لله
قوله تعالى لهدمت يقرأ بتشديد الدال وتخفيفها فالحجة لمن شدد أنه أراد
تكرير الفعل والحجة لمن خفف أنه أراد المرة الواحدة من الفعل وهما لغتان
فاشيتان
قوله تعالى ولولا دفع الله و إن الله يدفع يقرآن بفتح الدال من غير ألف
وبكسرها وإثبات الألف وقد ذكرت علته في البقرة
قوله تعالى أذن للذين يقاتلون يقرأبضم الهمزة وفتحها فالحجة لمن ضم أنه دل
بذلك على بناء الفعل لما لم يسم فاعله والحجة لمن فتح أنه جعل الفعل لله
عز و جل
قوله تعالى يقاتلون بأنهم يقرا بفتح التاء وكسرها على لما قدمناه من بناء
الفعل لفاعله بالكسر ولما لم يسم فاعله بالفتح
قوله تعالى أهلكتها يقرأ بالتاء وبالنون والألف فالدليل لمن قرأ بالتاء
قوله فكيف كان نكير ولم يقل نكيرنا والحجة لمن قرأ بالنون والألف أنه
اعتبر ذلك بقوله تعالى قسمنا بينهم وهو المتولي لذلك
قوله تعالى وبئر معطلة يقرأ بالهمز على الأصل وبتركه تخفيفا
قوله تعالى مما تعدون يقرأ بالياء والتاء على ما قدمنا القول في أمثاله
قوله تعالى معجزين يقرأبتشديد الجيم من غير ألف وبتخفيفها وإثبات الألف
فالحجة لمن قرأه بالتشديد أنه أراد مبطئين مثبطين والحجة لمن قرأه
بالتخفيف أنه أراد معاندين فالتثبيط والتعجيز خاص لأنه في نوع واحد وهو
الإبطاء عن الرسول عليه السلام والعناد عام لأنه يدخل فيه الكفر والمشاقة
على أن معناهما قريب عند النظر لأن من أبطا عن الرسول فقد عانده وشاقه
سورة المؤمنين
فأما قوله تعالى أولئك لم يكونوا معجزين لأنه يصير بمعنى لم يكونوا
معاندين وهذا خطأ ومعنى معجزين سابقين فائتين ومنه أعجزني الشيء
قوله تعالى ثم قتلوا يقرأبتشديد التاء وتخفيفها وقد ذكر وقوله مدخلا
يرضونه يقرأ بضم الميم وفتحها وقد تقدم ذكره
قوله تعالى وأن ما تدعون يقرأ بالتاء والياء ها هنا وفي لقمان وفي
العنكبوت والمؤمن وقد ذكرت الأدلة فيه مقدمة فيما سلف
ومن سورة المؤمنون
قوله تعالى لأمانتهم يقرا بالتوحيد والجمع فمن وحد استدل بقوله وعهدهم ولم
يقل وعهودهم ومن جمع استدل بقوله أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها
قوله تعالى على صلواتهم فالحجة لمن وحد أنه أجتزأ بالواحد عن الجميع كما
قال تعالى أو الطفل والحجة لمن جمع أنه أراد الخمس المفروضات والنوافل
المؤكدات وقد ذكر معنى الصلاة في براءة
سورة المؤمنين
قوله تعالى فكسونا العظام لحما يقرأبالتوحيد والجمع على ما ذكرنا في قوله
صلواتهم
قوله تعالى سيناء يقرا بكسر السين وفتحها وهما لغتان واصله سرياني فالحجة
لمن كسر قوله تعالى وطور سينين والحجةل من فتح أنه يقول لم يأت عن العرب
صفة في هذا الوزن إلا بفتح أولها كقولهم حمراء وصفراء فحملته على الأشهر
من الفاظهم ومعناه ينبت الثمار
قوله تعالى تنبت بالدهن يقرأ بضم التاء وكسر الباء وبفتح التاء وبضم الباء
فالحجة لمن ضم التاء أنه أراد تخرج الدهن ولم يتعد بالباء لأن أصل النبات
الإخراج والحجة لمن فتح التاء أنه اراد أن نباتها بالدهن وهو كلام العرب
إذا أثبتوا الألف في الماضي خزلوا الباء وإذا خزلوا الألف أثبتوا الباء
وعلة ذلك أن نبت فعل لا يتعدى إلا بواسطة فوصلوه بالباء ليتعدى وأنبت فعل
يتعدى بغير واسطة فغنوا عن الباء فيه
قوله تعالى نسقيكم بضم النون وفتحها وقد ذكرت علته في النحل
قوله تعالى منزلا مباركا يقرأبضم الميم وفتحها على ما تقدم من ذكر العلة
فيه
سورة المؤمنين
قوله تعالى من كل زوجين اثنين يقرأ بالإضافة والتنوين وعلته مستقصاة في
هود
قوله تعالى تترى يقرأ بالتنوين وتركه فالحجة لمن نون أنه جعله مصدرا من
قولك وترا يتر وترا ثم أبدل من الواو تاء كما أبدلوها في تراث ودليل ذلك
كتابتها في السواد بألف وكذلك الوقوف عليه بألف ولا تجوز الإمالة فيه إذا
نون وصلا ولا وقفا لأنه جعل الألف فيه ألف إلحاق كما جعلوها في أرطى ومعزى
والحجة لمن لم ينون أنه جعلها ألف التأنيث كمثل سكرى ففي هذه القراءة تجوز
فيها الإمالة والتفخيم وصلا ووقفا
قوله تعالى زبرا يقرأ بضم الباء وفتحها وقد ذكرت علته
قوله تعالى نسارع لهم أماله الكسائي لمكان كسرة الراء وفخمه الباقون
قوله تعالى إلى ربوة يقرأ بضم الراء وفتحها وقد ذكرت علته في البقرة
قوله تعالى وأن هذه أمتكم يقرأ بفتح الهمزة وكسرها وبتخفيف النون وبشديدها
مع الفتح فالحجة لمن فتح أنه رده على قوله أني بما تعلمون عليم وبأن هذه
أو لأن هذه والحجة لمن كسر أنه جعل الكلام تاما عند قوله عليم ثم
سورة المؤمنين استأنف إن فكسرها وقد ذكرت العلة في تشديد النون
وتخفيفها في هود
قوله تعالى تهجرون يقرا بفتح التاء وضم الجيم وبضم التاء وكسر الجيم
فالحجة لمن فتح التاء أنه أراد به هجران المصادمة لتركهم سماع القرآن
والإيمان به والحجة لمن ضم أنه جعله من قولهم أهجر المريض إذا أتى بما لا
يفهم عنه ولا تحته معنى يحصل لأنهم كانوا إذا سمعوا القرآن لغوا فيه
وتكلموا بالفحش وهذوا وسبوا فقال الله عز و جل مستكبرين به قيل بالقرآن
وقيل بالبيت العتيق
قوله تعالى سيقولون لله في الثلاثة مواضع فالأولى لا خلف فيها والأخريان
تقرآن بلام الإضافة والخفض وبطرحها والرفع فالحجة لمن قرأهما بلام الإضافة
أنه رد آخر الكلام على أوله فكأنه قال هي لله ودليلهم أنهما في الإمام
بغير ألف والحجة لمن قرأهما بالألف أنه أراد بهن الله قل هو الله وترك
الأولى مردودة على قوله لمن الأرض قل لله والأمر بينهما قريب ألا ترى لو
سأل سائل من رب هذه الضيعة فإن قلت فلان أردت ربها وإن قلت لفلان أردت هي
لفلان وكل صواب ومن كلام العرب
قوله تعالى خرجا فخراج ربك مذكور بعلله في الكهف ولا خلف في الثانية أنها
بالألف لأنها به مكتوبة في السواد
قوله تعالى عالم الغيب يقرا بالرفع والخفض
فالرفع بالابتداء والخفض بالرد على قوله سبحان الله عالم الغيب
قوله تعالى غلبت علينا شقوتنا يقرأ بكسر الشين من غير ألف وبفتح الشين
وإثبات الألف وكلاهما مصدران أو اسمان مشتقان من الشقاء فأما الشقاوة
فكقولهم سلم سلامة وأما الشقوة فكقولهم فديته فدية
قوله تعالى سخريا يقرأ بكسر السين وضمها فالحجة لمن كسر أنه أخذه
سورة النور من السخريا والحجة لمن ضم أنه أخذه من السخرة وكذلك
التي في صاد فأما التي في الزخرف فبالضم لا غير
قوله تعالى أنهم هم الفائزون يقرأ بفتح الهمزة وكسرها فالحجة لمن فتح أنه
اراد الاتصال بقوله إني جزيتهم اليوم بما صبروا لأنهم والحجة لمن كسر أنه
جعل الكلام تاما عند قوله بما صبروا ثم ابتدأ إن فكسرها
قوله تعالى قال كم لبثتم قال إن لبثتم يقرآن بإثبات الألف وحذفها وبالحذف
في الأول والإثبات في الثاني فالحجة لمن أثبت أنه أتى به على الخبر والحجة
لمن حذف أنه أتى به على الأمر ويقرآن أيضا بالإدغام للمقاربة وبالإظهار
على الأصل
قوله تعالى وأنكم إلينا لا ترجعون يقرأ بضم التاء على معنى تردون وبفتحها
على معنى تصيرون
رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
ومن سورة القصص
قوله تعالى ونرى فرعون وهامان وجنودهما يقرأ بالنون والنصب وبالياء والرفع
فالحجة لمن قرأه بالنون والنصب أنه رده على قوله تعالى ونريد أن نمن و أن
نرى فأتى بالكلام على سنن واحد ونصب فرعون ومن بعده بتعدي الفعل إليهم
والله هو الفاعل بهم عز و جل لأنه بذلك أخبر عن نفسه والحجة لمن قرأه
بالياء أنه استأنف الفعل بالواو ودل الإخبار عن فرعون ونسب الفعل إليه
فرفعه به وعطف من بعده بالواو عليه
قوله تعالى وحزنا يقرأ بضم الحاء وإسكان الزاي وبفتحهما معا وقد تقدمت
الحجة فيه فيما سلف مستقصاة
قوله تعالى حتى يصدر الرعاء يقرأبفتح الياء وضم الدال وبضم الياء وكسر
الدال وبإشمام الصاد الزاي وخلوصها صادا فالحجة لمن ضم الياء أنه جعله
فعلا هم فاعلوه يتعدى إلى مفعول معناه حتى يصدر الرعاء مواشيهم والحجة لمن
فتح الياء أنه جعله فعلا لهم غير متعد إلى غيرهم والحجة لمن أشم الصاد
الزاي أنه قربها بذلك من الدال لسكون الصاد ومجيء الدال بعدها
والرعاء بكسر الراء والمد جمع راع وفيه وجهان آخران راعون على السلامة
ورعاة على التكسير وهو جمع مختص به الاسم المعتل فأصله عند البصريين رعية
سورة القصص انقلبت ياؤه ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها وأصله
عند الكوفيين رعى فحذفوا حرفا كراهية للتشديد وألحقوا الهاء عوضا مما
حذفوا فانقلبت الياء ألفا لأن ما قبل الهاء لا يكون إلا مفتوحا
قوله تعالى أو جذوة من النار يقرأ بكسر الجيم وفتحها وضمها وهن لغات كما
قالوا في اللبن رغوة ورغوة ورغوة والكسر أفصح ومعنى الجذوة عود في رأسه
نار
قوله تعالى من الرهب يقرأ بضم الراء وفتحها وبفتح الهاء وإسكانها فقيل هن
لغات ومعناهن الفزع والجناح من الإنسان اليد
والمعنى إنه لما ألقى العصا فصارت جانا فزع منها فأمر بضم يده إلى أضلاعه
ليسكن من روعه
وقيل الرهب ها هنا الكم تقول العرب أعطني ما في رهبتك فإن صح ذلك فإسكانه
غير واجب لأن العرب تسكن المضموم والمكسور ولا تسكن المفتوح ألا ترى إلى
حكاية الاصمعي عن أبي عمرو وقال قلت له أنت تميل في قراءتك إلى التخفيف
فلم لم تقرأيدعوننا رغبا ورهبا بالإسكان فقال لي ويلك أجمل أخف أم جمل
قوله تعالى فذانك برهانان يقرأ بتشديد النون وتخفيفها قد ذكرت علله في
سورة النساء
فأما البرهانان فاليد البيضاء من غير سوء أي من غير برص والعصا المنقلبة
جانا
سورة القصص
وأما قوله ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات فقيل خمس في الأعراف قوله
فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم واليد والعصا وحل
عقد لسانه وفلق البحر له ولأمته
قوله تعالى
ردءا يصدقني يقرأ بإسكان الدال وتحقيق الهمزة وبفتح الدال وتخفيف الهمزة
فالحجة لمن حقق أنه أتى بالكلام على أصله ومعناه العون والحجة لمن خفف أنه
نقل حركة الهمزة إلى الدال فحركها ولين الهمزة تخفيفا
فأما يصدقني فأجمع على جزمه خمسة من الأئمة جوابا للطلب ورفعه حمزة وعاصم
ولهما فيه وجهان أحدهما أنهما جعلاه صلة للنكرة والثاني أنهما جعلاه حالا
من الهاء وقد ذكر ذلك مشروحا في اول سورة مريم
قوله تعالى وقال موسى ربي أعلم يقرأ بإثبات الواو وحذفها فالحجة لمن
أثبتها أنه رد بها القول على ما تقدم من قولهم والحجة لمن حذفها أنه جعل
قول موسى منقطعا من قولهم
قوله تعالى ومن تكون له عاقبة الدار يقرأ بالياء والتاء والحجة فيه ما
قدمناه في امثاله
قوله تعالى لا يرجعون يقرأبضم الياء على معنى يردون وبفتحها على معنى
يصيرون
قوله تعالى ساحران تظاهرا يقرأ بإثبات الألف وطرحها فالحجة لمن أثبتها
أنهم كنوا بذلك عن موسى ومحمد عليهما السلام والحجة لمن طرحها أنه أراد
كنايتهم بذلك عن التوراة والفرقان
قوله تعالى تجى إليه يقرأبالياء والتاء على ما بيناه آنفا
سورة العنكبوت قوله تعالى لخسف يقرأ بضم الخاء ادلالة على بناء
ما لم يسم فاعله وبفتحها دلالة على الإخبار بذلك عن الله عز و جل ومعنى
قوله ويك أنه ألم تر أنه وفيها وجهان فأهل البصرة يختارون الوقف على وي
لأنها عندهم كلمة حزن ثم يبتدئون كأنه وأهل الكوفة يختارون وصلها لأنها
عندهم كلمة واحدة أصلها ويلك أنه فحذفت اللام ووصلت بقوله أنه
ومن سورة العنكبوت
قوله تعالى أولم يروا كيف يبدئ الله الخلق يقرأ بالياء والتاء فالحجة لمن
قرأه بالتاء أنه أراد معنى المواجهة بالخطاب لما أنكروا البعث والنشور
فقيل لهم فإنكاركم لابتداء الخلق أولى بذلك فإما أن تنكروهما جميعا أو
تقروا بهما جميعا والحجة لمن قرأه بالياء فعلى طريق الغيبة والبلاغ لهم
فأما قوله يبدئ فيقرأ بضم الياء وكسر الدال وبفتح الياء والدال معا فالحجة
لمن ضم أنه أخذه من أبدأ ومن فتح أخذه من بدأ وهما لغتان
قوله تعالى النشأة يقرأ بالمد والقصر والهمز فيهما والقول في ذلك كالقول
في رأفة فإسكانها كقصرها وحركتها كمدها وهي في الوجهين مصدر
قوله تعالى مودة بينكم يقرأ بالإضافة والرفع معا والنصب وبالتنوين والرفع
معه والنصب فالحجة لمن رفع مع الإضافة أنه جعل إنما كلمتين منفصلتين إن
الناصبة وما بمعنى الذي واتخذتم صلة ما وفي اتخذتم ها محذوفة تعود على
الذي واوثانا مفعول به ومودة خبر إن وتلخيصه إن الذي اتخذتموه أوثانا موده
بينكم ومثله قول الشاعر
سورة العنكبوت ... دريني إنما خطئي وصوبي ... علي وإنما أهلكت
مال ...
وله في الرفع وجه آخر أن يرفع قوله مودة بالابتداء لأن الكلام قد تم عند
قوله أوثانا وقوله في الحياة الدنيا الخبر والحجة لمن نصب أنه جعل المودة
مفعول اتخذتم سواء أضاف أو نون وجعل إنما كلمة واحدة أو جعل المودة بدلا
من الاوثان ومن نصب بينكم مع التنوين جعله ظرفا ومن خفضه مع الإضافة جعله
اسما بمعنى وصلكم وقد ذكر ذلك في الأنعام
قوله تعالى ولوطا إذ قال لقومه أئنكم لتأتون الفاحشة أئنكم لتأتون الرجال
يقرآن معا بالاستفهام ويقرأ الأول بالاخبار والثاني بالاستفهام وبتحقيق
الهمزتين معا وبتحقيق الأولى وتليين الثانية وقد تقدم من القول في تعليله
ما يغني عن إعادته
قوله تعالى لننجينه وأهله وإنا منجوك وأهلك يقرآن بالتشديد والتخفيف
وبتشديد الأول وتخفيف الثاني فالحجة في ذلك كله ما قدمناه من أخذ المشدد
من نجى وأخذ المخفف من أنجى ومثله قوله إنا منزلون يقرأ بالتشديد والتخفيف
قوله تعالى إن الله يعلم ما يدعون يقرأ بالياء والتاء على ما قدمناه من
القول في أمثاله
قوله تعالى لولا أنزل عليه آية يقرأ بالتوحيد والجمع فالحجة لن وحد أنه
اجتزأ بالواحد من الجمع لأنه ناب عنه وقام مقامه والحجة لمن جمع أنه أتى
باللفظ
سورة العنكبوت على حقيقته ودليله قوله بعد ذلك إنما الآيات عند
الله
قوله تعالى ويقول ذوقوا يقرأ بالنون والياء وهما إخبار عن الله عز و جل
فالنون إخباره تعالى عن نفسه والياء إخبار نبيه عليه السلام عنه
قوله تعالى يا عباد الذين آمنوا ها هنا يا عباد الذين أسرفوا في الزمر
يقرآن بإثبات الياء وحذفها فالحجة لمن أثبت أنه أتى بالكلام على أصله لأن
أصل كل ياء الإثبات والفتح لالتقاء الساكنين والحجة لمن أسكنها وحذفها
لفظا أنه اجتزأ بالكسرة منها وحذفها لأن بناء النداء على الحذف والاختيار
لمن حرك الياء بالفتح أن يقف بالياء لأنها ثابتة في السواد فأما قوله يا
عبادي لا خوف عليكم فيأتي في موضعه إن شاء الله
قوله تعالى إن أرضي واسعة أجمع القراء على إسكانها إلا ابن عامر فإنه
فتحها على الأصل
قوله تعالى ثم إلينا يرجعون يقرأ بالتاء والياء على ما قدمناه من القول في
أمثاله
قوله تعالى لنبوئنهم يقرأبالنون والباء وبالنون والثاء ومعناهما قريب
فالحجة لمن قرأ بالنون والباء أنه أراد لننزلنهم من الجنة غرفا ودليله
قوله والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم والحجة لمن قرأ بالنون والثاء
أنه أراد النزول والإقامة ومنه قوله وما كنت ثاويا في أهل مدين
سورة مريم
قوله تعالى وليتمتعوا يقرأ بإسكان اللام وكسرها فالحجة لمن أسكن أنه جعلها
لام وعيد في لفظ الأمر كقوله اعملوا ما شئتم
ولمن كسر وجهان أحدهما أن تكون لام الوعيد أجراها على أصلها فكسرها مع
الواو والآخر أن تكون لام كي مردودة بالواو على قوله ليكفروا بما آتيناهم
فيكون الفعل بها منصوبا وبالأولى مجزوما
ومن سورة الروم
قوله تعالى ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوءى أن كذبوا يقرا بنصب عاقبة
ورفع السوءى وبرفع عاقبة ونصب السوءى وبالتفخيم في السوءى والإمالة على ما
قدمناه من الاحتجاج في أمثاله
ووزن السوءى فعلى من السوء وهي ها هنا العذاب وقوله أن كذبوا في موضع نصب
لأنه مفعول له معناه لكذبهم
قوله تعالى ثم إليه ترجعون يقرأ بالياء والتاء والفتح والضم وقد تقدم ذكر
معناه
قوله تعالى لآيات للعالمين يقرأ بفتح اللام وكسرها فالحجة لن فتح أنه جعله
جمع عالم والعالم يحتوي على كل المخلوقات من إنس وجان وجماد وحيوان والحجة
لمن كسر أنه جعله جمع عالم لأن العالم أقرب إلى الاعتبار من الجاهل ودليله
قوله وما يعقلها إلا العالمون
فإن قيل فما وجه دخول الحيوان والجماد في جملة من يعتبروهما لا يعقلان ذلك
فقل إن اللفظ وإن كان عاما فالمراد به الخاص ممن يعقل ودليله قوله تعالى
وهو فضلكم على العالمين جاء التفسير أنه اراد عالم أهل زمانكم من الرجال
والنساء
سورة الروم
قوله تعالى وكذلك تخرجون يقرأ بفتح التاء وضم الراء وبضم التاء وفتح الراء
فالحجة لمن فتح التاء أنه جعله الفعل لهم والحجة لمن ضم أنه جعله لما لم
يسم فاعله
قوله تعالى وما آتيتم من ربا يقرأ بالمد من الإعطاء ودليله إجماعهم على مد
قوله بعده وما آتيتم من زكاة إلا ما روي عن ابن كثير من القصر يريد به
معنى المجيء
قوله تعالى ليربوا في أموال الناس أجمع القراء على قراءته بالياء وفتح
الواو لأنه فعل مضارع دخلت عليه لام كي والربا فاعله إلا ما انفرد به نافع
من التاء في موضع الياء مضمومة وإسكان الواو لأنه جعل التاء دليلا للخطاب
وضمها لأنها من أربى وأسكن الواو لأنها للجمع وجعل علامة النصب سقوط النون
وحمله على ذلك كتابتها في السواد بألف بعد الواو
قوله تعالى كسفا يقرا بإسكان السين وفتحها وقد ذكرت علته في سورة بني
إسرائيل
قوله تعالى إلى آثار رحمة الله يقرأ بالتوحيد والجمع فالحجة لمن وحد أنه
أكتفى بالواحد من الجمع لنيابته عنه ودليله قوله هم أولاء على أثري ولم
يقل آثاري والحجة لمن جمع أنه أراد به أثار المطر في الأرض مرة بعد مرة
والمراد بهذا من الله عز و جل تعريف من لا يقر بالبعث ولا يوقن بحياة بعد
موت فأراهم الله تعالى إحياء بعد موت ليعرفوا ما غاب عنهم بما قد شاهدوه
عيانا فتكون أبلغ في الوعظ لهم وأثبت للحجة عليهم
قوله تعالى ولا تسمع الصم الدعاء يقرأ بفتح التاء والرفع وبضمها والنصب
وقد ذكرت علله آنفا
سورة لقمان
قوله تعالى من ضعف يقرأ بضم الضاد وفتحها وقد ذكر وجهه في الأنفال
قوله تعالى لا ينفع الذين ظلموا معذرتهم يقرأبالياء والتاء على ما ذكر في
أمثاله
قوله تعالى ليذيقهم بعض الذي عملوا أجمع القراء فيه على الياء إلا ما رواه
قنبل عن ابن كثير بالنون يخبر بذلك الله عز و جل عن نفسه بنون الملكوت
ومن سورة لقمان
قوله تعالى هدى ورحمة أجمع القراء على نصبهما على الحال أو القطع من
الآيات لأنها معرفة والهدى والرحمة نكرتان وقد تم الكلام دونهما إلا ما
قرأه حمزة بالرفع وله في ذلك وجوه أحدها أن يكون هدي مرفوعة بالابتداء
ورحمة معطوفة عليها للمحسنين الخبر والثاني أن يكون بدلا من قوله آيات
الكتاب هدى ورحمة لأن آيات الكتاب كذلك هي أو يكون أضمر لها مثل ما أظهر
للآيات فرفعها بذلك لأن الآيات جامعة للهدى والرحمة
قوله تعالى ويتخذها يقرأ بالرفع والنصب فالحجة لمن رفع أنه رده على قوله
يشتري
والوجه أن يضمر لها هو لأن الهاء والألف كناية عن السبيل والحجة لمن نصب
أنه رده على قوله ليضل عن سبيل الله وليتخذها هزوا
قوله تعالى يا بني لا تشرك بالله يا بني إنها يا بني أقم الصلاة يقرأن
بالتشديد وكسر الياء وفتحها وبالتخفيف والإسكان فالحجة لمن شدد وكسر أنه
أراد يا بنيي بثلاث ياءات الأولى ياء التصغير والثانية أصلية وهي لام
الفعل والثالثة ياء الإضافة إلى النفس فحذف الأخير اجتزاء بالكسر منها
وتخفيفا للاسم لما اجتمع فيه ثلاث ياءات
سورة لقمان
ولمن فتح الياء مع التشديد وجهان أحدهما أنه أراد يابنياه فرخم فسقطت
الألف والهاء للترخيم لأنهما زائدتان فالألف زيدت لبعد الصوت والهاء للسكت
فبقي الاسم على الفتح الذي كان عليه قبل الترخيم
والثاني أنه شبه هذه الياء لما رآها مشددة ومعها ياء الإضافة بياء الاثنين
إذا أضيفت إليها ففتحها كما فتحوا قوله إحدى ابنتي هاتين
فإن قيل فما الفرق بين قولك ابنتي وبين قولك يا بني وكلاهما مضاف إلى
النفس بالياء الشديدة فقل الفرق بينهما لطيف فاعرفه وذلك أن الياء في قولك
ابنتي ساكنة طبعا لأنها بدل من الألف التي لا يمكن الحركة فيها بوجه ثم
يدخل ياء الإضافة لأن النون تذهب لمعاقبتها لها والأصل في ياء الإضافة
الحركة فكان الفتح أولى بها ففتحت لذلك وأدغمت فيها ياء التثنية لسكونها
فهذا وجه الفتح في الياء المضاف إليها التثنية
وأما وجه كسر الياء في قولك يا بني فإن وزن ابن كوزن حصن فإذا قلت في
التصغير حصين كان كقولك بني فاجتمع فيه ياء التصغير وياء الأصل التي هي
لام الفعل وكان الإعراب عليها جاريا كما جرى على النون من حصين ثم دخلت
عليها ياء الإضافة فاجتذبت الياء الشديدة لقوتها إلى الكسر لأن من شرطها
أن تزيل الاعراب عما وليته وترده إلى الكسر كقولك حصيني فتسقط ياء الإضافة
في بني لكثرة الياءات فتبقى كقولك حصين بكسر النون وسقوط الياء فأنت الآن
تعلم ضرورة أن الياء من حصين ساكنة وهي ياء التصغير ومثلها في قولك بني
والنون المكسورة في قولك حصين مثلها ياء الأصل في بني وهي مكسورة كالنون
لتدل بالكسر على ياء الإضافة الساقطة فهذا تلخيص الفرق بين ياء الإضافة في
التصغير والتثنية والدلالة على فتح الياء في التثنية وكسرها في التصغير
وأما الحجة لمن خفف الياء وأسكن فإنه صغر ولم يضف فلما اجتمع في آخر الاسم
ياءان حذف إحداهما وبقي الأولى وهي ياء التصغير على سكونها فأجحف بالاسم
ولو أتى به منادى على أصل المواجهة لقال يا بني لأنه نداء مفرد
سورة لقمان
قوله تعالى ولا تصاعر خدك يقرأ بإثبات الألف والتخفيف وبحذفها والتشديد
وقد ذكر في أمثاله ما يغني عن إعادته ومعنى قوله لا تصاعر خدك أي لا تمل
بوجهك ولا تعرض تكبرا وأصله من الصعر وهو داء يصيب البعير فيلتوي له عنقه
قوله تعالى إن تك مثقال حبة أجمع القراء على نصب مثقال إلا نافعا فإنه
رفعه والحجة لمن له أنه جعل كان مما حدث ووقع ولا خبر لها إذا كانت كذلك
قوله تعالى وأسبغ عليكم نعمة يقرأ بالجمع والإضافة وبالتوحيد فالحجة لمن
جمع أنه أراد بذلك جميع النعم التي ينعم الله بها على عباده ودليله قوله
شاكرا لأنعمه فالهاء ها هنا كناية عن اسم الله عز و جل والحجة لمن وحد أنه
أراد نعمة الإسلام لأنها جامعة لكل النعم وما سواها يصغر في جنبها فالهاء
ها هنا علامة للتأنيث فأما قوله ظاهرة وباطنة فالظاهرة نعمة الإسلام
والباطنة ستر الذنوب
قوله تعالى والبحر يمده يقرأ بالرفع والنصب فالحجة لمن رفع أنه رده على ما
قبل دخول إن عليها أو استأنفه بالواو كما قال يغشى طائفة منكم وطائفة
والحجة لمن نصب أنه رده على اسم إن
فإن قيل فإن من شرط أبي عمرو أن يرفع المعطوف على إن بعد تمام الخبر كقوله
والساعة لا ريب فيها فقل حجته في ذلك أن لو تحتاج إلى جواب يأتي بعد
الابتداء والخبر فكان المعطوف عليها كالمعطوف على إن قبل تمام خبرها
والدليل على ذلك أن تمام الخبر هاهنا في قوله ما نفدت كلمات الله وهذا أدل
سورة السجدة دليل على دقة تمييز أبي عمرو ولطافة حذقه بالعربية
قوله تعالى بما يعملون خبير إجماع القراء على التاء إلا ما رواه عياش عن
أبي عمرو بالياء ولم يروه اليزيدي
ومن سورة السجدة
قوله تعالى الذي أحسن كل شيء خلقه يقرأبإسكان اللام وفتحها فالحجة لمن
أسكن أنه أراد الذي جعل عباده يحسنون خلق كل شيء ويحتمل أن يكون أراد
المصدر فكأنه قال الذي أحسن كل شيء خلقا وابتداء والحجة لمن فتح أنه أراد
الفعل الماضي والهاء المتصلة به في موضع نصب لأنها كناية عن مفعول به
ومعناه أنه أحسن خلق كلا شيء خلقه فكونه على إرادته ومشيئته فله في كلا
شيء صنعة حسنة تدل بأثارها على وحدانيته وحكمته ودليل ذلك قوله تعالى إنا
جعلنا ما على الأرض زينة لها وعليها الحسن والقبيح
قوله تعالى أئذا ضللنا في الأرض أئنا يقرا بالاستفهام والإخبار وقد تقدم
ذكره
قوله تعالى ما أخفى لهم أجمع القراء على فتح الياء إلا حمزة فإنه أسكنها
فالحجة لمن فتح أنه جعلها فعلا ماضيا لما لم يسم فاعله وألفه ألف قطع
والحجة لحمزة أنه جعله إخبارا عن المتكلم فأسكن الياء علامة للرفع
سورة الأحزاب
قوله تعالى لما صبروا يقرأبفتح اللام والتشديد وبكسرها والتخفيف فالحجة
لمن شدد أنه أراد حين صبروا ووقت صبروا ودليله قولك ولاك السلطان لما صبرت
والحجة لمن خفف أنه أراد لصبرهم لأنه جعل ما مع صلتها بمعنى المصدر وما في
قراءة من شدد في موضع نصب على الظرف
ومن سورة الأحزاب
قوله تعالى بما يعملون خبيرا يقرأبالياء والتاء فالحجة لمن قرأه بالياء
أنه أتبع آخر الكلام أوله ودليله قوله ولا تطع الكافرين والمنافقين إن
الله كان بما يعملون خبيرا والحجة لمن قرأه بالتاء أنه جعله خطابا من
الرسول عليه السلام لهم في حال الحضور
قوله تعالى اللائي يقرأبهمزة مكسورة من غير ياء وبكسرة الياء من غير همز
ولا إتمام ياء وبهمزة مكسورة ممدودة وهذه كلها لغات في جمع التي فالحجة لن
همز وكسر من غير ياء أنه أجتزا بالهمزة من الياء والحجة لمن كسر من غير
همز ولا ياء أنه خفف الاسم وجمع بين ساكنين وسهل ذلك عليه أن الأول حرف مد
ولين فالمد الذي فيه يقوم مقام الحركة والحجة لمن همز ومد أنه أتى بالكلمة
على أصل ما وجب لها
قوله تعالى تظاهرون يقرأبإثبات الألف وتشديد الظاء وبالتخفيف مع فتح التاء
وضمها وبحذف الألف وتشديد الظاء فالحجة لمن شدد أنه أراد تتظاهرون فأسكن
التاء الثانية وإدغمها في الظاء فشدد لذلك والحجة لمن خفف وضم التاء أنه
أخذه من ظاهر ثم تظاهرون ولمن فتح أنه أراد تتظاهرون فأسقط إحدى التاءين
وقد ذكر الخلف في أيهما الساقط والحجة لمن حذف الألف وشدد الظاء أنه أخذه
من تظهر ثم تتظهرون فأسكن التاء وادغمها في الظاء فشددها وبقيت
سورة الأحزاب الهاء على ما كانت عليه من التشديد ومعناه أن
الرجل كان في الجاهلية إذا قال لامرأته أنت علي كظهر أمي حرمت عليه فجعل
الله فيها على المسلم الكفارة
قوله تعالى الظنونا و الرسولا و السبيلا يقرأن بإثبات الألف وصلا ووقفا
وبحذفها وصلا ووقفا وبإثباتها وقفا وطرحها وصلا فالحجة لمن أثبتها وصلا
ووقفا أنه اتبع خط المصحف لأنها ثابتة في السواد وهي مع ذلك مشاكلة لما
قبلها من رؤوس الآي وهذه الألفات تسمى في رؤوس أبيات الشعر قوافي وترنما
وخروجا والحجة لمن طرحها أن هذه الألف إنما تثبت عوضا من التنوين في الوقف
ولا تنوين مع الألف واللام في وصل ولا وقف والحجة لمن أثبتها وقفا وحذفها
وصلا أنه اتبع الخط في الوقف وأخذ بمحض القياس في الوصل على ما أوجبته
العربية فكان بذلك غير خارج من الوجهين
قوله تعالى وكان الله بما يعملون بصيرا يقرأبالياء والتاء على ما ذكرنا في
أول السورة
قوله تعالى لا مقام لكم يقرا بضم الميم وفتحها وقد تقدم ذكر الأحتجاج عليه
آنفا
قوله تعالى لأتوها يقرأ بالمد من الإعطاء وبالقصر من المجيء وقد ذكر فيما
مضى
قوله تعالى أسوة يقرأ بكسر الهمز وضمها وهما لغتان كما قالوا رشوة ورشوة
قوله تعالى يضعف لها العذاب يقرأبتشديد العين وفتحها وكسرها ويضاعف بالياء
والنون وإثبات الألف والتخفيف فالحجة لمن قرأه بالياء والتشديد مع الفتح
سورة الأحزاب أنه جعله فعل ما لم يسم فاعله وحذف الألف لقوله
ضعفين ودليله قول العرب ضعفت لك الدرهم مثليه والحجة لمن قرأه بالنون
والتشديد وكسر العين أنه جعله فعلا أخبر به عن الله تعالى كإخباره عن نفسه
ونصب العذاب بوقوع الفعل عليه كما رفعه في الأول بما لم يسم فاعله والحجة
لمن خفف وأثبت الألف مع الياء أنه أخذه من ضوعف يضاعف وهو فعل ما لم يسم
فاعله والحجة لمن قرأه بالنون وإثبات الألف مع التخفيف أنه جعله من إخبار
الله تعالى عن نفسه
قوله تعالى وتعمل صالحا يقرأبالتاء والياء فالتاء على المعنى لأنه اسم
لمؤنث والياء للفظ من لأنه مذكر لفظا ومن تكون اسما لواحد وجمع ولمذكر
ومؤنث
قوله تعالى نؤتها أجرها يقرأ بالنون والياء فالحجة لمن قرأه بالنون أنه
جعله من إخبار الله تعالى عن نفسه والحجة لمن قرأه بالياء أنه جعله من
إخبار رسوله عنه
قوله تعالى وقرن في بيوتكن يقرأ بكسر القاف وفتحها فالحجة لمن كسر أنه
جعله من الوقار والحجة لمن فتح أنه جعله من الاستقرار
قوله تعالى أن تكون لهم الخيرة يقرأ بالياء والتاء وقد ذكر الوجه في ذلك
آنفا
قوله تعالى وخاتم النبيين يقرأ بكسر التاء وفتحها فالحجة لمن كسر أنه أراد
اسم الفاعل من قولك ختم النبيين فهو خاتمهم ودليله قراءة عبد الله وختم
النبيين والحجة لمن فتح أنه أخذه من الخاتم الملبوس لأنه جمال وفيه أربع
لغات خاتم وخاتم وخاتام وخيتام
قوله تعالى من قبل أن تمسوهن يقرأ بالتاء مضمومة وإثبات الألف وبفتح التاء
وطرح الألف وقد ذكرت علله في البقرة مستقصاة
سورة نبأ
قوله تعالى ترجى من تشاء يقرأ بتحقيق الهمزة وإعراب الياء وبحذفه وإرسال
الياء وقد ذكر
قوله تعالى لا تحل لك النساء إجماع القراء على الياء إلا ما روي عن أبي
عمرو من التاء فيه يريد لا يحل لك شيء من النساء
قوله تعالى غير ناظرين إناه يقرأ بإشباع الضمة وإلحاقها واوا وباختلاس
حركة الصنم فيها وقد مضى القول فيه مع أمثاله
قوله تعالى إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا يقرأ بالجمع ويجمع الجمع فالحجة لمن
قرأه بالجمع أنه لما جاء بعده كبراء وهو جمع كبير وجب أن يكون الذي قبله
سادة وهو جمع سيد ليوافق الجمع في المعنى والحجة لمن قرأه بجمع الجمع أن
السادة كانوا فيهم أكبر من الكبراء فأبانوهم منهم بجمع يتميزون به عنهم
قوله تعالى وألعنهم لعنا كثيرا بالثاء والباء وقد ذكرت علله في البقرة
ومن سورة سبأ
قوله تعالى عالم الغيب يقرأ علام الغيب وعالم الغيب بالخفض وعالم بالرفع
فالحجة لمن خفض أنه جعله وصفا لقوله بلى وربي لأنه مخفوض بواو القسم فأما
علام فهو أبلغ في المدح من عالم وعليم ودليله قوله في آخرها قل إن ربي
سورة سبأ يقذف بالحق علام الغيوب وقيل بل شدد دلالة على التكثير
لأنه مضاف إلى جمع والحجة لمن قرأه بالرفع أنه جعله خبر ابتداء محذوف
معناه هو عالم الغيب
قوله تعالى لا يعزب يقرأ بضم الزاي وكسرها وقد ذكر
قوله تعالى من رجز أليم يقرأ بالخفض والرفع فالحجة لمن خفض أنه جعله وصفا
للرجز والحجة لمن رفع أنه جعله وصفا لقوله لهم عذاب ومعنى أليم مؤلم موجع
قوله تعالى إن نشأ نخسف أو نسقط يقرآن بالنون والياء فالحجة لمن قرأ
بالنون أنه جعله من إخبار الله تعالى عن ذاته والحجة لمن قرأ بالياء أنه
جعله من إخبار النبي صلى الله عليه و سلم عن ربه عز و جل واتفق القراء على
إظهار الفاء عند الباء إلا ما قرأه الكسائي مدغما وحجته أن مخرج الباء من
الشفتين ومخرج الفاء من باطن الشفة السفلى وأطراف الثنايا العلى فاتفقا في
المخرج للمقاربة إلا أن في الفاء تفشيا يبطل الإدغام فأما إدغام الباء في
الفاء فصواب
قوله تعالى ولسليمان الريح اتفاق القراء على نصب الريح إلا ما رواه أبوبكر
عن عاصم بالرفع فالحجة لمن نصب إضمار فعل معناه وسخرنا لسليمان الريح فأما
الحجة لعاصم فإنه رفعه بالابتداء ولسليمان الخبر
سورة سبأ
قوله تعالى كالجوابي اتفق القراء على حذف الياء في الوقف إلا ابن كثير
فإنه أثبتها على الأصل
قوله تعالى تأكل منسأته يقرأ بالهمز وتركه فالحجة لمن همز أنه اتى باللفظ
على أصل الاشتقاق لأن العصا سميت بذلك لأن الراعي ينسئ بها الإبل عن الحوض
أي يؤخرها والحجة لمن ترك الهمز أنه أراد التخفيف
قوله تعالى لقد كان لسبأ في مساكنهم يقرأ سبأ بالإجراء وتركه وقد ذكرت
علله في سورة النمل وفي مساكنهم يقرأ بالتوحيد والجمع فالحجة لمن وحد أنه
اجتزأ بالتوحيد من الجمع والحجة لمن جمع أنه جعل كل موضع منهما مسكنا
قوله تعالى ذواتي أكل خمط أجمع القراء فيه على التنوين إلا أبا عمرو فإنه
أضاف فالحجة لمن نون أنه جعل الخمط والأثل بدلا من الأكل وهو هو في المعنى
ولذلك كرهوا إضافته لأن الشيء لا يضاف إلى نفسه والحجة لأبي عمرو أنه جعل
الأكل أشياء كثيرة والخمط جنسا من المأكولات فأضاف كما يضيف الأنواع إلى
الأجناس والخمط ثمر الأراك فأما أكل فيقرأ بضم الكاف على الأصل وإسكانها
تخفيفا
قوله تعالى حتى إذا فزع عن قلوبهم أجمع القراء على ضم الفاء دلالة على
بناء ما لم يسم فاعله إلا ابن عامر فإنه فتحها دلالة على بناء الفعل
للفاعل وهو الله عز و جل ومعنى ذلك أن الملائكة لما سمعت صليل الوحي إلى
محمد صلى الله عليه و سلم بعد الفترة التي كانت بينه وبين عيسى عليه
السلام فزعت له خوفا من قيام الساعة فقالوا ماذا قال ربكم فأجيبوا قالوا
الحق أي قال ربكم الحق
سورة سبأ
قوله تعالى وهل يجازى إلا الكفور يقرأبالياء وفتح الزاي وبالنون وكسر
الزاي فالحجة لمن قرأه بالياء والفتح أنه جعله فعل ما لم يسم فاعله فرفع
لذلك الكفور والحجة لمن قرأه بالنون أنه جعل الفعل لله عز و جل وعداه إلى
الكفور فنصبه به
وهل يجيء في الكلام على أربعة أوجه يكون جحدا كقوله وهل يجازى إلا الكفور
ودليل ذلك مجيء التحقيق بعدها وتكون استفهاما كقوله هل يسمعونكم إذ تدعون
ويكون أمرا كقوله فهل أنتم منتهون ويكون بمعنى قد كقوله تعالى هل أتى على
الإنسان حين من الدهر
قوله تعالى ربنا بعد بين أسفارنا يقرأ بتشديد العين وكسرها من غير ألف
وبالتخفيف وإثبات الألف بين الباء والعين فالحجة لمن شدد أنه أراد التكرير
يعني بعد بعد وهو ضد القرب والحجة لمن أدخل الألف وخفف أنه استجفى أن يأتي
بالعين مشددة فأدخل الألف وخفف كقوله تعالى عقدتم و عاقدتم وقد ذكرت علله
هناك بأبين من هذا وهما في حال التشديد والتخفيف عند الكوفيين مجزومان
بلام مقدرة حذفت مع حرف المضارعة وعند البصريين مبنيا على معنى الطلب بلفظ
الأمر على ما وجب للفعل في الأصل
قوله تعالى ولقد صدق عليهم إبليس ظنه يقرأ بتشديد الدال وتخفيها ومعناهما
قريب وذلك أن إبليس لعنه الله قال ولآمرنهم فليبتكن آذان الآنعام ظانا
لذلك
سورة سبأ لا متيقنا فلما تابعه عليه من سبقت له الشقوة عند الله
عز و جل صدق ظنه عليهم
قوله تعالى إلا لمن أذن له يقرأ بضم الهمزة دلالة على ما لم يسم فاعله
ونصبها إخبارا بالفعل عن الله عز و جل
قوله تعالى وهم في الغرفات يقرأبالتوحيد والجمع فالحجة لمن وحد أنه أجتزأ
بالواحد عن الجمع كقوله تعالى والملك على ارجائها يريد به الملائكة والحجة
لمن جمع قوله تعالى لهم غرف من فوقها غرف وكل صواب اللفظ قريب المعنى
قوله تعالى وأنى لهم يقرأبالتفخيم على الأصل وبالإمالة لمكان الياء وبين
بين تعديلا بين اللغتين
قوله تعالى التناوش يقرأبتحقيق الهمز وإبداله فالحجة لمن همز أنه أراد
التباعد والحجة لمن ترك الهمز أنه اراد التناول وأنشد لرؤبة في الهمز الذي
هو بمعنى البعد قوله ... كم ساق من دار امرئ جحيش ... إليك نأش القدر
النؤوش ...
وأنشد لغيره في ترك الهمز الذي هو بمعنى التناول قوله ... فهي تنوش الحوض
نوشا من علا ... نوشا به تقطع أجواز الفلا
قوله تعالى ونرى فرعون وهامان وجنودهما يقرأ بالنون والنصب وبالياء والرفع
فالحجة لمن قرأه بالنون والنصب أنه رده على قوله تعالى ونريد أن نمن و أن
نرى فأتى بالكلام على سنن واحد ونصب فرعون ومن بعده بتعدي الفعل إليهم
والله هو الفاعل بهم عز و جل لأنه بذلك أخبر عن نفسه والحجة لمن قرأه
بالياء أنه استأنف الفعل بالواو ودل الإخبار عن فرعون ونسب الفعل إليه
فرفعه به وعطف من بعده بالواو عليه
قوله تعالى وحزنا يقرأ بضم الحاء وإسكان الزاي وبفتحهما معا وقد تقدمت
الحجة فيه فيما سلف مستقصاة
قوله تعالى حتى يصدر الرعاء يقرأبفتح الياء وضم الدال وبضم الياء وكسر
الدال وبإشمام الصاد الزاي وخلوصها صادا فالحجة لمن ضم الياء أنه جعله
فعلا هم فاعلوه يتعدى إلى مفعول معناه حتى يصدر الرعاء مواشيهم والحجة لمن
فتح الياء أنه جعله فعلا لهم غير متعد إلى غيرهم والحجة لمن أشم الصاد
الزاي أنه قربها بذلك من الدال لسكون الصاد ومجيء الدال بعدها
والرعاء بكسر الراء والمد جمع راع وفيه وجهان آخران راعون على السلامة
ورعاة على التكسير وهو جمع مختص به الاسم المعتل فأصله عند البصريين رعية
سورة القصص انقلبت ياؤه ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها وأصله
عند الكوفيين رعى فحذفوا حرفا كراهية للتشديد وألحقوا الهاء عوضا مما
حذفوا فانقلبت الياء ألفا لأن ما قبل الهاء لا يكون إلا مفتوحا
قوله تعالى أو جذوة من النار يقرأ بكسر الجيم وفتحها وضمها وهن لغات كما
قالوا في اللبن رغوة ورغوة ورغوة والكسر أفصح ومعنى الجذوة عود في رأسه
نار
قوله تعالى من الرهب يقرأ بضم الراء وفتحها وبفتح الهاء وإسكانها فقيل هن
لغات ومعناهن الفزع والجناح من الإنسان اليد
والمعنى إنه لما ألقى العصا فصارت جانا فزع منها فأمر بضم يده إلى أضلاعه
ليسكن من روعه
وقيل الرهب ها هنا الكم تقول العرب أعطني ما في رهبتك فإن صح ذلك فإسكانه
غير واجب لأن العرب تسكن المضموم والمكسور ولا تسكن المفتوح ألا ترى إلى
حكاية الاصمعي عن أبي عمرو وقال قلت له أنت تميل في قراءتك إلى التخفيف
فلم لم تقرأيدعوننا رغبا ورهبا بالإسكان فقال لي ويلك أجمل أخف أم جمل
قوله تعالى فذانك برهانان يقرأ بتشديد النون وتخفيفها قد ذكرت علله في
سورة النساء
فأما البرهانان فاليد البيضاء من غير سوء أي من غير برص والعصا المنقلبة
جانا
سورة القصص
وأما قوله ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات فقيل خمس في الأعراف قوله
فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم واليد والعصا وحل
عقد لسانه وفلق البحر له ولأمته
قوله تعالى
ردءا يصدقني يقرأ بإسكان الدال وتحقيق الهمزة وبفتح الدال وتخفيف الهمزة
فالحجة لمن حقق أنه أتى بالكلام على أصله ومعناه العون والحجة لمن خفف أنه
نقل حركة الهمزة إلى الدال فحركها ولين الهمزة تخفيفا
فأما يصدقني فأجمع على جزمه خمسة من الأئمة جوابا للطلب ورفعه حمزة وعاصم
ولهما فيه وجهان أحدهما أنهما جعلاه صلة للنكرة والثاني أنهما جعلاه حالا
من الهاء وقد ذكر ذلك مشروحا في اول سورة مريم
قوله تعالى وقال موسى ربي أعلم يقرأ بإثبات الواو وحذفها فالحجة لمن
أثبتها أنه رد بها القول على ما تقدم من قولهم والحجة لمن حذفها أنه جعل
قول موسى منقطعا من قولهم
قوله تعالى ومن تكون له عاقبة الدار يقرأ بالياء والتاء والحجة فيه ما
قدمناه في امثاله
قوله تعالى لا يرجعون يقرأبضم الياء على معنى يردون وبفتحها على معنى
يصيرون
قوله تعالى ساحران تظاهرا يقرأ بإثبات الألف وطرحها فالحجة لمن أثبتها
أنهم كنوا بذلك عن موسى ومحمد عليهما السلام والحجة لمن طرحها أنه أراد
كنايتهم بذلك عن التوراة والفرقان
قوله تعالى تجى إليه يقرأبالياء والتاء على ما بيناه آنفا
سورة العنكبوت قوله تعالى لخسف يقرأ بضم الخاء ادلالة على بناء
ما لم يسم فاعله وبفتحها دلالة على الإخبار بذلك عن الله عز و جل ومعنى
قوله ويك أنه ألم تر أنه وفيها وجهان فأهل البصرة يختارون الوقف على وي
لأنها عندهم كلمة حزن ثم يبتدئون كأنه وأهل الكوفة يختارون وصلها لأنها
عندهم كلمة واحدة أصلها ويلك أنه فحذفت اللام ووصلت بقوله أنه
ومن سورة العنكبوت
قوله تعالى أولم يروا كيف يبدئ الله الخلق يقرأ بالياء والتاء فالحجة لمن
قرأه بالتاء أنه أراد معنى المواجهة بالخطاب لما أنكروا البعث والنشور
فقيل لهم فإنكاركم لابتداء الخلق أولى بذلك فإما أن تنكروهما جميعا أو
تقروا بهما جميعا والحجة لمن قرأه بالياء فعلى طريق الغيبة والبلاغ لهم
فأما قوله يبدئ فيقرأ بضم الياء وكسر الدال وبفتح الياء والدال معا فالحجة
لمن ضم أنه أخذه من أبدأ ومن فتح أخذه من بدأ وهما لغتان
قوله تعالى النشأة يقرأ بالمد والقصر والهمز فيهما والقول في ذلك كالقول
في رأفة فإسكانها كقصرها وحركتها كمدها وهي في الوجهين مصدر
قوله تعالى مودة بينكم يقرأ بالإضافة والرفع معا والنصب وبالتنوين والرفع
معه والنصب فالحجة لمن رفع مع الإضافة أنه جعل إنما كلمتين منفصلتين إن
الناصبة وما بمعنى الذي واتخذتم صلة ما وفي اتخذتم ها محذوفة تعود على
الذي واوثانا مفعول به ومودة خبر إن وتلخيصه إن الذي اتخذتموه أوثانا موده
بينكم ومثله قول الشاعر
سورة العنكبوت ... دريني إنما خطئي وصوبي ... علي وإنما أهلكت
مال ...
وله في الرفع وجه آخر أن يرفع قوله مودة بالابتداء لأن الكلام قد تم عند
قوله أوثانا وقوله في الحياة الدنيا الخبر والحجة لمن نصب أنه جعل المودة
مفعول اتخذتم سواء أضاف أو نون وجعل إنما كلمة واحدة أو جعل المودة بدلا
من الاوثان ومن نصب بينكم مع التنوين جعله ظرفا ومن خفضه مع الإضافة جعله
اسما بمعنى وصلكم وقد ذكر ذلك في الأنعام
قوله تعالى ولوطا إذ قال لقومه أئنكم لتأتون الفاحشة أئنكم لتأتون الرجال
يقرآن معا بالاستفهام ويقرأ الأول بالاخبار والثاني بالاستفهام وبتحقيق
الهمزتين معا وبتحقيق الأولى وتليين الثانية وقد تقدم من القول في تعليله
ما يغني عن إعادته
قوله تعالى لننجينه وأهله وإنا منجوك وأهلك يقرآن بالتشديد والتخفيف
وبتشديد الأول وتخفيف الثاني فالحجة في ذلك كله ما قدمناه من أخذ المشدد
من نجى وأخذ المخفف من أنجى ومثله قوله إنا منزلون يقرأ بالتشديد والتخفيف
قوله تعالى إن الله يعلم ما يدعون يقرأ بالياء والتاء على ما قدمناه من
القول في أمثاله
قوله تعالى لولا أنزل عليه آية يقرأ بالتوحيد والجمع فالحجة لن وحد أنه
اجتزأ بالواحد من الجمع لأنه ناب عنه وقام مقامه والحجة لمن جمع أنه أتى
باللفظ
سورة العنكبوت على حقيقته ودليله قوله بعد ذلك إنما الآيات عند
الله
قوله تعالى ويقول ذوقوا يقرأ بالنون والياء وهما إخبار عن الله عز و جل
فالنون إخباره تعالى عن نفسه والياء إخبار نبيه عليه السلام عنه
قوله تعالى يا عباد الذين آمنوا ها هنا يا عباد الذين أسرفوا في الزمر
يقرآن بإثبات الياء وحذفها فالحجة لمن أثبت أنه أتى بالكلام على أصله لأن
أصل كل ياء الإثبات والفتح لالتقاء الساكنين والحجة لمن أسكنها وحذفها
لفظا أنه اجتزأ بالكسرة منها وحذفها لأن بناء النداء على الحذف والاختيار
لمن حرك الياء بالفتح أن يقف بالياء لأنها ثابتة في السواد فأما قوله يا
عبادي لا خوف عليكم فيأتي في موضعه إن شاء الله
قوله تعالى إن أرضي واسعة أجمع القراء على إسكانها إلا ابن عامر فإنه
فتحها على الأصل
قوله تعالى ثم إلينا يرجعون يقرأ بالتاء والياء على ما قدمناه من القول في
أمثاله
قوله تعالى لنبوئنهم يقرأبالنون والباء وبالنون والثاء ومعناهما قريب
فالحجة لمن قرأ بالنون والباء أنه أراد لننزلنهم من الجنة غرفا ودليله
قوله والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم والحجة لمن قرأ بالنون والثاء
أنه أراد النزول والإقامة ومنه قوله وما كنت ثاويا في أهل مدين
سورة مريم
قوله تعالى وليتمتعوا يقرأ بإسكان اللام وكسرها فالحجة لمن أسكن أنه جعلها
لام وعيد في لفظ الأمر كقوله اعملوا ما شئتم
ولمن كسر وجهان أحدهما أن تكون لام الوعيد أجراها على أصلها فكسرها مع
الواو والآخر أن تكون لام كي مردودة بالواو على قوله ليكفروا بما آتيناهم
فيكون الفعل بها منصوبا وبالأولى مجزوما
ومن سورة الروم
قوله تعالى ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوءى أن كذبوا يقرا بنصب عاقبة
ورفع السوءى وبرفع عاقبة ونصب السوءى وبالتفخيم في السوءى والإمالة على ما
قدمناه من الاحتجاج في أمثاله
ووزن السوءى فعلى من السوء وهي ها هنا العذاب وقوله أن كذبوا في موضع نصب
لأنه مفعول له معناه لكذبهم
قوله تعالى ثم إليه ترجعون يقرأ بالياء والتاء والفتح والضم وقد تقدم ذكر
معناه
قوله تعالى لآيات للعالمين يقرأ بفتح اللام وكسرها فالحجة لن فتح أنه جعله
جمع عالم والعالم يحتوي على كل المخلوقات من إنس وجان وجماد وحيوان والحجة
لمن كسر أنه جعله جمع عالم لأن العالم أقرب إلى الاعتبار من الجاهل ودليله
قوله وما يعقلها إلا العالمون
فإن قيل فما وجه دخول الحيوان والجماد في جملة من يعتبروهما لا يعقلان ذلك
فقل إن اللفظ وإن كان عاما فالمراد به الخاص ممن يعقل ودليله قوله تعالى
وهو فضلكم على العالمين جاء التفسير أنه اراد عالم أهل زمانكم من الرجال
والنساء
سورة الروم
قوله تعالى وكذلك تخرجون يقرأ بفتح التاء وضم الراء وبضم التاء وفتح الراء
فالحجة لمن فتح التاء أنه جعله الفعل لهم والحجة لمن ضم أنه جعله لما لم
يسم فاعله
قوله تعالى وما آتيتم من ربا يقرأ بالمد من الإعطاء ودليله إجماعهم على مد
قوله بعده وما آتيتم من زكاة إلا ما روي عن ابن كثير من القصر يريد به
معنى المجيء
قوله تعالى ليربوا في أموال الناس أجمع القراء على قراءته بالياء وفتح
الواو لأنه فعل مضارع دخلت عليه لام كي والربا فاعله إلا ما انفرد به نافع
من التاء في موضع الياء مضمومة وإسكان الواو لأنه جعل التاء دليلا للخطاب
وضمها لأنها من أربى وأسكن الواو لأنها للجمع وجعل علامة النصب سقوط النون
وحمله على ذلك كتابتها في السواد بألف بعد الواو
قوله تعالى كسفا يقرا بإسكان السين وفتحها وقد ذكرت علته في سورة بني
إسرائيل
قوله تعالى إلى آثار رحمة الله يقرأ بالتوحيد والجمع فالحجة لمن وحد أنه
أكتفى بالواحد من الجمع لنيابته عنه ودليله قوله هم أولاء على أثري ولم
يقل آثاري والحجة لمن جمع أنه أراد به أثار المطر في الأرض مرة بعد مرة
والمراد بهذا من الله عز و جل تعريف من لا يقر بالبعث ولا يوقن بحياة بعد
موت فأراهم الله تعالى إحياء بعد موت ليعرفوا ما غاب عنهم بما قد شاهدوه
عيانا فتكون أبلغ في الوعظ لهم وأثبت للحجة عليهم
قوله تعالى ولا تسمع الصم الدعاء يقرأ بفتح التاء والرفع وبضمها والنصب
وقد ذكرت علله آنفا
سورة لقمان
قوله تعالى من ضعف يقرأ بضم الضاد وفتحها وقد ذكر وجهه في الأنفال
قوله تعالى لا ينفع الذين ظلموا معذرتهم يقرأبالياء والتاء على ما ذكر في
أمثاله
قوله تعالى ليذيقهم بعض الذي عملوا أجمع القراء فيه على الياء إلا ما رواه
قنبل عن ابن كثير بالنون يخبر بذلك الله عز و جل عن نفسه بنون الملكوت
ومن سورة لقمان
قوله تعالى هدى ورحمة أجمع القراء على نصبهما على الحال أو القطع من
الآيات لأنها معرفة والهدى والرحمة نكرتان وقد تم الكلام دونهما إلا ما
قرأه حمزة بالرفع وله في ذلك وجوه أحدها أن يكون هدي مرفوعة بالابتداء
ورحمة معطوفة عليها للمحسنين الخبر والثاني أن يكون بدلا من قوله آيات
الكتاب هدى ورحمة لأن آيات الكتاب كذلك هي أو يكون أضمر لها مثل ما أظهر
للآيات فرفعها بذلك لأن الآيات جامعة للهدى والرحمة
قوله تعالى ويتخذها يقرأ بالرفع والنصب فالحجة لمن رفع أنه رده على قوله
يشتري
والوجه أن يضمر لها هو لأن الهاء والألف كناية عن السبيل والحجة لمن نصب
أنه رده على قوله ليضل عن سبيل الله وليتخذها هزوا
قوله تعالى يا بني لا تشرك بالله يا بني إنها يا بني أقم الصلاة يقرأن
بالتشديد وكسر الياء وفتحها وبالتخفيف والإسكان فالحجة لمن شدد وكسر أنه
أراد يا بنيي بثلاث ياءات الأولى ياء التصغير والثانية أصلية وهي لام
الفعل والثالثة ياء الإضافة إلى النفس فحذف الأخير اجتزاء بالكسر منها
وتخفيفا للاسم لما اجتمع فيه ثلاث ياءات
سورة لقمان
ولمن فتح الياء مع التشديد وجهان أحدهما أنه أراد يابنياه فرخم فسقطت
الألف والهاء للترخيم لأنهما زائدتان فالألف زيدت لبعد الصوت والهاء للسكت
فبقي الاسم على الفتح الذي كان عليه قبل الترخيم
والثاني أنه شبه هذه الياء لما رآها مشددة ومعها ياء الإضافة بياء الاثنين
إذا أضيفت إليها ففتحها كما فتحوا قوله إحدى ابنتي هاتين
فإن قيل فما الفرق بين قولك ابنتي وبين قولك يا بني وكلاهما مضاف إلى
النفس بالياء الشديدة فقل الفرق بينهما لطيف فاعرفه وذلك أن الياء في قولك
ابنتي ساكنة طبعا لأنها بدل من الألف التي لا يمكن الحركة فيها بوجه ثم
يدخل ياء الإضافة لأن النون تذهب لمعاقبتها لها والأصل في ياء الإضافة
الحركة فكان الفتح أولى بها ففتحت لذلك وأدغمت فيها ياء التثنية لسكونها
فهذا وجه الفتح في الياء المضاف إليها التثنية
وأما وجه كسر الياء في قولك يا بني فإن وزن ابن كوزن حصن فإذا قلت في
التصغير حصين كان كقولك بني فاجتمع فيه ياء التصغير وياء الأصل التي هي
لام الفعل وكان الإعراب عليها جاريا كما جرى على النون من حصين ثم دخلت
عليها ياء الإضافة فاجتذبت الياء الشديدة لقوتها إلى الكسر لأن من شرطها
أن تزيل الاعراب عما وليته وترده إلى الكسر كقولك حصيني فتسقط ياء الإضافة
في بني لكثرة الياءات فتبقى كقولك حصين بكسر النون وسقوط الياء فأنت الآن
تعلم ضرورة أن الياء من حصين ساكنة وهي ياء التصغير ومثلها في قولك بني
والنون المكسورة في قولك حصين مثلها ياء الأصل في بني وهي مكسورة كالنون
لتدل بالكسر على ياء الإضافة الساقطة فهذا تلخيص الفرق بين ياء الإضافة في
التصغير والتثنية والدلالة على فتح الياء في التثنية وكسرها في التصغير
وأما الحجة لمن خفف الياء وأسكن فإنه صغر ولم يضف فلما اجتمع في آخر الاسم
ياءان حذف إحداهما وبقي الأولى وهي ياء التصغير على سكونها فأجحف بالاسم
ولو أتى به منادى على أصل المواجهة لقال يا بني لأنه نداء مفرد
سورة لقمان
قوله تعالى ولا تصاعر خدك يقرأ بإثبات الألف والتخفيف وبحذفها والتشديد
وقد ذكر في أمثاله ما يغني عن إعادته ومعنى قوله لا تصاعر خدك أي لا تمل
بوجهك ولا تعرض تكبرا وأصله من الصعر وهو داء يصيب البعير فيلتوي له عنقه
قوله تعالى إن تك مثقال حبة أجمع القراء على نصب مثقال إلا نافعا فإنه
رفعه والحجة لمن له أنه جعل كان مما حدث ووقع ولا خبر لها إذا كانت كذلك
قوله تعالى وأسبغ عليكم نعمة يقرأ بالجمع والإضافة وبالتوحيد فالحجة لمن
جمع أنه أراد بذلك جميع النعم التي ينعم الله بها على عباده ودليله قوله
شاكرا لأنعمه فالهاء ها هنا كناية عن اسم الله عز و جل والحجة لمن وحد أنه
أراد نعمة الإسلام لأنها جامعة لكل النعم وما سواها يصغر في جنبها فالهاء
ها هنا علامة للتأنيث فأما قوله ظاهرة وباطنة فالظاهرة نعمة الإسلام
والباطنة ستر الذنوب
قوله تعالى والبحر يمده يقرأ بالرفع والنصب فالحجة لمن رفع أنه رده على ما
قبل دخول إن عليها أو استأنفه بالواو كما قال يغشى طائفة منكم وطائفة
والحجة لمن نصب أنه رده على اسم إن
فإن قيل فإن من شرط أبي عمرو أن يرفع المعطوف على إن بعد تمام الخبر كقوله
والساعة لا ريب فيها فقل حجته في ذلك أن لو تحتاج إلى جواب يأتي بعد
الابتداء والخبر فكان المعطوف عليها كالمعطوف على إن قبل تمام خبرها
والدليل على ذلك أن تمام الخبر هاهنا في قوله ما نفدت كلمات الله وهذا أدل
سورة السجدة دليل على دقة تمييز أبي عمرو ولطافة حذقه بالعربية
قوله تعالى بما يعملون خبير إجماع القراء على التاء إلا ما رواه عياش عن
أبي عمرو بالياء ولم يروه اليزيدي
ومن سورة السجدة
قوله تعالى الذي أحسن كل شيء خلقه يقرأبإسكان اللام وفتحها فالحجة لمن
أسكن أنه أراد الذي جعل عباده يحسنون خلق كل شيء ويحتمل أن يكون أراد
المصدر فكأنه قال الذي أحسن كل شيء خلقا وابتداء والحجة لمن فتح أنه أراد
الفعل الماضي والهاء المتصلة به في موضع نصب لأنها كناية عن مفعول به
ومعناه أنه أحسن خلق كلا شيء خلقه فكونه على إرادته ومشيئته فله في كلا
شيء صنعة حسنة تدل بأثارها على وحدانيته وحكمته ودليل ذلك قوله تعالى إنا
جعلنا ما على الأرض زينة لها وعليها الحسن والقبيح
قوله تعالى أئذا ضللنا في الأرض أئنا يقرا بالاستفهام والإخبار وقد تقدم
ذكره
قوله تعالى ما أخفى لهم أجمع القراء على فتح الياء إلا حمزة فإنه أسكنها
فالحجة لمن فتح أنه جعلها فعلا ماضيا لما لم يسم فاعله وألفه ألف قطع
والحجة لحمزة أنه جعله إخبارا عن المتكلم فأسكن الياء علامة للرفع
سورة الأحزاب
قوله تعالى لما صبروا يقرأبفتح اللام والتشديد وبكسرها والتخفيف فالحجة
لمن شدد أنه أراد حين صبروا ووقت صبروا ودليله قولك ولاك السلطان لما صبرت
والحجة لمن خفف أنه أراد لصبرهم لأنه جعل ما مع صلتها بمعنى المصدر وما في
قراءة من شدد في موضع نصب على الظرف
ومن سورة الأحزاب
قوله تعالى بما يعملون خبيرا يقرأبالياء والتاء فالحجة لمن قرأه بالياء
أنه أتبع آخر الكلام أوله ودليله قوله ولا تطع الكافرين والمنافقين إن
الله كان بما يعملون خبيرا والحجة لمن قرأه بالتاء أنه جعله خطابا من
الرسول عليه السلام لهم في حال الحضور
قوله تعالى اللائي يقرأبهمزة مكسورة من غير ياء وبكسرة الياء من غير همز
ولا إتمام ياء وبهمزة مكسورة ممدودة وهذه كلها لغات في جمع التي فالحجة لن
همز وكسر من غير ياء أنه أجتزا بالهمزة من الياء والحجة لمن كسر من غير
همز ولا ياء أنه خفف الاسم وجمع بين ساكنين وسهل ذلك عليه أن الأول حرف مد
ولين فالمد الذي فيه يقوم مقام الحركة والحجة لمن همز ومد أنه أتى بالكلمة
على أصل ما وجب لها
قوله تعالى تظاهرون يقرأبإثبات الألف وتشديد الظاء وبالتخفيف مع فتح التاء
وضمها وبحذف الألف وتشديد الظاء فالحجة لمن شدد أنه أراد تتظاهرون فأسكن
التاء الثانية وإدغمها في الظاء فشدد لذلك والحجة لمن خفف وضم التاء أنه
أخذه من ظاهر ثم تظاهرون ولمن فتح أنه أراد تتظاهرون فأسقط إحدى التاءين
وقد ذكر الخلف في أيهما الساقط والحجة لمن حذف الألف وشدد الظاء أنه أخذه
من تظهر ثم تتظهرون فأسكن التاء وادغمها في الظاء فشددها وبقيت
سورة الأحزاب الهاء على ما كانت عليه من التشديد ومعناه أن
الرجل كان في الجاهلية إذا قال لامرأته أنت علي كظهر أمي حرمت عليه فجعل
الله فيها على المسلم الكفارة
قوله تعالى الظنونا و الرسولا و السبيلا يقرأن بإثبات الألف وصلا ووقفا
وبحذفها وصلا ووقفا وبإثباتها وقفا وطرحها وصلا فالحجة لمن أثبتها وصلا
ووقفا أنه اتبع خط المصحف لأنها ثابتة في السواد وهي مع ذلك مشاكلة لما
قبلها من رؤوس الآي وهذه الألفات تسمى في رؤوس أبيات الشعر قوافي وترنما
وخروجا والحجة لمن طرحها أن هذه الألف إنما تثبت عوضا من التنوين في الوقف
ولا تنوين مع الألف واللام في وصل ولا وقف والحجة لمن أثبتها وقفا وحذفها
وصلا أنه اتبع الخط في الوقف وأخذ بمحض القياس في الوصل على ما أوجبته
العربية فكان بذلك غير خارج من الوجهين
قوله تعالى وكان الله بما يعملون بصيرا يقرأبالياء والتاء على ما ذكرنا في
أول السورة
قوله تعالى لا مقام لكم يقرا بضم الميم وفتحها وقد تقدم ذكر الأحتجاج عليه
آنفا
قوله تعالى لأتوها يقرأ بالمد من الإعطاء وبالقصر من المجيء وقد ذكر فيما
مضى
قوله تعالى أسوة يقرأ بكسر الهمز وضمها وهما لغتان كما قالوا رشوة ورشوة
قوله تعالى يضعف لها العذاب يقرأبتشديد العين وفتحها وكسرها ويضاعف بالياء
والنون وإثبات الألف والتخفيف فالحجة لمن قرأه بالياء والتشديد مع الفتح
سورة الأحزاب أنه جعله فعل ما لم يسم فاعله وحذف الألف لقوله
ضعفين ودليله قول العرب ضعفت لك الدرهم مثليه والحجة لمن قرأه بالنون
والتشديد وكسر العين أنه جعله فعلا أخبر به عن الله تعالى كإخباره عن نفسه
ونصب العذاب بوقوع الفعل عليه كما رفعه في الأول بما لم يسم فاعله والحجة
لمن خفف وأثبت الألف مع الياء أنه أخذه من ضوعف يضاعف وهو فعل ما لم يسم
فاعله والحجة لمن قرأه بالنون وإثبات الألف مع التخفيف أنه جعله من إخبار
الله تعالى عن نفسه
قوله تعالى وتعمل صالحا يقرأبالتاء والياء فالتاء على المعنى لأنه اسم
لمؤنث والياء للفظ من لأنه مذكر لفظا ومن تكون اسما لواحد وجمع ولمذكر
ومؤنث
قوله تعالى نؤتها أجرها يقرأ بالنون والياء فالحجة لمن قرأه بالنون أنه
جعله من إخبار الله تعالى عن نفسه والحجة لمن قرأه بالياء أنه جعله من
إخبار رسوله عنه
قوله تعالى وقرن في بيوتكن يقرأ بكسر القاف وفتحها فالحجة لمن كسر أنه
جعله من الوقار والحجة لمن فتح أنه جعله من الاستقرار
قوله تعالى أن تكون لهم الخيرة يقرأ بالياء والتاء وقد ذكر الوجه في ذلك
آنفا
قوله تعالى وخاتم النبيين يقرأ بكسر التاء وفتحها فالحجة لمن كسر أنه أراد
اسم الفاعل من قولك ختم النبيين فهو خاتمهم ودليله قراءة عبد الله وختم
النبيين والحجة لمن فتح أنه أخذه من الخاتم الملبوس لأنه جمال وفيه أربع
لغات خاتم وخاتم وخاتام وخيتام
قوله تعالى من قبل أن تمسوهن يقرأ بالتاء مضمومة وإثبات الألف وبفتح التاء
وطرح الألف وقد ذكرت علله في البقرة مستقصاة
سورة نبأ
قوله تعالى ترجى من تشاء يقرأ بتحقيق الهمزة وإعراب الياء وبحذفه وإرسال
الياء وقد ذكر
قوله تعالى لا تحل لك النساء إجماع القراء على الياء إلا ما روي عن أبي
عمرو من التاء فيه يريد لا يحل لك شيء من النساء
قوله تعالى غير ناظرين إناه يقرأ بإشباع الضمة وإلحاقها واوا وباختلاس
حركة الصنم فيها وقد مضى القول فيه مع أمثاله
قوله تعالى إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا يقرأ بالجمع ويجمع الجمع فالحجة لمن
قرأه بالجمع أنه لما جاء بعده كبراء وهو جمع كبير وجب أن يكون الذي قبله
سادة وهو جمع سيد ليوافق الجمع في المعنى والحجة لمن قرأه بجمع الجمع أن
السادة كانوا فيهم أكبر من الكبراء فأبانوهم منهم بجمع يتميزون به عنهم
قوله تعالى وألعنهم لعنا كثيرا بالثاء والباء وقد ذكرت علله في البقرة
ومن سورة سبأ
قوله تعالى عالم الغيب يقرأ علام الغيب وعالم الغيب بالخفض وعالم بالرفع
فالحجة لمن خفض أنه جعله وصفا لقوله بلى وربي لأنه مخفوض بواو القسم فأما
علام فهو أبلغ في المدح من عالم وعليم ودليله قوله في آخرها قل إن ربي
سورة سبأ يقذف بالحق علام الغيوب وقيل بل شدد دلالة على التكثير
لأنه مضاف إلى جمع والحجة لمن قرأه بالرفع أنه جعله خبر ابتداء محذوف
معناه هو عالم الغيب
قوله تعالى لا يعزب يقرأ بضم الزاي وكسرها وقد ذكر
قوله تعالى من رجز أليم يقرأ بالخفض والرفع فالحجة لمن خفض أنه جعله وصفا
للرجز والحجة لمن رفع أنه جعله وصفا لقوله لهم عذاب ومعنى أليم مؤلم موجع
قوله تعالى إن نشأ نخسف أو نسقط يقرآن بالنون والياء فالحجة لمن قرأ
بالنون أنه جعله من إخبار الله تعالى عن ذاته والحجة لمن قرأ بالياء أنه
جعله من إخبار النبي صلى الله عليه و سلم عن ربه عز و جل واتفق القراء على
إظهار الفاء عند الباء إلا ما قرأه الكسائي مدغما وحجته أن مخرج الباء من
الشفتين ومخرج الفاء من باطن الشفة السفلى وأطراف الثنايا العلى فاتفقا في
المخرج للمقاربة إلا أن في الفاء تفشيا يبطل الإدغام فأما إدغام الباء في
الفاء فصواب
قوله تعالى ولسليمان الريح اتفاق القراء على نصب الريح إلا ما رواه أبوبكر
عن عاصم بالرفع فالحجة لمن نصب إضمار فعل معناه وسخرنا لسليمان الريح فأما
الحجة لعاصم فإنه رفعه بالابتداء ولسليمان الخبر
سورة سبأ
قوله تعالى كالجوابي اتفق القراء على حذف الياء في الوقف إلا ابن كثير
فإنه أثبتها على الأصل
قوله تعالى تأكل منسأته يقرأ بالهمز وتركه فالحجة لمن همز أنه اتى باللفظ
على أصل الاشتقاق لأن العصا سميت بذلك لأن الراعي ينسئ بها الإبل عن الحوض
أي يؤخرها والحجة لمن ترك الهمز أنه أراد التخفيف
قوله تعالى لقد كان لسبأ في مساكنهم يقرأ سبأ بالإجراء وتركه وقد ذكرت
علله في سورة النمل وفي مساكنهم يقرأ بالتوحيد والجمع فالحجة لمن وحد أنه
اجتزأ بالتوحيد من الجمع والحجة لمن جمع أنه جعل كل موضع منهما مسكنا
قوله تعالى ذواتي أكل خمط أجمع القراء فيه على التنوين إلا أبا عمرو فإنه
أضاف فالحجة لمن نون أنه جعل الخمط والأثل بدلا من الأكل وهو هو في المعنى
ولذلك كرهوا إضافته لأن الشيء لا يضاف إلى نفسه والحجة لأبي عمرو أنه جعل
الأكل أشياء كثيرة والخمط جنسا من المأكولات فأضاف كما يضيف الأنواع إلى
الأجناس والخمط ثمر الأراك فأما أكل فيقرأ بضم الكاف على الأصل وإسكانها
تخفيفا
قوله تعالى حتى إذا فزع عن قلوبهم أجمع القراء على ضم الفاء دلالة على
بناء ما لم يسم فاعله إلا ابن عامر فإنه فتحها دلالة على بناء الفعل
للفاعل وهو الله عز و جل ومعنى ذلك أن الملائكة لما سمعت صليل الوحي إلى
محمد صلى الله عليه و سلم بعد الفترة التي كانت بينه وبين عيسى عليه
السلام فزعت له خوفا من قيام الساعة فقالوا ماذا قال ربكم فأجيبوا قالوا
الحق أي قال ربكم الحق
سورة سبأ
قوله تعالى وهل يجازى إلا الكفور يقرأبالياء وفتح الزاي وبالنون وكسر
الزاي فالحجة لمن قرأه بالياء والفتح أنه جعله فعل ما لم يسم فاعله فرفع
لذلك الكفور والحجة لمن قرأه بالنون أنه جعل الفعل لله عز و جل وعداه إلى
الكفور فنصبه به
وهل يجيء في الكلام على أربعة أوجه يكون جحدا كقوله وهل يجازى إلا الكفور
ودليل ذلك مجيء التحقيق بعدها وتكون استفهاما كقوله هل يسمعونكم إذ تدعون
ويكون أمرا كقوله فهل أنتم منتهون ويكون بمعنى قد كقوله تعالى هل أتى على
الإنسان حين من الدهر
قوله تعالى ربنا بعد بين أسفارنا يقرأ بتشديد العين وكسرها من غير ألف
وبالتخفيف وإثبات الألف بين الباء والعين فالحجة لمن شدد أنه أراد التكرير
يعني بعد بعد وهو ضد القرب والحجة لمن أدخل الألف وخفف أنه استجفى أن يأتي
بالعين مشددة فأدخل الألف وخفف كقوله تعالى عقدتم و عاقدتم وقد ذكرت علله
هناك بأبين من هذا وهما في حال التشديد والتخفيف عند الكوفيين مجزومان
بلام مقدرة حذفت مع حرف المضارعة وعند البصريين مبنيا على معنى الطلب بلفظ
الأمر على ما وجب للفعل في الأصل
قوله تعالى ولقد صدق عليهم إبليس ظنه يقرأ بتشديد الدال وتخفيها ومعناهما
قريب وذلك أن إبليس لعنه الله قال ولآمرنهم فليبتكن آذان الآنعام ظانا
لذلك
سورة سبأ لا متيقنا فلما تابعه عليه من سبقت له الشقوة عند الله
عز و جل صدق ظنه عليهم
قوله تعالى إلا لمن أذن له يقرأ بضم الهمزة دلالة على ما لم يسم فاعله
ونصبها إخبارا بالفعل عن الله عز و جل
قوله تعالى وهم في الغرفات يقرأبالتوحيد والجمع فالحجة لمن وحد أنه أجتزأ
بالواحد عن الجمع كقوله تعالى والملك على ارجائها يريد به الملائكة والحجة
لمن جمع قوله تعالى لهم غرف من فوقها غرف وكل صواب اللفظ قريب المعنى
قوله تعالى وأنى لهم يقرأبالتفخيم على الأصل وبالإمالة لمكان الياء وبين
بين تعديلا بين اللغتين
قوله تعالى التناوش يقرأبتحقيق الهمز وإبداله فالحجة لمن همز أنه أراد
التباعد والحجة لمن ترك الهمز أنه اراد التناول وأنشد لرؤبة في الهمز الذي
هو بمعنى البعد قوله ... كم ساق من دار امرئ جحيش ... إليك نأش القدر
النؤوش ...
وأنشد لغيره في ترك الهمز الذي هو بمعنى التناول قوله ... فهي تنوش الحوض
نوشا من علا ... نوشا به تقطع أجواز الفلا
صفحة 1 من اصل 2 • 1, 2
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى