لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

وقفات مع السيرة النبوية ـ 14		 Empty وقفات مع السيرة النبوية ـ 14 {الأربعاء 17 أغسطس - 20:26}

بسم الله الرحمن الرحيم
وقفات مع السيرة النبوية ـ 14
التأريخ:28/5/1425هـ
المكان: جامع أبي بكر الصديق بالقطيف
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره. ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا.
من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له.
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
((يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)) [آل عمران: 102]
((يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا)) [النساء: 1]
((يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيماً)) [الأحزاب: 70 و71]. أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
فقد بلغنا في رحلتنا المباركة مع نفس رسول الله ص الطاهرة إلى قبيل وصوله للمدينة، وقد تسامع الناس بخبر خروج رسول الله وما وضعته قريش من الجوائز لمن قدر عليه حيا أو ميتا، وعلموا أن الله جل وعلا أنقذ رسوله وأعز دينه، فكانوا كل يوم يخرجوا إلى نواحي المدينة يتأملوا أن يستقبلوا رسول الله غ وأن ينعموا بالنظر إليه، فإذا غلبهم حر الشمس ولم يجدوا ظلا رجعوا إلى بيوتهم، وفي أحد أيام الاثنين من شهر ربيع الثاني انصرف الناس من حر الشمس ودخل رسول الله ص نواحي المدينة، فكان أول من رآه رجل من اليهود يعلم بما ينظر الناس وكان على سور من أسوارهم فصرخ بأعلى صوته: يا معشر العرب هذا جدكم ـ أي نصيبكم ـ الذي تنتظرون. فثار المسلمون إلى السلاح فتلقوا رسول الله بظهر الحرة.
جاءهم حبيب الله خليل الرحمن صفوة الله من خلقه، إمام الناس يوم القيامة سيد ولد آدم.
وأي فرحة كانت فرحتهم وأي حظ كان حظهم وأي فضل كان فضلهم، فقد رأوا رسول الله ص وصاروا أصحابه، ومن ذا الذي لا يطمع لمثل هذا الفضل.
فمال بهم رسول الله ص حتى نزل بهم في بني عمرو بن عوف، فقام أبو بكر ي للناس وجلس رسول الله صامتا فطفق من جاء من الأنصار ممن لم ير رسول الله يحيي أبا بكر حتى أصابت الشمس رسول الله فأقبل أبو بكر حتى ظلل عليه بردائه فعرف الناس رسول الله عند ذلك فلبث رسول الله في بني عمرو بن عوف بضع عشرة ليلة وأسس مسجد قباء الذي أسس على التقوى وصلى فيه رسول الله ثم ركب راحلته وسار يمشي معه الناس حتى بلغ رسول الله غ جانب الحرة ثم بعث إلى الأنصار فجاؤوا إلى نبي الله غ وأبي بكر زهاء خمسمائة من الأنصار فسلموا عليهما وقالوا: (اركبا آمنين مطاعين،فركب نبي الله غ وأبو بكر وحفوا دونهما بالسلاح فقيل في المدينة جاء نبي الله جاء نبي الله صلى الله عليه وسلم فأشرفوا ينظرون ويقولون جاء نبي الله جاء نبي الله()
دخل رسول الله المدينة النبوية فأضاء كل شيء فيها، فما من حصاة ولا صخرة ولا ثمرة إلا تبسمت ضاحكة فرحة بجوار رسول الله ص.
ولو رأيت الناس وكل واحد منهم يجذب ناقة رسول الله غ لعله أن ينال شرف نزوله عنده، وهو يقول: دعوها فإنها مأمورة، دعوها فإنها مأمورة. لو رأيتم لعلمت صدق محبتهم وتبجيلهم لرسول الله.
قال ابن كثير: فمشوا حول ناقته لا يزال أحدهم ينازع صاحبه زمام الناقة شحا على كرامة رسول الله وتعظيما له وكلما مر بدار من دور الانصار دعوه إلى المنزل فيقول دعوها فانها مأمورة فإنما أنزل حيث أنزلني الله.
وكان حالهم كما قال الشاعر:
وقد ضمنا يوم التلاقي ولفَّنا ِعناقٌ على أعناقنا ثم ضيقُ
فلم تر إلا مخبرا عن صبابةٍ بشكوى وإلا عبرةً تترقرقُ
فأحسن بنا والدمع بالدمع واشح يمازجه والخد بالخدِّ ملصقُ
فأقبلت ناقة رسول الله ص تسير الهوينا حتى نزلت بجانب دار أبي أيوب، وهناك بركت الناقة برسول الله فلم ينزل عنها حتى وثبت فسارت غير بعيد ورسول الله واضع لها زمامها لا يثنيها به ثم التفتت خلفها فرجعت إلى مبركها أول مرة فبركت فيه، فبنى مسجده حيث بركت فقد حبسها حابس الفيل، وأمرها رب السموات والأرض فأطاعت.
الخطبة الثانية:
الحمد لله الذي شرف المدينة بمقام رسوله فيها فكانت حرما وأمانا للعالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد:
فقد ازدانت المدينة وتورقت بدخول رسول الله ص إليها حتى فاخرت به المدن وبلغت بفخرها عنان السماء.
في أول دخول رسول الله تحددت العلاقة مع اليهود فقد أخرج لنا البخاري عن أنس رضي الله عنه قال: بلغ عبد الله بن سلام مقدم رسول الله غ المدينة فأتاه فقال إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي ما أول أشراط الساعة وما أول طعام يأكله أهل الجنة ومن أي شيء ينزع الولد إلى أبيه ومن أي شيء ينزع إلى أخواله فقال رسول الله غ خبرني بهن آنفا جبريل قال فقال عبد الله ذاك عدو اليهود من الملائكة فقال رسول الله غ أما أول أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد حوت وأما الشبه في الولد فإن الرجل إذا غشي المرأة فسبقها ماؤه كان الشبه له وإذا سبق ماؤها كان الشبه لها قال أشهد أنك رسول الله ثم قال يا رسول الله إن اليهود قوم بهت إن علموا بإسلامي قبل أن تسألهم بهتوني عندك فجاءت اليهود ودخل عبد الله البيت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أي رجل فيكم عبد الله بن سلام قالوا أعلمنا وبن أعلمنا وأخيرنا وابن أخيرنا فقال رسول الله غ أفرأيتم إن أسلم عبد الله؟قالوا: أعاذه الله من ذلك فخرج عبد الله إليهم فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله فقالوا شرنا وابن شرنا ووقعوا فيه.
فقد ظهر لرسول الله وأصحابه كذب يهود ومكرهم وأنهم لن يأمنوا جانبهم، وظهر ليهود صدق رسول الله وأنه النبي الموعود قال الله تعالى: ((الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)) [البقرة:146]
وأيضا تحددت العلاقة مع رأس المنافقين، فقد قدمنا أن الصحابة كانوا يختصمون على رسول الله كلٌ يدعوه إلى داره ويعده بالنصرة وهو يقول دعوها فإنها مأمورة حتى مر في طريقه بعبد الله بن أبي سلول وهو في بيت فوقف رسول الله ينتظر أن يدعوه إلى المنزل وهو يومئذ سيد الخزرج في أنفسهم فقال عبد الله أنظر الذين دعوك فانزل عليهم فذكر ذلك رسول الله لنفر من الأنصار فقال سعد بن عبادة يعتذر عنه لقد من الله علينا بك يا رسول الله وإنا نريد أن نعقد على رأسه التاج ونملكه علينا.
فحسد رسول الله على هذا الفضل واجتماع الناس عليه فصار عدوا لله ورسوله وصار حطب جهنم.
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى