صفحة 2 من اصل 2 • 1, 2
رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :
سورة يوسف والاختيار السكون لإجماعها عليه في قوله كدأب آل
فرعون
قوله تعالى وفيه يعصرون يقرأ بالياء والتاء فالحجة لمن قرأ بالياء أنه رده
على قوله فيه يغاث الناس
ومن قرأه بالتاء فحجته أنه خصهم بذلك دون الناس
قوله تعالى حيث يشاء يقرأ بالياء والنون فالحجة لمن قرأه بالياء أنه جعل
الفعل ليوسف والحجة لمن قرأه بالنون أنه جعل الإخبار بالفعل لله تعالى لأن
المشيئة له لا ليوسف إلا بعد مشيئته عز و جل
قوله تعالى وقال لفتيته يقرأبالياء والتاء وبالألف والنون فالحجة لمن قرأه
بالياء أنه أراد الجمع القليل مثل غلمة وصبية والحجة لمن قرأه بالألف
والنون أنه أراد الجمع الكثير مثل غلمان وصبيان
فإن قيل وزن فتى فعل وفعل لا يجمع على فعلة فقل لما وافق غلمانا في الجمع
الكثير جمعوا بينهما في القليل ليوافقوا بينهما
قوله تعالى نكتل يقرأ بالنون والباء فالحجة لمن قرأه بالياء أنه أراد
انفراد كل واحد منهم بكيله والحجة لمن قرأه بالنون أنه أخبر بذلك عن
جماعتهم وأدخل أخاهم في الكيل معهم
وأصله نفتعل فاستثقلوا الكسرة على الياء فحذفت فانقلبت الياء ألفا لانفتاح
ما قبلها فالتقى ساكنان فحذفت لالتقاء الساكنين
سورة يوسف
قوله تعالى فلما استيأسوا منه يقرأبتقديم الياء قبل الهمزة فيكون الياء
فاء الفعل وبتقديم الهمزة قبل الياء فيكون الياء عين الفعل ومثله حتى إذا
استيأس الرسل فالحجة لمن جعل الياء فاء الفعل أنه أخذه من قولهم يئس ييأس
يأسا والحجة لمن جعل الهمزة فاء الفعل أنه أخذه من قولهم أيس يأيس إياسا
وقد قرئ بتخفيف الهمزة فالحجة لمن خففها وجعل الياء فاء الفعل أنه يجعلها
ياء مشددة لأنه أدغم فاء الفعل لسكونها في العين وحركها بحركتها والحجة
لمن خففها والهمزة فاء الفعل أنه يجعلها ألفا خفيفة للفتحة قبلها
قوله تعالى خير حافظا يقرأ بإثبات الألف بعد الحاء وبحذفها والأصل فيهما
والله خيركم حفظا وحافظا فنصب قوله حفظا على التمييز ونصب قوله حافظا على
الحال ويحتمل التمييز وإنما كان أصله الإضافة فلما حذفها خلفها بالتنوين
فإن قيل فما الفرق بين قولهم زيد أفره عبد بالخفض وزيد أفره عبدا بالنصب
فقل إذا خفضوا فالفاره هو العبد وإنما مدحته في ذاته وإذا نصبوا فالعبد
غير زيد ومعناه زيد أفرهكم عبدا أو أفره عبدا من غيره فهذا فرقان بين
سورة يوسف
قوله تعالى إلا رجالا يوحى إليهم يقرا بالياء والنون وفتح الحاء مع الياء
وكسرها مع النون فالحجة لمن قرأه بالياء أنه جعله فعل ما لم يسم فاعله
والحجة لمن قرأه بالنون أنه جعله من إخبار الله تعالى عن نفسه بالنون
قوله تعالى أئنك يقرأ بهمزتين محققتين وبهمزة ومدة وياء بعدها وبالإخبار
من غير استفهام فالحجحة لم حقق أن الأولى للاستفهام والثانية همزة إن فأتى
بهما على أصلهما والحجة لمن همزه ومد وأتى بالياء أنه فرق بين الهمزتين
بمدة ثم لين الثانية فصارت ياء لانكسارها والحجة لمن أخبر ولم يستفهم
أجابته لهم بقوله أنا يوسف ولو كانوا مستفهمين لأجابهم بنعم أولا ولكنهم
أنكروه فأجابهم محققا
قوله تعالى إنه من يتق ويصبر القراءة بكسر القاف وحذف الياء علامة للجزم
بالشرط إلا ما رواه قنبل عن ابن كثير بإثبات الياء وله في إثباتها وجهان
أحدهما أن من العرب من يجرى الفعل المعتل مجرى الصحيح فيقول لم يأتي زيد
وأنشد ... ألم يأتيك والأنباء تنمى ... بما لاقت لبون بني زياد ...
والاختيار في مثل هذا حذف الياء للجازم لأن دخول الجازم على الأفعال يحذف
الحركات الدالة على الرفع إذا وجدها فإن عدمها لعلة حذفت الحروف التي
تولدت منها
سورة الرعد الحركات لأنها قامت مقامها ودلت على ما كانت الحركات
تدل عليه وإنما يجوز إثباتها مع الجازم في ضرورة الشاعر
والوجه الثاني أنه أسقط الياء لدخول الجازم ثم بقى القاف على كسرتها
وأشبعها لفظا فحدثت الياء للإشباع كما قال الشاعر ... أقول إذ خرت على
الكلكال ... يا ناقتي ما جلت من مجال ...
قوله تعالى أنهم قد كذبوا يقرأ بتشديد الذال وتخفيفها فالحجة لمن شدد أنه
جعل الظن للأنبياء بمعنى العلم يريد ولما علموا أن قومهم قد كذبوهم جاء
الرسل نصرنا والحجة لمن خفف أنه جعل الظن للكفرة بمعنى الشك وتقديره وظن
الكفرة أن الرسل قد كذبوا فيما وعدوا به من النصر
قوله تعالى فننجي يقرأ بجيم مشددة وفتح الياء وبنونين وسكون الياء فالحجة
لمن قرأه بنون واحدة أنه جعله فعلا ماضيا بني لما لم يسم فاعله وسهل ذلك
عليه كتابته في السواد بنون واحدة لأنها خفيت للغنة لفظا فحذفت خطا والحجة
لمن قرأه بنونين أنه دل بالأولى على الاستقبال وبالثانية على الأصل وأسكن
الياء علما للرفع
ومن سورة الرعد
قوله تعالى يغشى الليل النهار يقرأ بالتشديد والتخفيف وقد ذكرت علته في
الأعراف
قوله تعالى وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يقرأ ذلك كله بالرفع
سورة الرعد والخفض فالحجة لمن رفع أنه رده على قوله وفي الأرض
قطع متجاورات وجنات والحجة لمن خفض أنه رده على قوله من أعناب وزرع
فإن قيل لم ظهرت الواو في صنوان وحقها الإدغام فقل عن ذلك جوابان أحدهما
أنها لو أدغمت لأشبه فعلان فعالا والآخر أن سكون النون ها هنا وفي قوله
بنيان وقنوان عارض لانها قد تتحرك في الجمع والتصغير فلما كان السكون فيها
غير لازم كان الإدغام كذلك
قوله تعالى تسقى بماء واحد يقرأ بالياء والتاء فالحجة لمن قرأه بالياء أنه
أراد يسقى المذكور والحجة لمن قرأه بالتاء أنه رده على لفظ جنات ولفظها
مؤنث
قوله تعالى ونفضل يقرأ بالياء والنون فالحجة لمن قرأه بالياء أنه جعله
إخبارا عن الله تعالى من الرسول والحجة لمن قرأه بالنون أنه جعله من إخبار
الله تعالى عن نفسه
وقوله تعالى أئذا كنا ترابا أئنا يقرآن بالاستفهام فيهما وباستفهام الأول
والإخبار في الثاني وقد تقدم ذكر علله والاحتجاج لمن قرأ به
قوله تعالى المتعال يقرأبإثبات الياء وصلا ووقفا وبإثباتها وصلا وحذفها
وقفا وبحذفها وصلا ووقفا فالحجة لمن أثبتها وصلا ووقفا أنه أتى بالكلمة
على ما أوجبه القياس لها لأن الياء إنما كانت تسقط لمقارنة التنوين في
النكرة فلما دخلت الألف واللام زال التنوين فعاد لزواله ما سقط لمقارنته
والحجة لمن أثبتها وصلا وحذفها وقفا أنه اتبع خط السواد في الوقف وأخذ
بالأصل في الوصل فأتى بالوجهين معا والحجة لمن
سورة الرعد حذفها فيهما أن النكرة قبل المعرفة فلما سقطت فيها
الياء ثم دخلت الألف واللام دخلتا على شيء محذوف فلم يكن لهما سبيل إلى
رده وله أن يقول إن العرب تجتزئ بالكسرة من الياء فلذلك سقطت الياء في
السواد
ووزن متعال متفاعل من العلو لام الفعل منن واو انقلبت ياء لوقوعها طرفا
وكسر ما قبلها
والدليل على أن اللغة لا تقاس وإنما تؤخذ سماعا قولهم الله متعال من تعالى
ولا يقال متبارك من تبارك
فأما قولهم تعال يا رجل فكان أصله ارتفع ثم كثر استعماله حتى قيل لمن كان
في أعلى الدار تعال إلى اسفل
فإن قيل كيف تنهي من قولك تعال لأن نقيض الأمر النهي فقل إن العرب إذا
غيرت كلمة عن جهتها أو جمعت بين حرفين أو أقامت لفظا مقام لفظ الزمته
طريقة واحدة كالأمثال التي لا تنقل عن لفظ من قيلت فيه أبدا كقولهم في
الأمر هلم وهات يا رجل وصه ومه فأمرت بذلك ولم تنه منه لانها حروف أفعال
وضعت معانيها للأمر فقط فأجريت مجرى الأمثال اللازمة طريقة واحدة بلفطها
قوله تعالى أم هل يستوى يقرأ بالتاء والياء وقد مضى الجواب في علته آنفا
ومثله ومما توقدون عليه بالتاء والياء
قوله تعالى وصدوا عن السبيل يقرأ يفتح الصاد وضمها فالحجة لمن قرأها
بالفتح أنه دل بذلك على بناء الفعل لفاعله والحجة لمن قرأها بالضم أنه دل
بذلك على بناء الفعل لما لم يسم فاعله
قوله تعالى ويثبت يقرأبالتخفيف والتشديد فالحجة لمن خفف أنه أخذه
سورة ابراهيم من أثبت يثبت والحجة لمن شدد أنه أخذه من ثبت يثبت
ومعناه يبقيه ثابتا فلا يمحوه ومنه يثبت الله الذين آمنوا
والنحويون يختارون التخفيف لموافقته للتفسير لأن الله تعالى إذا عرضت
أعمال عبده عليه أثبت ما شاء ومحا ما شاء
فإن قيل كيف يمحو ما قد أخبر نبيه عليه السلام بأنه قد فرغ منه فقل إنما
فرغ منه علما وعلمه لا يوجب ثوابا ولا عقابا إلا بالعمل فإذا كتب الملك ثم
تاب العبد فمحاه الله تعالى قبل ظهور العمل كان ذلك له لأن علمه به قبل
الظهور كعلمه به بعده
قوله تعالى وسيعلم الكافر يقرأ بالتوحيد والجمع فالحجة لمن وحد أنه أراد
به أبا جهل فقط والحجة لمن جمع أنه أراد كل الكفار ودليله أنه في حرف أبي
وسيعلم الذين كفروا وفي حرف عبد الله وسيعلم الذين كفروا وإنما وقع الخلف
في هذا الحرف لأنه في خط الإمام بغير ألف وإنما هو الكفر
ومن سورة إبراهيم
قوله تعالى إلى صراط العزيز الحميد الله يقرأبالرفع والخفض فالحجة لمن رفع
أنه جعل الكلام تاما عند قوله الحميد ثم ابتدأ قوله الله الذي فرفعه
بالابتداء وإنما حسن ذلك لأن الذي قبله رأس آية والحجة لمن خفض أنه جعله
بدلا من قوله الحميد أو نعتا له
والبصريون يفرقون بين البدل والنعت فما كان حلية للإنسان جاءت بعد اسمه
ليفرق بذلك بينه وبين غيره ممن له هذا الاسم فهو النعت كقولك مررت بزيد
الظريف
سورة ابراهيم وما بدأت فيه بالحلية ثم أتيت بعدها بالاسم فهو
البدل كقولك مررت بالظريف زيد فاعرف الفرق في ذلك
قوله تعالى ألم تر أن الله خلق يقرأبإثبات الألف وطرحها فالحجة لمن أثبتها
أنه جعله اسما للفاعل ورفعه بخبر إن وأضافه إلى السموات فكان بالإضافة في
معنى ما قد مضى وثبت والحجة لمن طرحها أنه جعله فعلا ماضيا وعداه إلى
السموات فنصبها وإن كان النصب فيها كالخفض لأن الكسرة في جمع المؤنث
السالم كالياء في جمع المذكر السالم
قوله تعالى وما أنتم بمصرخي تقرأ بفتح الياء وكسرها فالحجة لمن فتح أنه
يقول الأصل بمصرخيني فذهبت النون للإضافة وأدغمت الياء في الياء فالتقى
ساكنان ففتح الياء لالتقائهما كما تقول على ومسلمي وعشري والحجة لمن كسر
أنه جعل الكسرة بناء لا إعرابا واحتج بأن العرب تكسر لالتقاء الساكنين كما
تفتح وإن كان الفتح عليهم أخف وأنشد شاهدا لذلك ... قال لها هل لك يا تا
في ... قالت له ما أنت بالمرضي ...
قوله تعالى لتزول منه الجبال ... يقرأ بفتح اللام الأولى ورفع الفعل
وبكسرها ونصب الفعل فالحجة لمن فتح أنه جعلها لام التأكيد فلم تؤثر في
الفعل ولم تزله عن أصل إعرابه وهذه القراءة توجب زوال الجبال لشدة مكرهم
وعظمه وقد جاء به التفسير والحجة لمن كسر أنه جعلها لام كي وهي في الحقيقة
لام الجحد وإن
سورة الحجر ها هنا بمعنى ما ومثله قوله وما كان الله ليضيع
إيمانكم ومعنى ذلك أن مكرهم لأضعف من أن تزول منه الجبال
قوله تعالى وتقبل دعائي ويقرأ بإثبات الياء وصلا ووقفا وبطرحها وقفا
وإثباتها وصلا وبطرحها من الوجهين معا وقد ذكرت علة ذلك فيما سلف
ومن سورة الحجر
قوله تعالى ربما يود يقرأبتخفيف الباء وتشديدها فالحجة لمن خفف أن الأصل
عنده في التشديد باءان أدغمت إحداهما في الأخرى فأسقط واحدة تخفيفا والحجة
لمن شدد أنه أتى بلفظها على الأصل وهو الاختيار قال الشاعر ... يا رب سار
بات لن يوسدا ... تحت ذراع العنس أو كف اليدا ...
اختلف النحويون في نصب اليد ها هنا فقال قوم موضعها خفض ولكن الشاعر أتى
بها على الأصل واصلها يدي ثم قلب من الياء ألفا فقال اليدا كما قالوا
الرحا والعصا والعرب تقلب الألف عند الضرورة ياء ذكر ذلك سيبويه وأنشد
سورة الحجر ... قواطنا مكة من ورق الحمى ...
أراد الحمام فأسقط الميم الأخيرة ثم قلب الألف ياء فلما قلبوا ها هنا من
الألف ياء قلبوا هناك الياء ألفا
وقال الأصمعي معنى كف ها هنا قبض وهو فعل ماض واليد منصوبة بتعدي الفعل
إليها
فإن قيل رب موضوعة للتقليل كما وضعت كم للتكثير فما وجه الإتيان بها ها
هنا فقل إن العرب استعملت إحداهما في موضع الآخرى ومنه قولهم إذا أنكروا
على أحدهم حالا فنهوه فلم ينته ربما نهيت فلانا فأبى
فإن قيل فما موضع ما بعد رب فقل في ذلك أجوبة منها أن تكون نائبة عن اسم
منكور فهي في موضع خفض أو تكون كافة لعمل رب ليقع بعدها الفعل لأنها من
عوامل الأسماء أو تكون ما وما وصلت به بمعنى المصدر يريد رب وداد الذين
كفروا
فأما قوله لو كانوا مسلمين فقيل عند معاينة الموت وقيل عند معاينة أهوال
يوم القيامة عند إخراج أمة محمد عليه السلام من النار بشفاعته لهم
قوله تعالى ما تنزل الملائكة يقرأ بفتح التاء وضمها وبالتشديد والرفع
وبالنون وكسر الزاي والتشديد والنصب فالحجة لمن فتح التاء أنه أراد تتنزل
فأسقط
سورة الحجر إحدى التائين ورفع الملائكة بفعلهم والحجة لمن ضم
التاء أنه دل بذلك على نقل الفعل عن بنائه للفاعل إلى ما لم يسم فاعله
ورفع به الملائكة لأن الفعل صار حديثا عنهم لما اختزل الفاعل وكل من حدثت
عنه بحديث رفعته بذلك الحديث والحجة لمن قرأبالنون أنه أخبر بذلك عن إخبار
الله بالفعل عن نفسه ونصب الملائكة بتعدي الفعل إليهم
قوله تعالى سكرت أبصارنا يقرأ بتشديد الكاف وتخفيفها فالحجة لمن شدد أنه
أراد سدت وغطيت والحجة لمن خفف أنه أراد سحرت ووقفت كما تقول سكرت الماء
في النهر إذا وقفته
وقال الكسائي هما لغتان وإن اختلف تفسيرهما
قوله تعالى فبم تبشرون يقرأبتشديد النون وتخفيفها مع الكسر وبتخفيفها مع
الفتح فالحجة لمن شدد أنه أراد تبشرونني بنونين الأولى علامة الرفع
والثانية مع الياء اسم المفعول به فأسكن الأولى وأدغمها في الثانية تخفيفا
ودل بالكسرة على الياء فكفت منها والحجة لمن خفف النون وكسرها أنه حذف
إحدى النونين تخفيفا من غير إدغام واجتزأ بالكسرة من الياء ويستشهد له
بقول الشاعر ... رأته كالثغام يعل مسكا ... يسوء الفاليات إذا فليني ...
قال البصريون أراد فلينني فحذف إحدى النونين وقال الكوفيون أدغم النون ثم
حذفها واحتجوا بقوله تعالى وكادوا يقتلونني و أتعدانني قالوا لما ظهرت
سورة الحجر النونات لم يحذفها وإنما الحذف في المدغمات كقوله
تعالى تأمروني و أتحاجوني والحجة لمن فتح النون وخففها أنه أراد نون
الإعراب الدالة على الرفع ولم نضفها إلى نفسه
قوله تعالى ومن يقنط يقرأ بفتح النون وكسرها فالحجة لمن فتح النون أن بنية
الماضي عنده بكسرها كقولك علم يعلم والحجة لمن كسر النون أن بنية الماضي
عنده بفتحها كقولك ضرب يضرب وهذا قياس مطرد في الأفعال
والاختيار فيه ها هنا كسر النون لإجماعهم على الفتح في ماضيه عند قوله
تعالى من بعدما قنطوا
قوله تعالى إنا لمنجوهم أجمعين يقرأبالتشديد والتخفيف وقد تقدم القول في
علته آنفا
وأصله لمنجوهم بكسر الجيم وواين بعدها الأولى لام الفعل والثانية واو
الجمع فانقلبت الأولى ياء لانكسار ما قبلها كما انقلبت في نجا ألفا
لانفتاح ما قبلها فصار لمنجيوهم فاستثقلت الضمة على الياء فحذفت عنها
فبقيت ساكنة والواو ساكنة فحذفت الياء لالتقاء الساكنين وضمت الجيم
لمجاورة الواو
قوله تعالى إلا امرأته قدرنا يقرأ بالتشديد والتخفيف على ما تقدم القول في
أمثاله فأما قدر بالتخفيف فيكون من التقدير والتقتير كقوله في التقدير
فقدرنا فنعم القادرون وكقوله في التقتير ومن قدر عليه رزقه
سورة النحل
قوله تعالى أصحاب الأيكة يقرأبإسكان اللام وتحقيق الهمزة وبفتح اللام
وتشديدها وطرح الهمزة ها هنا وفي الشعراء وصاد وقاف فالحجة لمن أثبت
الهمزة أن الأصل عنده في النكرة أيكة ثم أدخل عليها الألف واللام للتعريف
فبقى الهمزة على أصل ما كانت عليه والحجة لمن ترك الهمز أن أصلها عنده
ليكة على وزن فعلة ثم أدخل الألف واللام فالتقى لامان الأولى ساكنة فأدغم
الساكنة في المتحركة فصارت لاما مشددة وقد قرأها بعضهم على أصلها ليكة
المرسلين وترك صرفها للتعريف والتأنيث أو لأنها معدولة عن وجه التعريف
الجاري بالألف واللام
وقد فرق بعض القراء بين الهمز وتركه فقال الأيكة اسم البلد وليكة اسم
القرية وقيل هي الغيضة
ومن سورة النحل
قوله تعالى أتى أمر الله يقرأ بالإمالة والتفخيم فالحجة لمن أمال أنه دل
على الياء والحجة لن فخم أنه أجرى الكلام على أصله وأتى ها هنا ماض في
معنى مستقبل ودليله قوله فلا تستعجلوه يريد به الساعة
قوله تعالى فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عما يشركون يقرأبالياء والتاء
فالحجة لمن قرأه بالياء أنه جعله مما أمر الله نبيه عليه السلام أن يخبر
به والحجة لمن قرأه بالتاء أنه أراد معنى الخطاب وأتى به تنزيها لله تعالى
من عنده فأنزله الله تصديقا لقوله
والتسبيح ينقسم في اللغة أربعة أقسام تنزيها صلاة واستثناء ونورا فالتنزيه
كقوله سبحانه وتعالى والصلاة كقوله فلولا أنه كان من المسبحين
سورة النحل والاستثناء كقوله لولا تسبحون والنور كقول النبي صلى
الله عليه و سلم فلولا سبحات وجهه أي نور وجهه
قوله تعالى ينزل الملائكة يقرا بالياء والتاء وضمهما وبالتشديد والتخفيف
فالحجة لمن قرأه بالتاء والتشديد أنه جعل الفعل لما لم يسم فاعله ورفعهم
بذلك والحجة لمن قرأه بالياء مشددا أو مخففا أنه جعل الفعل لله عز و جل
فأضمره فيه لتقدم اسمه ونصب الملائكة بتعدي الفعل إليهم وأخذ المشدد من
نزل والمخفف من أنزل
قوله تعالى ينبت لكم به يقرأبالياء والنون فالحجة لمن قرأه بالياء أنه
أخبر به عن الله عز و جل لتقدم اسمه في أول الكلام والحجة لن قرأه بالنون
أنه جعله من إخبار الله عز و جل عن نفسه بنون الملكوت وقد تقدم لذلك من
الاحتجاج ما فيه بلاغ
قوله تعالى والشمس والقمر والنجوم مسخرات يقرأ كله بالنصب وبالرفع وبالنصب
إلا قوله والنجوم مسخرات فإنه رفع فالحجة لمن نصبه أنه عطفه بالواو على
أول الكلام فأتى به على وجه واحد والحجة لمن رفعه أنه جعل الواو حالا لا
عاطفة كقولك كلمت زيدا وعمرو قائم فترفع عمرا بالابتداء وقائم خبره وكذلك
قوله والشمس والقمر والنجوم مبتدآت ومسخرات خبر عنهن والحجة لمن رفع قوله
والنجوم مسخرات أنه لما عطف والشمس والقمر على قوله وسخر لكم لم يستحسن أن
يقول وسخر النجوم مسخرات فرفعها قاطعا لها مما قبلها
فإن قيل فما حجة من نصبها فقل بفعل مقدر معناه وجعل النجوم مسخرات فإن قيل
فما معنى قوله وبالنجم هم يهتدون فوحدها هنا وقد جمع في أول الكلام فقل إن
الله عز و جل جعل النجوم ثلاثة أصناف منها رجوم الشياطين ومنها ما تهتدى
بها كالجدي والفرقدين ومنها مصابيح وزينة فأما النجم الثاقب فقيل الثريا
سورة النحل وقيل المتوقد نورا لقولهم أثقب نارك والنجم القرآن
لقوله تعالى والنجم إذا هوى قيل هو نزول جبريل به والنجم من النبات ما لا
يقوم على ساق
قوله تعالى والله يعلم ما تسرون وما تعلنون والذين يدعون يقرآن بالتاء
والياء وقد تقدم من القول في مثاله ما يغني عن إعادته
قوله تعالى تشاقون فيهم يقرأ بفتح النون وكسرها والقول فيه كالقول في قوله
فبم تبشرون
قوله تعالى الذين تتوفاهم الملائكة يقرا بالياء والتاء وقد أتينا على علته
في قوله فنادته الملائكة
قوله تعالى تتوفاهم يقرأ بالإمالة والتفخيم فالحجة لمن أمال أنه دل على
أصل الياء والحجة لمن فخم أنه لما زالت الياء عن لفظها لانفتاح ما قبلها
زالت الإمالة بزوال اللفظ
قوله تعالى إلا أن تأتيهم يقرأ بالتاء والياء على ما قدمنا من القول في
أمثاله
قوله تعالى فإن الله لا يهدي من يضل يقرأ بضم الياء وفتح الدال وبفتح
الياء وكسر الدال فالحجة لمن قرأ بضم الياء أنه أراد لا يهدى من يضله الله
فاسم الله منصوب بإن ويهدى الخبر وهو فعل ما لم يسم فاعله ومن في محل رفع
ويضل صلة من وقد حذفت الهاء منه لأن الهاء عائدة على من ولا بد ل من
سورة النحل و ما و الذي والتي وأي من صلة وعائد ومعرب لأنهن
أسماء نواقص والحجة لمن فتح الياء أنه أراد فإن الله لا يهدي من يضله أحد
إلا هو فيهدي فعل لله عز و جل و من في موضع نصب بتعدي الفعل إليه
قوله تعالى كن فيكون يقرأ بالرفع والنصب فالحجة لمن رفع أنه أراد فإنه
يكون والحجة لمن نصب أنه عطفه على قوله أن نقول له ومثلها التي في آخر يس
قوله تعالى أو لم يروا إلى ما خلق الله أو لم يروا إلى الطير أو لم يروا
كيف يبدئ الله الخلق يقرأن بالتاء والياء فالحجة لمن قرأهن بالتاء أنه
أراد معنى مخاطبتهم وتقريرهم بآيات الله وبدائع خلقه والحجة لمن قرأهن
بالياء أنه جعل الألف للتوبيخ فكانه قال موبخا لهم ويحهم كيف يكفرون بالله
وينكرون البعث ويعرضون عن آياته وهم يرون الطير مسخرات وما خلق الله من
شجر ونباتا وما بدأه من الخلق أفليس من خلق شيئا من غير شيء فأنشأه وكونه
ثم أماته فأفناه قادرا على إعادته بأن يقوله له عد إلى حالتك الأولى
قوله تعالى تتفيؤ ظلاله يقرأ بالياء والتاء فالحجة لمن قرأ بالتاء أنه جمع
ظل وكل جمع خالف الآدميين فهو مؤنث وإن كان واحده مذكرا ودليله قوله عز و
جل في الأصنام رب إنهن أضللن فأنث لمكان الجمع والحجة لمن قرأه بالياء أنه
وإن كان جمعا فلفظه لفظ الواحد كقولك جدار وعذار ولذلك ناسب جمع التكسير
الواحد لأنه معرب بالحركات مثله
سورة النحل
فإن قيل أجاز مثل ذلك في قوله أم هل تستوي الظلمات فقل هذا لا يلزم وإن
كانا جمعين لأن علامة التأنيث في قوله الظلمات موجودة وفي قوله ظلال
معدومة
قوله تعالى إلا رجالا نوحي إليهم يقرأ بالياء وفتح الحاء وبالنون وكسر
الحاء وقد ذكر ذلك مع أمثاله
قوله تعالى وأنهم مفرطون يقرأ بفتح الراء وكسرها فالحجة لمن فتح أنه جعلهم
مفعولا بهم لما لم يسم فاعله ومعناه منسيون من الرحمة وقيل مقدمون إلى
النار والحجة لمن كسر أنه جعل الفعل لهم وأراد أنهم فرطوا في الكفر
والعدوان فهم مفرطون والعرب تقول أفرط فلان في الأمر إذا قصر وإذا جاوز
الحد
قوله تعالى نسقيكم يقرأبضم النون وفتحها ها هنا وفي المؤمنين وهما لغتان
بمعنى سقى وأسقى وأنشد ... سقى قومي بني مجد وأسقى ... نميرا والقبائل من
هلال ...
وقال قوم سقيته ماء بغير ألف ودليله قوله وسقاهم ربهم شرابا طهورا وأسقيته
بالألف سألت الله أن يسقيه وقال آخرون ما كان مرة واحدة فهو بغير ألف وما
كان دائما فهو بالألف
قوله تعالى يوم ظعنكم يقرأ بتحريك العين وإسكانها فالحجة لمن حرك العين
سورة النحل فلأنها من حروف الحلق والحجة لمن أسكن أنه أراد
المصدر ومثله طعنته بالرمح طعنا
قوله تعالى ولنجزين الذين صبروا يقرأبالياء والنون فالحجة لمن قرأه بالياء
أنه رده على قوله ما عندكم ينفد وما عند الله باق ولنجزين والحجة لمن قرأه
بالنون أنه أراد أن يأتي بأول الكلام محمولا على آخره فوافق بين قوله
تعالى ولنجزين وقوله فلنحيينه ولنجزينهم
قوله تعالى يلحدون إليه أعجمي يقرأ بضم الياء وفتحها وقد ذكرت علته فيما
سلف
قوله تعالى من بعدما فتنوا يقرأبفتح التاء وبضم الفاء وكسر التاء فالحجة
لمن فتح أنه جعل الفعل لهم والحجة لمن ضم الفاء أنه دل بذلك على بناء ما
لم يسم فاعله ومعناه أن عمار بن ياسر وجماعة من أهل مكة أرادهم كفار قريش
على الكفر وأكرهوهم فقالوا بألسنتهم وقلوبهم مطمئنة بالإيمان ثم هاجروا
إلى المدينة فأخبر الله عن وجل عنهم بما كان من إضمارهم ومن إظهارهم
والحجة لمن جعل الفعل لهم أن ذلك كان منهم قبل الإسلام فمحا الإسلام ما
قبله
قوله تعالى ولا تك في ضيق يقرأبفتح الضاد وكسرها وقد ذكرت حجته آنفا وقلنا
فيه ما قاله أهل اللغة
والاختيار ها هنا الفتح لأن الضيق بالكسر في الموضع والضيق بالفتح في
المعيشة والذي يراد به ها هنا ضيق المعيشة لا ضيق المنزل
سورة يوسف والاختيار السكون لإجماعها عليه في قوله كدأب آل
فرعون
قوله تعالى وفيه يعصرون يقرأ بالياء والتاء فالحجة لمن قرأ بالياء أنه رده
على قوله فيه يغاث الناس
ومن قرأه بالتاء فحجته أنه خصهم بذلك دون الناس
قوله تعالى حيث يشاء يقرأ بالياء والنون فالحجة لمن قرأه بالياء أنه جعل
الفعل ليوسف والحجة لمن قرأه بالنون أنه جعل الإخبار بالفعل لله تعالى لأن
المشيئة له لا ليوسف إلا بعد مشيئته عز و جل
قوله تعالى وقال لفتيته يقرأبالياء والتاء وبالألف والنون فالحجة لمن قرأه
بالياء أنه أراد الجمع القليل مثل غلمة وصبية والحجة لمن قرأه بالألف
والنون أنه أراد الجمع الكثير مثل غلمان وصبيان
فإن قيل وزن فتى فعل وفعل لا يجمع على فعلة فقل لما وافق غلمانا في الجمع
الكثير جمعوا بينهما في القليل ليوافقوا بينهما
قوله تعالى نكتل يقرأ بالنون والباء فالحجة لمن قرأه بالياء أنه أراد
انفراد كل واحد منهم بكيله والحجة لمن قرأه بالنون أنه أخبر بذلك عن
جماعتهم وأدخل أخاهم في الكيل معهم
وأصله نفتعل فاستثقلوا الكسرة على الياء فحذفت فانقلبت الياء ألفا لانفتاح
ما قبلها فالتقى ساكنان فحذفت لالتقاء الساكنين
سورة يوسف
قوله تعالى فلما استيأسوا منه يقرأبتقديم الياء قبل الهمزة فيكون الياء
فاء الفعل وبتقديم الهمزة قبل الياء فيكون الياء عين الفعل ومثله حتى إذا
استيأس الرسل فالحجة لمن جعل الياء فاء الفعل أنه أخذه من قولهم يئس ييأس
يأسا والحجة لمن جعل الهمزة فاء الفعل أنه أخذه من قولهم أيس يأيس إياسا
وقد قرئ بتخفيف الهمزة فالحجة لمن خففها وجعل الياء فاء الفعل أنه يجعلها
ياء مشددة لأنه أدغم فاء الفعل لسكونها في العين وحركها بحركتها والحجة
لمن خففها والهمزة فاء الفعل أنه يجعلها ألفا خفيفة للفتحة قبلها
قوله تعالى خير حافظا يقرأ بإثبات الألف بعد الحاء وبحذفها والأصل فيهما
والله خيركم حفظا وحافظا فنصب قوله حفظا على التمييز ونصب قوله حافظا على
الحال ويحتمل التمييز وإنما كان أصله الإضافة فلما حذفها خلفها بالتنوين
فإن قيل فما الفرق بين قولهم زيد أفره عبد بالخفض وزيد أفره عبدا بالنصب
فقل إذا خفضوا فالفاره هو العبد وإنما مدحته في ذاته وإذا نصبوا فالعبد
غير زيد ومعناه زيد أفرهكم عبدا أو أفره عبدا من غيره فهذا فرقان بين
سورة يوسف
قوله تعالى إلا رجالا يوحى إليهم يقرا بالياء والنون وفتح الحاء مع الياء
وكسرها مع النون فالحجة لمن قرأه بالياء أنه جعله فعل ما لم يسم فاعله
والحجة لمن قرأه بالنون أنه جعله من إخبار الله تعالى عن نفسه بالنون
قوله تعالى أئنك يقرأ بهمزتين محققتين وبهمزة ومدة وياء بعدها وبالإخبار
من غير استفهام فالحجحة لم حقق أن الأولى للاستفهام والثانية همزة إن فأتى
بهما على أصلهما والحجة لمن همزه ومد وأتى بالياء أنه فرق بين الهمزتين
بمدة ثم لين الثانية فصارت ياء لانكسارها والحجة لمن أخبر ولم يستفهم
أجابته لهم بقوله أنا يوسف ولو كانوا مستفهمين لأجابهم بنعم أولا ولكنهم
أنكروه فأجابهم محققا
قوله تعالى إنه من يتق ويصبر القراءة بكسر القاف وحذف الياء علامة للجزم
بالشرط إلا ما رواه قنبل عن ابن كثير بإثبات الياء وله في إثباتها وجهان
أحدهما أن من العرب من يجرى الفعل المعتل مجرى الصحيح فيقول لم يأتي زيد
وأنشد ... ألم يأتيك والأنباء تنمى ... بما لاقت لبون بني زياد ...
والاختيار في مثل هذا حذف الياء للجازم لأن دخول الجازم على الأفعال يحذف
الحركات الدالة على الرفع إذا وجدها فإن عدمها لعلة حذفت الحروف التي
تولدت منها
سورة الرعد الحركات لأنها قامت مقامها ودلت على ما كانت الحركات
تدل عليه وإنما يجوز إثباتها مع الجازم في ضرورة الشاعر
والوجه الثاني أنه أسقط الياء لدخول الجازم ثم بقى القاف على كسرتها
وأشبعها لفظا فحدثت الياء للإشباع كما قال الشاعر ... أقول إذ خرت على
الكلكال ... يا ناقتي ما جلت من مجال ...
قوله تعالى أنهم قد كذبوا يقرأ بتشديد الذال وتخفيفها فالحجة لمن شدد أنه
جعل الظن للأنبياء بمعنى العلم يريد ولما علموا أن قومهم قد كذبوهم جاء
الرسل نصرنا والحجة لمن خفف أنه جعل الظن للكفرة بمعنى الشك وتقديره وظن
الكفرة أن الرسل قد كذبوا فيما وعدوا به من النصر
قوله تعالى فننجي يقرأ بجيم مشددة وفتح الياء وبنونين وسكون الياء فالحجة
لمن قرأه بنون واحدة أنه جعله فعلا ماضيا بني لما لم يسم فاعله وسهل ذلك
عليه كتابته في السواد بنون واحدة لأنها خفيت للغنة لفظا فحذفت خطا والحجة
لمن قرأه بنونين أنه دل بالأولى على الاستقبال وبالثانية على الأصل وأسكن
الياء علما للرفع
ومن سورة الرعد
قوله تعالى يغشى الليل النهار يقرأ بالتشديد والتخفيف وقد ذكرت علته في
الأعراف
قوله تعالى وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يقرأ ذلك كله بالرفع
سورة الرعد والخفض فالحجة لمن رفع أنه رده على قوله وفي الأرض
قطع متجاورات وجنات والحجة لمن خفض أنه رده على قوله من أعناب وزرع
فإن قيل لم ظهرت الواو في صنوان وحقها الإدغام فقل عن ذلك جوابان أحدهما
أنها لو أدغمت لأشبه فعلان فعالا والآخر أن سكون النون ها هنا وفي قوله
بنيان وقنوان عارض لانها قد تتحرك في الجمع والتصغير فلما كان السكون فيها
غير لازم كان الإدغام كذلك
قوله تعالى تسقى بماء واحد يقرأ بالياء والتاء فالحجة لمن قرأه بالياء أنه
أراد يسقى المذكور والحجة لمن قرأه بالتاء أنه رده على لفظ جنات ولفظها
مؤنث
قوله تعالى ونفضل يقرأ بالياء والنون فالحجة لمن قرأه بالياء أنه جعله
إخبارا عن الله تعالى من الرسول والحجة لمن قرأه بالنون أنه جعله من إخبار
الله تعالى عن نفسه
وقوله تعالى أئذا كنا ترابا أئنا يقرآن بالاستفهام فيهما وباستفهام الأول
والإخبار في الثاني وقد تقدم ذكر علله والاحتجاج لمن قرأ به
قوله تعالى المتعال يقرأبإثبات الياء وصلا ووقفا وبإثباتها وصلا وحذفها
وقفا وبحذفها وصلا ووقفا فالحجة لمن أثبتها وصلا ووقفا أنه أتى بالكلمة
على ما أوجبه القياس لها لأن الياء إنما كانت تسقط لمقارنة التنوين في
النكرة فلما دخلت الألف واللام زال التنوين فعاد لزواله ما سقط لمقارنته
والحجة لمن أثبتها وصلا وحذفها وقفا أنه اتبع خط السواد في الوقف وأخذ
بالأصل في الوصل فأتى بالوجهين معا والحجة لمن
سورة الرعد حذفها فيهما أن النكرة قبل المعرفة فلما سقطت فيها
الياء ثم دخلت الألف واللام دخلتا على شيء محذوف فلم يكن لهما سبيل إلى
رده وله أن يقول إن العرب تجتزئ بالكسرة من الياء فلذلك سقطت الياء في
السواد
ووزن متعال متفاعل من العلو لام الفعل منن واو انقلبت ياء لوقوعها طرفا
وكسر ما قبلها
والدليل على أن اللغة لا تقاس وإنما تؤخذ سماعا قولهم الله متعال من تعالى
ولا يقال متبارك من تبارك
فأما قولهم تعال يا رجل فكان أصله ارتفع ثم كثر استعماله حتى قيل لمن كان
في أعلى الدار تعال إلى اسفل
فإن قيل كيف تنهي من قولك تعال لأن نقيض الأمر النهي فقل إن العرب إذا
غيرت كلمة عن جهتها أو جمعت بين حرفين أو أقامت لفظا مقام لفظ الزمته
طريقة واحدة كالأمثال التي لا تنقل عن لفظ من قيلت فيه أبدا كقولهم في
الأمر هلم وهات يا رجل وصه ومه فأمرت بذلك ولم تنه منه لانها حروف أفعال
وضعت معانيها للأمر فقط فأجريت مجرى الأمثال اللازمة طريقة واحدة بلفطها
قوله تعالى أم هل يستوى يقرأ بالتاء والياء وقد مضى الجواب في علته آنفا
ومثله ومما توقدون عليه بالتاء والياء
قوله تعالى وصدوا عن السبيل يقرأ يفتح الصاد وضمها فالحجة لمن قرأها
بالفتح أنه دل بذلك على بناء الفعل لفاعله والحجة لمن قرأها بالضم أنه دل
بذلك على بناء الفعل لما لم يسم فاعله
قوله تعالى ويثبت يقرأبالتخفيف والتشديد فالحجة لمن خفف أنه أخذه
سورة ابراهيم من أثبت يثبت والحجة لمن شدد أنه أخذه من ثبت يثبت
ومعناه يبقيه ثابتا فلا يمحوه ومنه يثبت الله الذين آمنوا
والنحويون يختارون التخفيف لموافقته للتفسير لأن الله تعالى إذا عرضت
أعمال عبده عليه أثبت ما شاء ومحا ما شاء
فإن قيل كيف يمحو ما قد أخبر نبيه عليه السلام بأنه قد فرغ منه فقل إنما
فرغ منه علما وعلمه لا يوجب ثوابا ولا عقابا إلا بالعمل فإذا كتب الملك ثم
تاب العبد فمحاه الله تعالى قبل ظهور العمل كان ذلك له لأن علمه به قبل
الظهور كعلمه به بعده
قوله تعالى وسيعلم الكافر يقرأ بالتوحيد والجمع فالحجة لمن وحد أنه أراد
به أبا جهل فقط والحجة لمن جمع أنه أراد كل الكفار ودليله أنه في حرف أبي
وسيعلم الذين كفروا وفي حرف عبد الله وسيعلم الذين كفروا وإنما وقع الخلف
في هذا الحرف لأنه في خط الإمام بغير ألف وإنما هو الكفر
ومن سورة إبراهيم
قوله تعالى إلى صراط العزيز الحميد الله يقرأبالرفع والخفض فالحجة لمن رفع
أنه جعل الكلام تاما عند قوله الحميد ثم ابتدأ قوله الله الذي فرفعه
بالابتداء وإنما حسن ذلك لأن الذي قبله رأس آية والحجة لمن خفض أنه جعله
بدلا من قوله الحميد أو نعتا له
والبصريون يفرقون بين البدل والنعت فما كان حلية للإنسان جاءت بعد اسمه
ليفرق بذلك بينه وبين غيره ممن له هذا الاسم فهو النعت كقولك مررت بزيد
الظريف
سورة ابراهيم وما بدأت فيه بالحلية ثم أتيت بعدها بالاسم فهو
البدل كقولك مررت بالظريف زيد فاعرف الفرق في ذلك
قوله تعالى ألم تر أن الله خلق يقرأبإثبات الألف وطرحها فالحجة لمن أثبتها
أنه جعله اسما للفاعل ورفعه بخبر إن وأضافه إلى السموات فكان بالإضافة في
معنى ما قد مضى وثبت والحجة لمن طرحها أنه جعله فعلا ماضيا وعداه إلى
السموات فنصبها وإن كان النصب فيها كالخفض لأن الكسرة في جمع المؤنث
السالم كالياء في جمع المذكر السالم
قوله تعالى وما أنتم بمصرخي تقرأ بفتح الياء وكسرها فالحجة لمن فتح أنه
يقول الأصل بمصرخيني فذهبت النون للإضافة وأدغمت الياء في الياء فالتقى
ساكنان ففتح الياء لالتقائهما كما تقول على ومسلمي وعشري والحجة لمن كسر
أنه جعل الكسرة بناء لا إعرابا واحتج بأن العرب تكسر لالتقاء الساكنين كما
تفتح وإن كان الفتح عليهم أخف وأنشد شاهدا لذلك ... قال لها هل لك يا تا
في ... قالت له ما أنت بالمرضي ...
قوله تعالى لتزول منه الجبال ... يقرأ بفتح اللام الأولى ورفع الفعل
وبكسرها ونصب الفعل فالحجة لمن فتح أنه جعلها لام التأكيد فلم تؤثر في
الفعل ولم تزله عن أصل إعرابه وهذه القراءة توجب زوال الجبال لشدة مكرهم
وعظمه وقد جاء به التفسير والحجة لمن كسر أنه جعلها لام كي وهي في الحقيقة
لام الجحد وإن
سورة الحجر ها هنا بمعنى ما ومثله قوله وما كان الله ليضيع
إيمانكم ومعنى ذلك أن مكرهم لأضعف من أن تزول منه الجبال
قوله تعالى وتقبل دعائي ويقرأ بإثبات الياء وصلا ووقفا وبطرحها وقفا
وإثباتها وصلا وبطرحها من الوجهين معا وقد ذكرت علة ذلك فيما سلف
ومن سورة الحجر
قوله تعالى ربما يود يقرأبتخفيف الباء وتشديدها فالحجة لمن خفف أن الأصل
عنده في التشديد باءان أدغمت إحداهما في الأخرى فأسقط واحدة تخفيفا والحجة
لمن شدد أنه أتى بلفظها على الأصل وهو الاختيار قال الشاعر ... يا رب سار
بات لن يوسدا ... تحت ذراع العنس أو كف اليدا ...
اختلف النحويون في نصب اليد ها هنا فقال قوم موضعها خفض ولكن الشاعر أتى
بها على الأصل واصلها يدي ثم قلب من الياء ألفا فقال اليدا كما قالوا
الرحا والعصا والعرب تقلب الألف عند الضرورة ياء ذكر ذلك سيبويه وأنشد
سورة الحجر ... قواطنا مكة من ورق الحمى ...
أراد الحمام فأسقط الميم الأخيرة ثم قلب الألف ياء فلما قلبوا ها هنا من
الألف ياء قلبوا هناك الياء ألفا
وقال الأصمعي معنى كف ها هنا قبض وهو فعل ماض واليد منصوبة بتعدي الفعل
إليها
فإن قيل رب موضوعة للتقليل كما وضعت كم للتكثير فما وجه الإتيان بها ها
هنا فقل إن العرب استعملت إحداهما في موضع الآخرى ومنه قولهم إذا أنكروا
على أحدهم حالا فنهوه فلم ينته ربما نهيت فلانا فأبى
فإن قيل فما موضع ما بعد رب فقل في ذلك أجوبة منها أن تكون نائبة عن اسم
منكور فهي في موضع خفض أو تكون كافة لعمل رب ليقع بعدها الفعل لأنها من
عوامل الأسماء أو تكون ما وما وصلت به بمعنى المصدر يريد رب وداد الذين
كفروا
فأما قوله لو كانوا مسلمين فقيل عند معاينة الموت وقيل عند معاينة أهوال
يوم القيامة عند إخراج أمة محمد عليه السلام من النار بشفاعته لهم
قوله تعالى ما تنزل الملائكة يقرأ بفتح التاء وضمها وبالتشديد والرفع
وبالنون وكسر الزاي والتشديد والنصب فالحجة لمن فتح التاء أنه أراد تتنزل
فأسقط
سورة الحجر إحدى التائين ورفع الملائكة بفعلهم والحجة لمن ضم
التاء أنه دل بذلك على نقل الفعل عن بنائه للفاعل إلى ما لم يسم فاعله
ورفع به الملائكة لأن الفعل صار حديثا عنهم لما اختزل الفاعل وكل من حدثت
عنه بحديث رفعته بذلك الحديث والحجة لمن قرأبالنون أنه أخبر بذلك عن إخبار
الله بالفعل عن نفسه ونصب الملائكة بتعدي الفعل إليهم
قوله تعالى سكرت أبصارنا يقرأ بتشديد الكاف وتخفيفها فالحجة لمن شدد أنه
أراد سدت وغطيت والحجة لمن خفف أنه أراد سحرت ووقفت كما تقول سكرت الماء
في النهر إذا وقفته
وقال الكسائي هما لغتان وإن اختلف تفسيرهما
قوله تعالى فبم تبشرون يقرأبتشديد النون وتخفيفها مع الكسر وبتخفيفها مع
الفتح فالحجة لمن شدد أنه أراد تبشرونني بنونين الأولى علامة الرفع
والثانية مع الياء اسم المفعول به فأسكن الأولى وأدغمها في الثانية تخفيفا
ودل بالكسرة على الياء فكفت منها والحجة لمن خفف النون وكسرها أنه حذف
إحدى النونين تخفيفا من غير إدغام واجتزأ بالكسرة من الياء ويستشهد له
بقول الشاعر ... رأته كالثغام يعل مسكا ... يسوء الفاليات إذا فليني ...
قال البصريون أراد فلينني فحذف إحدى النونين وقال الكوفيون أدغم النون ثم
حذفها واحتجوا بقوله تعالى وكادوا يقتلونني و أتعدانني قالوا لما ظهرت
سورة الحجر النونات لم يحذفها وإنما الحذف في المدغمات كقوله
تعالى تأمروني و أتحاجوني والحجة لمن فتح النون وخففها أنه أراد نون
الإعراب الدالة على الرفع ولم نضفها إلى نفسه
قوله تعالى ومن يقنط يقرأ بفتح النون وكسرها فالحجة لمن فتح النون أن بنية
الماضي عنده بكسرها كقولك علم يعلم والحجة لمن كسر النون أن بنية الماضي
عنده بفتحها كقولك ضرب يضرب وهذا قياس مطرد في الأفعال
والاختيار فيه ها هنا كسر النون لإجماعهم على الفتح في ماضيه عند قوله
تعالى من بعدما قنطوا
قوله تعالى إنا لمنجوهم أجمعين يقرأبالتشديد والتخفيف وقد تقدم القول في
علته آنفا
وأصله لمنجوهم بكسر الجيم وواين بعدها الأولى لام الفعل والثانية واو
الجمع فانقلبت الأولى ياء لانكسار ما قبلها كما انقلبت في نجا ألفا
لانفتاح ما قبلها فصار لمنجيوهم فاستثقلت الضمة على الياء فحذفت عنها
فبقيت ساكنة والواو ساكنة فحذفت الياء لالتقاء الساكنين وضمت الجيم
لمجاورة الواو
قوله تعالى إلا امرأته قدرنا يقرأ بالتشديد والتخفيف على ما تقدم القول في
أمثاله فأما قدر بالتخفيف فيكون من التقدير والتقتير كقوله في التقدير
فقدرنا فنعم القادرون وكقوله في التقتير ومن قدر عليه رزقه
سورة النحل
قوله تعالى أصحاب الأيكة يقرأبإسكان اللام وتحقيق الهمزة وبفتح اللام
وتشديدها وطرح الهمزة ها هنا وفي الشعراء وصاد وقاف فالحجة لمن أثبت
الهمزة أن الأصل عنده في النكرة أيكة ثم أدخل عليها الألف واللام للتعريف
فبقى الهمزة على أصل ما كانت عليه والحجة لمن ترك الهمز أن أصلها عنده
ليكة على وزن فعلة ثم أدخل الألف واللام فالتقى لامان الأولى ساكنة فأدغم
الساكنة في المتحركة فصارت لاما مشددة وقد قرأها بعضهم على أصلها ليكة
المرسلين وترك صرفها للتعريف والتأنيث أو لأنها معدولة عن وجه التعريف
الجاري بالألف واللام
وقد فرق بعض القراء بين الهمز وتركه فقال الأيكة اسم البلد وليكة اسم
القرية وقيل هي الغيضة
ومن سورة النحل
قوله تعالى أتى أمر الله يقرأ بالإمالة والتفخيم فالحجة لمن أمال أنه دل
على الياء والحجة لن فخم أنه أجرى الكلام على أصله وأتى ها هنا ماض في
معنى مستقبل ودليله قوله فلا تستعجلوه يريد به الساعة
قوله تعالى فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عما يشركون يقرأبالياء والتاء
فالحجة لمن قرأه بالياء أنه جعله مما أمر الله نبيه عليه السلام أن يخبر
به والحجة لمن قرأه بالتاء أنه أراد معنى الخطاب وأتى به تنزيها لله تعالى
من عنده فأنزله الله تصديقا لقوله
والتسبيح ينقسم في اللغة أربعة أقسام تنزيها صلاة واستثناء ونورا فالتنزيه
كقوله سبحانه وتعالى والصلاة كقوله فلولا أنه كان من المسبحين
سورة النحل والاستثناء كقوله لولا تسبحون والنور كقول النبي صلى
الله عليه و سلم فلولا سبحات وجهه أي نور وجهه
قوله تعالى ينزل الملائكة يقرا بالياء والتاء وضمهما وبالتشديد والتخفيف
فالحجة لمن قرأه بالتاء والتشديد أنه جعل الفعل لما لم يسم فاعله ورفعهم
بذلك والحجة لمن قرأه بالياء مشددا أو مخففا أنه جعل الفعل لله عز و جل
فأضمره فيه لتقدم اسمه ونصب الملائكة بتعدي الفعل إليهم وأخذ المشدد من
نزل والمخفف من أنزل
قوله تعالى ينبت لكم به يقرأبالياء والنون فالحجة لمن قرأه بالياء أنه
أخبر به عن الله عز و جل لتقدم اسمه في أول الكلام والحجة لن قرأه بالنون
أنه جعله من إخبار الله عز و جل عن نفسه بنون الملكوت وقد تقدم لذلك من
الاحتجاج ما فيه بلاغ
قوله تعالى والشمس والقمر والنجوم مسخرات يقرأ كله بالنصب وبالرفع وبالنصب
إلا قوله والنجوم مسخرات فإنه رفع فالحجة لمن نصبه أنه عطفه بالواو على
أول الكلام فأتى به على وجه واحد والحجة لمن رفعه أنه جعل الواو حالا لا
عاطفة كقولك كلمت زيدا وعمرو قائم فترفع عمرا بالابتداء وقائم خبره وكذلك
قوله والشمس والقمر والنجوم مبتدآت ومسخرات خبر عنهن والحجة لمن رفع قوله
والنجوم مسخرات أنه لما عطف والشمس والقمر على قوله وسخر لكم لم يستحسن أن
يقول وسخر النجوم مسخرات فرفعها قاطعا لها مما قبلها
فإن قيل فما حجة من نصبها فقل بفعل مقدر معناه وجعل النجوم مسخرات فإن قيل
فما معنى قوله وبالنجم هم يهتدون فوحدها هنا وقد جمع في أول الكلام فقل إن
الله عز و جل جعل النجوم ثلاثة أصناف منها رجوم الشياطين ومنها ما تهتدى
بها كالجدي والفرقدين ومنها مصابيح وزينة فأما النجم الثاقب فقيل الثريا
سورة النحل وقيل المتوقد نورا لقولهم أثقب نارك والنجم القرآن
لقوله تعالى والنجم إذا هوى قيل هو نزول جبريل به والنجم من النبات ما لا
يقوم على ساق
قوله تعالى والله يعلم ما تسرون وما تعلنون والذين يدعون يقرآن بالتاء
والياء وقد تقدم من القول في مثاله ما يغني عن إعادته
قوله تعالى تشاقون فيهم يقرأ بفتح النون وكسرها والقول فيه كالقول في قوله
فبم تبشرون
قوله تعالى الذين تتوفاهم الملائكة يقرا بالياء والتاء وقد أتينا على علته
في قوله فنادته الملائكة
قوله تعالى تتوفاهم يقرأ بالإمالة والتفخيم فالحجة لمن أمال أنه دل على
أصل الياء والحجة لمن فخم أنه لما زالت الياء عن لفظها لانفتاح ما قبلها
زالت الإمالة بزوال اللفظ
قوله تعالى إلا أن تأتيهم يقرأ بالتاء والياء على ما قدمنا من القول في
أمثاله
قوله تعالى فإن الله لا يهدي من يضل يقرأ بضم الياء وفتح الدال وبفتح
الياء وكسر الدال فالحجة لمن قرأ بضم الياء أنه أراد لا يهدى من يضله الله
فاسم الله منصوب بإن ويهدى الخبر وهو فعل ما لم يسم فاعله ومن في محل رفع
ويضل صلة من وقد حذفت الهاء منه لأن الهاء عائدة على من ولا بد ل من
سورة النحل و ما و الذي والتي وأي من صلة وعائد ومعرب لأنهن
أسماء نواقص والحجة لمن فتح الياء أنه أراد فإن الله لا يهدي من يضله أحد
إلا هو فيهدي فعل لله عز و جل و من في موضع نصب بتعدي الفعل إليه
قوله تعالى كن فيكون يقرأ بالرفع والنصب فالحجة لمن رفع أنه أراد فإنه
يكون والحجة لمن نصب أنه عطفه على قوله أن نقول له ومثلها التي في آخر يس
قوله تعالى أو لم يروا إلى ما خلق الله أو لم يروا إلى الطير أو لم يروا
كيف يبدئ الله الخلق يقرأن بالتاء والياء فالحجة لمن قرأهن بالتاء أنه
أراد معنى مخاطبتهم وتقريرهم بآيات الله وبدائع خلقه والحجة لمن قرأهن
بالياء أنه جعل الألف للتوبيخ فكانه قال موبخا لهم ويحهم كيف يكفرون بالله
وينكرون البعث ويعرضون عن آياته وهم يرون الطير مسخرات وما خلق الله من
شجر ونباتا وما بدأه من الخلق أفليس من خلق شيئا من غير شيء فأنشأه وكونه
ثم أماته فأفناه قادرا على إعادته بأن يقوله له عد إلى حالتك الأولى
قوله تعالى تتفيؤ ظلاله يقرأ بالياء والتاء فالحجة لمن قرأ بالتاء أنه جمع
ظل وكل جمع خالف الآدميين فهو مؤنث وإن كان واحده مذكرا ودليله قوله عز و
جل في الأصنام رب إنهن أضللن فأنث لمكان الجمع والحجة لمن قرأه بالياء أنه
وإن كان جمعا فلفظه لفظ الواحد كقولك جدار وعذار ولذلك ناسب جمع التكسير
الواحد لأنه معرب بالحركات مثله
سورة النحل
فإن قيل أجاز مثل ذلك في قوله أم هل تستوي الظلمات فقل هذا لا يلزم وإن
كانا جمعين لأن علامة التأنيث في قوله الظلمات موجودة وفي قوله ظلال
معدومة
قوله تعالى إلا رجالا نوحي إليهم يقرأ بالياء وفتح الحاء وبالنون وكسر
الحاء وقد ذكر ذلك مع أمثاله
قوله تعالى وأنهم مفرطون يقرأ بفتح الراء وكسرها فالحجة لمن فتح أنه جعلهم
مفعولا بهم لما لم يسم فاعله ومعناه منسيون من الرحمة وقيل مقدمون إلى
النار والحجة لمن كسر أنه جعل الفعل لهم وأراد أنهم فرطوا في الكفر
والعدوان فهم مفرطون والعرب تقول أفرط فلان في الأمر إذا قصر وإذا جاوز
الحد
قوله تعالى نسقيكم يقرأبضم النون وفتحها ها هنا وفي المؤمنين وهما لغتان
بمعنى سقى وأسقى وأنشد ... سقى قومي بني مجد وأسقى ... نميرا والقبائل من
هلال ...
وقال قوم سقيته ماء بغير ألف ودليله قوله وسقاهم ربهم شرابا طهورا وأسقيته
بالألف سألت الله أن يسقيه وقال آخرون ما كان مرة واحدة فهو بغير ألف وما
كان دائما فهو بالألف
قوله تعالى يوم ظعنكم يقرأ بتحريك العين وإسكانها فالحجة لمن حرك العين
سورة النحل فلأنها من حروف الحلق والحجة لمن أسكن أنه أراد
المصدر ومثله طعنته بالرمح طعنا
قوله تعالى ولنجزين الذين صبروا يقرأبالياء والنون فالحجة لمن قرأه بالياء
أنه رده على قوله ما عندكم ينفد وما عند الله باق ولنجزين والحجة لمن قرأه
بالنون أنه أراد أن يأتي بأول الكلام محمولا على آخره فوافق بين قوله
تعالى ولنجزين وقوله فلنحيينه ولنجزينهم
قوله تعالى يلحدون إليه أعجمي يقرأ بضم الياء وفتحها وقد ذكرت علته فيما
سلف
قوله تعالى من بعدما فتنوا يقرأبفتح التاء وبضم الفاء وكسر التاء فالحجة
لمن فتح أنه جعل الفعل لهم والحجة لمن ضم الفاء أنه دل بذلك على بناء ما
لم يسم فاعله ومعناه أن عمار بن ياسر وجماعة من أهل مكة أرادهم كفار قريش
على الكفر وأكرهوهم فقالوا بألسنتهم وقلوبهم مطمئنة بالإيمان ثم هاجروا
إلى المدينة فأخبر الله عن وجل عنهم بما كان من إضمارهم ومن إظهارهم
والحجة لمن جعل الفعل لهم أن ذلك كان منهم قبل الإسلام فمحا الإسلام ما
قبله
قوله تعالى ولا تك في ضيق يقرأبفتح الضاد وكسرها وقد ذكرت حجته آنفا وقلنا
فيه ما قاله أهل اللغة
والاختيار ها هنا الفتح لأن الضيق بالكسر في الموضع والضيق بالفتح في
المعيشة والذي يراد به ها هنا ضيق المعيشة لا ضيق المنزل
رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
سورة فاطر
من سورة فاطر
قوله تعالى هل من خالق غير الله يقرأبالرفع والخفض فالحجة لمن رفع أنه
أراد هل غير الله من خالق أو يجعله نعتا لخالق قبل دخول من أو يجعل هل
بمعنى ما وغيرا بمعنى إلا كقوله ما لكم من إله غيره والحجة لمن خفض أنه
جعله نعتا لخالق أراد هل من خالق غير الله يرزقكم
قوله تعالى كذلك يجزي كل كفور يقرا بضم الياء وفتح الزاي والرفع وبالنون
مفتوحة وكسر الزاي والنصب فالحجة لمن ضم أنه دل بالفعل على بنائه لما لم
يسم فاعله فرفع ما أتى بعده به والحجة لمن قرأه بالنون والفتح أنه أراد
حكاية ما أخبر الله عز و جل عن نفسه ونصب قوله كل كفور بتعدي الفعل إليه
قوله تعالى يدخلونها يقرا بفتح الياء وضم الخاء وبضم الياء وفتح الخاء
فالحجة لمن قرأه بفتح الياء أنه جعل الدخول فعلا لهم والتحلية إلى غيرهم
ففرق بين الفعلين لهذا المعنى والحجة لمن قرأه بضم الياء أنه جعله فعل ما
لم يسم فاعله وزاوج بذلك بين هذا الفعل وبين قوله يدخلونها ويحلون ليشاكل
بذلك بين اللفظين
قوله تعالى ولؤلؤا يقرأ بالهمز وتركه وبالنصب والخفض وقد ذكر بجميع وجوهه
في سورة الحج
قوله تعالى فهم على بينة منه يقرأبالتوحيد والجمع فالحجة لمن وحد قوله
سورة يس فقد جاءكم بينة من ربكم والحجة لمن قرأه بالجمع أنه
وجده مكتوبا في السواد بالتاء فأخذ بما وجده في الخط
وفرق بينهما بعض أهل النظر بفرقان مستحسن فقال من وحد أراد الرسول عليه
السلام ودليله قوله تعالى حتى تأتيهم البينة رسول من الله ومن جمع أراد
القرآن ودليله قوله تعالى وبينات من الهدى والفرقان
قوله تعالى ومكر السيئ أجمع القراء فيه على كسر الياء وخفض الهمزة إلا ما
قرأه حمزة بوقف الهمزة كالجزم في الفعل وإنما فعل ذلك تخفيفا للحرف
لاجتماع الكسرات وتواليها مع الهمزة كما خفف أبو عمرو في قوله بارئكم
فإن قيل فهلا فعل في الثاني كما فعل في الأول فقل لم تتوال الكسرات في
الثاني كما توالت في الأول لأنه لما انضمت الهمزة للرفع زال الاستثقال
فأتى به على أصل ما أوجبه الإعراب له من الرفع فاعرف حجته في ذلك فقد نسب
إلى الوهم
ومن سورة يس
قوله تعالى يس والقرآن يقرأبإدغام النون في الواو وإظهارها فالحجة لمن
أدغم أنه أتى به على الأصل والحجة لمن أظهر أن حروف التهجي ليست كغيرها
لأنها ينوى بها الوقف على كل حرف منها فكأنه بذلك منفرد مما بعده
فإن قيل فيلزم من أدغم النون ها هنا في الواو أن يدغم في قوله ن والقلم
فقل هذا لا يلزم لأن الياء أخف من الواو وأسهل في اللفظ وقد ذكرت الإمالة
والتفخيم فيما تقدم
قوله تعالى تنزيل العزيز الرحيم يقرأ برفع اللام ونصبها فالحجة لمن رفع
سورة يس أنه جعله خبر ابتداء محذوف معناه هذا تنزيل العزيز
والحجة لمن نصب أنه أراد المصدر كما قال تعالى صنع الله الذي أتقن كل شيئ
قوله تعالى من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا يقرآن بضم السين وفتحها وقد
ذكرت علله في الكهف
قوله تعالى فعززنا بثالث أجمع القراء على تشديد الزاي فيه إلا ما رواه
أبوبكر عن عاصم من التخفيف فمعنى التشديد قوينا ومنه أعزك الله ومعنى
التخفيف غلبنا ومنه من عز بز أي من غلب أخذ السلب
قوله تعالى أئن ذكرتم يقرأ بهمزتين محققتين وبهمزة وياء وقد ذكر فيما مضى
قوله تعالى وما عملته أيديهم يقرا بإثبات الهاء وطرحها فالحجة لمن أثبتها
أنه اتى بالكلام على أصل ما وجب لأن الهاء عائدة على ما في صلتها لأنها من
أسماء النواقص التي تحتاج إلى صلة وعائد والحجة لمن حذفها أنه لما اجتمع
في الصلة فعل وفاعل ومفعول خفف الكلمة بحذف المفعول لأنه فضلة في الكلام
قوله تعالى والقمر قدرناه يقرأ بالرفع والنصب فالحجة لمن رفع أنه ابتدأه
وجعل ما بعده خبرا عنه والهاء عائدة عليه وبها صلح الكلام والحجة لمن نصب
أنه اضمر فعلا فسره ما بعده فكأنه في التقدير وقدرنا القمر قدرناه
فإن تقدم قبل الاسم حرف هو بالفعل أولى وتأخر بعده ما له صدر الكلام
كالامر والنهي والاستفهام كان وجه الكلام النصب لأنك بالفعل تأمر وعنه
تنهي وتستفهم ودليل ذلك إجماع القراء على نصب قوله أبشرا منا واحدا نتبعه
والرفع عند النحويين جائز وإن كان ضعيفا
قوله تعالى وهم يخصمون يقرا بإسكان الخاء والتخفيف وبتشديد الصاد
سورة يس أيضا مع الإسكان وبفتح الياء والخاء وكسر الصاد
والتشديد وبفتح الياء وكسر الخاء والصاد وبكسر الياء والخاء والصاد وقد
ذكرت علله مستقصاة في نظائره
قوله تعالى في شغل يقرا بضمتين متواليتين وبضم الشين وإسكان الغين فقيل
هما لغتان فصيحتان وقيل الأصل الضم والإسكان تخفيف وقيل معنى شغلهم افتضاض
الأبكار وقيل استماع النغم والألحان
قوله تعالى في ظلال يقرأبضم الظاء وفتح اللام من غير ألف بين اللامين
وبكسر الظاء والف بين اللامين فالحجة لمن ضم الظاء أنه جعله جمع ظلة
ودليله قوله تعالى في ظلل من الغمام والحجة لمن كسر الظاء أنه جعله جمع ظل
وهو ما ستر من الشمس في أول النهار إلى وقت الزوال وما ستر بعد ذلك فهو
فيء لأنه ظل فاء من مكان إلى مكان أي رجع ودليله قوله تعالى وظل ممدود
قوله تعالى وأن اعبدوني يقرأ بضم النون وكسرها وقد تقدم القول فيه آنفا
فأما الياء فثابتة وصلا ووقفا لانها مكتوبة في السواد
قوله تعالى جبلا كثيرا يقرأبضم الجيم والباء وبإسكانها مع التخفيف وبكسر
الجيم والباء وتشديد اللام وكلها لغات معناها الخلقة والطبع وما جبل
الإنسان عليه
قوله تعالى ننكسه في الخلق يقرأبضم النون والتشديد وبفتحها والتخفيف فقيل
هما لغتان بمعنى واحد وقيل معنى التشديد التكثير والترداد ومعنى التخفيف
المرة الواحدة وفرق أبو عمرو بينهما فقال نكست الرجل عن دابته بالتشديد
سورة الصافات ونكس في مرضه رد فيه ومعناه نعيده إلى أرذل العمر
يريد به الهرم
قوله تعالى أفلا يعقلون يقرا بالياء والتاء على ما قدمناه
قوله تعالى أنا حملنا ذريتهم يقرأ بالتوحيد والجمع وقد تقدم الاحتجاج في
نظائره بما يغني عن إعادته ومثله لمسخناهم على مكانتهم ومكاناتهم
قوله تعالى لينذر من كان حيا يقرأبالياء والتاء فالحجة لمن قرأه بالياء
قوله وما علمناه الشعر والحجة لمن قرأه بالتاء أنه جعله عليه السلام
مخاطبا ووجه الياء أن يكون للقرآن لقوله تعالى لأنذركم به
قوله تعالى كن فيكون يقرأ بالرفع والنصب وقد ذكر وجه ذلك ومن سورة الصافات
قوله تعالى والصافات صفا فالزاجرات زجرا فالتاليات ذكرا يقرأن بإدغام
التاء في الصاد والزاي والذال وإظهارها فالحجة لمن أدغم قرب مخرج التاء
منهن والحجة لمن أظهر أن التاء متحركة والألف ساكنة قبلها فالإظهار أحسن
من الجمع بين ساكنين
فإن قيل ما وجه قوله فالتاليات ذكرا ولم يقل تلوا كما قال صفا وزجرا فقل
إن تلوت له في الكلام معنيان تلوت الرجل معناه اتبعته وجئت بعده ودليله
قوله والقمر إذا تلاها وتلوت القرآن إذا قرأته فلما التبس لفظهما أبان
الله عز و جل بقوله ذكرا أن المراد هاهنا التلاوة لا الاتباع
فإن قيل ما وجه التأنيث في هذه الألفاظ فقل ليدل بذلك على معنى الجمع وقيل
التاليات ها هنا جبريل وحده كما قال في قوله فنادته الملائكة
قوله تعالى بزينة الكواكب يقرأ بالتنوين والنصب والخفض معا وبترك
سورة الصافات التنوين والإضافة فالحجة لمن نون ونصب أنه عند أهل
البصرة شبيه بالمصدر لأن المصدر عندهم إذا نون عمل عمل الفعل وكذلك إذا
أضيف إلى الفاعل أو المفعول وهو عند أهل الكوفة منصوب بمشتق من المصدر
والحجة لمن نون وخفض أنه أبدل الكواكب من الزينة لأنها هي الزينة وهذا يدل
الشيء من الشيء وهو هو في المعنى والحجة لمن حذف التنوين وأضاف أنه اتى
بالكلام على أصل ما وجب له لأن الاسم إذا ألفى الاسم بنفسه ولم يكن الثاني
وصفا للأول ولا بدلا منه ولا مبتدأ بعده أزال التنوين وعمل فيه الخفض لأن
التنوين معاقب للإضافة فلذلك لا يجتمعان في الاسم
قوله تعالى لا يسمعون يقرأ بتشديد السين والميم وبإسكان السين والتخفيف
فالحجة لمن شدد أنه اراد يتسمعون فأسكن التاء وأدغمها في السين فصارتا
سينا مشددة والحجة لمن خفف أنه أخذه من سمع يسمع ومعناه أن الشياطين كانت
تسرق السمع من السماء فتلقيه إلى أوليائها من الإنس قبل مولد محمد عليه
السلام فتبديه فلما ولد صلى الله عليه و سلم رجموا بالنجوم فامتنعوا من
الاستماع وهذا من أدل دليل على صحة نبوته صلى الله عليه و سلم
قوله تعالى بل عجبت يقرأ بضم التاء وفتحها فالحجة لمن ضم أنه من إخبار
الله تعالى عن نفسه ودليله قوله النبي صلى الله عليه و سلم عجب ربكم من
ألكم وقنوطكم فالعجب من الله عز و جل إنكار لأفعالهم من إنكارهم البعث
وسخرياتهم من القرآن وازدرائهم بالرسول جرأة على الله وتمردا وعدوانا
وتكبرا فهذا العجب من الله عز و جل والفرق بينه وبين عجب المخلوقين أن
المخلوق لا يعجب إلا عند نظره إلى ما لم يكن في علمه ولا جرت العادة بمثله
فبهره ما رأى من ذلك فيتعجب من ذلك وقد جاء في القرآن ما يقارب معنى ذلك
كقوله تعالى ومكروا ومكر الله وكقوله
0 سورة الصافات الله يستهزئ بهم وكقوله فاتبعوني يحببكم الله
فالمكر من الله والاستهزاء والمحبة على غير ما هي من الخلق وبخلافها فكذلك
العجب منه بخلاف ما هو من المخلوقين لأنها منه على طريق المجازاة بأفعالهم
وإتيان اللفظ مردودا على اللفظ والحجة لمن فتح أنه جعل التاء للنبي صلى
الله عليه و سلم
ومعناه بل عجبت يا محمد من وحي الله إليك وهم يسخرون
قوله تعالى ولا هم عنها ينزفون يقرأ ها هنا وفي الواقعة بكسر الزاي وفتحها
فالحجة لمن قرأه بالكسر أنه اراد لا ينفد شرابهم والحجة لمن فتح أنه أراد
لا تزول عقولهم إذا شربوها بالسكر وفرق عاصم بينهما فقرأها هنا بالفتح وفي
الواقعة بالكسر فقيل إنه جمع بين اللغتين ليعلم بجوازهما وفرق بعضهم بين
ذلك فقال إنما فتح هاهنا لقوله لا فيها غول وهو كل ما اغتال الإنسان
فأهلكه وذهب بعقله وكسر في الواقعة لأن الله تعالى وصف الجنة وفاكهتها
وجعل شرابها من معين والمعين لا ينفد فكان ذهاب العقل في الصافات أشبه
ونفاد الشراب في الواقعة أشكل
قوله تعالى فأقبلوا إليه يزفون إجماع القراء على فتح الياء إلا ما قرأه
حمزة من ضمها فمن فتح أخذه من زف يزف ومن ضم أخذه من أزف يزف وهما لغتان
معناهما الإسراع في المشي
قوله تعالى ماذا ترى يقرأ بفتح التاء وإمالة الراء وتفخيمها وبضم التاء
وكسر الراء بياء الأمالة فالحجة لمن فتح التاء أنه أراد به معنى الروية
والرأي وقد ذكر وجه الإمالة والتفخيم فيما سلف والحجة لمن ضم وكسر الراء
أنه أراد به المشورة والأصل فيه ترائي فنقل كسرة الهمزة إلى الراء وحذف
الهمزة لسكونها
سورة الصافات وسكون الياء واشتقاق المشورة من قولهم شرت العسل
إذا أخرجته من الخلية ومعناه استخراج الرأي
قوله تعالى وإن إلياس أجمع القراء على فتح النون وقطع الألف بعدها إلا ابن
عامر فإنه وصلها فالحجة لمن قطع أنه شاكل بهذه الألف أخواتها في أوائل
الأسماء الأعجمية والحجة لمن وصلها أنها الداخلة مع اللام للتعريف فكان
الاسم عنده قبل دخولها عليه ياس
قوله تعالى سلام على إلياسين يقرأبكسر الهمزة وقصرها وإسكان اللام بعدها
وبفتح الهمزة ومدها وكسر اللام بعدها فالحجة لمن كسر الهمزة أنه اراد
إلياس فزاد في آخره الياء والنون ليساوي به ما قبله من رؤوس الآي ودليله
ما قرأه ابن مسعود سلام على إدراسين يريد إدريس والحجة لمن فتح الهمزة أنه
جعله اسمين أحدهما مضاف إلى الآخر معناه سلام على آل محمد صلى الله عليه و
سلم وعليهم لأنه قيل في تفسير قوله يس يريد يا محمد واختلف الناس في قولهم
آل محمد فقيل معناه من آل إليه بنسب أو قرابة
وقيل من كان على دينه ودليله قوله تعالى وأغرقنا آل فرعون وقيل آله أصحابه
واهله وذريته
فأما أهل صناعة النحو فأجمعوا أن الأصل في آل أهل فقلبت الهاء همزة ومدت
ودليلهم على صحة ذلك أنك لو صغرت آلا لقلت أهيلا ولم تقل أويلا لأنهم
صغروه على أصله لا على لفظه
وقال حذاق النحويين الحجة لمن قرأإدراسين وإلياسين فإنما جمع لأنه أراد
بذلك اسم النبي صلى الله عليه و سلم وضم إليه من تابعه على دينه كما قالوا
المسامعة والمهالبة
سورة ص
قوله تعالى الله ربكم ورب آبائكم الأولين يقرأبالنصب والرفع فالحجة لمن
نصب أنه جعله بدلا من قوله وتذرون أحسن الخالقين الله ربكم ورب آبائكم
الأولين يحتمل أن يكون أضمر فعلا كالذي أظهر فنصب به أو أضمر أعني فإن
العرب تنصب بإضماره مدحا وتعظيما والحجة لمن رفع أنه أضمر اسما ابتدأ به
وجعل اسم الله تعالى خبرا له لأن الكلام الذي قبله قد تم فكأنه قال هو
الله ربكم ودليله قوله سورة أنزلناها و براءة من الله يريد بهما هذه سورة
وهذه براءة من الله أو يبتدئ باسم الله عز و جل مستأنفا له فيرفعه ويجعل
قوله ربكم الخبر ويعطف عليه ما بعده
ومن سورة ص
قوله تعالى مالها من فواق يقرأبضم الفاء وفتحها
فقيل هما لغتان بمعنى واحد وقيل من ضم أراد قدر ما بين الحلبتين للناقة
ومن فتح أراد من راحة
قوله تعالى بالسوق إسكان الواو إجماع إلا ما روي عن ابن كثير من الهمز وقد
ذكر آنفا
قوله تعالى بنصب أجمع القراء على ضم النون إلا ما رواه حفص عن عاصم بالفتح
وهما لغتان معناهما ما يصيب البدن من تعب الضر وألم الوجع ومعنى العذاب ها
هنا ذهاب المال والولد
سورة ص
فإن قيل ما وجه مدحه بالصبر وقد شكا بهذا القول فقل إن شكواه ها هنا على
طريق الاستغاثة بالله والسؤال له وإنما وجه الذم أن يشكوإلى مخلوق مثله لا
يملك له ضرا ولا نفعا ودليل ذلك قول يعقوب عليه السلام إنما أشكو بثي
وحزني إلى الله لأن كل غني فقير إليه وكل قوي ضعيف لديه ولم يعط أحد
الاسترجاع عند المصائب إلا نبينا صلى الله عليه و سلم وأمته ودليل ذلك قول
يعقوب لما تولى عن أولاده يا أسفي على يوسف
قوله تعالى ولي نعجة واحدة إسكان الياء إجماع إلا ما رواه حفص عن عاصم
بالفتح لقلة الاسم وكذلك قوله وعزني بالتشديد إجماع إلا ما رواه أيضا عنه
بالتشديد وإثبات الألف وهما لغتان معناهما غالبتني وغلبتني
قوله تعالى أأنزل عليه الذكر يقرأ بهمزتين الأولى مفتوحة والثانية مضمومة
وبهمزة واحدة وبهمزة وواو بعدها ومثله أالقي الذكر عليه من بيننا فالحجة
لمن أثبت الهمزتين أنه أتى بالكلام على أصله ووفاه ما أوجبه القياس له
الأولى همزة الاستفهام والثانية ألف القطع والحجة لمن قرأه بهمزة واحدة
أنه أخبر ولم يستفهم والحجة لمن قرأه بهمزة وواو أنه حقق الاولى وخفف
الثانية وكانت مضمومة فصارت في اللفظ واوا
قوله تعالى واذكر عبادنا إبراهيم إجماع القراء على لفظ الجمع إلا ما قرأه
ابن كثير من التوحيد فالحجة لمن جمع أنه أتى بالكلام على ما أوجب له من
تفصيل الجمع بعده والحجة لمن وحد أنه اجتزأ بلفظ الواحد من الجمع لدلالة
ما يأتي عليه
سورة ص
قوله تعالى بخالصة ذكرى الدار يقرأبالتنوين والإضافة فمن نون أبدل ذكرى من
خالصة وموضعها على هذا خفض ومن حذف التنوين أضاف لاختلاف اللفظ كقوله
ولدار الآخرة ولا يبين فيها إعراب لحلول ألف التأنيث فيها طرفا ولم يأت
على بنائها إلا شعري اسم نجم
قوله تعالى هذا ما يوعدون يقرأ ها هنا بالياء والتاء فالتاء لمعنى مخاطبة
الحاضر والياء للإخبار عن الغائبين وقد شرحت علله في مواضعه
قوله تعالى وغساق يقرأبتشديد السين وتخفيفها ها هنا وفي عم يتساءلون وهما
لغتان وقيل معناه شراب قاتل ببرده ونتنه وقيل ما يسيل من صديد أهل النار
قوله تعالى وآخر من شكله أزواج
إجماع القراء على فتح الهمزة والتوحيد إلا ما قرأه أبو عمرو من ضمها دلالة
على الجمع فالحجة لمن قرأه بالتوحيد قوله تعالى من شكله ولم يقل من شكلهم
والحجة لمن جمع أنه شاكل بالجمع بينه وبين قوله أزواج ولم يقل زوج وهما في
الوجهين لا ينصرفان لأن آخر وزنه أفعل ففيه علتان الصفة ومثال الفعل وأخر
وزنه فعل ففيه علتان الجمع والعدل ووجه عدله أن أصله أن يعرف بالألف
واللام فلما عرف بغيرهما تركوا صرفه ومثله سحر
سورة ص إذا أردت به سحر يومك بعينه لم تصرفه لأنه معدول عن مثل
ذلك
قوله تعالى من الأشرار اتخذناهم يقرأبقطع الألف ووصلها فالحجة لمن قطع أنه
جعلها ألف الاستفهام دخلت على ألف الوصل فسقطت لدخولها
ولمن وصل وجهان أحدهما أنه أخبر بالفعل ولم يدخل عليه استفهاما والثاني
أنه طرح ألف الاستفهام لدلالة قوله أم زاغت عنهم الأبصار عليها وهذا من
كلام العرب قال امرؤ القيس ... تروح من الحي أم تبتكر ... وماذا يضيرك لو
تنتظر ...
أراد أتروح فحذف الألف ويحتمل أن يكون حذف الألف لتقدم الاستفهام في قوله
ما لنا لا نرى رجالا
قوله تعالى سخريا يقرأبضم السين وكسرها وقد ذكر فيما سلف
قوله تعالى قال فالحق والحق أقول يقرآن بالنصب معا وبرفع الحق الأول ونصب
الثاني فالحجة لمن نصبهما أنه اراد في الأول الإغراء معناه فاتبعوا الحق
وأعمل الفعل المؤخر في الثاني والحجة لمن رفع الأول أنه اضمر له ما يرفعه
يريد فهذا الحق ونصب الثاني بالفعل المؤخر أو يكون أراد فأنا الحق وأقول
الحق فأقام الفاء في الأول مقام أنا وهذا بعيد
ومن سورة الزمر قوله تعالى
يرضه لكم يقرأ بضم الهاء وإثبات واو بعدها وباختلاس الضمة من غير واو
والهاء بالإسكان فالحجة لمن أشبع الهاء ولفظ الواو أنه لما ذهبت الألف من
يرضى علامة للجزم أتت الهاء وقبلها فتحة فرد حركتها إلى ما كان لها في
الأصل وأتبعها الواو تبيينا للحركة وشاهد ذلك قول ذي الرمة ... كأنه كوكب
في إثر عفرية ... مسوم في سواد الليل منقضب ...
والحجة لمن اختلس أن الأصل عنده يرضاه لكم فلما حذفت الألف للجزم بقيت
الهاء على الحركة التي كانت عليها قبل حذف الألف وأنشد ... له زجل كأنه
صوت حاد ... إذا طلب الوسيقة أو زمير ...
والحجة لمن أسكن أنه لما اتصلت الهاء بالفعل اتصالا لا يمكن انفصالها منه
توهم أنها آخر الفعل فأسكنها تخفيفا ليدل بذلك على الجزم فأما الهاء في
قوله يرضه لكم فكناية عن الشكر لقوله أولا وإن تشكروا فالشكر من العبد
رضاه بما قسم الله له والثناء عليه بما أولاه والشكر من الله تعالى
الزيادة في النعم وجزيل الثواب
قوله تعالى أم من هو قانت يقرأبتشديد الميم وتخفيفها فالحجة لمن شدد أنه
رده على قوله تمتع بكفرك قليلا فكأنه قال أهذا خير أمن هو قانت أي
سورة الزمر مصل والقانت في اللغة الداعي والساكت والمصلي وهو ها
هنا المصلي لقوله ساجدا وقائما والحجة لمن خفف أنه أقام الالف مقام حرف
النداء فكأنه قال يا من هو قانت وهو مشهور في كلام العرب لأنها تنبه
المنادى بخمس أدوات وهن يا زيد وأيا زيد وهيا زيد وأي زيد وأزيد
قوله تعالى فبشر عبادي الذين يقرأ بحذف الياء وإثباتها وفتحها فالحجة لمن
حذف أنها لما سقطت لالتقاء الساكنين خطأ سقطت لفظا والحجة لمن أثبتها أنه
إنما تسقط ياء الإضافة في النداء لكثرة الحذف فيه والاستعمال فأما في غيره
فلا وفتحها لالتقاء الساكنين
فإن قيل فما معنى قوله فيتبعون أحسنه وليس فيه إلا حسن فقل إن الله ذكر
الطاعة في كتابه وأمر بها ووصف الجنة ورغب فيها وذكر المعصية ونهى عنها
والنار وحذر منها فإذا تلا القارئ كتاب ربه تبع الطاعة فعمل بها وارتاح
إلى الجنة فتقرب منها فهذا معنى أحسنه
قوله تعالى ورجلا سالما لرجل يقرأ بإثبات الألف وكسر اللام وبحذفها وفتح
اللام فالحجة لمن أثبتها أنه أراد به خالصا لا شركة فيه والحجة لمن حذفها
أنه أراد المصدر من قولك سلم سلما كما تقول حذر حذرا وليس بمعنى الصلح
الذي هو ضد الحرب لأنه لا وجه لذلك ها هنا لأن هذا مثل ضربه الله للكافر
المعاند ومعنى شركاء متشاكسين أي متنازعين مختلفين وللمؤمن الذي عبد إلها
واحدا
قوله تعالى بكاف عبده يقرأ بالتوحيد والجمع فالحجة لمن وحد أنه
سورة الزمر قصد بذلك النبي صلى الله عليه و سلم ودليله قوله
تعالى مخاطبا له ويخوفونك بالذين من دونه يعني الأصنام والحجة لمن جمع أنه
أراد بذلك كفاية الله لجميع أنبيائه لأن كل أمة قد كادت نبيها كما كيد
محمد عليه السلام فدخل في الجملة معهم ودليله قوله تعالى حكاية عن قوم هود
إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء
قوله تعالى هل هن كاشفات ضره و ممسكات رحمته يقرآن بالتنوين والنصب وبحذف
التنوين والخفض فالحجة لمن نون أنه أراد الحال والاستقبال ولمن أضاف أنه
أراد ما ثبت ومضى وقد ذكر هذا فيما مضى بأبين من هذا الشرح
قوله تعالى التي قضى عليها الموت يقرأ بضم القاف وفتح الياء ورفع الموت
وبفتح القاف وإسكان الياء ونصب الموت فالحجة لمن ضم القاف أنه دل بذلك على
بناء الفعل لما لم يسم فاعله وفتح الياء لكسرة الضاد قبلها ورفع الموت
لأنه قام مقام الفاعل والحجة لمن فتح أنه أخبر بالفعل عن الله تعالى لتقدم
اسمه في قوله الله يتوفى الأنفس وأسكن الياء للفتحة قبلها ونصب الموت
بتعدي الفعل إليه
قوله تعالى بمفازتهم يقرأ بالتوحيد والجمع وقد ذكر في نظائره من العلل ما
يغني عن إعادته
قوله تعالى يا عبادي الذين أسرفوا يقرأبحذف الياء وإثباتها فالحجة لمن حذف
أنه استعمل الحذف في النداء لكثرة دوره في الكلام والحجة لمن أثبت أنه اتى
به على الأصل وقيل هذه أرجى آية في كتاب الله لمن يئس من التوبة وقيل بل
قوله وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم وقيل بل قول إبراهيم ولكن
سورة الزمر ليطمئن قلبي فقيل بتحقيق الإجابة وقيل بل بالعيان
لأن المخبر ليس كالمعاين
قوله تعالى تأمروني أعبد يقرأ بإدغام النون وتشديدها وبالتخفيف وإظهارها
وبتحريك الياء وإسكانها وقد تقدم من الأحتجاج في ذلك ما فيه كفاية
قوله تعالى فتحت أبوابها وفتحت أبوابها يقرآن بالتشديد والتخفيف فالحجة
لمن شدد أنه أراد تكرير الفعل لأن كل باب منها فتح ودليله إجماعهم على
التشديد في قوله وغلقت الأبواب ومفتحة لهم الأبواب والحجة لمن خفف أنه دل
بذلك على فتحها مرة واحدة فكان التخفيف أولى لأن الفعل لم يتردد ولم يكثر
فإن قيل فما وجه دخول الواو في إحداهما دون الآخر فقل فيه غير وجه قال قوم
هي زائدة فدخولها وخروجها واحد كما يزاد غيرها من الحروف
وقال آخرون العرب تعد من واحد إلى سبعة وتسميه عشرا ثم يأتون بهذه الواو
فيسمونها واو العشر ليدلوا على انقضاء عدد وذلك في مثل قوله تعالى
التائبون العابدون فلما سمي سبعة أتى بعد ذلك بالواو ومثله قوله ويقولون
سبعة وثامنهم كلبهم ومثله قوله تعالى في صفة الجنة وفتحت أبوابها لأن
للجنة ثمانية أبواب وللنار سبعة
سورة المؤمن
وقال أبو العباس المبرد إذا وجدت حرفا في كتاب الله عز و جل له معنى حسن
لم أجعله ملغى ولكن التقدير حتى إذا جاءوها وصلوا وفتحت لهم أبوابها ومثله
فلما أسلما وتله للجبين معناه والله أعلم أذعن لأمر الله
ومن سورة المؤمن
قوله تعالى حم يقرأ بتفخيم الحاء وإمالتها وبين ذلك وقد تقدم القول فيه
عند ذكر حروف المعجم فيما سلف
فإن قيل فما موضع حم من الإعراب فقل قال قوم موضع حم نصب بإضمار فعل معناه
اتل أو اقرا حم وقيل موضعها خفض بالقسم إلا أنها لا تنصرف وما لا ينصرف
فالنصب أولى به من الخفض لأنه مشبه بالفعل فمنع ما لا يكون إعرابا في
الفعل وهو الخفض قال الكميت ... وجدنا لكم في آل حاميم آية ... تأولها منا
تقي ومعرب ... 4
وقيل هي اسم للسورة ودليل عليها
قوله تعالى والذين تدعون من دونه بالتاء والياء وقد تقدم القول فيه آنفا
قوله تعالى يوم التلاق ويوم التناد يقرآن بإثبات الياء وصلا وبحذفها وقفا
وبإثباتها وصلا ووقفا وبحذفها وصلا ووقفا وقد تقدمت الحجة في أمثاله
سورة المؤمن بما يدل عليه ومعنى التلاق التقاء السماء والارض
ومعنى التناد قيل تناديهم من قبورهم وقيل ينادي اصحاب الجنة أصحاب النار
وأصحاب الاعراف
قوله تعالى اشد منهم قوة يقرا بالهاء في منهم ونصب اشد بعده الاما قراه
ابن عامر با لكاف في موضع الهاء ورفع اشد وليس في نصب اشد خلاف بين الناس
ورفع ذلك لحن فالحجة لمن قراه بالهاء انه اتى بالكلام على سياقه ودليل
قوله او لم يسيروا في الارض ونصب اشد لانه جعله الخبر لكان السابقة وجعل
هم فاصلة عند البصريين وعمادا عند الكوفيين ليفرق بذلك بين الوصف لاسم كان
وبين الخبر كقولك كان زيد الظريف قائما في الوصف وكان زيد هو الظريف في
الخبر ودليل ذلك قوله تعالى ان كنا نحن الغالبين
فان قيل فان الفاصلة لاتدخل على خبر كان الا اذا كان معرفة فقل ان افعل
متى وصل ب من كان معرفة والحجة لمن قرأه بالرفع والكاف انه جعل هم اسما
مبتدا و اشد الخبر فرفعهما وجعلهما جملة في موضع نصب بخبر كان فاما الكاف
فحجته فيها ان العرب ترجع منا الغيبة في الخطاب الى الحضرة ودليله قوله
تعالى حتى اذا كنتم في الفلك وجرين بهم وقد تقدم من هذا ما يستدل به على
معناه
قوله تعالى أو أن يظهر في الارض الفساد يقرأ بأو وبالواو وبضم الياء
وفتحها وبنصب الفساد ورفعه فالحجة لمن قرأ بأو أنه جعل الحرف لأحد الحالين
على طريق الشك او الإباحة لان لأو في الكلام اربعة اوجه الشك والاباحة
والتخيير وايجاد احد الشيئين منها كقوله وأرسلناه الى مائة الف او يزيدون
والحجة لمن قرأ بالواو انه جعل الحرف للحالين معا فاختار الواو لانها
جامعةبين الشيئين
سورة المؤمن لانه جمع بها ها هنا بين التبديل وبين ظهور الفساد
والحجة لمن ضم الياء انه رد الكلام على اوله واتى به على سياقه فاضمر
الفاعل فيه كما أضمره في قوله ان يبدل دينكم فنصب الفساد بتعدي الفعل اليه
والحجة لمن فتح الياء انه قطع الفساد وظهوره من التبديل فافرده ورفعه به
ومعناه فان يبدل دينكم ظهر في الارض الفساد قوله تعالى اني عذت يقرا
بادغام الذال في التاء لقرب المخرج وباظهار الذال على الاصل لان الحرفين
غير متجانسين
قوله تعالى على كل قلب متكبر جبار اجماع القراء ها هنا على الاضافةالا
اباعمرو فانه نون القلب فالحجة لمن اضاف انه جعل القلب خلفا من اسم محذوف
فاقامه مقامه عند الكوفيين وهوعند البصريين صفة قامت مقام الموصوف ومعناه
عندهم على كل قلب رجل متكبر او يريد به التقديم والتأخير كما حكى عن بعض
فصحاء العرب ان فلانا لمن يرجل شعره كل يوم جمعه اراد كل يوم جمعه فقدم
واخر والحجه لأبي عمرو انه جعل الفعل للقلب لانه ملك البدن ومستقر الكبر
لان الكبر اذا سكنه تكبر له صاحبه ودليل ذلك قوله فظلت اعناقهم لها خاضعين
لان الاعناق اذا ذلت وخضعت ذل لذلك وخضع اربابها
ومعنى تكبر القلب قسوته لأنه إذا قسا ترك الطاعة والجبار في اللغة الذي
يقتل علىالغضب ودليله قوله بطشتم جبارين
فان قيل فقد مدح الله نفسه بهذا الاسم الذي ذم به خلقه فقل موضع المدح لله
تعالى انه اجبر عباده على ما اراد منهم واحياهم واماتهم فهي صفة لا تليق
إلا به ومدح لا يجب إلا له فاذا اكتسى ذلك من لا يجب له كان مذموما به
سورةالمؤمن ولم يات فعال من افعل الا في ثلاثه افعال قالوا اجبر
فهو جبار وادرك فهو دراك وأسأر فهو سآر
قوله تعالى فاطلع الى اله موسى اجمع القراء على رفعه عطفا على قوله ابلغ
إلا ما روى حفص عن عاصم بالنصب لأنه جعل الفاء فيه جوابا للفعل فنصب بها
تشبيها ل لعل بليت لأن ليت في التمني أخت لعل في الترجي ومثله ما رواه عنه
أيضا في عبس فتنفعه الذكرى
قوله تعالى وصد عن السبيل يقرأبضم الصاد وفتحها فالحجة لمن ضم أنه دل
بالضم على بناء ما لم يسم فاعله وعطفه على قوله وكذلك زين لفرعون سوء عمله
والحجة لمن فتح أنه جعل الفعل لفرعون فاستتر اسمه فيه لتقدمه قبل ذلك وفيه
حجة لأهل السنة
قوله تعالى أدخلوا آل فرعون يقرا بقطع الألف ووصلها فالحجة لمن قطع أنه
جعله أمرا من الله عز و جل للزبانية فنصب آل فرعون بتعدي الفعل إليهم لأن
دخول النار ليس مما يختارونه ولا ذلك إليهم وإنما يكرهون عليه والحجة لمن
وصل أنه جعل الفعل حكاية عما يقال لهم وأضمر القول ها هنا كما أضمر في
قوله تعالى وأما الذين كفروا أفلم يريد والله أعلم فيقال لهم أفلم ونصب آل
فرعون على هذه القراءة بالنداء المضاف كما قال تعالى ذرية من حملنا يريد
والله أعلم يا ذرية من حملنا مع نوح
قوله تعالى يدخلون الجنة يقرأ بضم الياء وفتح الخاء وبفتح الياء وضم الخاء
سورة فصلت فالحجة لمن ضم أنه أتى بالفعل على بناء ما لم يسم
فاعله ليقربه من قوله يرزقون فيتفقا بلفظ واحد في بنائهما والحجة لمن فتح
الياء أنه أراد أنهم إذا أدخلوا دخلوا فنسب الدخول إليهم ودليله قوله
تعالى وماتوا وهم كفار وإنما الله أماتهم لقوله تعالى وأنه هو أمات وأحيا
فنسب الفعل إليهم على هذا الوجه سعة ومجازا ومثله سيدخلون جهنم يقرأبضم
الياء وفتحها ومعنى داخرين صاغرين
قوله تعالى لا ينفع الظالمين معذرتهم يقرأبالتاء دلالة على تأنيث المعذرة
وبالياء لحائل بين الفعل والاسم أو لأن تأنيث الاسم ليس بحقيقي
قوله تعالى ما يتذكرون يقرأبالياء والتاء ويقرأ بتاءين فالحجة لمن قرأه
بالياء والتاء أنه جعل الياء دلالة على الاستقبال وعلامة للغيبة والتاء
داخلة على فعل لتدل على استفادة الذكر شيئا بعد شيء كما تقول تحفظت القرآن
وتنجزت حوائجي والحجة لمن قرأه بالتاءين أنه دل بالأولى على الاستقبال
والحضور وبالثانية على ما قدمناه وقليلا ينتصب بقوله يتذكرون والوقف تام
على قوله عز و جل ولا المسيء ثم يبتدئ بما بعده
رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
ومن سورة حم السجدة فصلت
قوله تعالى في أيام نحسات يقرأ بإسكان الحاء وكسرها فالحجة لمن أسكن أنه
اراد جمع نحس ودليله قوله تعالى في يوم نحس مستمر ويحتمل أن يكون أراد كسر
الحاء فأسكنها تخفيفا والحجة لمن كسر انه جعله جمعا للصفة من قول العرب
هذا يوم نحس وزن هذا رجل هرم
سورة فصلت قال الشاعر ... أبلغ جذاما ولخما أن إخوتهم ... طيا
وبهراء قوم نصرهم نحس ...
قوله تعالى ويوم يحشر أعداء الله يقرأ بالياء والرفع وبالنون والنصب
فالحجة لمن قرأ بالياء أنه اراد الإخبار بفعل ما لم يسم فاعله فرفع الإسم
به والحجة لمن قرأ بالنون أنه جعله من إخبار الله تعالى عن نفسه فنصب
الاسم بتعدي الفعل إليه
قوله تعالى من ثمرة من أكمامها يقرأ بالتوحيد والجمع وقد ذكر من الحجة في
أمثاله ما يغني عن إعادة قول فيه
قوله تعالى أأعجمي وعربي يقرأبهمزتين محققتين وبهمزة ومدة بعدها فالحجة
لمن حقق أنه أتى بالكلام على واجبه لأن الهمزة الأولى للإنكار لقولهم
والتوبيخ لهم والثانية ألف قطع والحجة لمن أبدل من ألف القطع مدة أنه
استثقل الجمع بين همزتين فخفف إحداهما بالمد ومعناه لو فعلنا هذا لقالوا
أقرآن أعجمي ونبي عربي هذا محال
والفرق بين الأعجمي والعجمي أن الأعجمي الذي لا يتكلم بالعربية وإن كان
عربي الأصل والعجمي منسوب إلى العجم وإن كان فصيحا
قوله تعالى أرنا الذين يقرأ بكسر الراء باختلاس حركتها وبإسكانها وقد ذكر
فيما مضى
قوله تعالى ونأى بجانبه مذكور في بني إسرائيل بوجوه القراءة فيه وشرح علله
سورة الشورى
ومن سورة حم عسق الشورى
قوله تعالى عسق أجمع القراء على إدغام النون في القاف وبينهما متباعد في
المخرج وأظهر حمزة النون عند الميم في طسم فالحجة في الإظهار أن الميم قد
أفردت من السين في أول سورة النمل وألحقت بها في اول الشعراء والقصص فبين
فيهما ليعلم أن الميم زائدة على هجاء السين ولم تنفرد السين من القاف
فيحتاج في ذلك إلى فصل فبنى فيه الكلام على الأصل والنون تدغم عند الميم
وتخفى عند القاف والمخفي بمنزلة المظهر فلما ثقل عليه التشديد وكرهه في
طسم أظهر ولما كان المخفي بمنزلة المظهر لم يحتج إلى إظهار ثان
قوله تعالى كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك الله يقرأبكسر الحاء وفتحها
فالحجة لمن كسر أنه جعله فعلا لله عز و جل فرفع لفظ الاسم بفعله والحجة
لمن فتحها أنه جعل الفعل مبنيا لما لم يسم فاعله ورفع اسم الله تعالى بدلا
من الضمير الذي في الفعل أو بإعادة فعل مضمر أو بإضمار اسم مبتدأ يكون اسم
الله تعالى خبرا له
قوله تعالى يتفطرن من فوقهن يقرأ بالياء والتاء فيه وفي تكاد والنون مع
التاء والياء والتخفيف وبالتاء في مكان النون بعد التاء والياء والتشديد
وتقدم شرح جميع علل ذلك في سورة مريم بما يغني عن إعادة قول فيه
قوله تعالى ويعلم ما يفعلون يقرأ بالتاء والياء على ما قدمناه في أمثاله
قوله تعالى ومن آياته الجواري اتفقت المصاحف على حذفها خطا واختلف القراء
في اللفظ بها
سورة الشورى فمنهم من أثبتها وصلا ووقفا واحتج أنه إنما كان
حذفها لمقارنة التنوين فلما زال التنوين بدخول الألف واللام عادت إلى
أصلها
ومنهم من حذفها وقفا وأثبتها وصلا ليكون متبعا للخط وقفا وللأصل وصلا
ومنهم من حذفها وقفا ووصلا واحتج بأن النكرة الأصل والمعرفة فرع عليها
فلما حذفت الياء في النكرة لمقارنة التنوين ثم لما دخلت الألف واللام
دخلتا على شيء قد حذف أصلا فلم يعيداه لأن الأصل أقوى من الفرع
قوله تعالى ويعلم الذين يجادلون يقرأ بالنصب والرفع فالحجة لمن نصب أنه
صرفه عن المجزوم والنصب بالواو عند الكوفيين وبإضمار أن عند البصريين
ودليل ذلك قوله تعالى ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين
بالنصب والحجة لمن رفع أنه استأنف بالواو لتمام الشرط والجزاء بابتدائه
وجوابه
قوله تعالى كبائر الإثم يقرأ بالتوحيد والجمع فالحجة لمن وحد أنه أراد به
الشرك بالله فقط لأن الله تعالى أوجب على نفسه غفران ما سواه من الذنوب
ولذلك سماه ظلما عظيما والحجة لمن جمع أنه أراد بذلك الشرك والقتل والزنا
والقذف وشرب الخمر والفرار من الزحف وعقوق الوالدين فذلك سبع
وقال ابن عباس هي إلى سبعين أقرب منها إلى سبع وقيل هي من أول النساء إلى
قوله إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه وإذا ثبت أن أكبر المعاصي الشرك بالله
فأكبر الطاعات الإيمان بالله وهو الإقرار باللسان والتصديق بالقلب وقيل
أكبر من الشرك ما أدعاه فرعون لنفسه من الربوبية وقيل إذا اجتمعت صغائر
الذنوب صارت كبيرة
قوله تعالى أو يرسل رسولا فيوحى يقرآن بالرفع والنصب فالحجة لمن رفع أنه
استأنف ب أو فخرج من النصب إلى الرفع والحجة لمن نصب أنه عطفه على معنى
قوله إلا وحيا لأنه بمعنى أن يوحي إليه أو يرسل رسولا فيوحى فيعطف
سورة الزخرف بعضا على بعض ب أو وبالفاء ومعنى قوله إلا وحيا
يريد إلهاما أو من وراء حجاب كما كلم موسى أو يرسل رسولا يريد به جبريل
صلى الله عليه و سلم وعلى جميع النبيين والملائكة والمقربين
ومن سورة الزخرف
قوله تعالى أن كنتم قوما مسرفين يقرأبفتح الهمزة وكسرها فالحجة لمن فتح
أنه قدر أن تقدير إذ ودليله قوله أن جاءه الأعمى يريد إذ جاءه الأعمى وقدر
كنتم بعده تقدير الفعل الماضي لفظا ومعنى وموضع أن على هذا نصب وخفض وقد
ذكر والحجة لمن كسر أنه جعل أن إن حرف شرط وجعل الفعل بمعنى المستقبل وحذف
الجواب علما بالمراد
قوله تعالى أو من ينشأ في الحلية يقرأ بفتح الياء وإسكان النون والتخفيف
وبضم الياء وفتح النون والتشديد فالحجة لمن خفف أنه جعل الفعل من قولهم
نشأ الغلام فهو ناشئ والحجة لمن شدد أنه جعل الفعل لمفعول به لم يسم فاعله
ودليله قوله تعالى إنا أنشأناهن إنشاء فأنشأت ونشأت بمعنى واحد
قوله تعالى الذين هم عباد الرحمن يقرأبالباء والألف جمع عبد وبالنون من
غير ألف على أنه ظرف فالحجة لمن قرأه بالجمع أن الملائكة عباد الله ودليل
ذلك قوله لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون والحجة
لمن قرأه بالنون على معنى الظرف قوله تعالى إن الذين عند ربك لا يستكبرون
عن عبادته والجمع ها هنا أولى لأن الله عز و جل إنما أكذبهم في قولهم إن
الملائكة بناته بأن عرفهم أنهم عباده لا بناته
سورة الزخرف
قوله تعالى أشهدوا خلقهم يقرأبفتح الهمزة والشين وبضمها وإسكان الشين
فالحجة لمن فتح أنه جعل الالف للتوبيخ وأخذ الفعل من شهد يشهد فجعله فعلا
لفاعل والحجة لم ضم أن جعله فعل ما لم يسم فاعله ودليله قوله تعالى ما
أشهدتهم خلق السموات التي ينظرون ولا خلق الأرض التي يمشون عليها ولا خلق
انفسهم وهذا من أوكد الحجج عليهم لأن من لم يشهد خلق ما يعاينه ويقرب منه
فكيف يعرف خلق ما بعد منه وغاب عنه
قوله تعالى قل او لو جئتكم يقرأبألف بين القاف واللام على الإخبار وطرح
الألف على طريق الأمر وقد تقدمت الحجة في نظائره بما فيه كفاية
قوله تعالى لبيوتهم سقفا من فضة يقرأبفتح السين وإسكان القاف على التوحيد
وبضمهما على الجمع فالحجة لمن وحد أنه أراد اعلاهم وأظلهم ودليله قوله
تعالى فخر عليهم السقف من فوقهم والحجة لمن جمع أنه وافق بذلك بين اللفظين
في قوله معارج عليها يظهرون
قوله تعالى لما متاع الحياة الدنيا يقرأبتشديد الميم وتخفيفها وقد ذكرت
علله فيما مضى
قوله تعالى حتى إذا جاءنا يقرأ بالتوحيد وبالتثنية فالحجة لمن وحد أنه
أفرد العاشي عن ذكر الرحمن بالفعل ودليله توحيد الفعل بعده في قوله قال يا
ليت بيني وبينك بعد المشرقين والحجة لمن قرأه بالتثنية أنه أراد والشيطان
المقيض له الذي قارنه لأنهما جميعا جاءا فكان الخطاب من أحدهما بعد المجيء
وأراد بالمشرقين ها هنا بعد ما بين المشرق والمغرب فأتى بالأشهر من
الاسمين
قوله تعالى أساور من ذهب إجماع القراء على إثبات الألف بين السين والواو
إلا ما رواه حفص عن عاصم من حذفها وإسكان السين فالحجة لمن أثبت الألف
سورة الزخرف أنه أراد جمع الجمع والحجة لمن حذفها أنه اراد
الجمع فقط فأما الفرق بين السوار والأسوار فالسوار لليد والأسوار من
أساورة الفرس
قوله تعالى فجعلناهم سلفا يقرأبفتح السين واللام وبضمهما فالحجة لمن فتح
أنه اراد جمع سالف والحجة لمن ضم أنه أراد جمع سليف
قوله تعالى يصدون يقرأبكسر الصاد وضمها فالحجة لمن ضم أنه أراد يعدلون
ويعرضون ودليله قوله وإن كان كبر عليك إعراضهم والحجة لمن كسر أنه أراد
يصيحون ودليله على ذلك مجيء منه قبلها ولو كانت بمعنى الإعراض لجاءت معها
عن كقوله أو أعرض عنهم وقيل كسر الصاد وضمها وإدخال الألف في أول الفعل
وإخراجها بمعنى واحد
قوله تعالى يأيها الساحر يقرأ بطرح الألف والوقوف على الهاء ساكنة وبإثبات
الألف والوقوف عليها وقد تقدم القول في علله آنفا
فإن قيل لم نحلوه اسم السحر وقد سألوه الدعاء لهم فقل في ذلك جوابان
أحدهما أن السحر في اللغة دقة العلم بالشيء ولطافة النظر وحسن العبارة
بأطرف الألفاظ ومنه قولهم فلان يسحر بكلامه ويسمون هذا الضرب السحر الحلال
والثاني أنهم خاطبوه بما كان قد تقدم له عندهم من تشبيه بالساحر لأن
الأغلب عليهم كان السحر في زمانه
قوله تعالى أنكم في العذاب مشتركون يقرأ بكسر الهمزة وفتحها فالحجة لمن
كسر أنه جعل الكلام تاما عند قوله إذ ظلمتم ثم استأنف إنكم فكسرها والحجة
لمن فتح أنه جعل آخر الكلام متصلا بأوله فكأنه قال ولن ينفعكم اليوم
سورة الزخرف اشتراككم في العذاب إذ ظلمتم أنفسكم في الدنيا
فيكون موضع أنكم ها هنا رفعا والكاف والميم في موضع نصب
قوله تعالى يا عبادي لا خوف عليكم اليوم يقرأ بإثبات الياء وحذفها وقد
تقدم ذكره
قوله تعالى وقالوا أآلهتنا خير أم هو يقرأ بالاستفهام على طريق التوبيخ
وبالإخبار وقد ذكرت علل ذلك فيما سلف
قوله تعالى ما تشتهي الأنفس يقرأ بإثبات هاء بعد الباء وبحذفها فالحجة لمن
أثبتها أنه أظهر مفعول تشتهي لأنه عائد على ما والحجة لمن حذفها أنه لما
أجتمع في كلمة واحدة فعل وفاعل ومفعول خففها بطرح المفعول لأنه فضلة في
الكلام
قوله تعالى وإليه يرجعون يقرأ بالياء والتاء على ما قدمناه في أمثاله فأما
ضم أوله فإجماع
قوله تعالى وقيله يا رب يقرأ بالنصب والخفض فالحجة لمن نصب أنه عطفه على
قوله أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم وقيله والحجة لمن خفض أنه رده
على قوله وعنده علم الساعة وعلم قيله
سورة الدخان
قوله تعالى فسوف يعلمون يقرأبالياء والتاء على ما تقدم من القول في أمثاله
ومن سورة الدخان
قوله تعالى رب السموات والأرض يقرا بالرفع والخفض ها هنا وفي المزمل وعم
يتساءلون فالحجة لمن خفض أنه جعله بدلا من الاسم الذي قبله والحجة لمن رفع
أنه جعله مبتدأ أو خبرا لمبتدأ أو أبدله من قوله هو السميع العليم رب
قوله تعالى فاعتلوه يقرأبكسر التاء وضمها وهما لغتان كقوله يعرشون يعكفون
وقد ذكرت علله فيما مضى
قوله تعالى ذق إنك يقرأ بكسر الهمزة وفتحها فالحجة لمن كسر أنه جعل تمام
الكلام عند قوله ذق وابتدأ إن بالكسر والحجة لمن فتحها أنه أراد حرف الخفض
فحذفه ففتح لذلك
وقيل معنى قوله إنك أنت العزيز الكريم يريد عند نفسك فأما عندنا فلا وقيل
هو كناية من الله عز و جل بأحسن الألفاظ والمراد به السفيه الأحمق أو
الذليل كقول قوم شعيب له إنك لأنت الحليم الرشيد
قوله تعالى يغلى في البطون يقرأبالياء ردا على المهل وبالتاء ردا على
الشجرة والأثيم ها هنا أبو جهل
قوله تعالى في مقام أمين يقرأ بضم الميم وفتحها وقد ذكر معنى ذلك بما فيه
كفاية
ومن سورة الجاثية
قوله تعالى وما يبث من دابة آيات وتصريف الرياح آيات يقرآن بالرفع والنصب
ودليل النصب فيه كسرة التاء فالحجة لمن رفع أنه جعل الآيات مبتدأة وما
تقدم من الصفة وما تعلقت به خبرا عنها
ولمن نصب وجهان أحدهما العطف على الأول وفيه ضعف عند النحويين لأنه عطف
على معمولي عاملين مختلفين على إن وهي تنصب وعلى في وهي تخفض والثاني أن
تبدل الآيات الثانية من الأولى ويعطف بالثالثة على الثانية وإن اختلفت
الآيات فكانت إحداهن في السماء والأخرى في الأرض فقد اتفقا في أنهما خلق
لله عز و جل
قوله تعالى وآياته يؤمنون يقرأ بالياء والتاء على ما قدمناه في أمثاله
قوله تعالى ليجزي قوما يقرأبالياء إخبارا من الرسول صلى الله عليه و سلم
عن ربه وبالنون إخبارا من الله عز و جل عن نفسه
قوله تعالى لهم عذاب من رجز أليم يقرأ برفع الميم وخفضها وقد تقدم ذكر
العلة فيه
قوله تعالى سواء محياهم ومماتهم يقرأبالنصب والرفع فالحجة لمن نصب انه عدى
إليه قوله أن يجعلهم سواء والحجة لمن رفع أنه جعل قوله كالذين
سورة الأحقاف آمنوا هو المفعول الثاني ورفع سواء بالابتداء
ومحياهم الخبر وقد يجوز لمن جعل كالذين آمنوا المفعول الثاني أن ينصب سواء
على الحال ويقف عليه
قوله تعالى وجعل على بصره غشاوة يقرأبكسر الغين وإثبات الألف وبفتحها وحذف
الألف فالحجة لمن كسر الغين أنه جعله مصدرا مجهولا كقولك الولاية والكفاية
والحجة لمن فتح الغين أنه جعله كالخطفة والرجعة وقال بعض أهل النظر إنما
قال غشاوة لاشتمالها على البصر بظلمتها فهي في الوزن مثل الهداية
قوله تعالى والساعة لا ريب فيها إجماع القراء على الرفع إلا حمزة فإنه
قرأه بالنصب فالحجة لمن رفع أن من شرط إن إذا تم خبرها قبل العطف عليها
كان الوجه الرفع ودليله قوله تعالى أن الله بريء من المشركين ورسوله
فأما حجة حمزة فإنه عطف بالواو لفظ الساعة لأنها من تمام حكاية قولهم وعلى
ذلك كان الجواب لهم في قوله قلتم ما ندري ما الساعة
قوله تعالى فاليوم لا يخرجون يقرأبفتح الياء وضمها وقد ذكر
ومن سورة الأحقاف
قوله تعالى بوالديه حسنا يقرا بضم الحاء من غير ألف وبألف قبل الحاء
وإسكانها وألف بعد السين وهما مصدران فالأول من حسن يحسن حسنا والثاني من
أحسن يحسن إحسانا
قوله تعالى لينذر الذين ظلموا يقرأبالياء والتاء فالياء لله عز و جل أو
للنبي عليه السلام أو للقرآن والتاء للنبي خاصة
قوله تعالى حملته أمه كرها ووضعته كرها يقرآن بضم الكاف وفتحها وقد تقدم
ذكره
سورة الأحقاف
قوله تعالى أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ويتجاوز يقرآن بالياء
مضمومة ورفع أحسن بما لم يسم فاعله وبالنون مفتوحة فيهما ونصب أحسن على
أنه إخبار من الفاعل عن نفسه
قوله تعالى أف لكما مذكور بعلله في بني إسرائيل
قوله تعالى وليوفيهم أعمالهم يقرأ بالياء والنون على ما تقدم
قوله تعالى لا ترى إلا مساكنهم يقرأ بفتح التاء ونصب مساكنهم وبضم التاء
ورفع مساكنهم فالحجة لمن فتح التاء ونصب أنه جعل الخطاب للرسول عليه
السلام ونصب مساكنهم بتعدي الفعل إليه والحجة لمن ضم أنه دل بذلك على بناء
ما لم يسم فاعله ورفع الاسم بعده لأن الفعل صار حديثا عنه
قوله تعالى أذهبتم طيباتكم يقرأ بهمزة واحدة مقصورة كلفظ الأخبار معناه
ويوم يعرض الذين كفروا على النار فيقال أذهبتم أو يريد به التوبيخ ثم يحذف
الألف ويقتصر منها على الهمزة الباقية
وانفرد ابن كثير بقراءة هذا الحرف بهمزة ومدة فالأولى ألف التوبيخ والمدة
عوض من ألف القطع واللفظ بالألف كلفظ الاستفهام
وكل لفظ استفهام ورد في كتاب الله عز و جل فلا يخلو من أحد ستة أوجه إما
أن يكون توبيخا أو تقريرا أو تعجبا أو تسوية أو إيجابا أو أمرا فأما
استفهام صريح فلا يقع من الله تعالى في القرآن لأن المستفهم مستعلم ما ليس
عنده طالب للخبر من غيره والله عالم بالأشياء قبل كونها فالتوبيخ أذهبتم
طيباتكم والتقرير
سورة محمد أأنت قلت للناس والتعجب كيف تكفرون بالله والتسوية
سواء عليهم أأنذرتهم والإيجاب كقوله أتجعل فيها من يفسد فيها والأمر
أأسلمتم فعلى هذا يجري ما في كتاب الله فاعرف مواضعه
ومن سورة محمد صلى الله عليه و سلم
هذه السورة أول المفصل وإنما سمي مفصلا لكثرة تفصيل بسم الله الرحمن
الرحيم بين سوره
قوله تعالى والذين قتلوا في سبيل الله يقرأ بالتشديد والتخفيف وضم القاف
وبإثبات ألف بين القاف والتاء مع فتح القاف فالحجة لمن خفف او شدد أنه دل
بضم القاف على بناء الفعل لما لم يسم فاعله والحجة لمن أثبت الألف وفتح
القاف أنه دل بذلك على بناء الفعل لهم والكنايتان في موضع رفع
قوله تعالى غير آسن يقرأ بالمد على وزن فاعل وبالقصر على وزن فعل فالحجة
لمن قرأه بالمد أنه أخذه من قولهم أسن الماء يأسن فهو آسن كما تقول خرج
يخرج فهو خارج والحجة لمن قصر أنه أخذه من قولهم أسن الماء يأسن فهو أسن
كما تقول حذر يحذر فهو حذر وهرم يهرم فهو هرم والهمزة فيهما معا همزة أصل
قوله تعالى وأملي لهم يقرا بضم الهمزة وكسر اللام وفتح الياء وبفتح الهمزة
واللام وإسكان الياء فالحجة لمن ضم الهمزة أنه دل على بناء الفعل لما لم
يسم فاعله لأنه جعل التسويل للشيطان والإملاء لغيره والحجة لمن فتح الهمزة
أنه
سورة الفتح جعل الفعل مبنيا للفاعل فكأنه قال الشيطان سول لهم
والله أملى لهم
قوله تعالى والله يعلم أسرارهم يقرأبفتح الهمزة وكسرها فالحجة لمن فتح أنه
اراد جمع سر والحجة لمن كسر انه أراد المصدر وقد ذكرنا العلة في فتح همزة
الجمع وكسر همزة المصدر ذكرا يغني عن إعادته
قوله تعالى ولنبلونكم حتى نعلم ونبلو أخباركم يقرآن بالياء والنون فالحجة
لمن قرأ بالياء أنه جعله من إخبار النبي عن الله عز و جل والحجة لمن قرأه
بالنون أنه جعله من إخبار الله عز و جل عن نفسه
فإن قيل فما وجه قوله حتى نعلم وعلمه سابق لكون الأشياء فقل الإخبار عنه
والمراد بذلك غيره ممن لا يعلم وهذا من تحسين اللفظ ولطافة الرد
قوله تعالى وتدعو إلى السلم يقرأبفتح السين وكسرها وقد تقدم القول فيه
ومن سورة الفتح
قوله تعالى لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه يقرأ ذلك بالياء
على طريق الغيبة وبالتاء دلالة على المخاطبة
قوله تعالى عليهم دائرة السوء يقرأ بضم السين وفتحها فالحجة لمن ضم أنه
أراد الإثم أو الشر أو الفساد والحجة لمن فتح أنه أراد المصدر
قوله تعالى فسيؤتيه يقرأبالياء والنون وقد تقدم القول في امثاله
قوله تعالى بما عاهد عليه الله إجماع القراء على كسر الهاء لمجاورة الياء
إلا
سورة الحجرات ما رواه حفص عن عاصم من ضمها على اصل ما يجب من
حركتها بعد الساكن
قوله تعالى إن أراد بكم ضرا يقرأ بضم الضاد وفتحها وقد تقدم ذكر علتها
قوله تعالى بما يعملون بصيرا إجماع القراء على الياء بمعنى الغيبة إلا ما
اختاره أبو عمرو من التاء بمعنى الحضرة
قوله تعالى أخرج شطأه يقرأ بإسكان الطاء وفتحها والحجة فيه كالحجة في قوله
رأفة في إسكانها وتحريكها ومعناه فراخ الزرع
قوله تعالى فآزره يقرأ بالمد والقصر فالمد بمعنى أفعله والقصر بمعنى فعله
فالالف في الممدود قطع وفي المقصور أصل
قوله تعالى على سوقه يقرأ بالهمز وتركه وقد تقدم ذكر علته فيما مضى والله
أعلم
ومن سورة الحجرات
قوله تعالى فأصلحوابين أخويكم يقرأ بالياء والتاء فالحجة لمن قرأه بالياء
أنه رده على اللفظ لا على المعنى والحجة لمن قرأه بالتاء أنه رده على
المعنى لا على اللفظ
قوله تعالى لا يلتكم يقرأ بالهمز وتركه فالحجة لمن همز أنه أخذه
سورة ق من ألت يألت والحجة لمن ترك الهمز انه اخذه من لات يليت
ومعناهما
لا ينقصكم
قوله تعالى لحم اخيه ميتا يقرأ بالتشديد والتخفيف وقد تقدم القول فيه
ومعناه ان ذاكر اخيه بالسوء في غيبته وهو لا يحس به كآكل لحمه ميتا
قوله تعالى والله بصير بما تعملون اجماع القراء على التاء خطابا للحاضرين
إلا ابن كثير فانه قرأه بالياء على معنى الغيبة
ومن سورة ق
قوله تعالى يوم نقول لجهنم يقرأ بالياء اخبار من الرسول عن الله عز و جل
وبالنون اخبار من الله تعالى عن نفسه عز و جل
ونصب يوم يتوجه على وجهين احدهما بقوله ما يبدل القول لدي يوم نقول أي في
يوم قولنا والثاني بإضمار فعل معناه وأذكر يوم نقول
فأما قول جهنم فعند اهل السنة بآلة وعقل يركبه الله فيها على الحقيقة وعند
غيرهم على طريق المجاز وانها لو نطقت لقالت ذلك
قوله تعالى وأدبار السجود يقرأ بفتح الهمزة على الجمع وبكسرها على المصدر
قوله تعالى المنادى يقرأ بالياء وحذفها على ما تقدم من القوم في نظائره
والمنادى ها هنا إسرافيل والمكان القريب بيت المقدس
قوله تعالى يوم تشقق الارض يقرأ بالتشديد والتخفيف فالحجة لمن شدد
سورة الذاريات أنه أراد تشقق فأسكن التاء الثانية وادغمها في
الشين فشدد
لذلك والحجة لمن خفف انه اراد ايضا تشقق فحذف احدى التائين تخفيفا
قوله تعالى فنقبوا في البلاد يقرأ بالتشديد والتخفيف فالحجة لمن شدد انه
دل بذلك على مداومة الفعل وتكراره والحجة لمن خفف انه اراد المرة الواحدة
واصله التطواف في البلاد
ومن سورة الذاريات
قوله تعالى لحق مثل ما يقرأ بالرفع والنصب فالحجة لمن رفع انه جعله صفة
للحق والحجة لمن نصب انه بناه مع ما بناء لا رجل عندك
فإن قيل كيف جعل نطقهم حقا وهم كفرة فقل معناه انه لحق مثل نطقكم كما تقول
انه لحق كما انك ها هنا
قوله تعالى الصاعقة يقرأ بإثبات الالف بين الصاد والعين وحذفها فالحجة لمن
اثبت انه اراد الاسم من الفعل والحجة لمن حذف انه اراد المصدر او المرة من
الفعل
قوله تعالى وقوم نوح من قبل يقرأ بالنصب والخفض فالحجة لمن نصب انه رده
على قوله فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم أي واغرقنا قوم نوح او اهلكنا
قوم نوح والحجة لمن حفض انه رده على قوله وفي ثمود
قوله تعالى في أيام نحسات يقرأ بإسكان الحاء وكسرها فالحجة لمن أسكن أنه
اراد جمع نحس ودليله قوله تعالى في يوم نحس مستمر ويحتمل أن يكون أراد كسر
الحاء فأسكنها تخفيفا والحجة لمن كسر انه جعله جمعا للصفة من قول العرب
هذا يوم نحس وزن هذا رجل هرم
سورة فصلت قال الشاعر ... أبلغ جذاما ولخما أن إخوتهم ... طيا
وبهراء قوم نصرهم نحس ...
قوله تعالى ويوم يحشر أعداء الله يقرأ بالياء والرفع وبالنون والنصب
فالحجة لمن قرأ بالياء أنه اراد الإخبار بفعل ما لم يسم فاعله فرفع الإسم
به والحجة لمن قرأ بالنون أنه جعله من إخبار الله تعالى عن نفسه فنصب
الاسم بتعدي الفعل إليه
قوله تعالى من ثمرة من أكمامها يقرأ بالتوحيد والجمع وقد ذكر من الحجة في
أمثاله ما يغني عن إعادة قول فيه
قوله تعالى أأعجمي وعربي يقرأبهمزتين محققتين وبهمزة ومدة بعدها فالحجة
لمن حقق أنه أتى بالكلام على واجبه لأن الهمزة الأولى للإنكار لقولهم
والتوبيخ لهم والثانية ألف قطع والحجة لمن أبدل من ألف القطع مدة أنه
استثقل الجمع بين همزتين فخفف إحداهما بالمد ومعناه لو فعلنا هذا لقالوا
أقرآن أعجمي ونبي عربي هذا محال
والفرق بين الأعجمي والعجمي أن الأعجمي الذي لا يتكلم بالعربية وإن كان
عربي الأصل والعجمي منسوب إلى العجم وإن كان فصيحا
قوله تعالى أرنا الذين يقرأ بكسر الراء باختلاس حركتها وبإسكانها وقد ذكر
فيما مضى
قوله تعالى ونأى بجانبه مذكور في بني إسرائيل بوجوه القراءة فيه وشرح علله
سورة الشورى
ومن سورة حم عسق الشورى
قوله تعالى عسق أجمع القراء على إدغام النون في القاف وبينهما متباعد في
المخرج وأظهر حمزة النون عند الميم في طسم فالحجة في الإظهار أن الميم قد
أفردت من السين في أول سورة النمل وألحقت بها في اول الشعراء والقصص فبين
فيهما ليعلم أن الميم زائدة على هجاء السين ولم تنفرد السين من القاف
فيحتاج في ذلك إلى فصل فبنى فيه الكلام على الأصل والنون تدغم عند الميم
وتخفى عند القاف والمخفي بمنزلة المظهر فلما ثقل عليه التشديد وكرهه في
طسم أظهر ولما كان المخفي بمنزلة المظهر لم يحتج إلى إظهار ثان
قوله تعالى كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك الله يقرأبكسر الحاء وفتحها
فالحجة لمن كسر أنه جعله فعلا لله عز و جل فرفع لفظ الاسم بفعله والحجة
لمن فتحها أنه جعل الفعل مبنيا لما لم يسم فاعله ورفع اسم الله تعالى بدلا
من الضمير الذي في الفعل أو بإعادة فعل مضمر أو بإضمار اسم مبتدأ يكون اسم
الله تعالى خبرا له
قوله تعالى يتفطرن من فوقهن يقرأ بالياء والتاء فيه وفي تكاد والنون مع
التاء والياء والتخفيف وبالتاء في مكان النون بعد التاء والياء والتشديد
وتقدم شرح جميع علل ذلك في سورة مريم بما يغني عن إعادة قول فيه
قوله تعالى ويعلم ما يفعلون يقرأ بالتاء والياء على ما قدمناه في أمثاله
قوله تعالى ومن آياته الجواري اتفقت المصاحف على حذفها خطا واختلف القراء
في اللفظ بها
سورة الشورى فمنهم من أثبتها وصلا ووقفا واحتج أنه إنما كان
حذفها لمقارنة التنوين فلما زال التنوين بدخول الألف واللام عادت إلى
أصلها
ومنهم من حذفها وقفا وأثبتها وصلا ليكون متبعا للخط وقفا وللأصل وصلا
ومنهم من حذفها وقفا ووصلا واحتج بأن النكرة الأصل والمعرفة فرع عليها
فلما حذفت الياء في النكرة لمقارنة التنوين ثم لما دخلت الألف واللام
دخلتا على شيء قد حذف أصلا فلم يعيداه لأن الأصل أقوى من الفرع
قوله تعالى ويعلم الذين يجادلون يقرأ بالنصب والرفع فالحجة لمن نصب أنه
صرفه عن المجزوم والنصب بالواو عند الكوفيين وبإضمار أن عند البصريين
ودليل ذلك قوله تعالى ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين
بالنصب والحجة لمن رفع أنه استأنف بالواو لتمام الشرط والجزاء بابتدائه
وجوابه
قوله تعالى كبائر الإثم يقرأ بالتوحيد والجمع فالحجة لمن وحد أنه أراد به
الشرك بالله فقط لأن الله تعالى أوجب على نفسه غفران ما سواه من الذنوب
ولذلك سماه ظلما عظيما والحجة لمن جمع أنه أراد بذلك الشرك والقتل والزنا
والقذف وشرب الخمر والفرار من الزحف وعقوق الوالدين فذلك سبع
وقال ابن عباس هي إلى سبعين أقرب منها إلى سبع وقيل هي من أول النساء إلى
قوله إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه وإذا ثبت أن أكبر المعاصي الشرك بالله
فأكبر الطاعات الإيمان بالله وهو الإقرار باللسان والتصديق بالقلب وقيل
أكبر من الشرك ما أدعاه فرعون لنفسه من الربوبية وقيل إذا اجتمعت صغائر
الذنوب صارت كبيرة
قوله تعالى أو يرسل رسولا فيوحى يقرآن بالرفع والنصب فالحجة لمن رفع أنه
استأنف ب أو فخرج من النصب إلى الرفع والحجة لمن نصب أنه عطفه على معنى
قوله إلا وحيا لأنه بمعنى أن يوحي إليه أو يرسل رسولا فيوحى فيعطف
سورة الزخرف بعضا على بعض ب أو وبالفاء ومعنى قوله إلا وحيا
يريد إلهاما أو من وراء حجاب كما كلم موسى أو يرسل رسولا يريد به جبريل
صلى الله عليه و سلم وعلى جميع النبيين والملائكة والمقربين
ومن سورة الزخرف
قوله تعالى أن كنتم قوما مسرفين يقرأبفتح الهمزة وكسرها فالحجة لمن فتح
أنه قدر أن تقدير إذ ودليله قوله أن جاءه الأعمى يريد إذ جاءه الأعمى وقدر
كنتم بعده تقدير الفعل الماضي لفظا ومعنى وموضع أن على هذا نصب وخفض وقد
ذكر والحجة لمن كسر أنه جعل أن إن حرف شرط وجعل الفعل بمعنى المستقبل وحذف
الجواب علما بالمراد
قوله تعالى أو من ينشأ في الحلية يقرأ بفتح الياء وإسكان النون والتخفيف
وبضم الياء وفتح النون والتشديد فالحجة لمن خفف أنه جعل الفعل من قولهم
نشأ الغلام فهو ناشئ والحجة لمن شدد أنه جعل الفعل لمفعول به لم يسم فاعله
ودليله قوله تعالى إنا أنشأناهن إنشاء فأنشأت ونشأت بمعنى واحد
قوله تعالى الذين هم عباد الرحمن يقرأبالباء والألف جمع عبد وبالنون من
غير ألف على أنه ظرف فالحجة لمن قرأه بالجمع أن الملائكة عباد الله ودليل
ذلك قوله لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون والحجة
لمن قرأه بالنون على معنى الظرف قوله تعالى إن الذين عند ربك لا يستكبرون
عن عبادته والجمع ها هنا أولى لأن الله عز و جل إنما أكذبهم في قولهم إن
الملائكة بناته بأن عرفهم أنهم عباده لا بناته
سورة الزخرف
قوله تعالى أشهدوا خلقهم يقرأبفتح الهمزة والشين وبضمها وإسكان الشين
فالحجة لمن فتح أنه جعل الالف للتوبيخ وأخذ الفعل من شهد يشهد فجعله فعلا
لفاعل والحجة لم ضم أن جعله فعل ما لم يسم فاعله ودليله قوله تعالى ما
أشهدتهم خلق السموات التي ينظرون ولا خلق الأرض التي يمشون عليها ولا خلق
انفسهم وهذا من أوكد الحجج عليهم لأن من لم يشهد خلق ما يعاينه ويقرب منه
فكيف يعرف خلق ما بعد منه وغاب عنه
قوله تعالى قل او لو جئتكم يقرأبألف بين القاف واللام على الإخبار وطرح
الألف على طريق الأمر وقد تقدمت الحجة في نظائره بما فيه كفاية
قوله تعالى لبيوتهم سقفا من فضة يقرأبفتح السين وإسكان القاف على التوحيد
وبضمهما على الجمع فالحجة لمن وحد أنه أراد اعلاهم وأظلهم ودليله قوله
تعالى فخر عليهم السقف من فوقهم والحجة لمن جمع أنه وافق بذلك بين اللفظين
في قوله معارج عليها يظهرون
قوله تعالى لما متاع الحياة الدنيا يقرأبتشديد الميم وتخفيفها وقد ذكرت
علله فيما مضى
قوله تعالى حتى إذا جاءنا يقرأ بالتوحيد وبالتثنية فالحجة لمن وحد أنه
أفرد العاشي عن ذكر الرحمن بالفعل ودليله توحيد الفعل بعده في قوله قال يا
ليت بيني وبينك بعد المشرقين والحجة لمن قرأه بالتثنية أنه أراد والشيطان
المقيض له الذي قارنه لأنهما جميعا جاءا فكان الخطاب من أحدهما بعد المجيء
وأراد بالمشرقين ها هنا بعد ما بين المشرق والمغرب فأتى بالأشهر من
الاسمين
قوله تعالى أساور من ذهب إجماع القراء على إثبات الألف بين السين والواو
إلا ما رواه حفص عن عاصم من حذفها وإسكان السين فالحجة لمن أثبت الألف
سورة الزخرف أنه أراد جمع الجمع والحجة لمن حذفها أنه اراد
الجمع فقط فأما الفرق بين السوار والأسوار فالسوار لليد والأسوار من
أساورة الفرس
قوله تعالى فجعلناهم سلفا يقرأبفتح السين واللام وبضمهما فالحجة لمن فتح
أنه اراد جمع سالف والحجة لمن ضم أنه أراد جمع سليف
قوله تعالى يصدون يقرأبكسر الصاد وضمها فالحجة لمن ضم أنه أراد يعدلون
ويعرضون ودليله قوله وإن كان كبر عليك إعراضهم والحجة لمن كسر أنه أراد
يصيحون ودليله على ذلك مجيء منه قبلها ولو كانت بمعنى الإعراض لجاءت معها
عن كقوله أو أعرض عنهم وقيل كسر الصاد وضمها وإدخال الألف في أول الفعل
وإخراجها بمعنى واحد
قوله تعالى يأيها الساحر يقرأ بطرح الألف والوقوف على الهاء ساكنة وبإثبات
الألف والوقوف عليها وقد تقدم القول في علله آنفا
فإن قيل لم نحلوه اسم السحر وقد سألوه الدعاء لهم فقل في ذلك جوابان
أحدهما أن السحر في اللغة دقة العلم بالشيء ولطافة النظر وحسن العبارة
بأطرف الألفاظ ومنه قولهم فلان يسحر بكلامه ويسمون هذا الضرب السحر الحلال
والثاني أنهم خاطبوه بما كان قد تقدم له عندهم من تشبيه بالساحر لأن
الأغلب عليهم كان السحر في زمانه
قوله تعالى أنكم في العذاب مشتركون يقرأ بكسر الهمزة وفتحها فالحجة لمن
كسر أنه جعل الكلام تاما عند قوله إذ ظلمتم ثم استأنف إنكم فكسرها والحجة
لمن فتح أنه جعل آخر الكلام متصلا بأوله فكأنه قال ولن ينفعكم اليوم
سورة الزخرف اشتراككم في العذاب إذ ظلمتم أنفسكم في الدنيا
فيكون موضع أنكم ها هنا رفعا والكاف والميم في موضع نصب
قوله تعالى يا عبادي لا خوف عليكم اليوم يقرأ بإثبات الياء وحذفها وقد
تقدم ذكره
قوله تعالى وقالوا أآلهتنا خير أم هو يقرأ بالاستفهام على طريق التوبيخ
وبالإخبار وقد ذكرت علل ذلك فيما سلف
قوله تعالى ما تشتهي الأنفس يقرأ بإثبات هاء بعد الباء وبحذفها فالحجة لمن
أثبتها أنه أظهر مفعول تشتهي لأنه عائد على ما والحجة لمن حذفها أنه لما
أجتمع في كلمة واحدة فعل وفاعل ومفعول خففها بطرح المفعول لأنه فضلة في
الكلام
قوله تعالى وإليه يرجعون يقرأ بالياء والتاء على ما قدمناه في أمثاله فأما
ضم أوله فإجماع
قوله تعالى وقيله يا رب يقرأ بالنصب والخفض فالحجة لمن نصب أنه عطفه على
قوله أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم وقيله والحجة لمن خفض أنه رده
على قوله وعنده علم الساعة وعلم قيله
سورة الدخان
قوله تعالى فسوف يعلمون يقرأبالياء والتاء على ما تقدم من القول في أمثاله
ومن سورة الدخان
قوله تعالى رب السموات والأرض يقرا بالرفع والخفض ها هنا وفي المزمل وعم
يتساءلون فالحجة لمن خفض أنه جعله بدلا من الاسم الذي قبله والحجة لمن رفع
أنه جعله مبتدأ أو خبرا لمبتدأ أو أبدله من قوله هو السميع العليم رب
قوله تعالى فاعتلوه يقرأبكسر التاء وضمها وهما لغتان كقوله يعرشون يعكفون
وقد ذكرت علله فيما مضى
قوله تعالى ذق إنك يقرأ بكسر الهمزة وفتحها فالحجة لمن كسر أنه جعل تمام
الكلام عند قوله ذق وابتدأ إن بالكسر والحجة لمن فتحها أنه أراد حرف الخفض
فحذفه ففتح لذلك
وقيل معنى قوله إنك أنت العزيز الكريم يريد عند نفسك فأما عندنا فلا وقيل
هو كناية من الله عز و جل بأحسن الألفاظ والمراد به السفيه الأحمق أو
الذليل كقول قوم شعيب له إنك لأنت الحليم الرشيد
قوله تعالى يغلى في البطون يقرأبالياء ردا على المهل وبالتاء ردا على
الشجرة والأثيم ها هنا أبو جهل
قوله تعالى في مقام أمين يقرأ بضم الميم وفتحها وقد ذكر معنى ذلك بما فيه
كفاية
قوله تعالى وما يبث من دابة آيات وتصريف الرياح آيات يقرآن بالرفع والنصب
ودليل النصب فيه كسرة التاء فالحجة لمن رفع أنه جعل الآيات مبتدأة وما
تقدم من الصفة وما تعلقت به خبرا عنها
ولمن نصب وجهان أحدهما العطف على الأول وفيه ضعف عند النحويين لأنه عطف
على معمولي عاملين مختلفين على إن وهي تنصب وعلى في وهي تخفض والثاني أن
تبدل الآيات الثانية من الأولى ويعطف بالثالثة على الثانية وإن اختلفت
الآيات فكانت إحداهن في السماء والأخرى في الأرض فقد اتفقا في أنهما خلق
لله عز و جل
قوله تعالى وآياته يؤمنون يقرأ بالياء والتاء على ما قدمناه في أمثاله
قوله تعالى ليجزي قوما يقرأبالياء إخبارا من الرسول صلى الله عليه و سلم
عن ربه وبالنون إخبارا من الله عز و جل عن نفسه
قوله تعالى لهم عذاب من رجز أليم يقرأ برفع الميم وخفضها وقد تقدم ذكر
العلة فيه
قوله تعالى سواء محياهم ومماتهم يقرأبالنصب والرفع فالحجة لمن نصب انه عدى
إليه قوله أن يجعلهم سواء والحجة لمن رفع أنه جعل قوله كالذين
سورة الأحقاف آمنوا هو المفعول الثاني ورفع سواء بالابتداء
ومحياهم الخبر وقد يجوز لمن جعل كالذين آمنوا المفعول الثاني أن ينصب سواء
على الحال ويقف عليه
قوله تعالى وجعل على بصره غشاوة يقرأبكسر الغين وإثبات الألف وبفتحها وحذف
الألف فالحجة لمن كسر الغين أنه جعله مصدرا مجهولا كقولك الولاية والكفاية
والحجة لمن فتح الغين أنه جعله كالخطفة والرجعة وقال بعض أهل النظر إنما
قال غشاوة لاشتمالها على البصر بظلمتها فهي في الوزن مثل الهداية
قوله تعالى والساعة لا ريب فيها إجماع القراء على الرفع إلا حمزة فإنه
قرأه بالنصب فالحجة لمن رفع أن من شرط إن إذا تم خبرها قبل العطف عليها
كان الوجه الرفع ودليله قوله تعالى أن الله بريء من المشركين ورسوله
فأما حجة حمزة فإنه عطف بالواو لفظ الساعة لأنها من تمام حكاية قولهم وعلى
ذلك كان الجواب لهم في قوله قلتم ما ندري ما الساعة
قوله تعالى فاليوم لا يخرجون يقرأبفتح الياء وضمها وقد ذكر
ومن سورة الأحقاف
قوله تعالى بوالديه حسنا يقرا بضم الحاء من غير ألف وبألف قبل الحاء
وإسكانها وألف بعد السين وهما مصدران فالأول من حسن يحسن حسنا والثاني من
أحسن يحسن إحسانا
قوله تعالى لينذر الذين ظلموا يقرأبالياء والتاء فالياء لله عز و جل أو
للنبي عليه السلام أو للقرآن والتاء للنبي خاصة
قوله تعالى حملته أمه كرها ووضعته كرها يقرآن بضم الكاف وفتحها وقد تقدم
ذكره
سورة الأحقاف
قوله تعالى أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ويتجاوز يقرآن بالياء
مضمومة ورفع أحسن بما لم يسم فاعله وبالنون مفتوحة فيهما ونصب أحسن على
أنه إخبار من الفاعل عن نفسه
قوله تعالى أف لكما مذكور بعلله في بني إسرائيل
قوله تعالى وليوفيهم أعمالهم يقرأ بالياء والنون على ما تقدم
قوله تعالى لا ترى إلا مساكنهم يقرأ بفتح التاء ونصب مساكنهم وبضم التاء
ورفع مساكنهم فالحجة لمن فتح التاء ونصب أنه جعل الخطاب للرسول عليه
السلام ونصب مساكنهم بتعدي الفعل إليه والحجة لمن ضم أنه دل بذلك على بناء
ما لم يسم فاعله ورفع الاسم بعده لأن الفعل صار حديثا عنه
قوله تعالى أذهبتم طيباتكم يقرأ بهمزة واحدة مقصورة كلفظ الأخبار معناه
ويوم يعرض الذين كفروا على النار فيقال أذهبتم أو يريد به التوبيخ ثم يحذف
الألف ويقتصر منها على الهمزة الباقية
وانفرد ابن كثير بقراءة هذا الحرف بهمزة ومدة فالأولى ألف التوبيخ والمدة
عوض من ألف القطع واللفظ بالألف كلفظ الاستفهام
وكل لفظ استفهام ورد في كتاب الله عز و جل فلا يخلو من أحد ستة أوجه إما
أن يكون توبيخا أو تقريرا أو تعجبا أو تسوية أو إيجابا أو أمرا فأما
استفهام صريح فلا يقع من الله تعالى في القرآن لأن المستفهم مستعلم ما ليس
عنده طالب للخبر من غيره والله عالم بالأشياء قبل كونها فالتوبيخ أذهبتم
طيباتكم والتقرير
سورة محمد أأنت قلت للناس والتعجب كيف تكفرون بالله والتسوية
سواء عليهم أأنذرتهم والإيجاب كقوله أتجعل فيها من يفسد فيها والأمر
أأسلمتم فعلى هذا يجري ما في كتاب الله فاعرف مواضعه
ومن سورة محمد صلى الله عليه و سلم
هذه السورة أول المفصل وإنما سمي مفصلا لكثرة تفصيل بسم الله الرحمن
الرحيم بين سوره
قوله تعالى والذين قتلوا في سبيل الله يقرأ بالتشديد والتخفيف وضم القاف
وبإثبات ألف بين القاف والتاء مع فتح القاف فالحجة لمن خفف او شدد أنه دل
بضم القاف على بناء الفعل لما لم يسم فاعله والحجة لمن أثبت الألف وفتح
القاف أنه دل بذلك على بناء الفعل لهم والكنايتان في موضع رفع
قوله تعالى غير آسن يقرأ بالمد على وزن فاعل وبالقصر على وزن فعل فالحجة
لمن قرأه بالمد أنه أخذه من قولهم أسن الماء يأسن فهو آسن كما تقول خرج
يخرج فهو خارج والحجة لمن قصر أنه أخذه من قولهم أسن الماء يأسن فهو أسن
كما تقول حذر يحذر فهو حذر وهرم يهرم فهو هرم والهمزة فيهما معا همزة أصل
قوله تعالى وأملي لهم يقرا بضم الهمزة وكسر اللام وفتح الياء وبفتح الهمزة
واللام وإسكان الياء فالحجة لمن ضم الهمزة أنه دل على بناء الفعل لما لم
يسم فاعله لأنه جعل التسويل للشيطان والإملاء لغيره والحجة لمن فتح الهمزة
أنه
سورة الفتح جعل الفعل مبنيا للفاعل فكأنه قال الشيطان سول لهم
والله أملى لهم
قوله تعالى والله يعلم أسرارهم يقرأبفتح الهمزة وكسرها فالحجة لمن فتح أنه
اراد جمع سر والحجة لمن كسر انه أراد المصدر وقد ذكرنا العلة في فتح همزة
الجمع وكسر همزة المصدر ذكرا يغني عن إعادته
قوله تعالى ولنبلونكم حتى نعلم ونبلو أخباركم يقرآن بالياء والنون فالحجة
لمن قرأ بالياء أنه جعله من إخبار النبي عن الله عز و جل والحجة لمن قرأه
بالنون أنه جعله من إخبار الله عز و جل عن نفسه
فإن قيل فما وجه قوله حتى نعلم وعلمه سابق لكون الأشياء فقل الإخبار عنه
والمراد بذلك غيره ممن لا يعلم وهذا من تحسين اللفظ ولطافة الرد
قوله تعالى وتدعو إلى السلم يقرأبفتح السين وكسرها وقد تقدم القول فيه
ومن سورة الفتح
قوله تعالى لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه يقرأ ذلك بالياء
على طريق الغيبة وبالتاء دلالة على المخاطبة
قوله تعالى عليهم دائرة السوء يقرأ بضم السين وفتحها فالحجة لمن ضم أنه
أراد الإثم أو الشر أو الفساد والحجة لمن فتح أنه أراد المصدر
قوله تعالى فسيؤتيه يقرأبالياء والنون وقد تقدم القول في امثاله
قوله تعالى بما عاهد عليه الله إجماع القراء على كسر الهاء لمجاورة الياء
إلا
سورة الحجرات ما رواه حفص عن عاصم من ضمها على اصل ما يجب من
حركتها بعد الساكن
قوله تعالى إن أراد بكم ضرا يقرأ بضم الضاد وفتحها وقد تقدم ذكر علتها
قوله تعالى بما يعملون بصيرا إجماع القراء على الياء بمعنى الغيبة إلا ما
اختاره أبو عمرو من التاء بمعنى الحضرة
قوله تعالى أخرج شطأه يقرأ بإسكان الطاء وفتحها والحجة فيه كالحجة في قوله
رأفة في إسكانها وتحريكها ومعناه فراخ الزرع
قوله تعالى فآزره يقرأ بالمد والقصر فالمد بمعنى أفعله والقصر بمعنى فعله
فالالف في الممدود قطع وفي المقصور أصل
قوله تعالى على سوقه يقرأ بالهمز وتركه وقد تقدم ذكر علته فيما مضى والله
أعلم
ومن سورة الحجرات
قوله تعالى فأصلحوابين أخويكم يقرأ بالياء والتاء فالحجة لمن قرأه بالياء
أنه رده على اللفظ لا على المعنى والحجة لمن قرأه بالتاء أنه رده على
المعنى لا على اللفظ
قوله تعالى لا يلتكم يقرأ بالهمز وتركه فالحجة لمن همز أنه أخذه
ومعناهما
لا ينقصكم
قوله تعالى لحم اخيه ميتا يقرأ بالتشديد والتخفيف وقد تقدم القول فيه
ومعناه ان ذاكر اخيه بالسوء في غيبته وهو لا يحس به كآكل لحمه ميتا
قوله تعالى والله بصير بما تعملون اجماع القراء على التاء خطابا للحاضرين
إلا ابن كثير فانه قرأه بالياء على معنى الغيبة
قوله تعالى يوم نقول لجهنم يقرأ بالياء اخبار من الرسول عن الله عز و جل
وبالنون اخبار من الله تعالى عن نفسه عز و جل
ونصب يوم يتوجه على وجهين احدهما بقوله ما يبدل القول لدي يوم نقول أي في
يوم قولنا والثاني بإضمار فعل معناه وأذكر يوم نقول
فأما قول جهنم فعند اهل السنة بآلة وعقل يركبه الله فيها على الحقيقة وعند
غيرهم على طريق المجاز وانها لو نطقت لقالت ذلك
قوله تعالى وأدبار السجود يقرأ بفتح الهمزة على الجمع وبكسرها على المصدر
قوله تعالى المنادى يقرأ بالياء وحذفها على ما تقدم من القوم في نظائره
والمنادى ها هنا إسرافيل والمكان القريب بيت المقدس
قوله تعالى يوم تشقق الارض يقرأ بالتشديد والتخفيف فالحجة لمن شدد
الشين فشدد
لذلك والحجة لمن خفف انه اراد ايضا تشقق فحذف احدى التائين تخفيفا
قوله تعالى فنقبوا في البلاد يقرأ بالتشديد والتخفيف فالحجة لمن شدد انه
دل بذلك على مداومة الفعل وتكراره والحجة لمن خفف انه اراد المرة الواحدة
واصله التطواف في البلاد
قوله تعالى لحق مثل ما يقرأ بالرفع والنصب فالحجة لمن رفع انه جعله صفة
للحق والحجة لمن نصب انه بناه مع ما بناء لا رجل عندك
فإن قيل كيف جعل نطقهم حقا وهم كفرة فقل معناه انه لحق مثل نطقكم كما تقول
انه لحق كما انك ها هنا
قوله تعالى الصاعقة يقرأ بإثبات الالف بين الصاد والعين وحذفها فالحجة لمن
اثبت انه اراد الاسم من الفعل والحجة لمن حذف انه اراد المصدر او المرة من
الفعل
قوله تعالى وقوم نوح من قبل يقرأ بالنصب والخفض فالحجة لمن نصب انه رده
على قوله فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم أي واغرقنا قوم نوح او اهلكنا
قوم نوح والحجة لمن حفض انه رده على قوله وفي ثمود
رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
ومن سورة والطور
قوله تعالى وأتبعناهم يقرأ بالنون والالف وبالتاء في موضع النون وحذف
الالف ذرياتهم يقرأ بالتوحيد والجمع فيهما وبالرفع في الاولى والنصب
فالحجة لمن قرأه بالتاء انه جعله فعلا للذرية سواء افرد او جمع فرفعها
بفعلها والحجة لمن قرأ بالنون انه جعل الفعل لله تعالى فنصب الذرية في
الافراد والجمع لتعدي الفعل اليها
فأما الذرية الثانية فلا خلف في نصبها بقوله ألحقنا فالحجة لمن وحد أنه
اجتزأ بالواحد من الجمع وعلامة النصب فيه فتحة التاء والحجة لمن جمع انه
اتى باللفظ على ما اوجبه المعنى وعلامة النصب في الجمع كسرة التاء لانها
نابت في جمع المؤنث مناب الياء في جمع المذكر فاعتدل النصب والخفض في جمع
المؤنث بالكسر كما اعتدل في جمع المذكر بالياء
واصل ذرية في الوزن فعلولة من الذر فقلبوا من الواو ياء وادغموها في الياء
فصارت في وزن فعلية
ومعنى الآية ان الله تعالى يبلغ الولد في الجنة مرتبة والده وان لم
يستحقها بعمله ويبلغ الوالد في الجنة مرتبة ولده وان لم يستوجبها بعمله
اذا تساويا في الدخول اليها نسأل الله فوزا بها برحمته وفضله ودليله قوله
تعالى آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم اقرب لكم نفعا
قوله تعالى وما ألتناهم اجمع القراء على فتح اللام الا ما قرأ به ابن كثير
سورة الطور من كسرها وقد علل ذلك في الحجرات
قوله تعالى لا لغو فيها ولا تأثيم يقرأ بالنصب وطرح التنوين والرفع
والتنوين فالحجة لمن نصب انه بنى الاسم مع لا كبناء خمسة عشر فحذف التنوين
وبناه على الفتح والحجة لمن رفع انه لم يعمل لا واعمل معنى الابتداء وجعل
الظرف الخبر
ومعنى يتنازعون ها هنا يتعاطون ويتداولون ومنه قول الاخطل ... نازعته طيب
الراح الشمول وقد ... صاح الدجاج وحانت وقعة الساري ...
قوله تعالى انه هو البر الرحيم يقرأ بفتح الهمزة وكسرها فالحجة لمن فتح
انه اراد حرف الجر فلما حذفه تعدى الفعل فعمل والحجة لمن كسر انه جعل تمام
الكلام عند قوله ندعوه ثم ابتدأ ان بالكسر على ما اوجبه الابتداء لها
قوله تعالى يصعقون يقرأ بفتح الياء وضمها فالحجة لمن فتح انه جعل الفعل
لهم ولم يعده الى غيرهم فالواو ضمير الفاعلين والنون علامة رفع الفعل
والحجة لمن ضم انه جعل الفعل لما لم يسم فاعله فرفع المفعول بذلك
فان قيل ما وجه رفع المفعول ها هنا بعد ما كان النصب اولى به فقل لانه
اشبه الفاعل في المعنى لان الفعل الذي كان حديثا عن الفاعل صار حديثا عن
المفعول فقام مقامه فأعرب بإعرابه
فإن قيل فعلامة الاعراب انما تقع في آخر الفعل بغير حائل كوقوعها على آخر
حروف الاسم فلم جعلت النون في الفعل المضارع اعرابا وقد حالت الالف والواو
بينهما
سورة الطور وبين الفعل فقل لانه لما كنى عن الفاعل في الفعل
مثنى ومجموعا اختلط بالفعل اختلاطا لا يمكن فصله فصار كبعض حروفه فكأنك لم
تحل بين الفعل وعلامة الرفع بشيء
قوله تعالى ام هم المصيطرون يقرأ بالصاد والسين واشمام الزاي ها هنا وفي
الغاشية وقد ذكرت علل ذلك فيما سلف
ومعنى المصيطر المسلط فأما لفظ مسيطر ومبيقر ومبيطر ومهيمن وكميت وثريا
فمصغرات جاءت عن العرب لا مكبر لهم فاعرفهن
ومن سورة النجم
قوله تعالى اذا هوى وغوى وما أشبه ذلك من اواخر آي هذه السورة يقرأ
بالامالة والتفخيم وبين ذلك وقد ذكرت وجوه علله وعلل رأى فيما تقدم فأغني
ذلك عن الاعادة
قوله تعالى أفتمارونه يقرأ بضم التاء واثبات ألف بين الميم والراء وبفتح
التاء وحذف الالف فالحجة لمن اثبت انه اراد أفتجادلونه ووزنه تفاعلونه من
المماراة والمجادلة بالباطل ومنه قوله عليه السلام لا تماروا بالقرآن فإن
مراء فيه كفر والحجة لمن حذفها انه أراد افتجحدونه
سورة النجم
قوله تعالى ومناة الثالثة الاخرى يقرأ بالقصر من غير همز وبالمد والهمز
فالحجة لمن قصر ان الاصل فيها منوة فلما تحركت الواز وقبلها فتحة انقلبت
ألفا وذلك حقها وقياسها والحجة لمن مد انه جعل الالف زائدة لا منقلبة واتى
بالهمزة بعدها لئلا يجمع بين الفين فاللات اسم صنم كان ل ثقيف والعزى اسم
سمرة كانت ل غطفان ومناة اسم صخرة كانت لخزاعة
فأما الوقف على اللات فبالتاء اجماع الا ما تفرد به الكسائي من الوقوف
عليها بالهاء والاختيار التاء لان الله تعالى لما منعهم ان يحلفوا بالله
قالوا اللات ولما منعهم ان يحلفوا بالعزيز قالوا العزى
قوله تعالى قسمة ضيزى يقرأ بالهمز وتركه وهما لغتان ضأز وضاز ومعناهما جار
والاصل ضم الضاد فلو بقوها على الضم لانقلبت الياء واوا فكسروا الضاد
لتصبح الياء كما قالوا في جمع ابيض بيض لتصح الياء
فأما من كسر اولها وهمز فإن كان اراد ان يجعلها اسما ك ذكرى وشعرى فقد
اصاب وان كان جعلها وصفا فلا وجه لذلك لانه لم يأت عن العرب وصف لمؤنث على
وزن فعلى بكسر الفاء
قوله تعالى كبائر الاثم يقرأ بالتوحيد والجمع وقد ذكرت وجوهه في عسق
سورة القمر
قوله تعالى وانه اهلك عادا الاولى يقرأ بالتنوين مكسورا واسكان اللام
وهمزة بعدها وبطرح التنوين والهمزة وتشديد اللام فالحجة لمن نون واسكن
اللام وحقق الهمزة انه اتى بالكلام على اصله ووفى اللفظ حقيقة ما وجب له
وكسر التنوين لالتقاء الساكنين والحجة لمن حذف التنوين والهمزة وشدد اللام
انه نقل حركة الهمزة الى اللام الساكنة قبلهاثم حذفها فالتقى سكون التنوين
وسكون اللام فأدغم التنوين في اللام فالتشديد من اجل ذلك ومثله من كلامهم
زياد العجم وروي عن نافع الادغام وهمزة الواو فإن صح ذلك عنه فإنما همز
ليدل بذلك على الهمزة التي كانت في الكلمة قبل الادغام
قوله تعالى وثمودا فما أبقى يقرأ بالاجراء وتركه وقد تقدم القول في علة
ذلك وغيره من الاسماء الاعجمية
ومن سورة القمر
قوله تعالى يوم يدع الداع و مهطعين الى الداع يقرآن بإثبات الياء وحذفها
وقد ذكرت علله ومعنى مهطعين مسرعين
قوله تعالى الى شيء نكر يقرأ بضم الكاف واسكانها والاختيار الضم لموافقة
رؤوس الآي ولانه الاصل وان كان الاسكان تخفيفا
قوله تعالى خشعا أبصارهم يقرأ بضم الخاء وتشديد الشين من غير ألف وبفتح
الخاء والف بعدها وتخفيف الشين وكسرها فالحجة لمن ضم الخاء وحذف الالف انه
اراد جمع التكسير على خاشع فقال خشع كما قال تعالى في جمع راكع والركع
سورة الرحمن السجود والحجة لمن فتح الخاء واثبت الالف انه اراد
باللفظ التوحيد وبالمعنى الفعل للمضارعة التي بينهما لان ما بعده مرتفع به
كما قال الشاعر ... وشباب حسن اوجههم ... من اياد بن نزار بن معد ...
فأما النصب في قوله خاشعا وخشعا فعلى الحال
قوله تعالى ففتحنا ابواب السماء يقرأ بالتخفيف اجماع الا ما اختاره ابن
عامر من التشديد فوجه التخفيف ان الفتح انما كان في وقت واحد ووجه التشديد
ان التفتح من السماء كان كالتفجير من الارض شيئا بعد شيء ودام وكثر
قوله تعالى سيعلمون غدا يقرأ بالتاء والياء وقد تقدم القول فيه
و غد ها هنا يوم القيامة وانما كنى عنه ب غد لقوله عز و جل وما أمر الساعة
الا كلمح البصر أو هو اقرب عند الله تعالى من ذلك
ومن سورة الرحمن
قوله تعالى والحب ذو العصف اجماع القراء على الواو الا ابن عامر فانه قرأه
بالف والنصب فالحجة لمن قرأه بالواو انه رده على قوله فيها فاكهة والنخل
ذات الاكمام والحب ذو العصف والحجة لمن قرأه بالالف والنصب انه رده على
قوله والسماء رفعها ووضع الميزان وانبت الحب ذا العصف
قوله تعالى والريحان يقرأ بالرفع والخفض فوجه الرفع بالرد على قوله والحب
والريحان ووجه الخفض بالرد على قوله ذو العصف والريحان لان العصف التبن
والريحان ما فيه من الرزق وهو الحب
سورة الرحمن قوله تعالى
يخرج منهما يقرأ بفتح الياء وضم الراء وبضم الياء وفتح الراء فالحجة لمن
فتح الياء انه جعل الفعل للؤلؤ والمرجان والحجة لمن ضم الياء انه دل بذلك
وبفتح الراء على بناء الفعل لما لم يسم فاعله
قوله تعالى سنفرغ لكم يقرأ بالنون مفتوحة وضم الراء وبالياء مضمومة وفتح
الراء وقد تقدم القول في امثاله ما يدل عليه
فأما ضم الراء وفتحها مع النون فلغتان فصيحتان فأما الضم فعلى الاصل واما
الفتح فلاجل الحرف الحلقي والفرغ ها هنا القصد قال جرير ... الان وقد فرغت
الى نمير ... فهذا حين كنت لها عذابا ...
اما الفراغ من الشغل فوجهه غير هذا الذي ذكرناه
قوله تعالى المنشآت يقرأ بفتح الشين وكسرها فالحجة لمن فتح انه اراد اسم
المفعول الذي لم يسم فاعله والحجة لمن كسر انه اراد بذلك اسم الفاعل كما
تقول اكرمن فهن مكرمات وهن السفن والاعلام ها هنا الجبال واحدها علم
قوله تعالى شواظ يقرأ بضم الشين وكسرها وهما لغتان والمراد بهما اللهب
الذي لا دخان فيه
قوله تعالى ونحاس يقرأ بالرفع والخفض فالحجة لمن رفع انه رده على
سورة الواقعة قوله
شواظ ونحاس والحجة لمن خفض انه رده على قوله من نار ونحاس والنحاس ها هنا
الدخان
قوله تعالى لم يطمثهن يقرأ بضم الميم وكسرها وهما لغتان معناهما الافتضاض
للإبكار وهذا دليل على أن الجن تنكح
قوله تعالى تبارك اسم ربك ذي الجلال اجماع القراء ها هنا على الياء الا ما
تفرد به ابن عامر فيه من الواو لانه جعله وصفا للاسم وجعله الباقون وصفا
لقوله ربك والوصف تابع للموصوف كالبدل والتوكيد وعطف البيان
ومن سورة الواقعة
قوله تعالى وحور عين يقرأ بالرفع والخفض فالحجة لمن رفع انه قال الحور لا
يطاف بهن فقطعهن من اول الكلام واضمر لهن رافعا معناه ومع ذلك حور عين
والحجة لمن حفض انه اشركهن في الباء الداخلة في قوله يطوف عليهم بكأس من
معين وبحور عين فقطعهن بالواو ولم يفرق بين ان يطاف به وبين ان يطوف بنفسه
قوله تعالى عربا اجماع القراء على ضم الراء الا ما تفرد به حمزة و ابو بكر
عن عاصم من اسكانها فالحجة لمن ضم انه اتى بالكلمة على اصلها ووفاها ما
أوجبه القياس لها لانها جمع عروب وهي الغنجة المحبة لزوجها والحجة لمن
اسكن انه استثقل الجمع بين ضمتين متواليتين فخفف بإسكان احداهما
سورة الحديد
قوله تعالى أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما ائنا يقرأ بالاستفهام والاخبار
وقد تقدم ذكره
قوله تعالى بمواقع النجوم يقرأ بالجمع والتوحيد وقد ذكرت علله فيما سلف
والاختيار ها هنا الجمع لانه يراد به مواقع نجوم القرآن ونزوله نجوما من
السماء الدنيا على محمد عليه السلام
قوله تعالى شرب الهيم يقرأ بفتح الشين وضمها فالحجة لمن فتح انه اراد به
المصدر والحجة لمن ضم انه اراد الاسم وقيل هما لغتان معناهما واحد والهيم
جمع اهيم وهيماء وهن العطاش
قوله تعالى نحن قدرنا بينكم الموت اجمع القراء على التشديد للدال الا ابن
كثير فانه خفف وقد ذكر الفرق بينهما
ومن سورة الحديد
قوله تعالى وقد اخذ ميثاقكم يقرأ بفتح الهمزة ونصب ميثاقكم وبضم الهمزة
ورفع ميثاقكم فالحجة لمن فتح انه جعله فعلا لفاعل فنصب ميثاقكم بتعدي
الفعل اليه والحجة لمن ضم انه بنى الفعل لما لم يسم فاعله فدل بالضمة عليه
ورفع ميثاقكم باسم ما لم يسم فاعله والالف في الوجهين الف اصل
قوله تعالى وكلا وعد الله الحسنى يقرأ بالنصب والرفع فالحجة لمن نصب
سورة الحديد كلا انه اعمل فيه وعد مؤخرا كما يعملها مقدما
والحجة لمن رفع انه ابتدأ كلا وجعل الفعل بعده خبرا عنه وعداه الى الضمير
بعده يريد وكل وعده الله الحسنى ثم خزل الهاء تخفيفا لانها كناية عن مفعول
وهو فضلة في الكلام قال الشاعر ... ثلاث كلهن قتلت عمدا ... فأخزى الله
رابعة تعود ...
اراد قتلتهن
قوله تعالى فيضاعفه يقرأ بإثبات الالف والتخفيف وبحذفها والتشديد فالحجة
لهما مذكورة فيما تقدم
قوله تعالى انظرونا يقرأ بوصل الالف وضم الظاء وبقطعها وكسر الظاء الحجة
لمن وصل انه جعله من الانتظار والحجة لمن قطع انه جعله بمعنى التأخير
قوله تعالى وما نزل من الحق يقرأ بالتشديد والتخفيف وقد ذكر فيما مضى
قوله تعالى ان المصدقين والمصدقات يقرآن بتشديد الصاد وتخفيفها فالحجة لمن
شدد انه اراد المتصدقين فأسكن التاء وادغمها في الصاد فالتشديد لذلك
والحجة لمن خفف انه حذف التاء تخفيفا واختصارا
قوله تعالى فإن الله هو الغني الحميد يقرأ بإثبات هو بين الاسم والخبر
وبطرحه فالحجة لمن اثبته انه جعله فاصلة عند البصريين وعمادا عند الكوفيين
ليفصل بين النعت والخبر وله وجه آخر في العربية وهو ان يجعل هو اسما مبتدأ
والغني خبر فيكونا جملة في موضع رفع خبر ان ومثله ان شانئك هو الابتر
سورة المجادلة
وما ورد عليك من امثال هذا فأجره على احد هذيه الوجهين والحجة لمن طرحه
انه جعل الغني خبر ان بغير فاصلة والحميد نعتا له
قوله تعالى لا يؤخذ منكم فدية اجمع القراء فيه على الياء الا ابن عامر
فإنه قرأه بالتاء وقد ذكرت علله فيما تقدم
قوله تعالى بما آتاكم بالمد والقصر فالحجة لمن مد وهو الاكثر انه جعهله من
الاعطاء والحجة لمن قصر وهو اختيار ابي عمرو انه لما تقدم قبله ما فاتكم
رد عليه ولا تفرحوا بما جاءكم لانه بمعناه اليق
ومن سورة المجادلة
قوله تعالى الذين يظهرون مذكوران بوجوه قراءاتها وعللهما في سورة الاحزاب
قوله تعالى يتناجون بالاثم يقرأ بالنون قبل التاء وطرح الالف وبالتاء قبل
النون واثبات الالف فالاول وزنه يفتعلون والثاني وزنه يتفاعلون وكلاهما من
المناجاة ومعناها الحديث والكلام
قوله تعالى في المجلس اجمع القراء فيه على التوحيد الا عاصما فإنه قرأه
بالجمع فالحجة في التوحيد انه اريد به في مجلس النبي صلى الله عليه و سلم
فيكون الخطاب خاصا للصحابة والحجة في الجمع انه اريد به مجلس العلم والذكر
فيكون الخطاب عاما لكافة المؤمنين
سورة الحشر والممتحنة
قوله تعالى واذا قيل انشزوا فانشزوا يقرأ بضم الشين وكسرها وهما لغتان مثل
يلمزون ويلمزون وقد ذكر واصل النشوز التحرك والارتفاع والتحول
ومن سورة الحشر
قوله تعالى يخربون بيوتهم يقرأ بإسكان الخاء والتخفيف وبفتحها والتشديد
فالحجة لمن خفف انه اراد يرحلون ويخلونها تقول العرب اخربنا المنزل اذا هم
ارتحلوا عنه وان كان صحيحا والحجة لمن شدد انه اراد يهدمونها وينقضونها
تقول العرب خربنا المنزل اذا هم هدموه وان كانوا فيه مقيمين
قوله تعالى او من وراء جدار يقرأ بكسر الجيم واثبات الالف بين الدال
والراء على التوحيد وبضم الجيم والدال وحذف الالف على الجمع ومعناه من
وراء حائط وقد ذكرت علل التوحيد والجمع
ومن سورة الممتحنة
قوله تعالى يفصل بينكم يقرأ بضم الياء وفتح الصاد وبفتح الياء وكسر الصاد
وبالتشديد فيهما والتخفيف فالحجة لمن فتح الياء وكسر الصاد وخفف انه اراد
يفصل الله بينكم ودليه قوله وهو خير الفاصلين والحجة لمن قرأه بضم الياء
وفتح الصاد والتخفيف انه جعله فعل ما لم يسم فاعله وكذلك القول في التشديد
فابنه عليه
قوله تعالى ولا تمسكوا اجماع القراء على التخفيف الا ما انفرد به ابو عمرو
من التشديد وقد ذكر الاحتجاج في ذلك بما يغني عن اعادته
سورة الصف
قوله تعالى قد كانت لكم اسوة حسنة يقرأ بضم الهمزة وكسرها وقد تقدم ذكر
علل ذلك في سورة الاحزاب
ومن سورة الصف
قوله تعالى من بعدي اسمه احمد يقرأ بفتح الياء واسكانها فالحجة لمن فتح
التقاء الساكنين سكونها وسكون السين والحجة لمن اسكنها استثقال الحركة
فيها
واحمد ها هنا نبينا صلى الله عليه و سلم ومن الانبياء من له اسمان اتى
بهما القرآن خمسة محمد واحمد واسرائيل ويعقوب وذو النون ويونس وعيسى
والمسيح والياس وذو الكفل
قوله تعالى متم نوره يقرأ بالتنوين والنصب وبحذف التنوين والخفض وقد ذكرت
علته في غير موضع
قوله تعالى ننجيكم من عذاب أليم اجماع القراء على التخفيف الا ابن عامر
فإنه شدد ومعناهما قريب وهما لغتان فالدليل على التخفيف قوله انجينا الذين
ينهون عن السوء والدليل على التشديد قوله تعالى ونجيناه واهله من الكرب
العظيم
قوله تعالى كونوا انصار الله يقرأ بالتنوين على انه نكرة وبطرح التنوين
وإضافته الى اسم الله تعالى على انه معرفة
سورة الجمعة والمنافقون
ومن سورة الجمعة لا خلف فيها إلا التفخيم والإمالة في قوله تعالى كمثل
الحمار يحمل اسفارا وقد ذكر
ومن سورة المنافقون
قوله تعالى كأنهم خشب مسندة يقرأ بإسكان الشين وضمها فالحجة لمن أسكن أنه
شبهه في الجمع ببدنه وبدن ودليله قوله والبدن جعلناها لكم أو يكون أراد
الضم فأسكن تخفيفا والحجة لمن ضم الشين أنه أراد جمع الجمع كقولهم ثمار
وثمر
قوله تعالى لووا رؤوسهم يقرأ بالتشديد والتخفيف وقد ذكرت علله ومعناه
حركوها كالمستهزئين بالقرآن
قوله تعالى وأكن من الصالحين يقرأ بإثبات الواو والنصب وبحذفها والجزم
والإجماع على الجزم إلا ما تفرد به أبو عمرو من النصب فالحجة لمن جزم أنه
رده على موضع الفاء وما اتصل بها قبل دخولها على الفعل لأن الأصل كان لولا
أخرتني أتصدق وأكن كما قال الشاعر
... فأبلوني بليتكم لعلي ... أصالحكم وأستدرج نويا
سورة التغابن والطلاق
فجزم واستدرج عطفا على موضع أصالحكم قبل دخول لعل عليه ومعناه فأبلوني
بليتكم أصالحكم والحجة لمن نصب أنه رده على قوله أصدق لأن المعنى لولا ها
هنا معنى هلا وهي للإستفهام والتحضيض والجواب في ذلك بالفاء منصوب وفيما
شاكله من الأمر والنهي والتمني والجحد والعرض فعطف لفظا على لفظ ليكون
الكلام فيه من وجهه واحد فأعرف ذلك أن شاء الله
ومن سورة التغابن
قوله تعالى يكفر عنه سيئاته ويدخله يقرآن بالياء والنون فالحجة لمن قرأه
بالياء تقديم اسم الله عز و جل في أول الكلام عند قوله ومن يؤمن بالله
والحجة لمن قرأه بالنون أن الله تعالى أخبر بذلك عن نفسه
قوله تعالى يضاعفه يقرأ بإثبات الألف والتخفيف وبحذفها والتشديد وقد ذكر
تقدم ذكر العلة فيه فأغنى عن إعادته
ومن سورة الطلاق
قولهه تعالى إلا أن يأتين بفاحشة مبينة يقرأ بكسر الياء وفتحها وقد ذكر في
النساء
قوله تعالى إن الله بالغ أمره يقرأ بالتنوين والنصب وبحذفه والإضافة وقد
ذكر
سورة التحريم
قوله تعالى وعذبناها عذابا نكرا يقرأ بضم الكاف وإسكانها على ما قدمناه من
القول في سورة القمر والإختيار ها هنا الإسكان وهناك التحريك ليوفق بذلك
ما قبله من رؤوس الاي
قوله تعالى وكأي من قرية يقرأ بالهمز والتشديد للياء بعد الهمز وبألف
ممدودة قبل الهمزة ونون ساكنة بعدها ومعناها معنى كم وقد ذكرنا الحجة فيها
فيما مضى
قوله تعالى يدخله جنات يقرأ بالياء والنون وقد تقدم القول في أمثاله بما
يدل عليه
ومن سورة التحريم
قوله تعالى عرف بعضه يقرأ بتشديد الراء وتخفيفها فالحجة لمن خفف انه أراد
عرف بعضه من نفسه وغضب بسببه وجازى عليه بأن طلق حفصة تطليقة لإذاعتها ما
إئتمنها عليه من سره والعرب تقول لمن يسيء إليها أما والله لأعرفن لك ذلك
والحجة لمن شدد أنه أراد ترداد الكلام في محاورة التعريف فشدد لذلك ومعناه
عرف بعض الحديث وأعرض عن بعضه واحتج بأنه لو كان مخففا لأتى بعده بالإنكار
لأنه ضده بالإعراض
قوله تعالى وإن تظاهرا عليه يقرأ بتشديد الظاء وتخفيفها وقد ذكرت علل ذللك
في عدة مواضع فأغنى عن الإعادة
سورة الملك
قوله تعالى توبة نصوحا يقرأ بضم النون فالحجة لمن ضم أنه أراد المصدر من
قولهم نصح نصوحا كما قالوا صلح صلوحا والحجة لمن فتح أنه حعله صفة للتوبة
وحذف الهاء لأنها معدولة عن أصلها لأن الأصل فيها ناصحة فلما عدلت من فاعل
إلى فعول حذفت الهاء منها دلالة على العدل
والتوبة النصوح التي بعتقد فاعلها أنه لا يعاود فيما تاب منه أبدا
قوله تعالى أن يبدله أزواجا يقرأ بالتشديد والتخفيف وقد ذكرت وجوه علله في
سورة الكهف
قوله تعالى وكتبه و كانت يقرأ بالتوحيد والجمع وقد ذكرت علله فيما تقدم
فإن قيل ما وجه قوله تعالى من القانتين ولم يقل من القانتات فقل أراد من
القوم القانتين ومعنى القانت ها هنا المطيع وفي غير هذا الساكن والداعي
والمصلي ومعنى التذكير في قوله فنفخنا فيه اراد في جيب درعها فذكر للمعنى
ومن سورة الملك
قوله تعالى من تفاوت يقرأ بإثبات الألف والتخفيف وبحذفها والتشديد فالحجة
لمن أثبت الألف وخفف أنه جعله مصدرا لقولهم تفاوت الشيء تفاوتا والحجة لمن
حذفها وشدد أنه أخذه من تفوت الشيء تفوتا مثل تكرم تكرما وقيل هما لغتان
بمعنى واحد كقولهم تعاهد وتعهد ومعناهما الإختلاف
قوله تعالى هل ترى من فطور و فهل ترى لهم من باقية يقرآن بالإدغام
سورة القلم والإظاهر وقد ذكرت علله فيما تقدم
فإن قيل فإن أبا عمرو لم يدغم من أمثال هذين سواههما فقل أحب أن يعرف جواز
اللغتين ليعلمك أنهما مستعملتان
قوله تعالة أأمنتم يقرأ بهمزتين وبهمزة ومدة وقد تقدمت العلة في ذلك آنفا
قوله تعالى فسحقا يقرأ بضم الحاء وأسكانها وقد تقدم ذكره فأما نصبه ففيه
وجهان أحدهما بالدعاء يريد به ألزمهم الله ذلك والآخر على المصدر وإن لم
يتصرف من فعل كقولك سقيا ورعيا وويحا وويلا ولو رفع لجاز رفعه يريد ثبت
لهم ذلك ولزمهم ومنه قول الشاعر
... فترب لأفواه الوشاة وجندل ...
قوله تعالى إن أهلكني الله ومن معي يقرآن بالفتح معا والإسكان وبإسكان
الأولى وفتح الثانية على ما قدمناه من القول في أمثاله
قوله تعالى فستعلمون من هو في ضلال مبين يقرأ بالتاء على معنى المخاطبة
وبالياء على معنى الغيبة
ومن سورة ن القلم
قوله تعالى ن والقلم وما يسطرون يقرأ بالإدغام والإظهار وقد تقدم ذكر علله
في يس
سورة الحاقة
قوله تعالى أن كان ذا مال يقرا بهمزتين وبهمزة ومدة وبهمزة واحدة على لفظ
الإخبار وقد ذكرت علله فيما سلف
قوله تعالى ليزلقونك يقرا بضم الياء وفتحها فالحجة لمن ضم أنه ماخوذ من
فعل رباعي والحجة لمن فتح أنه ماخوذ من فعل ثلاثي ومعناهما ليصيبونك
بأبصارهم لا بأعينهم وكان أحدهم إذا أراد ذلك من شيء تجوع له ثلاثا ثم مر
عليه متعجبا منه فبلغ ما يريده ففعلوا ذلك بالنبي صلى الله عليه و سلم
فوقاه الله شرهم
قوله تعالى عن ساق يقرأ بألف إجماع إلا ما روى من الهمز عن ابن كثير
قوله تعالى وأتبعناهم يقرأ بالنون والالف وبالتاء في موضع النون وحذف
الالف ذرياتهم يقرأ بالتوحيد والجمع فيهما وبالرفع في الاولى والنصب
فالحجة لمن قرأه بالتاء انه جعله فعلا للذرية سواء افرد او جمع فرفعها
بفعلها والحجة لمن قرأ بالنون انه جعل الفعل لله تعالى فنصب الذرية في
الافراد والجمع لتعدي الفعل اليها
فأما الذرية الثانية فلا خلف في نصبها بقوله ألحقنا فالحجة لمن وحد أنه
اجتزأ بالواحد من الجمع وعلامة النصب فيه فتحة التاء والحجة لمن جمع انه
اتى باللفظ على ما اوجبه المعنى وعلامة النصب في الجمع كسرة التاء لانها
نابت في جمع المؤنث مناب الياء في جمع المذكر فاعتدل النصب والخفض في جمع
المؤنث بالكسر كما اعتدل في جمع المذكر بالياء
واصل ذرية في الوزن فعلولة من الذر فقلبوا من الواو ياء وادغموها في الياء
فصارت في وزن فعلية
ومعنى الآية ان الله تعالى يبلغ الولد في الجنة مرتبة والده وان لم
يستحقها بعمله ويبلغ الوالد في الجنة مرتبة ولده وان لم يستوجبها بعمله
اذا تساويا في الدخول اليها نسأل الله فوزا بها برحمته وفضله ودليله قوله
تعالى آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم اقرب لكم نفعا
قوله تعالى وما ألتناهم اجمع القراء على فتح اللام الا ما قرأ به ابن كثير
قوله تعالى لا لغو فيها ولا تأثيم يقرأ بالنصب وطرح التنوين والرفع
والتنوين فالحجة لمن نصب انه بنى الاسم مع لا كبناء خمسة عشر فحذف التنوين
وبناه على الفتح والحجة لمن رفع انه لم يعمل لا واعمل معنى الابتداء وجعل
الظرف الخبر
ومعنى يتنازعون ها هنا يتعاطون ويتداولون ومنه قول الاخطل ... نازعته طيب
الراح الشمول وقد ... صاح الدجاج وحانت وقعة الساري ...
قوله تعالى انه هو البر الرحيم يقرأ بفتح الهمزة وكسرها فالحجة لمن فتح
انه اراد حرف الجر فلما حذفه تعدى الفعل فعمل والحجة لمن كسر انه جعل تمام
الكلام عند قوله ندعوه ثم ابتدأ ان بالكسر على ما اوجبه الابتداء لها
قوله تعالى يصعقون يقرأ بفتح الياء وضمها فالحجة لمن فتح انه جعل الفعل
لهم ولم يعده الى غيرهم فالواو ضمير الفاعلين والنون علامة رفع الفعل
والحجة لمن ضم انه جعل الفعل لما لم يسم فاعله فرفع المفعول بذلك
فان قيل ما وجه رفع المفعول ها هنا بعد ما كان النصب اولى به فقل لانه
اشبه الفاعل في المعنى لان الفعل الذي كان حديثا عن الفاعل صار حديثا عن
المفعول فقام مقامه فأعرب بإعرابه
فإن قيل فعلامة الاعراب انما تقع في آخر الفعل بغير حائل كوقوعها على آخر
حروف الاسم فلم جعلت النون في الفعل المضارع اعرابا وقد حالت الالف والواو
بينهما
سورة الطور وبين الفعل فقل لانه لما كنى عن الفاعل في الفعل
مثنى ومجموعا اختلط بالفعل اختلاطا لا يمكن فصله فصار كبعض حروفه فكأنك لم
تحل بين الفعل وعلامة الرفع بشيء
قوله تعالى ام هم المصيطرون يقرأ بالصاد والسين واشمام الزاي ها هنا وفي
الغاشية وقد ذكرت علل ذلك فيما سلف
ومعنى المصيطر المسلط فأما لفظ مسيطر ومبيقر ومبيطر ومهيمن وكميت وثريا
فمصغرات جاءت عن العرب لا مكبر لهم فاعرفهن
ومن سورة النجم
قوله تعالى اذا هوى وغوى وما أشبه ذلك من اواخر آي هذه السورة يقرأ
بالامالة والتفخيم وبين ذلك وقد ذكرت وجوه علله وعلل رأى فيما تقدم فأغني
ذلك عن الاعادة
قوله تعالى أفتمارونه يقرأ بضم التاء واثبات ألف بين الميم والراء وبفتح
التاء وحذف الالف فالحجة لمن اثبت انه اراد أفتجادلونه ووزنه تفاعلونه من
المماراة والمجادلة بالباطل ومنه قوله عليه السلام لا تماروا بالقرآن فإن
مراء فيه كفر والحجة لمن حذفها انه أراد افتجحدونه
قوله تعالى ومناة الثالثة الاخرى يقرأ بالقصر من غير همز وبالمد والهمز
فالحجة لمن قصر ان الاصل فيها منوة فلما تحركت الواز وقبلها فتحة انقلبت
ألفا وذلك حقها وقياسها والحجة لمن مد انه جعل الالف زائدة لا منقلبة واتى
بالهمزة بعدها لئلا يجمع بين الفين فاللات اسم صنم كان ل ثقيف والعزى اسم
سمرة كانت ل غطفان ومناة اسم صخرة كانت لخزاعة
فأما الوقف على اللات فبالتاء اجماع الا ما تفرد به الكسائي من الوقوف
عليها بالهاء والاختيار التاء لان الله تعالى لما منعهم ان يحلفوا بالله
قالوا اللات ولما منعهم ان يحلفوا بالعزيز قالوا العزى
قوله تعالى قسمة ضيزى يقرأ بالهمز وتركه وهما لغتان ضأز وضاز ومعناهما جار
والاصل ضم الضاد فلو بقوها على الضم لانقلبت الياء واوا فكسروا الضاد
لتصبح الياء كما قالوا في جمع ابيض بيض لتصح الياء
فأما من كسر اولها وهمز فإن كان اراد ان يجعلها اسما ك ذكرى وشعرى فقد
اصاب وان كان جعلها وصفا فلا وجه لذلك لانه لم يأت عن العرب وصف لمؤنث على
وزن فعلى بكسر الفاء
قوله تعالى كبائر الاثم يقرأ بالتوحيد والجمع وقد ذكرت وجوهه في عسق
قوله تعالى وانه اهلك عادا الاولى يقرأ بالتنوين مكسورا واسكان اللام
وهمزة بعدها وبطرح التنوين والهمزة وتشديد اللام فالحجة لمن نون واسكن
اللام وحقق الهمزة انه اتى بالكلام على اصله ووفى اللفظ حقيقة ما وجب له
وكسر التنوين لالتقاء الساكنين والحجة لمن حذف التنوين والهمزة وشدد اللام
انه نقل حركة الهمزة الى اللام الساكنة قبلهاثم حذفها فالتقى سكون التنوين
وسكون اللام فأدغم التنوين في اللام فالتشديد من اجل ذلك ومثله من كلامهم
زياد العجم وروي عن نافع الادغام وهمزة الواو فإن صح ذلك عنه فإنما همز
ليدل بذلك على الهمزة التي كانت في الكلمة قبل الادغام
قوله تعالى وثمودا فما أبقى يقرأ بالاجراء وتركه وقد تقدم القول في علة
ذلك وغيره من الاسماء الاعجمية
قوله تعالى يوم يدع الداع و مهطعين الى الداع يقرآن بإثبات الياء وحذفها
وقد ذكرت علله ومعنى مهطعين مسرعين
قوله تعالى الى شيء نكر يقرأ بضم الكاف واسكانها والاختيار الضم لموافقة
رؤوس الآي ولانه الاصل وان كان الاسكان تخفيفا
قوله تعالى خشعا أبصارهم يقرأ بضم الخاء وتشديد الشين من غير ألف وبفتح
الخاء والف بعدها وتخفيف الشين وكسرها فالحجة لمن ضم الخاء وحذف الالف انه
اراد جمع التكسير على خاشع فقال خشع كما قال تعالى في جمع راكع والركع
سورة الرحمن السجود والحجة لمن فتح الخاء واثبت الالف انه اراد
باللفظ التوحيد وبالمعنى الفعل للمضارعة التي بينهما لان ما بعده مرتفع به
كما قال الشاعر ... وشباب حسن اوجههم ... من اياد بن نزار بن معد ...
فأما النصب في قوله خاشعا وخشعا فعلى الحال
قوله تعالى ففتحنا ابواب السماء يقرأ بالتخفيف اجماع الا ما اختاره ابن
عامر من التشديد فوجه التخفيف ان الفتح انما كان في وقت واحد ووجه التشديد
ان التفتح من السماء كان كالتفجير من الارض شيئا بعد شيء ودام وكثر
قوله تعالى سيعلمون غدا يقرأ بالتاء والياء وقد تقدم القول فيه
و غد ها هنا يوم القيامة وانما كنى عنه ب غد لقوله عز و جل وما أمر الساعة
الا كلمح البصر أو هو اقرب عند الله تعالى من ذلك
ومن سورة الرحمن
قوله تعالى والحب ذو العصف اجماع القراء على الواو الا ابن عامر فانه قرأه
بالف والنصب فالحجة لمن قرأه بالواو انه رده على قوله فيها فاكهة والنخل
ذات الاكمام والحب ذو العصف والحجة لمن قرأه بالالف والنصب انه رده على
قوله والسماء رفعها ووضع الميزان وانبت الحب ذا العصف
قوله تعالى والريحان يقرأ بالرفع والخفض فوجه الرفع بالرد على قوله والحب
والريحان ووجه الخفض بالرد على قوله ذو العصف والريحان لان العصف التبن
والريحان ما فيه من الرزق وهو الحب
يخرج منهما يقرأ بفتح الياء وضم الراء وبضم الياء وفتح الراء فالحجة لمن
فتح الياء انه جعل الفعل للؤلؤ والمرجان والحجة لمن ضم الياء انه دل بذلك
وبفتح الراء على بناء الفعل لما لم يسم فاعله
قوله تعالى سنفرغ لكم يقرأ بالنون مفتوحة وضم الراء وبالياء مضمومة وفتح
الراء وقد تقدم القول في امثاله ما يدل عليه
فأما ضم الراء وفتحها مع النون فلغتان فصيحتان فأما الضم فعلى الاصل واما
الفتح فلاجل الحرف الحلقي والفرغ ها هنا القصد قال جرير ... الان وقد فرغت
الى نمير ... فهذا حين كنت لها عذابا ...
اما الفراغ من الشغل فوجهه غير هذا الذي ذكرناه
قوله تعالى المنشآت يقرأ بفتح الشين وكسرها فالحجة لمن فتح انه اراد اسم
المفعول الذي لم يسم فاعله والحجة لمن كسر انه اراد بذلك اسم الفاعل كما
تقول اكرمن فهن مكرمات وهن السفن والاعلام ها هنا الجبال واحدها علم
قوله تعالى شواظ يقرأ بضم الشين وكسرها وهما لغتان والمراد بهما اللهب
الذي لا دخان فيه
قوله تعالى ونحاس يقرأ بالرفع والخفض فالحجة لمن رفع انه رده على
شواظ ونحاس والحجة لمن خفض انه رده على قوله من نار ونحاس والنحاس ها هنا
الدخان
قوله تعالى لم يطمثهن يقرأ بضم الميم وكسرها وهما لغتان معناهما الافتضاض
للإبكار وهذا دليل على أن الجن تنكح
قوله تعالى تبارك اسم ربك ذي الجلال اجماع القراء ها هنا على الياء الا ما
تفرد به ابن عامر فيه من الواو لانه جعله وصفا للاسم وجعله الباقون وصفا
لقوله ربك والوصف تابع للموصوف كالبدل والتوكيد وعطف البيان
قوله تعالى وحور عين يقرأ بالرفع والخفض فالحجة لمن رفع انه قال الحور لا
يطاف بهن فقطعهن من اول الكلام واضمر لهن رافعا معناه ومع ذلك حور عين
والحجة لمن حفض انه اشركهن في الباء الداخلة في قوله يطوف عليهم بكأس من
معين وبحور عين فقطعهن بالواو ولم يفرق بين ان يطاف به وبين ان يطوف بنفسه
قوله تعالى عربا اجماع القراء على ضم الراء الا ما تفرد به حمزة و ابو بكر
عن عاصم من اسكانها فالحجة لمن ضم انه اتى بالكلمة على اصلها ووفاها ما
أوجبه القياس لها لانها جمع عروب وهي الغنجة المحبة لزوجها والحجة لمن
اسكن انه استثقل الجمع بين ضمتين متواليتين فخفف بإسكان احداهما
قوله تعالى أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما ائنا يقرأ بالاستفهام والاخبار
وقد تقدم ذكره
قوله تعالى بمواقع النجوم يقرأ بالجمع والتوحيد وقد ذكرت علله فيما سلف
والاختيار ها هنا الجمع لانه يراد به مواقع نجوم القرآن ونزوله نجوما من
السماء الدنيا على محمد عليه السلام
قوله تعالى شرب الهيم يقرأ بفتح الشين وضمها فالحجة لمن فتح انه اراد به
المصدر والحجة لمن ضم انه اراد الاسم وقيل هما لغتان معناهما واحد والهيم
جمع اهيم وهيماء وهن العطاش
قوله تعالى نحن قدرنا بينكم الموت اجمع القراء على التشديد للدال الا ابن
كثير فانه خفف وقد ذكر الفرق بينهما
قوله تعالى وقد اخذ ميثاقكم يقرأ بفتح الهمزة ونصب ميثاقكم وبضم الهمزة
ورفع ميثاقكم فالحجة لمن فتح انه جعله فعلا لفاعل فنصب ميثاقكم بتعدي
الفعل اليه والحجة لمن ضم انه بنى الفعل لما لم يسم فاعله فدل بالضمة عليه
ورفع ميثاقكم باسم ما لم يسم فاعله والالف في الوجهين الف اصل
قوله تعالى وكلا وعد الله الحسنى يقرأ بالنصب والرفع فالحجة لمن نصب
سورة الحديد كلا انه اعمل فيه وعد مؤخرا كما يعملها مقدما
والحجة لمن رفع انه ابتدأ كلا وجعل الفعل بعده خبرا عنه وعداه الى الضمير
بعده يريد وكل وعده الله الحسنى ثم خزل الهاء تخفيفا لانها كناية عن مفعول
وهو فضلة في الكلام قال الشاعر ... ثلاث كلهن قتلت عمدا ... فأخزى الله
رابعة تعود ...
اراد قتلتهن
قوله تعالى فيضاعفه يقرأ بإثبات الالف والتخفيف وبحذفها والتشديد فالحجة
لهما مذكورة فيما تقدم
قوله تعالى انظرونا يقرأ بوصل الالف وضم الظاء وبقطعها وكسر الظاء الحجة
لمن وصل انه جعله من الانتظار والحجة لمن قطع انه جعله بمعنى التأخير
قوله تعالى وما نزل من الحق يقرأ بالتشديد والتخفيف وقد ذكر فيما مضى
قوله تعالى ان المصدقين والمصدقات يقرآن بتشديد الصاد وتخفيفها فالحجة لمن
شدد انه اراد المتصدقين فأسكن التاء وادغمها في الصاد فالتشديد لذلك
والحجة لمن خفف انه حذف التاء تخفيفا واختصارا
قوله تعالى فإن الله هو الغني الحميد يقرأ بإثبات هو بين الاسم والخبر
وبطرحه فالحجة لمن اثبته انه جعله فاصلة عند البصريين وعمادا عند الكوفيين
ليفصل بين النعت والخبر وله وجه آخر في العربية وهو ان يجعل هو اسما مبتدأ
والغني خبر فيكونا جملة في موضع رفع خبر ان ومثله ان شانئك هو الابتر
سورة المجادلة
وما ورد عليك من امثال هذا فأجره على احد هذيه الوجهين والحجة لمن طرحه
انه جعل الغني خبر ان بغير فاصلة والحميد نعتا له
قوله تعالى لا يؤخذ منكم فدية اجمع القراء فيه على الياء الا ابن عامر
فإنه قرأه بالتاء وقد ذكرت علله فيما تقدم
قوله تعالى بما آتاكم بالمد والقصر فالحجة لمن مد وهو الاكثر انه جعهله من
الاعطاء والحجة لمن قصر وهو اختيار ابي عمرو انه لما تقدم قبله ما فاتكم
رد عليه ولا تفرحوا بما جاءكم لانه بمعناه اليق
قوله تعالى الذين يظهرون مذكوران بوجوه قراءاتها وعللهما في سورة الاحزاب
قوله تعالى يتناجون بالاثم يقرأ بالنون قبل التاء وطرح الالف وبالتاء قبل
النون واثبات الالف فالاول وزنه يفتعلون والثاني وزنه يتفاعلون وكلاهما من
المناجاة ومعناها الحديث والكلام
قوله تعالى في المجلس اجمع القراء فيه على التوحيد الا عاصما فإنه قرأه
بالجمع فالحجة في التوحيد انه اريد به في مجلس النبي صلى الله عليه و سلم
فيكون الخطاب خاصا للصحابة والحجة في الجمع انه اريد به مجلس العلم والذكر
فيكون الخطاب عاما لكافة المؤمنين
قوله تعالى واذا قيل انشزوا فانشزوا يقرأ بضم الشين وكسرها وهما لغتان مثل
يلمزون ويلمزون وقد ذكر واصل النشوز التحرك والارتفاع والتحول
قوله تعالى يخربون بيوتهم يقرأ بإسكان الخاء والتخفيف وبفتحها والتشديد
فالحجة لمن خفف انه اراد يرحلون ويخلونها تقول العرب اخربنا المنزل اذا هم
ارتحلوا عنه وان كان صحيحا والحجة لمن شدد انه اراد يهدمونها وينقضونها
تقول العرب خربنا المنزل اذا هم هدموه وان كانوا فيه مقيمين
قوله تعالى او من وراء جدار يقرأ بكسر الجيم واثبات الالف بين الدال
والراء على التوحيد وبضم الجيم والدال وحذف الالف على الجمع ومعناه من
وراء حائط وقد ذكرت علل التوحيد والجمع
قوله تعالى يفصل بينكم يقرأ بضم الياء وفتح الصاد وبفتح الياء وكسر الصاد
وبالتشديد فيهما والتخفيف فالحجة لمن فتح الياء وكسر الصاد وخفف انه اراد
يفصل الله بينكم ودليه قوله وهو خير الفاصلين والحجة لمن قرأه بضم الياء
وفتح الصاد والتخفيف انه جعله فعل ما لم يسم فاعله وكذلك القول في التشديد
فابنه عليه
قوله تعالى ولا تمسكوا اجماع القراء على التخفيف الا ما انفرد به ابو عمرو
من التشديد وقد ذكر الاحتجاج في ذلك بما يغني عن اعادته
قوله تعالى قد كانت لكم اسوة حسنة يقرأ بضم الهمزة وكسرها وقد تقدم ذكر
علل ذلك في سورة الاحزاب
قوله تعالى من بعدي اسمه احمد يقرأ بفتح الياء واسكانها فالحجة لمن فتح
التقاء الساكنين سكونها وسكون السين والحجة لمن اسكنها استثقال الحركة
فيها
واحمد ها هنا نبينا صلى الله عليه و سلم ومن الانبياء من له اسمان اتى
بهما القرآن خمسة محمد واحمد واسرائيل ويعقوب وذو النون ويونس وعيسى
والمسيح والياس وذو الكفل
قوله تعالى متم نوره يقرأ بالتنوين والنصب وبحذف التنوين والخفض وقد ذكرت
علته في غير موضع
قوله تعالى ننجيكم من عذاب أليم اجماع القراء على التخفيف الا ابن عامر
فإنه شدد ومعناهما قريب وهما لغتان فالدليل على التخفيف قوله انجينا الذين
ينهون عن السوء والدليل على التشديد قوله تعالى ونجيناه واهله من الكرب
العظيم
قوله تعالى كونوا انصار الله يقرأ بالتنوين على انه نكرة وبطرح التنوين
وإضافته الى اسم الله تعالى على انه معرفة
ومن سورة الجمعة لا خلف فيها إلا التفخيم والإمالة في قوله تعالى كمثل
الحمار يحمل اسفارا وقد ذكر
ومن سورة المنافقون
قوله تعالى كأنهم خشب مسندة يقرأ بإسكان الشين وضمها فالحجة لمن أسكن أنه
شبهه في الجمع ببدنه وبدن ودليله قوله والبدن جعلناها لكم أو يكون أراد
الضم فأسكن تخفيفا والحجة لمن ضم الشين أنه أراد جمع الجمع كقولهم ثمار
وثمر
قوله تعالى لووا رؤوسهم يقرأ بالتشديد والتخفيف وقد ذكرت علله ومعناه
حركوها كالمستهزئين بالقرآن
قوله تعالى وأكن من الصالحين يقرأ بإثبات الواو والنصب وبحذفها والجزم
والإجماع على الجزم إلا ما تفرد به أبو عمرو من النصب فالحجة لمن جزم أنه
رده على موضع الفاء وما اتصل بها قبل دخولها على الفعل لأن الأصل كان لولا
أخرتني أتصدق وأكن كما قال الشاعر
... فأبلوني بليتكم لعلي ... أصالحكم وأستدرج نويا
فجزم واستدرج عطفا على موضع أصالحكم قبل دخول لعل عليه ومعناه فأبلوني
بليتكم أصالحكم والحجة لمن نصب أنه رده على قوله أصدق لأن المعنى لولا ها
هنا معنى هلا وهي للإستفهام والتحضيض والجواب في ذلك بالفاء منصوب وفيما
شاكله من الأمر والنهي والتمني والجحد والعرض فعطف لفظا على لفظ ليكون
الكلام فيه من وجهه واحد فأعرف ذلك أن شاء الله
قوله تعالى يكفر عنه سيئاته ويدخله يقرآن بالياء والنون فالحجة لمن قرأه
بالياء تقديم اسم الله عز و جل في أول الكلام عند قوله ومن يؤمن بالله
والحجة لمن قرأه بالنون أن الله تعالى أخبر بذلك عن نفسه
قوله تعالى يضاعفه يقرأ بإثبات الألف والتخفيف وبحذفها والتشديد وقد ذكر
تقدم ذكر العلة فيه فأغنى عن إعادته
قولهه تعالى إلا أن يأتين بفاحشة مبينة يقرأ بكسر الياء وفتحها وقد ذكر في
النساء
قوله تعالى إن الله بالغ أمره يقرأ بالتنوين والنصب وبحذفه والإضافة وقد
ذكر
قوله تعالى وعذبناها عذابا نكرا يقرأ بضم الكاف وإسكانها على ما قدمناه من
القول في سورة القمر والإختيار ها هنا الإسكان وهناك التحريك ليوفق بذلك
ما قبله من رؤوس الاي
قوله تعالى وكأي من قرية يقرأ بالهمز والتشديد للياء بعد الهمز وبألف
ممدودة قبل الهمزة ونون ساكنة بعدها ومعناها معنى كم وقد ذكرنا الحجة فيها
فيما مضى
قوله تعالى يدخله جنات يقرأ بالياء والنون وقد تقدم القول في أمثاله بما
يدل عليه
قوله تعالى عرف بعضه يقرأ بتشديد الراء وتخفيفها فالحجة لمن خفف انه أراد
عرف بعضه من نفسه وغضب بسببه وجازى عليه بأن طلق حفصة تطليقة لإذاعتها ما
إئتمنها عليه من سره والعرب تقول لمن يسيء إليها أما والله لأعرفن لك ذلك
والحجة لمن شدد أنه أراد ترداد الكلام في محاورة التعريف فشدد لذلك ومعناه
عرف بعض الحديث وأعرض عن بعضه واحتج بأنه لو كان مخففا لأتى بعده بالإنكار
لأنه ضده بالإعراض
قوله تعالى وإن تظاهرا عليه يقرأ بتشديد الظاء وتخفيفها وقد ذكرت علل ذللك
في عدة مواضع فأغنى عن الإعادة
قوله تعالى توبة نصوحا يقرأ بضم النون فالحجة لمن ضم أنه أراد المصدر من
قولهم نصح نصوحا كما قالوا صلح صلوحا والحجة لمن فتح أنه حعله صفة للتوبة
وحذف الهاء لأنها معدولة عن أصلها لأن الأصل فيها ناصحة فلما عدلت من فاعل
إلى فعول حذفت الهاء منها دلالة على العدل
والتوبة النصوح التي بعتقد فاعلها أنه لا يعاود فيما تاب منه أبدا
قوله تعالى أن يبدله أزواجا يقرأ بالتشديد والتخفيف وقد ذكرت وجوه علله في
سورة الكهف
قوله تعالى وكتبه و كانت يقرأ بالتوحيد والجمع وقد ذكرت علله فيما تقدم
فإن قيل ما وجه قوله تعالى من القانتين ولم يقل من القانتات فقل أراد من
القوم القانتين ومعنى القانت ها هنا المطيع وفي غير هذا الساكن والداعي
والمصلي ومعنى التذكير في قوله فنفخنا فيه اراد في جيب درعها فذكر للمعنى
قوله تعالى من تفاوت يقرأ بإثبات الألف والتخفيف وبحذفها والتشديد فالحجة
لمن أثبت الألف وخفف أنه جعله مصدرا لقولهم تفاوت الشيء تفاوتا والحجة لمن
حذفها وشدد أنه أخذه من تفوت الشيء تفوتا مثل تكرم تكرما وقيل هما لغتان
بمعنى واحد كقولهم تعاهد وتعهد ومعناهما الإختلاف
قوله تعالى هل ترى من فطور و فهل ترى لهم من باقية يقرآن بالإدغام
فإن قيل فإن أبا عمرو لم يدغم من أمثال هذين سواههما فقل أحب أن يعرف جواز
اللغتين ليعلمك أنهما مستعملتان
قوله تعالة أأمنتم يقرأ بهمزتين وبهمزة ومدة وقد تقدمت العلة في ذلك آنفا
قوله تعالى فسحقا يقرأ بضم الحاء وأسكانها وقد تقدم ذكره فأما نصبه ففيه
وجهان أحدهما بالدعاء يريد به ألزمهم الله ذلك والآخر على المصدر وإن لم
يتصرف من فعل كقولك سقيا ورعيا وويحا وويلا ولو رفع لجاز رفعه يريد ثبت
لهم ذلك ولزمهم ومنه قول الشاعر
... فترب لأفواه الوشاة وجندل ...
قوله تعالى إن أهلكني الله ومن معي يقرآن بالفتح معا والإسكان وبإسكان
الأولى وفتح الثانية على ما قدمناه من القول في أمثاله
قوله تعالى فستعلمون من هو في ضلال مبين يقرأ بالتاء على معنى المخاطبة
وبالياء على معنى الغيبة
قوله تعالى ن والقلم وما يسطرون يقرأ بالإدغام والإظهار وقد تقدم ذكر علله
في يس
قوله تعالى أن كان ذا مال يقرا بهمزتين وبهمزة ومدة وبهمزة واحدة على لفظ
الإخبار وقد ذكرت علله فيما سلف
قوله تعالى ليزلقونك يقرا بضم الياء وفتحها فالحجة لمن ضم أنه ماخوذ من
فعل رباعي والحجة لمن فتح أنه ماخوذ من فعل ثلاثي ومعناهما ليصيبونك
بأبصارهم لا بأعينهم وكان أحدهم إذا أراد ذلك من شيء تجوع له ثلاثا ثم مر
عليه متعجبا منه فبلغ ما يريده ففعلوا ذلك بالنبي صلى الله عليه و سلم
فوقاه الله شرهم
قوله تعالى عن ساق يقرأ بألف إجماع إلا ما روى من الهمز عن ابن كثير
رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
ومن سورة والطور
قوله تعالى وأتبعناهم يقرأ بالنون والالف وبالتاء في موضع النون وحذف
الالف ذرياتهم يقرأ بالتوحيد والجمع فيهما وبالرفع في الاولى والنصب
فالحجة لمن قرأه بالتاء انه جعله فعلا للذرية سواء افرد او جمع فرفعها
بفعلها والحجة لمن قرأ بالنون انه جعل الفعل لله تعالى فنصب الذرية في
الافراد والجمع لتعدي الفعل اليها
فأما الذرية الثانية فلا خلف في نصبها بقوله ألحقنا فالحجة لمن وحد أنه
اجتزأ بالواحد من الجمع وعلامة النصب فيه فتحة التاء والحجة لمن جمع انه
اتى باللفظ على ما اوجبه المعنى وعلامة النصب في الجمع كسرة التاء لانها
نابت في جمع المؤنث مناب الياء في جمع المذكر فاعتدل النصب والخفض في جمع
المؤنث بالكسر كما اعتدل في جمع المذكر بالياء
واصل ذرية في الوزن فعلولة من الذر فقلبوا من الواو ياء وادغموها في الياء
فصارت في وزن فعلية
ومعنى الآية ان الله تعالى يبلغ الولد في الجنة مرتبة والده وان لم
يستحقها بعمله ويبلغ الوالد في الجنة مرتبة ولده وان لم يستوجبها بعمله
اذا تساويا في الدخول اليها نسأل الله فوزا بها برحمته وفضله ودليله قوله
تعالى آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم اقرب لكم نفعا
قوله تعالى وما ألتناهم اجمع القراء على فتح اللام الا ما قرأ به ابن كثير
سورة الطور من كسرها وقد علل ذلك في الحجرات
قوله تعالى لا لغو فيها ولا تأثيم يقرأ بالنصب وطرح التنوين والرفع
والتنوين فالحجة لمن نصب انه بنى الاسم مع لا كبناء خمسة عشر فحذف التنوين
وبناه على الفتح والحجة لمن رفع انه لم يعمل لا واعمل معنى الابتداء وجعل
الظرف الخبر
ومعنى يتنازعون ها هنا يتعاطون ويتداولون ومنه قول الاخطل ... نازعته طيب
الراح الشمول وقد ... صاح الدجاج وحانت وقعة الساري ...
قوله تعالى انه هو البر الرحيم يقرأ بفتح الهمزة وكسرها فالحجة لمن فتح
انه اراد حرف الجر فلما حذفه تعدى الفعل فعمل والحجة لمن كسر انه جعل تمام
الكلام عند قوله ندعوه ثم ابتدأ ان بالكسر على ما اوجبه الابتداء لها
قوله تعالى يصعقون يقرأ بفتح الياء وضمها فالحجة لمن فتح انه جعل الفعل
لهم ولم يعده الى غيرهم فالواو ضمير الفاعلين والنون علامة رفع الفعل
والحجة لمن ضم انه جعل الفعل لما لم يسم فاعله فرفع المفعول بذلك
فان قيل ما وجه رفع المفعول ها هنا بعد ما كان النصب اولى به فقل لانه
اشبه الفاعل في المعنى لان الفعل الذي كان حديثا عن الفاعل صار حديثا عن
المفعول فقام مقامه فأعرب بإعرابه
فإن قيل فعلامة الاعراب انما تقع في آخر الفعل بغير حائل كوقوعها على آخر
حروف الاسم فلم جعلت النون في الفعل المضارع اعرابا وقد حالت الالف والواو
بينهما
سورة الطور وبين الفعل فقل لانه لما كنى عن الفاعل في الفعل
مثنى ومجموعا اختلط بالفعل اختلاطا لا يمكن فصله فصار كبعض حروفه فكأنك لم
تحل بين الفعل وعلامة الرفع بشيء
قوله تعالى ام هم المصيطرون يقرأ بالصاد والسين واشمام الزاي ها هنا وفي
الغاشية وقد ذكرت علل ذلك فيما سلف
ومعنى المصيطر المسلط فأما لفظ مسيطر ومبيقر ومبيطر ومهيمن وكميت وثريا
فمصغرات جاءت عن العرب لا مكبر لهم فاعرفهن
ومن سورة النجم
قوله تعالى اذا هوى وغوى وما أشبه ذلك من اواخر آي هذه السورة يقرأ
بالامالة والتفخيم وبين ذلك وقد ذكرت وجوه علله وعلل رأى فيما تقدم فأغني
ذلك عن الاعادة
قوله تعالى أفتمارونه يقرأ بضم التاء واثبات ألف بين الميم والراء وبفتح
التاء وحذف الالف فالحجة لمن اثبت انه اراد أفتجادلونه ووزنه تفاعلونه من
المماراة والمجادلة بالباطل ومنه قوله عليه السلام لا تماروا بالقرآن فإن
مراء فيه كفر والحجة لمن حذفها انه أراد افتجحدونه
سورة النجم
قوله تعالى ومناة الثالثة الاخرى يقرأ بالقصر من غير همز وبالمد والهمز
فالحجة لمن قصر ان الاصل فيها منوة فلما تحركت الواز وقبلها فتحة انقلبت
ألفا وذلك حقها وقياسها والحجة لمن مد انه جعل الالف زائدة لا منقلبة واتى
بالهمزة بعدها لئلا يجمع بين الفين فاللات اسم صنم كان ل ثقيف والعزى اسم
سمرة كانت ل غطفان ومناة اسم صخرة كانت لخزاعة
فأما الوقف على اللات فبالتاء اجماع الا ما تفرد به الكسائي من الوقوف
عليها بالهاء والاختيار التاء لان الله تعالى لما منعهم ان يحلفوا بالله
قالوا اللات ولما منعهم ان يحلفوا بالعزيز قالوا العزى
قوله تعالى قسمة ضيزى يقرأ بالهمز وتركه وهما لغتان ضأز وضاز ومعناهما جار
والاصل ضم الضاد فلو بقوها على الضم لانقلبت الياء واوا فكسروا الضاد
لتصبح الياء كما قالوا في جمع ابيض بيض لتصح الياء
فأما من كسر اولها وهمز فإن كان اراد ان يجعلها اسما ك ذكرى وشعرى فقد
اصاب وان كان جعلها وصفا فلا وجه لذلك لانه لم يأت عن العرب وصف لمؤنث على
وزن فعلى بكسر الفاء
قوله تعالى كبائر الاثم يقرأ بالتوحيد والجمع وقد ذكرت وجوهه في عسق
سورة القمر
قوله تعالى وانه اهلك عادا الاولى يقرأ بالتنوين مكسورا واسكان اللام
وهمزة بعدها وبطرح التنوين والهمزة وتشديد اللام فالحجة لمن نون واسكن
اللام وحقق الهمزة انه اتى بالكلام على اصله ووفى اللفظ حقيقة ما وجب له
وكسر التنوين لالتقاء الساكنين والحجة لمن حذف التنوين والهمزة وشدد اللام
انه نقل حركة الهمزة الى اللام الساكنة قبلهاثم حذفها فالتقى سكون التنوين
وسكون اللام فأدغم التنوين في اللام فالتشديد من اجل ذلك ومثله من كلامهم
زياد العجم وروي عن نافع الادغام وهمزة الواو فإن صح ذلك عنه فإنما همز
ليدل بذلك على الهمزة التي كانت في الكلمة قبل الادغام
قوله تعالى وثمودا فما أبقى يقرأ بالاجراء وتركه وقد تقدم القول في علة
ذلك وغيره من الاسماء الاعجمية
ومن سورة القمر
قوله تعالى يوم يدع الداع و مهطعين الى الداع يقرآن بإثبات الياء وحذفها
وقد ذكرت علله ومعنى مهطعين مسرعين
قوله تعالى الى شيء نكر يقرأ بضم الكاف واسكانها والاختيار الضم لموافقة
رؤوس الآي ولانه الاصل وان كان الاسكان تخفيفا
قوله تعالى خشعا أبصارهم يقرأ بضم الخاء وتشديد الشين من غير ألف وبفتح
الخاء والف بعدها وتخفيف الشين وكسرها فالحجة لمن ضم الخاء وحذف الالف انه
اراد جمع التكسير على خاشع فقال خشع كما قال تعالى في جمع راكع والركع
سورة الرحمن السجود والحجة لمن فتح الخاء واثبت الالف انه اراد
باللفظ التوحيد وبالمعنى الفعل للمضارعة التي بينهما لان ما بعده مرتفع به
كما قال الشاعر ... وشباب حسن اوجههم ... من اياد بن نزار بن معد ...
فأما النصب في قوله خاشعا وخشعا فعلى الحال
قوله تعالى ففتحنا ابواب السماء يقرأ بالتخفيف اجماع الا ما اختاره ابن
عامر من التشديد فوجه التخفيف ان الفتح انما كان في وقت واحد ووجه التشديد
ان التفتح من السماء كان كالتفجير من الارض شيئا بعد شيء ودام وكثر
قوله تعالى سيعلمون غدا يقرأ بالتاء والياء وقد تقدم القول فيه
و غد ها هنا يوم القيامة وانما كنى عنه ب غد لقوله عز و جل وما أمر الساعة
الا كلمح البصر أو هو اقرب عند الله تعالى من ذلك
ومن سورة الرحمن
قوله تعالى والحب ذو العصف اجماع القراء على الواو الا ابن عامر فانه قرأه
بالف والنصب فالحجة لمن قرأه بالواو انه رده على قوله فيها فاكهة والنخل
ذات الاكمام والحب ذو العصف والحجة لمن قرأه بالالف والنصب انه رده على
قوله والسماء رفعها ووضع الميزان وانبت الحب ذا العصف
قوله تعالى والريحان يقرأ بالرفع والخفض فوجه الرفع بالرد على قوله والحب
والريحان ووجه الخفض بالرد على قوله ذو العصف والريحان لان العصف التبن
والريحان ما فيه من الرزق وهو الحب
سورة الرحمن قوله تعالى
يخرج منهما يقرأ بفتح الياء وضم الراء وبضم الياء وفتح الراء فالحجة لمن
فتح الياء انه جعل الفعل للؤلؤ والمرجان والحجة لمن ضم الياء انه دل بذلك
وبفتح الراء على بناء الفعل لما لم يسم فاعله
قوله تعالى سنفرغ لكم يقرأ بالنون مفتوحة وضم الراء وبالياء مضمومة وفتح
الراء وقد تقدم القول في امثاله ما يدل عليه
فأما ضم الراء وفتحها مع النون فلغتان فصيحتان فأما الضم فعلى الاصل واما
الفتح فلاجل الحرف الحلقي والفرغ ها هنا القصد قال جرير ... الان وقد فرغت
الى نمير ... فهذا حين كنت لها عذابا ...
اما الفراغ من الشغل فوجهه غير هذا الذي ذكرناه
قوله تعالى المنشآت يقرأ بفتح الشين وكسرها فالحجة لمن فتح انه اراد اسم
المفعول الذي لم يسم فاعله والحجة لمن كسر انه اراد بذلك اسم الفاعل كما
تقول اكرمن فهن مكرمات وهن السفن والاعلام ها هنا الجبال واحدها علم
قوله تعالى شواظ يقرأ بضم الشين وكسرها وهما لغتان والمراد بهما اللهب
الذي لا دخان فيه
قوله تعالى ونحاس يقرأ بالرفع والخفض فالحجة لمن رفع انه رده على
سورة الواقعة قوله
شواظ ونحاس والحجة لمن خفض انه رده على قوله من نار ونحاس والنحاس ها هنا
الدخان
قوله تعالى لم يطمثهن يقرأ بضم الميم وكسرها وهما لغتان معناهما الافتضاض
للإبكار وهذا دليل على أن الجن تنكح
قوله تعالى تبارك اسم ربك ذي الجلال اجماع القراء ها هنا على الياء الا ما
تفرد به ابن عامر فيه من الواو لانه جعله وصفا للاسم وجعله الباقون وصفا
لقوله ربك والوصف تابع للموصوف كالبدل والتوكيد وعطف البيان
ومن سورة الواقعة
قوله تعالى وحور عين يقرأ بالرفع والخفض فالحجة لمن رفع انه قال الحور لا
يطاف بهن فقطعهن من اول الكلام واضمر لهن رافعا معناه ومع ذلك حور عين
والحجة لمن حفض انه اشركهن في الباء الداخلة في قوله يطوف عليهم بكأس من
معين وبحور عين فقطعهن بالواو ولم يفرق بين ان يطاف به وبين ان يطوف بنفسه
قوله تعالى عربا اجماع القراء على ضم الراء الا ما تفرد به حمزة و ابو بكر
عن عاصم من اسكانها فالحجة لمن ضم انه اتى بالكلمة على اصلها ووفاها ما
أوجبه القياس لها لانها جمع عروب وهي الغنجة المحبة لزوجها والحجة لمن
اسكن انه استثقل الجمع بين ضمتين متواليتين فخفف بإسكان احداهما
سورة الحديد
قوله تعالى أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما ائنا يقرأ بالاستفهام والاخبار
وقد تقدم ذكره
قوله تعالى بمواقع النجوم يقرأ بالجمع والتوحيد وقد ذكرت علله فيما سلف
والاختيار ها هنا الجمع لانه يراد به مواقع نجوم القرآن ونزوله نجوما من
السماء الدنيا على محمد عليه السلام
قوله تعالى شرب الهيم يقرأ بفتح الشين وضمها فالحجة لمن فتح انه اراد به
المصدر والحجة لمن ضم انه اراد الاسم وقيل هما لغتان معناهما واحد والهيم
جمع اهيم وهيماء وهن العطاش
قوله تعالى نحن قدرنا بينكم الموت اجمع القراء على التشديد للدال الا ابن
كثير فانه خفف وقد ذكر الفرق بينهما
ومن سورة الحديد
قوله تعالى وقد اخذ ميثاقكم يقرأ بفتح الهمزة ونصب ميثاقكم وبضم الهمزة
ورفع ميثاقكم فالحجة لمن فتح انه جعله فعلا لفاعل فنصب ميثاقكم بتعدي
الفعل اليه والحجة لمن ضم انه بنى الفعل لما لم يسم فاعله فدل بالضمة عليه
ورفع ميثاقكم باسم ما لم يسم فاعله والالف في الوجهين الف اصل
قوله تعالى وكلا وعد الله الحسنى يقرأ بالنصب والرفع فالحجة لمن نصب
سورة الحديد كلا انه اعمل فيه وعد مؤخرا كما يعملها مقدما
والحجة لمن رفع انه ابتدأ كلا وجعل الفعل بعده خبرا عنه وعداه الى الضمير
بعده يريد وكل وعده الله الحسنى ثم خزل الهاء تخفيفا لانها كناية عن مفعول
وهو فضلة في الكلام قال الشاعر ... ثلاث كلهن قتلت عمدا ... فأخزى الله
رابعة تعود ...
اراد قتلتهن
قوله تعالى فيضاعفه يقرأ بإثبات الالف والتخفيف وبحذفها والتشديد فالحجة
لهما مذكورة فيما تقدم
قوله تعالى انظرونا يقرأ بوصل الالف وضم الظاء وبقطعها وكسر الظاء الحجة
لمن وصل انه جعله من الانتظار والحجة لمن قطع انه جعله بمعنى التأخير
قوله تعالى وما نزل من الحق يقرأ بالتشديد والتخفيف وقد ذكر فيما مضى
قوله تعالى ان المصدقين والمصدقات يقرآن بتشديد الصاد وتخفيفها فالحجة لمن
شدد انه اراد المتصدقين فأسكن التاء وادغمها في الصاد فالتشديد لذلك
والحجة لمن خفف انه حذف التاء تخفيفا واختصارا
قوله تعالى فإن الله هو الغني الحميد يقرأ بإثبات هو بين الاسم والخبر
وبطرحه فالحجة لمن اثبته انه جعله فاصلة عند البصريين وعمادا عند الكوفيين
ليفصل بين النعت والخبر وله وجه آخر في العربية وهو ان يجعل هو اسما مبتدأ
والغني خبر فيكونا جملة في موضع رفع خبر ان ومثله ان شانئك هو الابتر
سورة المجادلة
وما ورد عليك من امثال هذا فأجره على احد هذيه الوجهين والحجة لمن طرحه
انه جعل الغني خبر ان بغير فاصلة والحميد نعتا له
قوله تعالى لا يؤخذ منكم فدية اجمع القراء فيه على الياء الا ابن عامر
فإنه قرأه بالتاء وقد ذكرت علله فيما تقدم
قوله تعالى بما آتاكم بالمد والقصر فالحجة لمن مد وهو الاكثر انه جعهله من
الاعطاء والحجة لمن قصر وهو اختيار ابي عمرو انه لما تقدم قبله ما فاتكم
رد عليه ولا تفرحوا بما جاءكم لانه بمعناه اليق
ومن سورة المجادلة
قوله تعالى الذين يظهرون مذكوران بوجوه قراءاتها وعللهما في سورة الاحزاب
قوله تعالى يتناجون بالاثم يقرأ بالنون قبل التاء وطرح الالف وبالتاء قبل
النون واثبات الالف فالاول وزنه يفتعلون والثاني وزنه يتفاعلون وكلاهما من
المناجاة ومعناها الحديث والكلام
قوله تعالى في المجلس اجمع القراء فيه على التوحيد الا عاصما فإنه قرأه
بالجمع فالحجة في التوحيد انه اريد به في مجلس النبي صلى الله عليه و سلم
فيكون الخطاب خاصا للصحابة والحجة في الجمع انه اريد به مجلس العلم والذكر
فيكون الخطاب عاما لكافة المؤمنين
سورة الحشر والممتحنة
قوله تعالى واذا قيل انشزوا فانشزوا يقرأ بضم الشين وكسرها وهما لغتان مثل
يلمزون ويلمزون وقد ذكر واصل النشوز التحرك والارتفاع والتحول
ومن سورة الحشر
قوله تعالى يخربون بيوتهم يقرأ بإسكان الخاء والتخفيف وبفتحها والتشديد
فالحجة لمن خفف انه اراد يرحلون ويخلونها تقول العرب اخربنا المنزل اذا هم
ارتحلوا عنه وان كان صحيحا والحجة لمن شدد انه اراد يهدمونها وينقضونها
تقول العرب خربنا المنزل اذا هم هدموه وان كانوا فيه مقيمين
قوله تعالى او من وراء جدار يقرأ بكسر الجيم واثبات الالف بين الدال
والراء على التوحيد وبضم الجيم والدال وحذف الالف على الجمع ومعناه من
وراء حائط وقد ذكرت علل التوحيد والجمع
ومن سورة الممتحنة
قوله تعالى يفصل بينكم يقرأ بضم الياء وفتح الصاد وبفتح الياء وكسر الصاد
وبالتشديد فيهما والتخفيف فالحجة لمن فتح الياء وكسر الصاد وخفف انه اراد
يفصل الله بينكم ودليه قوله وهو خير الفاصلين والحجة لمن قرأه بضم الياء
وفتح الصاد والتخفيف انه جعله فعل ما لم يسم فاعله وكذلك القول في التشديد
فابنه عليه
قوله تعالى ولا تمسكوا اجماع القراء على التخفيف الا ما انفرد به ابو عمرو
من التشديد وقد ذكر الاحتجاج في ذلك بما يغني عن اعادته
سورة الصف
قوله تعالى قد كانت لكم اسوة حسنة يقرأ بضم الهمزة وكسرها وقد تقدم ذكر
علل ذلك في سورة الاحزاب
ومن سورة الصف
قوله تعالى من بعدي اسمه احمد يقرأ بفتح الياء واسكانها فالحجة لمن فتح
التقاء الساكنين سكونها وسكون السين والحجة لمن اسكنها استثقال الحركة
فيها
واحمد ها هنا نبينا صلى الله عليه و سلم ومن الانبياء من له اسمان اتى
بهما القرآن خمسة محمد واحمد واسرائيل ويعقوب وذو النون ويونس وعيسى
والمسيح والياس وذو الكفل
قوله تعالى متم نوره يقرأ بالتنوين والنصب وبحذف التنوين والخفض وقد ذكرت
علته في غير موضع
قوله تعالى ننجيكم من عذاب أليم اجماع القراء على التخفيف الا ابن عامر
فإنه شدد ومعناهما قريب وهما لغتان فالدليل على التخفيف قوله انجينا الذين
ينهون عن السوء والدليل على التشديد قوله تعالى ونجيناه واهله من الكرب
العظيم
قوله تعالى كونوا انصار الله يقرأ بالتنوين على انه نكرة وبطرح التنوين
وإضافته الى اسم الله تعالى على انه معرفة
سورة الجمعة والمنافقون
ومن سورة الجمعة لا خلف فيها إلا التفخيم والإمالة في قوله تعالى كمثل
الحمار يحمل اسفارا وقد ذكر
ومن سورة المنافقون
قوله تعالى كأنهم خشب مسندة يقرأ بإسكان الشين وضمها فالحجة لمن أسكن أنه
شبهه في الجمع ببدنه وبدن ودليله قوله والبدن جعلناها لكم أو يكون أراد
الضم فأسكن تخفيفا والحجة لمن ضم الشين أنه أراد جمع الجمع كقولهم ثمار
وثمر
قوله تعالى لووا رؤوسهم يقرأ بالتشديد والتخفيف وقد ذكرت علله ومعناه
حركوها كالمستهزئين بالقرآن
قوله تعالى وأكن من الصالحين يقرأ بإثبات الواو والنصب وبحذفها والجزم
والإجماع على الجزم إلا ما تفرد به أبو عمرو من النصب فالحجة لمن جزم أنه
رده على موضع الفاء وما اتصل بها قبل دخولها على الفعل لأن الأصل كان لولا
أخرتني أتصدق وأكن كما قال الشاعر
... فأبلوني بليتكم لعلي ... أصالحكم وأستدرج نويا
سورة التغابن والطلاق
فجزم واستدرج عطفا على موضع أصالحكم قبل دخول لعل عليه ومعناه فأبلوني
بليتكم أصالحكم والحجة لمن نصب أنه رده على قوله أصدق لأن المعنى لولا ها
هنا معنى هلا وهي للإستفهام والتحضيض والجواب في ذلك بالفاء منصوب وفيما
شاكله من الأمر والنهي والتمني والجحد والعرض فعطف لفظا على لفظ ليكون
الكلام فيه من وجهه واحد فأعرف ذلك أن شاء الله
ومن سورة التغابن
قوله تعالى يكفر عنه سيئاته ويدخله يقرآن بالياء والنون فالحجة لمن قرأه
بالياء تقديم اسم الله عز و جل في أول الكلام عند قوله ومن يؤمن بالله
والحجة لمن قرأه بالنون أن الله تعالى أخبر بذلك عن نفسه
قوله تعالى يضاعفه يقرأ بإثبات الألف والتخفيف وبحذفها والتشديد وقد ذكر
تقدم ذكر العلة فيه فأغنى عن إعادته
ومن سورة الطلاق
قولهه تعالى إلا أن يأتين بفاحشة مبينة يقرأ بكسر الياء وفتحها وقد ذكر في
النساء
قوله تعالى إن الله بالغ أمره يقرأ بالتنوين والنصب وبحذفه والإضافة وقد
ذكر
سورة التحريم
قوله تعالى وعذبناها عذابا نكرا يقرأ بضم الكاف وإسكانها على ما قدمناه من
القول في سورة القمر والإختيار ها هنا الإسكان وهناك التحريك ليوفق بذلك
ما قبله من رؤوس الاي
قوله تعالى وكأي من قرية يقرأ بالهمز والتشديد للياء بعد الهمز وبألف
ممدودة قبل الهمزة ونون ساكنة بعدها ومعناها معنى كم وقد ذكرنا الحجة فيها
فيما مضى
قوله تعالى يدخله جنات يقرأ بالياء والنون وقد تقدم القول في أمثاله بما
يدل عليه
ومن سورة التحريم
قوله تعالى عرف بعضه يقرأ بتشديد الراء وتخفيفها فالحجة لمن خفف انه أراد
عرف بعضه من نفسه وغضب بسببه وجازى عليه بأن طلق حفصة تطليقة لإذاعتها ما
إئتمنها عليه من سره والعرب تقول لمن يسيء إليها أما والله لأعرفن لك ذلك
والحجة لمن شدد أنه أراد ترداد الكلام في محاورة التعريف فشدد لذلك ومعناه
عرف بعض الحديث وأعرض عن بعضه واحتج بأنه لو كان مخففا لأتى بعده بالإنكار
لأنه ضده بالإعراض
قوله تعالى وإن تظاهرا عليه يقرأ بتشديد الظاء وتخفيفها وقد ذكرت علل ذللك
في عدة مواضع فأغنى عن الإعادة
سورة الملك
قوله تعالى توبة نصوحا يقرأ بضم النون فالحجة لمن ضم أنه أراد المصدر من
قولهم نصح نصوحا كما قالوا صلح صلوحا والحجة لمن فتح أنه حعله صفة للتوبة
وحذف الهاء لأنها معدولة عن أصلها لأن الأصل فيها ناصحة فلما عدلت من فاعل
إلى فعول حذفت الهاء منها دلالة على العدل
والتوبة النصوح التي بعتقد فاعلها أنه لا يعاود فيما تاب منه أبدا
قوله تعالى أن يبدله أزواجا يقرأ بالتشديد والتخفيف وقد ذكرت وجوه علله في
سورة الكهف
قوله تعالى وكتبه و كانت يقرأ بالتوحيد والجمع وقد ذكرت علله فيما تقدم
فإن قيل ما وجه قوله تعالى من القانتين ولم يقل من القانتات فقل أراد من
القوم القانتين ومعنى القانت ها هنا المطيع وفي غير هذا الساكن والداعي
والمصلي ومعنى التذكير في قوله فنفخنا فيه اراد في جيب درعها فذكر للمعنى
ومن سورة الملك
قوله تعالى من تفاوت يقرأ بإثبات الألف والتخفيف وبحذفها والتشديد فالحجة
لمن أثبت الألف وخفف أنه جعله مصدرا لقولهم تفاوت الشيء تفاوتا والحجة لمن
حذفها وشدد أنه أخذه من تفوت الشيء تفوتا مثل تكرم تكرما وقيل هما لغتان
بمعنى واحد كقولهم تعاهد وتعهد ومعناهما الإختلاف
قوله تعالى هل ترى من فطور و فهل ترى لهم من باقية يقرآن بالإدغام
سورة القلم والإظاهر وقد ذكرت علله فيما تقدم
فإن قيل فإن أبا عمرو لم يدغم من أمثال هذين سواههما فقل أحب أن يعرف جواز
اللغتين ليعلمك أنهما مستعملتان
قوله تعالة أأمنتم يقرأ بهمزتين وبهمزة ومدة وقد تقدمت العلة في ذلك آنفا
قوله تعالى فسحقا يقرأ بضم الحاء وأسكانها وقد تقدم ذكره فأما نصبه ففيه
وجهان أحدهما بالدعاء يريد به ألزمهم الله ذلك والآخر على المصدر وإن لم
يتصرف من فعل كقولك سقيا ورعيا وويحا وويلا ولو رفع لجاز رفعه يريد ثبت
لهم ذلك ولزمهم ومنه قول الشاعر
... فترب لأفواه الوشاة وجندل ...
قوله تعالى إن أهلكني الله ومن معي يقرآن بالفتح معا والإسكان وبإسكان
الأولى وفتح الثانية على ما قدمناه من القول في أمثاله
قوله تعالى فستعلمون من هو في ضلال مبين يقرأ بالتاء على معنى المخاطبة
وبالياء على معنى الغيبة
ومن سورة ن القلم
قوله تعالى ن والقلم وما يسطرون يقرأ بالإدغام والإظهار وقد تقدم ذكر علله
في يس
سورة الحاقة
قوله تعالى أن كان ذا مال يقرا بهمزتين وبهمزة ومدة وبهمزة واحدة على لفظ
الإخبار وقد ذكرت علله فيما سلف
قوله تعالى ليزلقونك يقرا بضم الياء وفتحها فالحجة لمن ضم أنه ماخوذ من
فعل رباعي والحجة لمن فتح أنه ماخوذ من فعل ثلاثي ومعناهما ليصيبونك
بأبصارهم لا بأعينهم وكان أحدهم إذا أراد ذلك من شيء تجوع له ثلاثا ثم مر
عليه متعجبا منه فبلغ ما يريده ففعلوا ذلك بالنبي صلى الله عليه و سلم
فوقاه الله شرهم
قوله تعالى عن ساق يقرأ بألف إجماع إلا ما روى من الهمز عن ابن كثير
قوله تعالى وأتبعناهم يقرأ بالنون والالف وبالتاء في موضع النون وحذف
الالف ذرياتهم يقرأ بالتوحيد والجمع فيهما وبالرفع في الاولى والنصب
فالحجة لمن قرأه بالتاء انه جعله فعلا للذرية سواء افرد او جمع فرفعها
بفعلها والحجة لمن قرأ بالنون انه جعل الفعل لله تعالى فنصب الذرية في
الافراد والجمع لتعدي الفعل اليها
فأما الذرية الثانية فلا خلف في نصبها بقوله ألحقنا فالحجة لمن وحد أنه
اجتزأ بالواحد من الجمع وعلامة النصب فيه فتحة التاء والحجة لمن جمع انه
اتى باللفظ على ما اوجبه المعنى وعلامة النصب في الجمع كسرة التاء لانها
نابت في جمع المؤنث مناب الياء في جمع المذكر فاعتدل النصب والخفض في جمع
المؤنث بالكسر كما اعتدل في جمع المذكر بالياء
واصل ذرية في الوزن فعلولة من الذر فقلبوا من الواو ياء وادغموها في الياء
فصارت في وزن فعلية
ومعنى الآية ان الله تعالى يبلغ الولد في الجنة مرتبة والده وان لم
يستحقها بعمله ويبلغ الوالد في الجنة مرتبة ولده وان لم يستوجبها بعمله
اذا تساويا في الدخول اليها نسأل الله فوزا بها برحمته وفضله ودليله قوله
تعالى آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم اقرب لكم نفعا
قوله تعالى وما ألتناهم اجمع القراء على فتح اللام الا ما قرأ به ابن كثير
قوله تعالى لا لغو فيها ولا تأثيم يقرأ بالنصب وطرح التنوين والرفع
والتنوين فالحجة لمن نصب انه بنى الاسم مع لا كبناء خمسة عشر فحذف التنوين
وبناه على الفتح والحجة لمن رفع انه لم يعمل لا واعمل معنى الابتداء وجعل
الظرف الخبر
ومعنى يتنازعون ها هنا يتعاطون ويتداولون ومنه قول الاخطل ... نازعته طيب
الراح الشمول وقد ... صاح الدجاج وحانت وقعة الساري ...
قوله تعالى انه هو البر الرحيم يقرأ بفتح الهمزة وكسرها فالحجة لمن فتح
انه اراد حرف الجر فلما حذفه تعدى الفعل فعمل والحجة لمن كسر انه جعل تمام
الكلام عند قوله ندعوه ثم ابتدأ ان بالكسر على ما اوجبه الابتداء لها
قوله تعالى يصعقون يقرأ بفتح الياء وضمها فالحجة لمن فتح انه جعل الفعل
لهم ولم يعده الى غيرهم فالواو ضمير الفاعلين والنون علامة رفع الفعل
والحجة لمن ضم انه جعل الفعل لما لم يسم فاعله فرفع المفعول بذلك
فان قيل ما وجه رفع المفعول ها هنا بعد ما كان النصب اولى به فقل لانه
اشبه الفاعل في المعنى لان الفعل الذي كان حديثا عن الفاعل صار حديثا عن
المفعول فقام مقامه فأعرب بإعرابه
فإن قيل فعلامة الاعراب انما تقع في آخر الفعل بغير حائل كوقوعها على آخر
حروف الاسم فلم جعلت النون في الفعل المضارع اعرابا وقد حالت الالف والواو
بينهما
سورة الطور وبين الفعل فقل لانه لما كنى عن الفاعل في الفعل
مثنى ومجموعا اختلط بالفعل اختلاطا لا يمكن فصله فصار كبعض حروفه فكأنك لم
تحل بين الفعل وعلامة الرفع بشيء
قوله تعالى ام هم المصيطرون يقرأ بالصاد والسين واشمام الزاي ها هنا وفي
الغاشية وقد ذكرت علل ذلك فيما سلف
ومعنى المصيطر المسلط فأما لفظ مسيطر ومبيقر ومبيطر ومهيمن وكميت وثريا
فمصغرات جاءت عن العرب لا مكبر لهم فاعرفهن
ومن سورة النجم
قوله تعالى اذا هوى وغوى وما أشبه ذلك من اواخر آي هذه السورة يقرأ
بالامالة والتفخيم وبين ذلك وقد ذكرت وجوه علله وعلل رأى فيما تقدم فأغني
ذلك عن الاعادة
قوله تعالى أفتمارونه يقرأ بضم التاء واثبات ألف بين الميم والراء وبفتح
التاء وحذف الالف فالحجة لمن اثبت انه اراد أفتجادلونه ووزنه تفاعلونه من
المماراة والمجادلة بالباطل ومنه قوله عليه السلام لا تماروا بالقرآن فإن
مراء فيه كفر والحجة لمن حذفها انه أراد افتجحدونه
قوله تعالى ومناة الثالثة الاخرى يقرأ بالقصر من غير همز وبالمد والهمز
فالحجة لمن قصر ان الاصل فيها منوة فلما تحركت الواز وقبلها فتحة انقلبت
ألفا وذلك حقها وقياسها والحجة لمن مد انه جعل الالف زائدة لا منقلبة واتى
بالهمزة بعدها لئلا يجمع بين الفين فاللات اسم صنم كان ل ثقيف والعزى اسم
سمرة كانت ل غطفان ومناة اسم صخرة كانت لخزاعة
فأما الوقف على اللات فبالتاء اجماع الا ما تفرد به الكسائي من الوقوف
عليها بالهاء والاختيار التاء لان الله تعالى لما منعهم ان يحلفوا بالله
قالوا اللات ولما منعهم ان يحلفوا بالعزيز قالوا العزى
قوله تعالى قسمة ضيزى يقرأ بالهمز وتركه وهما لغتان ضأز وضاز ومعناهما جار
والاصل ضم الضاد فلو بقوها على الضم لانقلبت الياء واوا فكسروا الضاد
لتصبح الياء كما قالوا في جمع ابيض بيض لتصح الياء
فأما من كسر اولها وهمز فإن كان اراد ان يجعلها اسما ك ذكرى وشعرى فقد
اصاب وان كان جعلها وصفا فلا وجه لذلك لانه لم يأت عن العرب وصف لمؤنث على
وزن فعلى بكسر الفاء
قوله تعالى كبائر الاثم يقرأ بالتوحيد والجمع وقد ذكرت وجوهه في عسق
قوله تعالى وانه اهلك عادا الاولى يقرأ بالتنوين مكسورا واسكان اللام
وهمزة بعدها وبطرح التنوين والهمزة وتشديد اللام فالحجة لمن نون واسكن
اللام وحقق الهمزة انه اتى بالكلام على اصله ووفى اللفظ حقيقة ما وجب له
وكسر التنوين لالتقاء الساكنين والحجة لمن حذف التنوين والهمزة وشدد اللام
انه نقل حركة الهمزة الى اللام الساكنة قبلهاثم حذفها فالتقى سكون التنوين
وسكون اللام فأدغم التنوين في اللام فالتشديد من اجل ذلك ومثله من كلامهم
زياد العجم وروي عن نافع الادغام وهمزة الواو فإن صح ذلك عنه فإنما همز
ليدل بذلك على الهمزة التي كانت في الكلمة قبل الادغام
قوله تعالى وثمودا فما أبقى يقرأ بالاجراء وتركه وقد تقدم القول في علة
ذلك وغيره من الاسماء الاعجمية
قوله تعالى يوم يدع الداع و مهطعين الى الداع يقرآن بإثبات الياء وحذفها
وقد ذكرت علله ومعنى مهطعين مسرعين
قوله تعالى الى شيء نكر يقرأ بضم الكاف واسكانها والاختيار الضم لموافقة
رؤوس الآي ولانه الاصل وان كان الاسكان تخفيفا
قوله تعالى خشعا أبصارهم يقرأ بضم الخاء وتشديد الشين من غير ألف وبفتح
الخاء والف بعدها وتخفيف الشين وكسرها فالحجة لمن ضم الخاء وحذف الالف انه
اراد جمع التكسير على خاشع فقال خشع كما قال تعالى في جمع راكع والركع
سورة الرحمن السجود والحجة لمن فتح الخاء واثبت الالف انه اراد
باللفظ التوحيد وبالمعنى الفعل للمضارعة التي بينهما لان ما بعده مرتفع به
كما قال الشاعر ... وشباب حسن اوجههم ... من اياد بن نزار بن معد ...
فأما النصب في قوله خاشعا وخشعا فعلى الحال
قوله تعالى ففتحنا ابواب السماء يقرأ بالتخفيف اجماع الا ما اختاره ابن
عامر من التشديد فوجه التخفيف ان الفتح انما كان في وقت واحد ووجه التشديد
ان التفتح من السماء كان كالتفجير من الارض شيئا بعد شيء ودام وكثر
قوله تعالى سيعلمون غدا يقرأ بالتاء والياء وقد تقدم القول فيه
و غد ها هنا يوم القيامة وانما كنى عنه ب غد لقوله عز و جل وما أمر الساعة
الا كلمح البصر أو هو اقرب عند الله تعالى من ذلك
ومن سورة الرحمن
قوله تعالى والحب ذو العصف اجماع القراء على الواو الا ابن عامر فانه قرأه
بالف والنصب فالحجة لمن قرأه بالواو انه رده على قوله فيها فاكهة والنخل
ذات الاكمام والحب ذو العصف والحجة لمن قرأه بالالف والنصب انه رده على
قوله والسماء رفعها ووضع الميزان وانبت الحب ذا العصف
قوله تعالى والريحان يقرأ بالرفع والخفض فوجه الرفع بالرد على قوله والحب
والريحان ووجه الخفض بالرد على قوله ذو العصف والريحان لان العصف التبن
والريحان ما فيه من الرزق وهو الحب
يخرج منهما يقرأ بفتح الياء وضم الراء وبضم الياء وفتح الراء فالحجة لمن
فتح الياء انه جعل الفعل للؤلؤ والمرجان والحجة لمن ضم الياء انه دل بذلك
وبفتح الراء على بناء الفعل لما لم يسم فاعله
قوله تعالى سنفرغ لكم يقرأ بالنون مفتوحة وضم الراء وبالياء مضمومة وفتح
الراء وقد تقدم القول في امثاله ما يدل عليه
فأما ضم الراء وفتحها مع النون فلغتان فصيحتان فأما الضم فعلى الاصل واما
الفتح فلاجل الحرف الحلقي والفرغ ها هنا القصد قال جرير ... الان وقد فرغت
الى نمير ... فهذا حين كنت لها عذابا ...
اما الفراغ من الشغل فوجهه غير هذا الذي ذكرناه
قوله تعالى المنشآت يقرأ بفتح الشين وكسرها فالحجة لمن فتح انه اراد اسم
المفعول الذي لم يسم فاعله والحجة لمن كسر انه اراد بذلك اسم الفاعل كما
تقول اكرمن فهن مكرمات وهن السفن والاعلام ها هنا الجبال واحدها علم
قوله تعالى شواظ يقرأ بضم الشين وكسرها وهما لغتان والمراد بهما اللهب
الذي لا دخان فيه
قوله تعالى ونحاس يقرأ بالرفع والخفض فالحجة لمن رفع انه رده على
شواظ ونحاس والحجة لمن خفض انه رده على قوله من نار ونحاس والنحاس ها هنا
الدخان
قوله تعالى لم يطمثهن يقرأ بضم الميم وكسرها وهما لغتان معناهما الافتضاض
للإبكار وهذا دليل على أن الجن تنكح
قوله تعالى تبارك اسم ربك ذي الجلال اجماع القراء ها هنا على الياء الا ما
تفرد به ابن عامر فيه من الواو لانه جعله وصفا للاسم وجعله الباقون وصفا
لقوله ربك والوصف تابع للموصوف كالبدل والتوكيد وعطف البيان
قوله تعالى وحور عين يقرأ بالرفع والخفض فالحجة لمن رفع انه قال الحور لا
يطاف بهن فقطعهن من اول الكلام واضمر لهن رافعا معناه ومع ذلك حور عين
والحجة لمن حفض انه اشركهن في الباء الداخلة في قوله يطوف عليهم بكأس من
معين وبحور عين فقطعهن بالواو ولم يفرق بين ان يطاف به وبين ان يطوف بنفسه
قوله تعالى عربا اجماع القراء على ضم الراء الا ما تفرد به حمزة و ابو بكر
عن عاصم من اسكانها فالحجة لمن ضم انه اتى بالكلمة على اصلها ووفاها ما
أوجبه القياس لها لانها جمع عروب وهي الغنجة المحبة لزوجها والحجة لمن
اسكن انه استثقل الجمع بين ضمتين متواليتين فخفف بإسكان احداهما
قوله تعالى أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما ائنا يقرأ بالاستفهام والاخبار
وقد تقدم ذكره
قوله تعالى بمواقع النجوم يقرأ بالجمع والتوحيد وقد ذكرت علله فيما سلف
والاختيار ها هنا الجمع لانه يراد به مواقع نجوم القرآن ونزوله نجوما من
السماء الدنيا على محمد عليه السلام
قوله تعالى شرب الهيم يقرأ بفتح الشين وضمها فالحجة لمن فتح انه اراد به
المصدر والحجة لمن ضم انه اراد الاسم وقيل هما لغتان معناهما واحد والهيم
جمع اهيم وهيماء وهن العطاش
قوله تعالى نحن قدرنا بينكم الموت اجمع القراء على التشديد للدال الا ابن
كثير فانه خفف وقد ذكر الفرق بينهما
قوله تعالى وقد اخذ ميثاقكم يقرأ بفتح الهمزة ونصب ميثاقكم وبضم الهمزة
ورفع ميثاقكم فالحجة لمن فتح انه جعله فعلا لفاعل فنصب ميثاقكم بتعدي
الفعل اليه والحجة لمن ضم انه بنى الفعل لما لم يسم فاعله فدل بالضمة عليه
ورفع ميثاقكم باسم ما لم يسم فاعله والالف في الوجهين الف اصل
قوله تعالى وكلا وعد الله الحسنى يقرأ بالنصب والرفع فالحجة لمن نصب
سورة الحديد كلا انه اعمل فيه وعد مؤخرا كما يعملها مقدما
والحجة لمن رفع انه ابتدأ كلا وجعل الفعل بعده خبرا عنه وعداه الى الضمير
بعده يريد وكل وعده الله الحسنى ثم خزل الهاء تخفيفا لانها كناية عن مفعول
وهو فضلة في الكلام قال الشاعر ... ثلاث كلهن قتلت عمدا ... فأخزى الله
رابعة تعود ...
اراد قتلتهن
قوله تعالى فيضاعفه يقرأ بإثبات الالف والتخفيف وبحذفها والتشديد فالحجة
لهما مذكورة فيما تقدم
قوله تعالى انظرونا يقرأ بوصل الالف وضم الظاء وبقطعها وكسر الظاء الحجة
لمن وصل انه جعله من الانتظار والحجة لمن قطع انه جعله بمعنى التأخير
قوله تعالى وما نزل من الحق يقرأ بالتشديد والتخفيف وقد ذكر فيما مضى
قوله تعالى ان المصدقين والمصدقات يقرآن بتشديد الصاد وتخفيفها فالحجة لمن
شدد انه اراد المتصدقين فأسكن التاء وادغمها في الصاد فالتشديد لذلك
والحجة لمن خفف انه حذف التاء تخفيفا واختصارا
قوله تعالى فإن الله هو الغني الحميد يقرأ بإثبات هو بين الاسم والخبر
وبطرحه فالحجة لمن اثبته انه جعله فاصلة عند البصريين وعمادا عند الكوفيين
ليفصل بين النعت والخبر وله وجه آخر في العربية وهو ان يجعل هو اسما مبتدأ
والغني خبر فيكونا جملة في موضع رفع خبر ان ومثله ان شانئك هو الابتر
سورة المجادلة
وما ورد عليك من امثال هذا فأجره على احد هذيه الوجهين والحجة لمن طرحه
انه جعل الغني خبر ان بغير فاصلة والحميد نعتا له
قوله تعالى لا يؤخذ منكم فدية اجمع القراء فيه على الياء الا ابن عامر
فإنه قرأه بالتاء وقد ذكرت علله فيما تقدم
قوله تعالى بما آتاكم بالمد والقصر فالحجة لمن مد وهو الاكثر انه جعهله من
الاعطاء والحجة لمن قصر وهو اختيار ابي عمرو انه لما تقدم قبله ما فاتكم
رد عليه ولا تفرحوا بما جاءكم لانه بمعناه اليق
قوله تعالى الذين يظهرون مذكوران بوجوه قراءاتها وعللهما في سورة الاحزاب
قوله تعالى يتناجون بالاثم يقرأ بالنون قبل التاء وطرح الالف وبالتاء قبل
النون واثبات الالف فالاول وزنه يفتعلون والثاني وزنه يتفاعلون وكلاهما من
المناجاة ومعناها الحديث والكلام
قوله تعالى في المجلس اجمع القراء فيه على التوحيد الا عاصما فإنه قرأه
بالجمع فالحجة في التوحيد انه اريد به في مجلس النبي صلى الله عليه و سلم
فيكون الخطاب خاصا للصحابة والحجة في الجمع انه اريد به مجلس العلم والذكر
فيكون الخطاب عاما لكافة المؤمنين
قوله تعالى واذا قيل انشزوا فانشزوا يقرأ بضم الشين وكسرها وهما لغتان مثل
يلمزون ويلمزون وقد ذكر واصل النشوز التحرك والارتفاع والتحول
قوله تعالى يخربون بيوتهم يقرأ بإسكان الخاء والتخفيف وبفتحها والتشديد
فالحجة لمن خفف انه اراد يرحلون ويخلونها تقول العرب اخربنا المنزل اذا هم
ارتحلوا عنه وان كان صحيحا والحجة لمن شدد انه اراد يهدمونها وينقضونها
تقول العرب خربنا المنزل اذا هم هدموه وان كانوا فيه مقيمين
قوله تعالى او من وراء جدار يقرأ بكسر الجيم واثبات الالف بين الدال
والراء على التوحيد وبضم الجيم والدال وحذف الالف على الجمع ومعناه من
وراء حائط وقد ذكرت علل التوحيد والجمع
قوله تعالى يفصل بينكم يقرأ بضم الياء وفتح الصاد وبفتح الياء وكسر الصاد
وبالتشديد فيهما والتخفيف فالحجة لمن فتح الياء وكسر الصاد وخفف انه اراد
يفصل الله بينكم ودليه قوله وهو خير الفاصلين والحجة لمن قرأه بضم الياء
وفتح الصاد والتخفيف انه جعله فعل ما لم يسم فاعله وكذلك القول في التشديد
فابنه عليه
قوله تعالى ولا تمسكوا اجماع القراء على التخفيف الا ما انفرد به ابو عمرو
من التشديد وقد ذكر الاحتجاج في ذلك بما يغني عن اعادته
قوله تعالى قد كانت لكم اسوة حسنة يقرأ بضم الهمزة وكسرها وقد تقدم ذكر
علل ذلك في سورة الاحزاب
قوله تعالى من بعدي اسمه احمد يقرأ بفتح الياء واسكانها فالحجة لمن فتح
التقاء الساكنين سكونها وسكون السين والحجة لمن اسكنها استثقال الحركة
فيها
واحمد ها هنا نبينا صلى الله عليه و سلم ومن الانبياء من له اسمان اتى
بهما القرآن خمسة محمد واحمد واسرائيل ويعقوب وذو النون ويونس وعيسى
والمسيح والياس وذو الكفل
قوله تعالى متم نوره يقرأ بالتنوين والنصب وبحذف التنوين والخفض وقد ذكرت
علته في غير موضع
قوله تعالى ننجيكم من عذاب أليم اجماع القراء على التخفيف الا ابن عامر
فإنه شدد ومعناهما قريب وهما لغتان فالدليل على التخفيف قوله انجينا الذين
ينهون عن السوء والدليل على التشديد قوله تعالى ونجيناه واهله من الكرب
العظيم
قوله تعالى كونوا انصار الله يقرأ بالتنوين على انه نكرة وبطرح التنوين
وإضافته الى اسم الله تعالى على انه معرفة
ومن سورة الجمعة لا خلف فيها إلا التفخيم والإمالة في قوله تعالى كمثل
الحمار يحمل اسفارا وقد ذكر
ومن سورة المنافقون
قوله تعالى كأنهم خشب مسندة يقرأ بإسكان الشين وضمها فالحجة لمن أسكن أنه
شبهه في الجمع ببدنه وبدن ودليله قوله والبدن جعلناها لكم أو يكون أراد
الضم فأسكن تخفيفا والحجة لمن ضم الشين أنه أراد جمع الجمع كقولهم ثمار
وثمر
قوله تعالى لووا رؤوسهم يقرأ بالتشديد والتخفيف وقد ذكرت علله ومعناه
حركوها كالمستهزئين بالقرآن
قوله تعالى وأكن من الصالحين يقرأ بإثبات الواو والنصب وبحذفها والجزم
والإجماع على الجزم إلا ما تفرد به أبو عمرو من النصب فالحجة لمن جزم أنه
رده على موضع الفاء وما اتصل بها قبل دخولها على الفعل لأن الأصل كان لولا
أخرتني أتصدق وأكن كما قال الشاعر
... فأبلوني بليتكم لعلي ... أصالحكم وأستدرج نويا
فجزم واستدرج عطفا على موضع أصالحكم قبل دخول لعل عليه ومعناه فأبلوني
بليتكم أصالحكم والحجة لمن نصب أنه رده على قوله أصدق لأن المعنى لولا ها
هنا معنى هلا وهي للإستفهام والتحضيض والجواب في ذلك بالفاء منصوب وفيما
شاكله من الأمر والنهي والتمني والجحد والعرض فعطف لفظا على لفظ ليكون
الكلام فيه من وجهه واحد فأعرف ذلك أن شاء الله
قوله تعالى يكفر عنه سيئاته ويدخله يقرآن بالياء والنون فالحجة لمن قرأه
بالياء تقديم اسم الله عز و جل في أول الكلام عند قوله ومن يؤمن بالله
والحجة لمن قرأه بالنون أن الله تعالى أخبر بذلك عن نفسه
قوله تعالى يضاعفه يقرأ بإثبات الألف والتخفيف وبحذفها والتشديد وقد ذكر
تقدم ذكر العلة فيه فأغنى عن إعادته
قولهه تعالى إلا أن يأتين بفاحشة مبينة يقرأ بكسر الياء وفتحها وقد ذكر في
النساء
قوله تعالى إن الله بالغ أمره يقرأ بالتنوين والنصب وبحذفه والإضافة وقد
ذكر
قوله تعالى وعذبناها عذابا نكرا يقرأ بضم الكاف وإسكانها على ما قدمناه من
القول في سورة القمر والإختيار ها هنا الإسكان وهناك التحريك ليوفق بذلك
ما قبله من رؤوس الاي
قوله تعالى وكأي من قرية يقرأ بالهمز والتشديد للياء بعد الهمز وبألف
ممدودة قبل الهمزة ونون ساكنة بعدها ومعناها معنى كم وقد ذكرنا الحجة فيها
فيما مضى
قوله تعالى يدخله جنات يقرأ بالياء والنون وقد تقدم القول في أمثاله بما
يدل عليه
قوله تعالى عرف بعضه يقرأ بتشديد الراء وتخفيفها فالحجة لمن خفف انه أراد
عرف بعضه من نفسه وغضب بسببه وجازى عليه بأن طلق حفصة تطليقة لإذاعتها ما
إئتمنها عليه من سره والعرب تقول لمن يسيء إليها أما والله لأعرفن لك ذلك
والحجة لمن شدد أنه أراد ترداد الكلام في محاورة التعريف فشدد لذلك ومعناه
عرف بعض الحديث وأعرض عن بعضه واحتج بأنه لو كان مخففا لأتى بعده بالإنكار
لأنه ضده بالإعراض
قوله تعالى وإن تظاهرا عليه يقرأ بتشديد الظاء وتخفيفها وقد ذكرت علل ذللك
في عدة مواضع فأغنى عن الإعادة
قوله تعالى توبة نصوحا يقرأ بضم النون فالحجة لمن ضم أنه أراد المصدر من
قولهم نصح نصوحا كما قالوا صلح صلوحا والحجة لمن فتح أنه حعله صفة للتوبة
وحذف الهاء لأنها معدولة عن أصلها لأن الأصل فيها ناصحة فلما عدلت من فاعل
إلى فعول حذفت الهاء منها دلالة على العدل
والتوبة النصوح التي بعتقد فاعلها أنه لا يعاود فيما تاب منه أبدا
قوله تعالى أن يبدله أزواجا يقرأ بالتشديد والتخفيف وقد ذكرت وجوه علله في
سورة الكهف
قوله تعالى وكتبه و كانت يقرأ بالتوحيد والجمع وقد ذكرت علله فيما تقدم
فإن قيل ما وجه قوله تعالى من القانتين ولم يقل من القانتات فقل أراد من
القوم القانتين ومعنى القانت ها هنا المطيع وفي غير هذا الساكن والداعي
والمصلي ومعنى التذكير في قوله فنفخنا فيه اراد في جيب درعها فذكر للمعنى
قوله تعالى من تفاوت يقرأ بإثبات الألف والتخفيف وبحذفها والتشديد فالحجة
لمن أثبت الألف وخفف أنه جعله مصدرا لقولهم تفاوت الشيء تفاوتا والحجة لمن
حذفها وشدد أنه أخذه من تفوت الشيء تفوتا مثل تكرم تكرما وقيل هما لغتان
بمعنى واحد كقولهم تعاهد وتعهد ومعناهما الإختلاف
قوله تعالى هل ترى من فطور و فهل ترى لهم من باقية يقرآن بالإدغام
فإن قيل فإن أبا عمرو لم يدغم من أمثال هذين سواههما فقل أحب أن يعرف جواز
اللغتين ليعلمك أنهما مستعملتان
قوله تعالة أأمنتم يقرأ بهمزتين وبهمزة ومدة وقد تقدمت العلة في ذلك آنفا
قوله تعالى فسحقا يقرأ بضم الحاء وأسكانها وقد تقدم ذكره فأما نصبه ففيه
وجهان أحدهما بالدعاء يريد به ألزمهم الله ذلك والآخر على المصدر وإن لم
يتصرف من فعل كقولك سقيا ورعيا وويحا وويلا ولو رفع لجاز رفعه يريد ثبت
لهم ذلك ولزمهم ومنه قول الشاعر
... فترب لأفواه الوشاة وجندل ...
قوله تعالى إن أهلكني الله ومن معي يقرآن بالفتح معا والإسكان وبإسكان
الأولى وفتح الثانية على ما قدمناه من القول في أمثاله
قوله تعالى فستعلمون من هو في ضلال مبين يقرأ بالتاء على معنى المخاطبة
وبالياء على معنى الغيبة
قوله تعالى ن والقلم وما يسطرون يقرأ بالإدغام والإظهار وقد تقدم ذكر علله
في يس
قوله تعالى أن كان ذا مال يقرا بهمزتين وبهمزة ومدة وبهمزة واحدة على لفظ
الإخبار وقد ذكرت علله فيما سلف
قوله تعالى ليزلقونك يقرا بضم الياء وفتحها فالحجة لمن ضم أنه ماخوذ من
فعل رباعي والحجة لمن فتح أنه ماخوذ من فعل ثلاثي ومعناهما ليصيبونك
بأبصارهم لا بأعينهم وكان أحدهم إذا أراد ذلك من شيء تجوع له ثلاثا ثم مر
عليه متعجبا منه فبلغ ما يريده ففعلوا ذلك بالنبي صلى الله عليه و سلم
فوقاه الله شرهم
قوله تعالى عن ساق يقرأ بألف إجماع إلا ما روى من الهمز عن ابن كثير
صفحة 2 من اصل 2 • 1, 2
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى